عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 06-15-2017, 05:48 AM
 
عندما ينقشع الظلام ....
الجزء 3


-هدوء اليل العاتم ,وسكون الظلام القاتم,وسلطة الظلم الجاثم.متى ياتى الصباح الباسم؟ تلك تساؤلات الناظر والناقم,والمناظل والحاتم.
(حين يغيب الحق عن عيني الاعمى ويملاء صدره المتصدع بالحقد رغبته بالتفشي. حينها تنحدر الطهارة والنقاء ...وتنكسر البراءة والصفاء ...ويعم شر وبلاء... بدن بشر قد وءد الخير والوفاء.. في داخله قطع وريد الرحمه واعدمه من الحياه وهنا حقا تبدا الماساه....)

منذ دوى الصرخة القويه والكل متوجس متاهب لما سيحدث اذ ان الصرخات المتباعده المفاجئه لم تكن غريبة على هذا المكان النائي,وكما ان وليام الفتى الهادئ دائما قد اطلق احدى الصرخات المشابهه ذات يوم ,وذالك ما كان يفكر به الفتى الذي لم يبرح مكانه بل تمسك بزاويته وماذا سيرى الا العذاب لم يهرع اليه؟,
اما زيد الذي امسك بقبضات الزنزانة بقوة كان ينظر الى مكان الصوت ربما القى نظرات عطف وشفقه او دعوات من قلب مكلوم ...ولكن’ تلك الروح التى اغمضت عينها للابد من هذا العذاب لن تعيدها النظرات الشارده ولا الزاغه ,تاركة خلف رحيلها مزيج من مشاعر الشامت الغاشم,اؤ المتعاطف المتالم ’ولا احد سيرى الجسد الذي سيرمى في الجليد خارج المكان المظلم.
لاكن مازل هناك اثر للجريمة التى لا يعرف رقمها من بين الجرائم تماما لديهم جرائم كمياه البحر الذي يخبئ في جوفه الكثير ,الدماء التى رسمت خطا على الرخام طول الممر والذي جروا صاحبها كشاة مسلوخة لشاهدة على لؤم الئام,وجرم الذئاب,وتتوراى في الجليد وينسوها لا يعلم صاحبها ولا مسموح هنا بالكلام او كان للكلام معنى؟
ولكن : (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا)..هذا ماكان يهمس به زيد مواسيا نفسه ..
ان شعور العجز عن النصرة لوحده لمؤلم...
-زيد هل رايت المقتول؟همس وليام بانكسار مطاطئا راسه..
تنهد زيد وهو يجر خطاه الى وليام ..نعم لكن لم اميز وجهه من قفاه لشدة الدماء..كان غارقا في دمائه..ولكن سؤالك ليدل على انك تعرفه اصحيح ضني ؟
قال وليام بصوت باكي :اجل اميز صوته من كل الاصوات..في رحلتى الطويلة الى هذا السجن من العاصمه الى هذا المكان النائي رافقنى لبعض الوقت شخصا رائعا كان اكثر من قابلته لطفا وشجاعة لا يخاف شيئا واظنه لم يستطيعو ترويضه فقتلوه انهم يعاملون المساكين كالبهائم ,ورغم ذالك كان قوي الارادة لا يقهر اذكر حين كنا معا بداية اقامتنا في السجن هذا في الساحة الخارجيه كان اكثرنا اعتراضا واكثرنا ردا في الحديث متحديا جميع الوان العذاب ودائما ما كنت اتالم لحاله واطالبه قليلا بالخضوع رفقا بحاله التى يرثى لها فقال(في كل الاحوال ساموت فلن اموت ذليلا ابدا) .
قال زيد باهتمام شديد وعينان غارقتان وصوت قلق :ما اسمه ياوليام ..؟
وقبل ان يجيب وليام ..كان هناك شخص يراقبهما من خلف القضبان بعينان براقتان في وسط الظلام لا يلحظها الا من يتامل لبرهه ...الرجل الغريب مجددا؟
التفت وليام للرجل باندهاش ..وزيد كان يعاود السؤال عن المقتول لان قفاه كان باتجاه القضبان فلم يرى الرجل المراقب ..وحينها تنحنح الرجل منبها الى وجوده حتى التفت زيد ...وحينها اشار الى زيد بالاقبال اليه ..مما جعل زيد يصرَّ وجهه ويتجهم ..ووليام يراقب واستغرابه يزداد؟
هم الرجل حينها بالانصراف حين حرك احدى نعليه وقفاه
-توقف..(هتف زيد بغضب شديد)
التفت الرجل ببرود :ماذا؟
يزداد احمرار وجه زيد ويهب قائما باندفاع الى القضبان ويخرج يده منها وياخذ الرجل بتلابيبه لانه كان قريبا منها:قل لي ايها الرجل مالذي يحدث هنا ولم قتل هذا الذي قبل قليل؟
كانت تعابير زيد مخيفة جدا جعلت الرجل الصلب يتردد ثم يجيب ببرود مفتعل :الم اشر اليك ؟
زيد وهو يشد على ثياب الرجل ويزداد في حدة صوته: اجبنى جوابا شافيا ليس مبهما هذه ليست لعبه هذه روح قتلت..
حينها كشر الرجل بانفعال متخليا عن بروده ودافعا يدا زيد :وهل انا من قتلته؟
زيد بانفعال :ومن اذا؟
الرجل يحاول استعادة بروده مجددا :هذا يحدث دائما.
واردف ساخرا:اوه نسيت انك جديد على هذا المكان سترى ما يسوئك اكثر فحافظ على اعصابك رويدا,ثم هب انك علمت القاتل وسبب القتل اكنت فاعلا شيئا؟لست سوى مطوقا بهذه الجدران لا حول لك ولا قوه..فلا تدعي القوة فربما تلحق بذااك الهالك.
ثم مشى مترنما بخطواته ؟؟وزيد يكاد يغلى من غيظه والمه.
ووليام المندهش يقضم اظافره بتفكير وتوجس"مابال هذا الرجل يخيل الي انه متناقض اهو حقا مثلهم ام هو جاسوس ام ماذا؟
وقبل ان يبتعد الرجل الغريب قال لزيد دون ان يلتفت اليه: لديك ضيف سيحل عليك لا تنسى اكرامه تبدوا شهما كريما..
لم يجب زيد بشئ سوى بانسحابه وانطوائه يلملم مشاعره متجها الى زاويته بانكسار تذكر رفقائه الذين لم يراهم منذ مدة طويله والذي كانت تصرفات الرجل هذا تذكره بايامه مع رفاقه..(وسبح في ذكرياته)
-هناك في احدى القرى –
وفي احد البيوت البسيطه:
جاء بصخب ذاك الشاب الاشقر باسم الوجه مبتهج المحيا يحمل بيده شيئا من الحلوى وبيده الاخرى كتابا وخاطب الضيف الجالس ملوحا بالكتاب ثم يضع الحلوى امامه : زيد هذا الكتاب الذي ساناقشك بافكاره الان ولاكن لحظه لم لم تحظر اخوك الصغير معك؟
اجاب زيد وهو يقوم ليصافح الشاب : مرحبا سامي لم احضر اخي معي انه مع امي في رحلة للسوق , ولكن قلي ماامر هذا الكتاب؟
جلس سامي بقربه بحماس :اسمع زيد هذا الكتاب التاريخي يحكي وقائع ولاكن باطلاعي على معظم الكتب فهو ليس بجيد في طرحها اذ ان بها بعض التناقظ وهذا يفسر عدم دقة الكاتب في سرد الوقائع واثباتها.
ما رايك؟
زيد باهتمام :اعتقد انك يجب ان تتاكد اولا من صحة معلوماته اذا لم تكن بتلك الدقة لا داعي لاقتنائه فلن يفيدك في شئ.
سامي وهو ينهض:هذا ما فكرت به ساعيده لصاحبه.
ثم نهض متحمسا:انت تشترك معي في افكاري يا زيد حزر ما اريد ان افعل الان.
زيد بضحك عفوي :تحشو معدتك بالحلوى .
سامي يضحك ويحرك سبابته نافيا :لا لم تصب هذه المره يازيد.
زيد يبتسم :ولم؟
سامي :هناك مكان ساذهب اليه مناسب للتامل اؤلا ثم سناكل الحلوى فيه سيعجبك يا زيد .
واخذ يد زيد بحرارة وانفعال :لنذهب اليه يا زيد.
*******
امسك زيد يديه وكانه يحاول الامساك بطيف سامي ثم تنهد بالم ...شعور ما يراوده بغرابة هذه المره ..هز راسه ردا على وساوسه ونهض الى وليام بخطوات قلقه وجلس بقربه ونظر باضطراب واتبع بسؤاله:وليام ما اسم الذي قتل قبل قليل قلت انك قابلته لوقت قصير اليس كذالك؟
قال وليام وهو يطرق نظره للاعلى:رائيته اؤل مرة حين جرونى لعربة الشرطة بعد اعتراضي على فعلهم بالمراة المسكينه ورايت من الجهة الاخرى رجال من الشرطة ايضا يجرون شابا يقاومهم باستماتة وهم يردون عليه بالمثل حتى دفعوه الى جهتى وربطوه معي ورغم الضرب الذي تلقاه نظر الي وهو يبتسم ؟ وكانه لم يحدث له شئ !؟سائلا عن اسمي وسبب وجودي هنا.
فاجبته باسمي وقصتى وسالته بالمثل فكانت قصته انه اقتحمو بيته الصغير وحاول منعهم بغضب فساقوه الى هنا ...
زيد بترقب وتوجس :ما اسمه يا وليام؟
قال وليام متابعا :قال لي وليام ايها اللطيف ستعانى منهم كثيرا ولاكن لا تجعل لهم سبيلا اليك كن قوي فهم لن يفعلوا بك الا امر الله هذا اقصى ما يستطيعون فعله لا تحزن اذا ظلمك هاؤلاء الوحوش حتى ان قتلوك فانت ستكون شهيدا خالدا.
تعجبت من قوته!! فقلت له سائلا ما اسمك ؟
فقال لي ببسمة عريضة شقت طريقها في وجهه المخدوش والذي ملائته الجروح والقروح واللكمات :
-يا وليام اللطيف نادني (سامي )..
*******



التعديل الأخير تم بواسطة صفيه صفصف ; 06-16-2017 الساعة 02:54 AM
رد مع اقتباس