عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-14-2017, 02:39 AM
 
Sunflower - عباد الشمس | قصة قصيرة ~


أبدعت و تألقت


وردة المودة



SUNFLOWER - عباد الشمس
هوَ يروي :
يومٌ آخر انتصف نهاره
فنشرت الشمسُ أشعتها الحارة والحارقة للغاية تلسع كل ما تتسلط فوقه
سماءٌ زرقاء صفت من الغيوم عدا بضع وحيدة تفرقت بيضائها بين أزرقٍ و اخر...
أخضر المروج على يميني و شمالي تشعشع بريقا صافٍ أفعم بالحياة
و تحتي اسفلت بهت سواده مع مرورِ العقود فأمسى رمادي فاتح باهت اكتسته غبرة تراكمت مع مرور الزمن فتخلل بهوته شقارها الفاتح
و كما لو كان بخارًا شفافا تصاعد من الاسفلت اللاسع الحرارة مكونا سرابًا يهتزّ شمالا ويمينا كما الحال مع الشمس المستديرة التي زينت زرقة السماء
كيف لا و هو شهر أغسطس.
أزيزٌ خفيف أصدرته عجلات دراجة هوائية إثر احتكاك مطاطها باسفلت الطريق و كلاهما يغلي حرا
أمتطي تلك الدراجة الهوائية صفراء اللون في ذاك الطريقِ الخالي
فهو قديمٌ لا تمر به سوى بضع سيارة كل فترة
علّ هذا سبب عشقي للمرور منه فلا أضطر للانتباه لما حولي كثيرًا
وأتلذذ بتلك الألحانِ العذبة التي تصدر من سماعات أذني خضراء اللون المتصلة بهاتفي الكحلي
الذي استراح في السلة الأمامية قرب كيس به علبتا كولا
و بالطبع أرفع مستوى الصوت لأقصاه تقريبا فلا أسمع حولي بوضوح و ليس و كأنني أهتم
أربت بسبابتي على مقبضِ المقود تارةً و أدندن بلحنِ الأغنية تارةً اخرى
و ها أنا عائد من دروسِ التقوية الصيفية كما العادة، ليس و كأنني فعلا أحتاج إليها
لأصدق القول فلديّ سببٌ واحد يدفعني لأخذها عمدا، لسلكِ هذا الطريق بالذات
و التوقف عند حقل عباد الشمس يساري بالذات
و ها أنا أمر به، حقلُ عباد الشمس الموعود
ها هو يحجب الأفق المستدير يساري و يكتسي المنظر بدل ذاك السهلِ الفسيح
ركنت دراجتي يسار الطريق و أنزلت سندها الحديدي
خلعت سماعات الأذن دون أن ابه بإطفاءِ الموسيقى فأنا أكسل من ذلك و أكثر استعجالا
انتشلت الكيس البلاستيكي ناصع البياض و وقفت أحدق بظهرها شاردًا به لوهلة، حسنا هي لم تكن وهلة...
من ستكفيه وهلة من التحديق بهذا الشعرِ الأصفر الذهبي كأوراقِ عباد الشمس
تلك الأذرع السمراء التي تعدت الحنطية بدرجة أو أقل ربما ؟
و ذلك الفستان الأخضر الغني كما ساق عباد الشمس...
نعم، هي تعطيني ظهرها، تشبك ذراعيها إلى الخلف
و النسيم اللطيف يجيء بشعرها و يذهب به مرارا ببطء و سلاسة، لستُ أعرف اسمها
لكني بالتاكيد أعرف أني هنا من أجلها.. و كما اعتدت تسميتها... فتاة عباد الشمس !
كدت أخطو خطوةً إلى الداخل إلى أن استوقفتني تلك المزهريةُ الصغيرة داخلا زهرة صفراء متوسطة الحجم...
هززت كتفي أعلى و أسفل غير آبه بها و تقدمت خطوتان ثم هتفت
- أوي !

هيَ تروي :
يومٌ صيفي شديدُ الحرارة قد جاء و انتصفت به الظهيرة
النسيمُ العليل يلفح جسدي و يتخلل فستاني الخفيف الفضفاض ينعشني بطريقةٍ أو بأخرى
أقف هنا ككل يوم أطالع عباد الشمس أو هكذا يظن هو !، زهرةُ البنفسج خاصتي !
أتساءل هل سياتي اليوم ربما ؟، أتمنى أن يتحدث معي هذه المرة !
سئمت انتظاره و هو يختلس النظر إلي كل يوم !، حسمت امري.. سأحدثه إن لم يحدثني !، إما اليوم و إما أبدا أجل !
و ها هو يأتي على ذكره يا إلهي !!
هذا بالتاكيد صوت شحيح مكابح دراجته الهوائية... حسنا لننتظر...
مرت دقائق انتظرته أن يبادر أولا.. لكن لايبدو أنه سيفعل..
قلت أني سأبدا لكن تبا هذا محرج.. أنا متوترة من التنفس بأريحية فما بالك في الحديث !
- أوي !
قالها صوته الصبياني المبحوح،لقد هتف بها !، لكن أهي من أجلي يا ترى ؟
لم ألتفت له خوفا من أن أكون لست المقصودة و كم سيكون ذلك محرجا !، لكنه كرر مرةً أخرى و أتبعها بجملة
- أوي !، يا فتاة عباد الشمس !
أيقصدني بذلك ؟، أظن أن علي أن ألتفت ؟، ربما !
التفت إليه و ابتسامة حاولت جعلها مرتاحه وعذبة قدر الإمكان لكن أظنني فشلت !
و ها أنا ألمحه بوضوح أخيرا، بشرةٌ سمراء حنطية، وجه امتزج بين الرجولةِ و الطفولية لكن وسيم للغاية !
عيناه البنفسجيتان كزهرةِ البنفسج، و شعره البني الفاتح الذي تغمق بشرته بدرجات عشر و ربما أكثر
هو متوسط الطول فلا هو قصير و لا هو فارع الطول
جسده نحيل لكن بأكتاف عريضة هو أوسم مما اعتقدت بمراحل !
+ كنت أنتظرك لتبادر بمحادثة منذ وقتٍ ليس بقصير...
خرجت تلك الجملة من بيت شفتاي دونما وعي مني فارتبكت اكثر... ماذا سيفكر عني الآن يا ترى ؟
ابتسم لي بلطف وفرك رأسه عابثا بشعراته التي أكاد أجزم أنها ناعمة كما الحرير فردّ علي بخفوت قليل
- منذ متى تم اكتشاف أمري ؟
قهقهت له بخفة مجيبة بدوري
+ منذ البداية يا زهرة البنفسج.. منذ البداية !

هوَ يروي :
هتفت لها بادئ الأمر فلم ترد علي... تبا ألا تعلم أني استجمعت شجاعتي لأفعل ؟
شهقت و زفرت بعمق و قمت أتنهد مرارًا و تكرارًا محضرا نفسي للمناداة عليها مجددا
و فعلا هتفت و ناديتها بفتاة عبادِ الشمس علها تدرك أني أقصدها
و بالفعل التفتت إلي و ابتسامةٌ دافئة فاضت بالعذوبة و اللطف تنبثق من شفاها، قالت على حين غرة
+ كنت أنتظرك لتبادر بمحادثة منذ وقتٍ ليس بقصير...
اقسمي !!، تبا منذ متى و هي تعلم !، هذا محرج لدرجةِ الجنون !
يجب علي سؤالها رغما عني، ستفعلها رغما عنك يا أنا !، و بالفعل فعلتها و كم أشعر بالفخر بنفسي !
قهقهت بخفة مجيبة لي
+ منذ البداية يا زهرة البنفسج.. منذ البداية !
أقهقهت توا ؟، لي ؟، فعلتها من أجلي !، تلك القهقهة اللطيفة الرقيقة لي وحدي و لأجلي !
مهلا أنادتني توا بزهرةِ البنفسج ؟، حسنا لا عجب فأنا أناديها بفتاةِ عباد الشمس، قلت محدثا نفسي
- إذا فكلانا ينعت الآخر بزهرة...
لأتفاجا بردها المرح
+ يبدو ذلك فعلا !
أجفلت مرتبكا و رفعت ساعدي موازيا لذقني هاتفا بخفوت
- تبا لي لا أكف عن التفكيرِ بصوتٍ عال !!
قهقهت فتاة عباد الشمس ثم تلتها ضحكة رقيقة اكتسبت من العلو شيئا فأردفت
+ أنت مسل جدا يا زهرة البنفسج !، سعيدة كوننا تحدثنا...
انتشلت علبة من أصل علبتي كولا و سرت متقدما باتجاهها و هي تحدق بي بابتسامةٍ لطيفة..
امتدت يدي تجاهها و قلت
- خذي.. الجو حار أليس كذلك ؟
نظرت إلى يدي بصمت و وضعت كلتا كفيها على العلبة و يدي معا قائلة
+ شكرا لك جدا، لكني و للأسف أثمل من علبة كولا صغيرة و لطيفة كهذه لذا سأمتنع عن تناولها !
هتفت بتفاجؤ
- أهذا النوع من الأشخاصِ موجودٌ حقا ؟!
عبست بطفولية و قالت معاتبة
+ الكولا يعتبر مشروبًا للبالغين في عدة دول حول العالم !
فرددت مقهقها باستمتاع
- أحقا !
لترد بدورها فورا
+ أجل حقا !
قهقهنا معا و يال سعادتي التي لا توصف حاليا، كان علي استجماع شجاعتي مبكرا و الحديث إليها !
لم أشعر بالوقت يمر و نحن نتحدث إلى بعضنا نتذمر تارةً و نتمازح تارةً أخرى، كادت الشمس تغرب فقالت
+ ألن تقلق عليك أسرتك إن بقيتِ أطول ؟
هتفت بقلق
- هذا سيء !، أمي ستقتلني فور عودتي بكل تأكيد !
تركتها ملوحا لها بيدي و أنا أهتف
- اراك غدا يا فتاة عبادِ الشمس ! إياكِ و أن لا تأتي !
فهتفت هي الأخرى لي
+ سأنتظرك بفارغ الصبر فهذا سطري !
ركبت دراجتي على عجل وقد تشابكت سماعات الأذن بالمقود والبدالات فلملمتها بارتباك ليرتفع هاتفي دون أن أنتبه و يسقط
همست بسخط
- تبا !
فقهقهت هي من مكانها لتهتف
+ أستطيع أن أخمن أنك تشتم حتى و أنا هنا !
فهتفت بدوري
- ألن تشتمي إن سقط هاتفكِ الغالي أرضا
+ أتقول هذا لآنسةٍ فعلا ؟
- آسف
+ لا تبدو كذلك إطلاقا !
ثم قهقهنا معا بعد سلسلةِ الهتافات تلك لأركب دراجتي إلى المنزل و أقود بسرعة علي أن أصل قبل المغيب و الذي لن يحدث أبدا !
بعد فترة و قبل أن يسدل الليل ستاره بالكامل ركنت دراجتي و هرولت إلى منزلي فتحت الباب مهرولا في الممر هاتفا
- لقد عدت !
فقابلتني هتافاتُ أمي من المطبخ
× لو كنت تاخرت دقيقة بعد لكنت قتلتك أتفهم !
تجاهلتها تماما مرتميا أمام مكيفِ الهواء في صالتنا يابانية الطراز و أنا انعش كل انش من جسدي ببرودةِ الهواء لافحا جسدي
أطلّت امي من المطبخ آمرة
× استحم ريثما أجهز العشاء
همهمت بالموافقة و امتثلت لأمرها
استحممت، تناولت عشائي معها و أختي التي تصغرني بخمسة أعوام وحدنا فوالدي لايعود إلا نادرا بسببِ العمل
ومن فوري خلدت إلى النوم متبسما في سريري أسترجع الوقت الذي قضيته مع فتاةِ عباد الشمس
صباح يوم جديد أشرق ورنين المنبهِ المزعج لايتوقف، نهضت من فوري على غير العادة مغلقا إياه متوجها إلى الحمام و منه لأغير ثيابي، و على غير العادة فأنا اليوم محتار بما أبتغي ارتدائه
في النهاية اكتفيت ببنطال أسود من الجنز و قميص مرقط بألوانٍ عسكرية
هرولت إلى الأسفل بعجل و التقطت خبزة من على الطاولة المحضرة سلفا فقالت أمي بتعجب
× لم أتخيل أن اليوم الذي ستستيقظ فيه مبكرا دون أن أقوم بازعاجك لثلاثة أرباع الساعة سيأتي !، ما سر هذه الحيوية ؟
ابتسمت لها بلطف و قلت
- متشوق لما بعد المدرسة !
و قبل أن أفتح لها أي مجالٍ للحديث هرولت نحو الباب هاتفا
- اني ذاهب !
أغلقت الباب خلفي، اعتليت دراجتي و قدت بسرعة الى المدرسةِ الصيفية و أنا متشوق حقا لما بعدها
لفتاة عباد الشمس !، مرت الدروس دون أن أشعر وأنا أفكر بها فأمست الساعة الواحدة والنصف، ساعة الفرج !
توجهت إلى آلة العصير مقتنيا علبة كولا و أخرى لعصيرِ البرتقال آملا أن تقبله مني هذه المرة !
فكيف لي أن انسى أنها لا تشرب المشروبات الغازية
انطلقت بدراجتي الهوائية إلى طريقي المعتاد، لكن هذه المرة أقود بأقصى سرعة، دون سماعات أو ملهيات أخرى
و قلبي يخفق بحماس بينما ابتسامة ترتسم على وجهي، و بوقتٍ أقدره على أنه نصف ما أستهلكه للوصول يوميا
وصلت حقل عباد الشمس و ها هي هناك، هتفت من فوري قبل أن أنزل عن دراجتي
- يا فتاة عباد الشمس !
فالتفتت إلي لتهتف بسعادة
+ زهرة البنفسج !!
هممت اليها بخطوات سريعة ووقفت امامها لتردف
+ أتيتَ مبكرا اليوم !
فرفعت لها الكيس البلاستيكي قائلا مع ابتسامة
- و معي عصير برتقال طبيعي !
شبكت أناملها قبيلة فاها بخفة لتقول بمرحٍ و سعادة
+ شكرا لك يا زهرة البنفسج !، أعشق عصير البرتقال !

هيَ تروي :
قهقه قهقهة خففة و ساحرة و قد بدت عليه السعادة
ارتبكت فقط حينها و بعثرت نظراتي أرجاء المكان ثم قلت في النهاية بهمسٍ مرتبك
+ ألك أن تفتحه لي من فضلك ؟
فرد بكل عفوية
- أفتحه ؟، و لِمَ لا !، سأفتحه من أجل عباد الشمس !
تحلق مفتاح العلبة المعدنية إصبعه و رفعه إلى الأعلى ليصدر بسة خفيفة و يتصاعد بخار خفيف منه فمدها لي قائلا بلطف
- تفضلي آنستي !
أجبته منحنية و قد رفعت أطراف فستاني بنبل
+ شكرا لك سيدي !
تناولتها منه فقهقهنا معا على الموقف الذي كنا فيه
جلسنا على الأرضية أنا أطوي قدماي يميني و هو يمدّ قدما و يطوي الأخرى إلى الأعلى مستندا بيديه إلى الخلف
ننظر إلى السماء و نشبه الغيوم بأمورٍ عدة حتى سأل هو
- كم عمركِ يا عباد الشمس ؟
فأجبته ممازحة و قد وكزت خصره بسبابتي بخفة
+ من العيب سؤال آنسة عن عمرها !
ثم أردفت بغرورٍ مصطنع
+ لكني سأخبرك فقط لكونك زهرة البنفسج !، سبعة عشر فماذا عنك ؟
أجاب
- أصغر منك بعامٍ واحد !
هتفت بتفاجؤ
+ تمزح !
- وأهناك مشكلة أصلا ؟
هززت رأسي بهدوء نافية
+ ليس كذلك !
غير الموضوع سريعًا
- أتحبين عباد الشمسِ كثيرا ؟
+ أجل جدا !، حتى أنني من تعتني بهذا الحقل فهو ملك لجدي !، لقد زرعه يوم جئت إلى هذه الدنيا احتفالا بميلادي !، و لسببٍ ما فأنا متعلقة به جدا كما ترى
- همممم، إذا فأنتِ فتاة عباد الشمس حقا !
هتفت بسعادة + أجل !

هوَ يروي :
مرت الأيام تليها الأخرى، و لفترةٍ بسيطة لم أقدر المجيء حيث هي، حيث فتاة عباد الشمس
كنت ألوح لها عند قارعة الطريق وأحيانا نتبادل أحاديث قصيرة وأنا أمتطي دراجتي
وأشرح لها انشغالي مع أسرتي و دراستي، فإن لم أكن غبيا فأنا لست بذلك الذكاء فعلا
دخلت منزلي كالعادة لتقول أمي من المطبخ
× تورو، احذر التجوال قرب حقل عباد الشمس كثيرا.. يزعم أن حوادث سير تحدث على ذلك الطريق على مقربة من الحقلِ المسكون !
سألت بهدوء
- مسكون ؟
فأردفت الأم بأسى و شفقة
× يقال أن شابة قد توفيت هناك قبل عدة أسابيع و الحوادث بدأت من وقتها !
ابتسمت ساخرا لأرد مطمئنا أمي
- هراء يا أمي !، لم أسمع أو أرى أثرا لحادثٍ واحد من قبل !
فردت معاتبةً اياي
× قلبي غير مطمئن فتوخَ الحذر لأجلي !
عانقت والدتي القلقة هامسا لها
- سأتوخى الحذر فقط لأجلك و لأجلك خصيصا يا عزيزتي !
فبادلتني والدتي العناق ثم ابتعدت عني دون أن تتركني قائلة
× استحم و انزل لتناول الطعام !
امتثلت لأمرها و هكذا مرّ يومان و أنا غير قادر على إمضاءِ الكثير من وقتي مع فتاةِ عباد الشمس
لكن أخيرا اليوم سأقضي كل وقتي معها حتى الغسق فقد هاتفت والدتي مسبقا مبلغا إياها تأخري

هيَ تروي :
أشعر بوحدةٍ قاتلة وبردٍ قارص، نحول وحزن ينهش جسدي.. أريد رؤيتك !
الحديث معك مطولا كما نفعل دوما يا زهرة البنفسج !، فقط متى تأتي و تمضي وقتك بأكمله رفقتي ؟
ما الذي يشغلك عني ؟، أتراك أمسيت تكرهني
همست بآخر جملة بصوتٍ مسموع دونما وعي مني ليفاجئني صوته المبحوح قائلا
- و من يستطيع أن يكره زهرة ؟!
أجفلت هاتفة و أقسم أن فزعا طفوليا ارتسم على وجهي ملتفتة نحوه
+ كيا !، منذ متى و أنت هنا ؟
مدّ ذراعه نحوي و هو يمسك بكفه علبة عصير برتقال فقال مع ابتسامةٍ عذبة
+ توا فقط
انتشلتها منه بإحراجٍ خفيف فجلس قربي يفتح علبة الكولا خاصته
- آسف لعدم مجيئي الفترة السابقة و إمضاء الكثير من الوقت معك !، لم يكن بيدي حقا !
ابتسمت له نافية علي أهدأ من حزنه الذي بان على نبرته مهما حاول إخفائه
+ لا بأس معي طالما أنك هنا اليوم و غدا و بعده و إلى الأبد
ابتسم لي بدوره فسـل
- لماذا أطلقتِ علي زهرة البنفسج ؟، أبسبب لون عيني ؟
هتفت مدافعة
+ لست حتى قريبا للسبب !، زهرة البنفسج هي الولاء التواضع و الإخلاص !، لقد كنت و لا تزال و ستبقى في نظري صديقا وفيا و مخلصا !، الشخص الوحيد الذي التفت إلي وأعطى اعتبارًا لوجودي في هذا الحقل !، بسيط رغم ذكائك وسامتك ومرحك، أنت زهرة بنفسج دونما شك !

هوَ يروي :
صفرت بإعجاب و صفقت لها بحرارة هاتفا
- برافو !، لم أتوقع أنكِ تجيدين لغة الزهور !
فهتفت هي الأخرى بمرحٍ و عتاب ممزوج بغضبٍ طفولي
+ ما ردة الفعل هذه ؟!، هنا عليك أن تتاثر و تحمر خجلا !
قهقهت بخفة مربتا على شعرها
- و كيف أفعل و قد عينتني صديقًا للأبد !
اكتست الحمرة وجنتيها ثم قالت بارتباك
+ قصدت أنك وفي للأبد لا صديق له !
تسمرت مكاني دهشة من كلامها و أخذ الصمتُ عنوانا لنا لبضع وقت و التوتر سيد المكان لا الصمت !
ثم قالت بتوتر
+ ولماذا تناديني عباد الشمس يا زهرة البنفسج ؟
أخذت نفسًا عميقا ثم زفرته قائلا
- ليس سببا عميقا كخاصتكِ ، فأنتِ بشعرك الأشقر، بشرتك السمراء كلبّها، و عيناك الخضراوتان كسيقانها، وقوفكِ بشموخ بينها... كلها تذكرني بعباد الشمس..
أجفلت مدركا لأسال بعفوية
- على ذكر الأمر لم أعرف اسمكِ حتى الآن...
فهمست هي من فورها
+ دعنا نستمر بمناداة بعضنا هكذا أطول يا زهرة البنفسج.. رجاء
استشعرت الحزن في نبرة صوتها لكني ابتسمت مربتا على رأسها بلطف ثم قلت
- كما تشاء فتاة عباد الشمس
نهضت مودعا إياها ثم توجهت نحو دراجتي فهتفت
+ نيه !، أتحب عباد الشمس !
فأجبتها هاتفا و أنا أمتطي دراجتي
- أكثر من أي شيء آخر !
و دون أن أترك لها أي فرصةٍ للكلام قدت دراجتي نحو المنزل، تعمدت ذلك لأني و بالتأكيد محرج كالجحيم !

هيَ تروي :
أقال توا أنه يحب عباد الشمس أكثر من أي شيء آخر ؟!، أكان يقصد ما قاله ؟!
لا لا مهلا لا تخلطي الأمور ببعضها البعض يا أنا !، هو قال أحب عباد الشمس !، لم يكن يعنيكِ... صحيح ؟!
أنا محرجة جدا، حرارتي مرتفعة بحق... أحب زهرة البنفسج أيضا... جدا...
لكن.. لا أستطيع تدمير حياته أكثر من هذا..

هوَ يروي :
عدت إلى منزلي و روتيني المعتاد، لكن هذه المرة على العشاء أتاني خبر صادم حقا !،
فقد تناولت محطة التلفاز خبرا يفيد بحادث سير على الطريقِ القديم قبيلة حقل عباد الشمس...
السيارة لم تصطدم بشي و مع ذلك طعجت مقدمتها بقوةٍ كبيرة
السائق الدامي بالكاد حي و مفاد شهادته أنه لمح فتاة بشعر اشقر بشرة سمراء
و ثوبٌ أخضر تقف في منتصفِ الطريق و جسدها دام تماما، لم يكد يضغط المكابح حتى ارتطم بها لكن لا أثر لها و لا لدمها في المكان
انتفضت من مكاني واقفا و قد علق الطعام في حلقي فسعلت بضع مرة مطبطبا على صدري
تناولت معطفي من شماعة الملابس لأخرج دون أي كلمة وسط هتافات والدتي الناهرة
سرت بسرعةٍ جنونية مع أن الطريق معتم لأدوس على حصى انتصفت الطريق القديم قرب حقل عباد الشمس
لأقع عن دراجتي مرتطما بالاسفلت الخشن البارد،
لم أقوى على الحراك للحظة اذ استقريت بعد دحرجةٍ طويلة على جانبي الأيمن و اكتفيت أتأوه بصمتٍ وتكتم
بعد فترةٍ قصيرة حاولت النهوض وفعلا وقفت فسرت أعرج إلى حقل عباد الشمس..
حيث محبوبتي التي لا أعرف لها اسما... هتفت لها
- أأنتِ هنا يا فتاة عباد الشمس ؟
لكن لا مجيب
تلبسني فزعٌ و رهبةٌ كبيرين فهتفت مجددا بصوتٍ مرتجف
- أرجوكِ أجيبي !
لتقول باستنكارٍ منكسر
+ ماذا تفعل هنا !
ما لبثت أن سمعت صوتها الرقيق هذا فاندفعت نحوها معانقا إياها و بقوةٍ شديدة هامسا
- حمدا لله !
ارتعبت هي هاتفةً بذعر
+ لا تلمسني !!
ابتعدت عنها أنظر اليها بصدمة ثم طأطأت رأسي إلى الأسفل هامسا
- آسف..
طبعا !، من أنا لأعانقها هكذا بكل جرأة ؟، من تظن نفسك تورو ؟
ما لبثت هي أن لمحت ملامحي حتى زاد فزعها قائلة
+ أنت تنزف !، رأسك تنزف !، ماذا حدث !
ابتسمت لها مطمئنا
- لا بأس.. خطأي.. وقعت من على الدراجة...
فجأة تذكرت ما رأيت. سمعت على التلفاز فهتفت بقلق
- أنتِ على ما يرام صحيح ؟، من كانت على التلفاز لم تكن أنت صحيح ؟!، ذاك السائق اللعين كان يتخيل فحسب !!، لا شك أنه ثمل !
أظلمت عينيها لترد علي ببرود
+ لم يكن كذلك تورو...
مهلا.. أقالت تورو توا ؟! أنى لها معرفة اسمي !!
أردفت
+ فأنا ميتةٌ من الأساس... قبل أن نلتقي
فتحت عيناي على أوسعها غير قادر على استيعابِ ما تفوهت به لتكمل
+ قبل عدة أسابيع... مت في حادث سير... السائق صدمني و هرب... لكني لم أختفي لسببٍ ما... فقد بقيت وحيدةً في حقل عباد الشمس هذا... ثم جئت أنت تراقبني تورو.. في حين ان لم يكن هناك من يراني.. إن خطوت خارج الحقل تحل كارثة.. لكني تقت لرؤياك بشدة... لم أستطع التمهل ريث الغد... أنا آسفة... إن لمستني طويلا ستموت أنت الآخر و هذا ما لا أريده انا.. أن أسلب الشخص الذي أحببت حياته...
بهدوءٍ مخيف قلت
- لا تقرري بنفسك
نظرت إلي بتعجب فأكملت مع ابتسامةٍ لطيفة
- لأني سأكون سعيدًا بأن أكون قرب عباد الشمس إلى الأبد...
تهاويت إلى الأسفل رغما عني لتلتقطني هاوية إلى الأرض هي الأخرى والدموع تنهمر من عينيها فسألت بارتجاف
+ لِمَ ؟
- أحبك يا عباد الشمس
قلت بوهن ثم تشوشت رؤيتي فمددت ذراعي نحوها لتلتقط كفي بكفها واضعة إياه على خدها فأردفت بتعب
- ألي أن أعرف اسمك ؟
لتجيب هي بصوتٍ مهزوز مرتجف
+ هيناتا... اسمي هو هيناتا..
ابتسمت بوهن هامسا
- حقا.. أنتِ عباد الشمس الواحد و الوحيد...
+ ألا بأس إن أخذتك ؟
اتسعت ابتسامتي و أغمضت عيني قائلا بوهنٍ أكبر و أكبر
- كلّي لك..

هيَ تروي :
دموعي كالشلالات تنزل آبية التوقف.. قلبي يخبرني أن أتشبث به و عقلي ينهرني عن ذلك..
إن تمسكت به أكثر هو سيكون مثلي روحا بلا جسد...
سألت إن كان لا بأس بذلك حقا و أعطاني إجابةً جعلت قلبي يرفرف سعادة
و ما لبث حتى وهنت ملامحه و اختفت ابتسامته التي لطالما عشقتها.. لقد قتلت حبي الأول والوحيد...
ذراعان أحاطتا بي من الخلف بعناقٍ دافئ
و رغم عدم امتلاكنا لجسد... نحن سنبعث الدفئ لبعضنا بعضا بكل تأكيد... فنحن لا أحد سوانا لأحدنا الآخر

FINE

×+×+×+×+×+×+×

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كح كح ، اخباركم مينا ؟ن إن شاء الله تمام ~
هذي اول ون شوت لي هنا ~ ، واول ون شوت رومنسي اكتبه بشكل عام ْxDDD
لكنه لن يكون الاخير إن شاء الله ~~
الزبدة ، عاد انا كنت ناسي هالونشوت ولاخطر ع بالي انشره xDDDDD
وشكرًا لـ ديورين ، ذكرتني ان عندي ونشوتز مومنشورات
عباد الشمس ربما سـ تبقى افضل عمل رومنسي سـ اكتبه في حياتي !
وفكرتها جاتني من انمي Zetsuen no tempest يوم صديق البطل وحبيبته مروا من حقل عباد الشمس
وعاد انا هنا نطيت وقلت لازم اعمل ونشوت عن عباد الشمس ! #كف xDDD
وبطريقة او باخرى صارت القصة كذا
اعرف شبتقولون ، انا انسان شرير ماعندي شغلة وعملة غير انه يعذب شخصياته
اجل انا كذا، ومقدر اتغير مهما حاولت #لاني لم احاول ويعجبني ما انا عليه
عندي ون شوت اخرى بنشرها في القريب العاجل
تحت عنوان : هَل هوَ ظِلُكَ حقًا
عاد هذي الونشوت هي اللي رهيبة بحق !، واحس بالانجاز لاني كتبتها بصراحة !
وونشوت قيد الكتابة : شركاء في الجريمة
ادعولي اكملها بس xDDDD
وبس انيروني بردودكم ولاتبخلوا فيها ~
إكسينو

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 06-14-2017 الساعة 04:09 PM
رد مع اقتباس