عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 06-11-2017, 03:56 PM
 

المٓـــــــعِزوفٓـــــــة الثٓــــــــــــــانِــــــية



***

: أذا قُل لي ماذا كنت تفعل هنا !؟
أبتسم أبتسامة لعوبة ثم أردف : كنت آريد فقط آن آختلي بنفسي قليلًا
أبتسمت أبتسامة واسعة و أسندت جسدها النحيل على الجدار : أذًا !؟
ألتفت لها باستغراب : أذًا !؟
آعقبت : لن تخبر الأدارة صحيح ؟
ضحك بخفه على تفكيرها، قد مرت نصف ساعة على لقائهما و يبدوا أن الموضوع بلفعل كان يشغلها . ألتفت بجسده نحوها و بعثر خصلات شعرها البندقي بعشوائية
: حسنًا أيتة المتدربة الصغيرة لن أخبر أحدًا بشرط
أبتعدت خطوة للخلف بأنزعاج و هي تعيد ترتيب خصلات شعرها : و ماهو ؟
اكمل : أن لا تخبري أحدًا عن مجيئي هنا ؟ ، آتفقنا !
هزت رأسها ببساطة : حسنًا ، أنه شرط سهل على أية حال
تنهد بأرتياح و أجتاحته القليل من السعادة كونها لم تعرفه و أنهما الان يتكلمان بعفوية متناهيه لا يفسدها المجاملات و الرسميات ،
ألتفت ليراها توجهة نحو غرفة التدريب و يبدوا أنها ستغادر ، تبعها بخطوات سريعة و توقف أمام الباب
: هل سترجلين الأن ؟
أردفت و هي تجمع حاجياتها : أجل فقد تأخر الوقت و شارفة الشمس على الشروق و عمال التنظيف سيأتون بعد ساعة من الأن
وقف بحيرة و شعر بقليل من الحزن لا يريد لها أن ترحل فقد آستمتع معها اليوم بلفعل و أستمتع بدور المسؤل عن قسم " تأهيل الفنانين " كما قال لها ! ، رأى يدها البيضاء الممدوة له فرفع رأسة لتلتقي عيناهما
: سعدت بلقائك سيد كريس و آشكرك مره أخرى
مد يده ليصافحها : لا داعي لشكر لم أفعل شيئا
تراجعت بعض خطوت و شبكت أصابع يديها بلخلف : أذا ألى اللقاء
رفع يده ليودعها : ألى اللقاء
رأها تسير نحو البوابة الرأيسية قاصده الخروج ، هتف فجآة : ما أسمك ؟
وقف بضع لحظات ثم أستدارت : نيهان
أبتسم لها بخفة : شكرا يا أنسة نيهان !
عقدت حاجبها بأستغراب : تشكرني على ماذا ؟
أردف بعد بضع لحظات : الأيام كفيلة بأن تكشف لك !!
أومات برأسها بعدم فهم و كل ما يدور برأسها الأن " هل هو مختل عقليًا يا ترى ؟"

***

قضى بعض من الوقت في غرفة التدريب اللتي كانت تتدرب بها نيهان ، كان هاتفة يضيئ و يطفيئ بدون أصدار أي صوت و لم بتوقف ! ، توقف عن الرقص للحظات و توجه نحوه و هو يرمقة بنظرات مشتعلة ، أنتشله من الأرض و قراء أسماء الأشخاص اللذين أفسدوا عليه خلوته و راحته و كـ العادة فأن 'جوليان' يترأس القائمة بجدارة و تلية " السيدة كلوديا' ، ظهرت شبح أبتسامة على ثغرة و تجاهل أتصالات البقية و أتصل بها على الفور .
أتاه صوتها الحاني العميق : ااه منك يا بني كم مرة حذرتك من أغلاق هاتفك اللعين !
ضحك بخفة : علي هونك يا أمي ، صباح الخير
أتاه صوت تنهيدتها : لن تتغير ابدًا
أبتسم نصف أبتسامه و قال بصوته المخملي : هيا انها ليست المرة الاولى !
صاحت بصوت غاضب معاتب ؛ و لهذا السبب انا غاضبه أنها ليست المرة الاولى اية الابن العاق
زفر بانزعاج وهو يحاول امساك أعصابة : حسنا امي
شعرت بانزعاجه ، هتفت بقلق : هل انت بخير يا بني ؟ هل انت متعب ؟ مريض ؟ هل يؤلمك شيئ ؟
ضحك بصوته الرجولي الاجش : واحدة واحدة ماذا تريديني ان اجيب اولًا؟ انا بخير و بأفضل حال أريد رؤيتك فقط
غلف مسامعه بصوت داعئها الصادق : ليمنحك الله الصحه و العافية و السعادة الدائمة ، لقد اشتقت لك كثيرًا يا بني لما لا تأتي ألي في أنجلترا ؟
اسند جسدة على الجدار : قريبًا ان لدي عملًا كثيرًا هذه الايام احاول انجازه في اقرب وقت
: ليكن الله في عونك يا حبيبي ، الى اللقاء اذن
همهم : الى اللقاء اعتني بنفسك
اغلق الخط و شعر بطاقة تتفجر في اعماقة بعد هذه المكابمة الهاتفية اللتي لم تدم همسدقائق

كلوديا مارسنلي : عمرها 50 سنه ، والدة لوهان


***

كانت تسير في الشارع الخالي ، سوى سيارات مصفوفه امام بيوت أصحابها ، و بعض الأشخاص اللذين يقومون برياضاتهم اليومية ،رفعت عينيها ألى السماء فوجدتها تتخذ لونًا من درجات اللون الإزرق و هذا يدل على أن الشمس شارفة على الشروق معلنة يومًا جديدًا، اما بنسبة لنيهان فهذا يعني خلودها ألى فراشها .
أكملت سيرها بخطوات واثقة ثابتة بأتجاه أحد المباني الموجودة في نهاية الشارع ، أبتسمت بخفة حالما رأت الشاب الأشقر يلعب بساحة كرة السلة الموجودة أمام المبنى ، أسرعت في سيرها فقد جرفها الشوقها ألية
هتفت بصوت رقيق ناعم : تٓــــايون

***

| تٓــــايُـــون بيرسكوت |


كنت ألعب بكرة السلة أفرغ أحباطي و ضيقي الشديدين ! ، فكما يبدوا أن سكان المبنى جميعهم سيغادرون لأن عطلة الصيف بدأت و لن يبفى سوى أنا و نيهان و والداي ، و هذا يعني أن المقهى الخاص بي سيفقد حيويته مع أن الكثير من الزوار أو كما أفضل تسميتهم " غرباء" يقصدونة ! ، زفرت بأنزعاج شديد لاكن قد ذهب كل هذا مهب الريح ! عندما لامس مسامعي صوتها الأنثوي الطاغي و هي تنطق بآسمي .
رميت الكرة جانبًا و فتحت لها ذراعي بسعادة و تعانقنا عناقًا أخويًا لم تعرفوا كم أشتقت ألى هذه الفتاة اللتي طالما ملاأت حياتي الفارغة ! ، أبتعدت عني و هي تصيح بفرح
: أيه الخائن اللئيم لما كل هذا الغياب هل المؤتمرات لديك مدتها دهر !!
ضحكت و أبتسمت لها و أتا أشير لها على أحط الجلسات الخارجيه المصفوفة أمام المفهى ، تقدمنا و جلسنا عليها ، لمحت تقاسيم التعب على وجهها
قلت لها بعتاب : لا تقولي أنك فعلتيها مجددًا نيهان ؟
أبتسمت لي بتكلف ، فار دمي !
هتفت بغضب : نيهان آن صحتك آهم نن هذه التدريبات اللعينة !
أجابتني بتهكم : على هونك تايون و أنت تعلم ان هذا الوقت الوحيد اللذي يتسنى لي التدريب به فأنا حقا مضغوطة من الجامعة و دار النشر
أسند جسده على الكرسي و عقد يداه على صدر وهو برمقها بنظرة غبر راضيه : عليك التخلي عن أحداهما نيهان
أجابت بفزع : أن هذا مستحيل تايون أنت تعلم ماذا تعني لي كلا من هاتين الوظيفتين
قلت لها بحنان : أعلم هذا يا صغيرتي لاكنك ترهقين نفسك كثيرًا
رفعت أحد حاجبيها ثم قالت : لا تقلق ان مرضت لن تدفع مصاريف علاجي
رمقتها بنظرة سخرية : بطبع لاكن علي فحصك اولًا كي آتآكد آن كنتي مصابة بمرض النشاط الدائم أم لا
اشاحت بوجهها للجهة المقابلة و لقد شردت مجددًا ! ، أن شرودها هذه الفترة قد زاد عن حده بلفعل .
تقدمت بجسدي و وضعت يدي على يدها كي أطمأنها لاكني آنصدمت بأنتفاضها و أبعاد يدها عن يدي على الفور ، رفعت عيناي الفيروزيتين و تأملت وجهها الشاحب بضيق متى سينتهى هذا نيهان ؟ لقد تعبت من التلميح لك ! هل هذا صعب جدًا أن تنظري ألى عيناي و تشعري بما يدور فيهما ! .
سمعت صوت أهتزاز الكرسي اللذي أيقضني من شرودي ، رأبت نيهان تقف بجسدها الرشيق المتناسق متوجهه الى الباب الخلفي من المبنى لتصعد ألى الأعلى
هتفت بسرعة : ألا تريدين شرب القهوة معي ؟
ألتفتت لي و أبتسمت أبتسامة شاحبة : دعها في الليل
همهمت بتفهم و أنا أراقبها حتى أختفت خلف جدار المبنى ، ألتقيت بجسدي على الكرسي بعنف و شددة شعري
صحت بغضب : كم انت غبي تايون

تايون بيرسكوت / 26 سنة ، رجل أعمال

***

أوقف سيارته السوداء أمام بوابة القصر الكبير ، ليركض الحارس و يفتح له الباب و يلقي على سيدة تحية الصباح ، قادها ألى الداخل وهو يتأمل حديقة القصر الواسعة أنعطف ألى اليمين مع الطريق المعبد بصخور ليدور نصف دائرة جول " النافورة" الكبيرة ليستقر امام بوابة القصر الداخليه ، أرتجل من سيارته و رمى المفتاح على المضيف و صعد الدرجات الرخامية لتفتح احد الخادمات البوابة و ألقت هي الأخرى تحية الصباح ، خلعت معطفي و نظاراتي و رميته عليها و هي تنحني و تلتقطهم و هي ترتجف . هذا جيد كما يبدوا انها شعرت بمزاجي المتعكر ! ، كنت أريد السباحة في حوض السباحة الخارجي لأهدئ أعصابي المتعبه ، لاكن أين تأتيني الراحة و أنا أرى تلك الفتاة الشقراء تقف و تتوجة لي بخطوات متغنجة وقفت أمامي و أمالت برأسها و بدأت بلعبث بأزرار قميصي و أنا أرمقها ببرود
أقتربت أكثر و همست في آذني : ألم تشتاق لي بعد ليلة البارحة
دفعتها بقرف و أبتسمت أبتسامة شيطانية : ما رأيكي أن نذهب ألى الجحيم معًا ؟

***

أعتليت الدرجات بخطى سريعة قاصدة الدور الرابع المتواجد به شقتها ، يقع في الدور الأرضى بهو المبنى ، و كأنه بهو أحد الفنادق ذات الخمس نجوم ، الجدران السكرية ذات النقوش الذهبية الدقيقة و الثريات الكبيرة المرصعة بكرستالات لامعه و الأرضيه اللتي أتخذت من الخشب لون لها لتعطيها منظر هادئًا و فخما. و على أخر الدور يوجد مقهى متوسط الحجم ذا طابع كلاسيكي هادئ يتماشى مع شكل المبنى ، و يوجد في الأدوار الأربعة العلوية مجموعة من " الشقق" المفروشة الفخمة و في كل دور واجهه زجاجيه ضخمة في المنتصف تطل على "مانهاتن" و كل ما كان الارتفاع أعلى كل ما كان المنظر أروع و هناك ثلاث مصاعد و سلالم خشبية كبيرة .
توقفت أمام الواجهه الزجاجية و هي تنظر ألى شروق الشمس اللتي بخيوطها الذهبية تنير المكان و تبعد ظلام و برد " مانهاتن". توجهت ألى شقتها و دفعت الباب ، تنهدت بأنزعاج و هاهي مره أخره نسيت أغلاق الباب ، أنها مدينة لسيد و السيدة بيرسكوت فهما لا يدخلان أحد ألى المبنى ألا قاطنيه و الموظفين و قد وضعو رجال أمن حول المبنى ، نستطيع القول في الحقيقة أنهما يمقتان الغرباء كثيرًا و يبدوا انها وراثة فقد أنتقلت ألى تايون أيضًا فهو في العادة لا يرحب بـ الغرباء في المقهى الخاص به ، دلفت ألى داخل الشقة و فتحت الأنوار لتظهر لها غرفة المعيشة اللتي بها شاشة تلفاز و أربع ارائك شكرية اللون تتماشى مع لون جدران الشقة بأكملها ، في المنتصف يوجد طاولة زجاجية ، و توجد أربع غرف و مطبخ صغير، و دورات مياة ، و شرفة متوسط الحجم موجوده في غرفة المعيشة يغطيها باب زجاجي و ستائر من الدانتيل بلون الذهبي ، توجهة نحو شاشه التلفاز و فتحته ليظهر لها فلم كلاسيكي يشبه نمط حياتها ! ، أبقته مفتوحًا و توجهت لأخد حمام دافئ و لتغير ملابس التدريب و تخلد ألى النوم فـ اليوم كان شاقًا بنسبة لها .


أنــــــتــهـــى .


رأيكم في البارت ؟
أختلق لوهان كذبة على نيهان فهل سيستمر بها أم سينكشف ؟
رايكم في تايون ؟
توقعاتكم لأحداث القادمة بين ( تايون ، نيهان ، لوهان )؟
شيئ تريدون قولك ؟

- يسعدني لو تركتم تعليقًا لطيفًا على المقتطفات -


مـــقـــتـــطــفـــات .

آقتربت منه بخطوات ثقيلة ، خائفة ، قلقة ، تايون يبكي !
همست بخوف : تايون ما اللذي حدث لك ؟
فاجئها بأنه جذبها أليه و أجهش في البكاء كأنه طفل صغير فقد والدته و علم أنه لن يراها ألى الأبد !


-


تقف خلف الجدار خائفة و هي ترى والديها بين رجال الشرطة يجروهما نحو السيارة رباعية الدفع ، سالت دموعها الرقيقه بخوف و ضياع و هي تسمع هُتافات والدتها لها ، تكورت على نفسها بضعف و اطلقت العنان لشهقاتها ، شعرت بتلك الذراعان القويتان تجرهما نحو صدره الحاني و تمسد على شعرها بلطف و عطف
" أنه بطلها كايل ، لقد عـــاد! "



-

تقدم نحوه و ضربة على وجهه ليسفط الأخر على الأرض ، مسك وجنته المتورمه و و أبتسم بألم
أردف بصوته المحبوح : أني أستحق هذا جوليان
جثى أمامه و أمسك بياقة قميصه ، صاح بغل : سحقًا لك يا هان أنت تعلم أني أحيها
لم يجعله يكمل كلامه بل دفعه ليسقط و أعتلاه ليكمل ضرباته ، صاح هو الأخر بنفس النبرة : أنت تعلم مثل ما أعلم أنها لا تستحق قلبك جوليان ، لا تستحق اطلاقًا !!

-

أستدار ليراها تقف أمامه بأبتسامتها المشرقة الدافئة
أبتسم لها بحنان : لم أرك منذ مده لما لم تزوري أحلامي مثل العادة !؟
__________________
رد مع اقتباس