عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-09-2017, 02:07 AM
 
|دمــــ شتاء وـــــع|

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/09_06_171496963121896411.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]








أنا لون الموت الأبيض المصبوغ بالحمرة القرمزية
أنا كفن الفقراء والمشردين،
حيث سيصطدم زمهريري بجسدك ليسحق أضلعك الباردة




كم من الوقت يتبقى لدى!
كم دقيقية سأمكث حيا فيها؟
في تلك العيادة الصغيرة كان شاب في مقتبل
العمر مطروح على سرير المريض
خصلات شعره الفاحمة والمنسدلة غطت نصف وجهه
نهض عن السرير بثقل بعد أن أن أنهى الطبيب فحصه
بينما جلس الأخر على مكتبه وقد أنكب يكتب تقرير
أو لنقل تشخيص لأخر تطورات مرض الشاب..

قال ذلك الطبيب ذو الرأس الأصلع بملامحه المتجهمه:
-هيرو هيتو أنا أسف
هذه ستكون المره الأخيرة التي تزور عيادتي فيها


أخذ يغلق أزرار قميصه الأبيض في صمت
حتى نطق بهدوء أمتزج بيأس:
شكرا لك بذلت مافي وسعك
ثم أردف وهو يضع يده على صدره:
أعلم بأن مرضي قد أستفحل في جسدي
ولكن...أخبرني كم بقى لي من أيام؟
أجابه الأخر وهو يعدل نظارته:
أن هذا الجواب ليس يعلمه الأطباء
فالأعمار من الأقدار المخفية عنا
هيروهيتو:
أذا أنا آسف لأني سألتك هذا السؤال الغبي
الطبيب وهو يعطيه ورقة :
لاتهتم..لقد كتبت لك بعض المسكنات
خذها رجاء من الصيدلية فنوبات الألم قد تشتد عليك
أبتسم بلطف:
شكرا
أقدر لك أهتمامك
ثم خرج من الباب ونظر نحوه بأبتسامة:
ألى اللقاء
نهض الطبيب وهو يحاول حبس دمعة
كانت على وشك
السقوط:
هيرو هيتو!
لاتكره حياتك حتى أخر لحظة فيها

ألتقت أعينهما بحزن وقتل:
أنه قدري أيها الطبيب،وأنا راض به
ثم يغلق الباب خلفه
ويمضي في صمت رهيب وهو يضيع الباردتين
في جيوب بنطاله الجينز ولسان حاله يردد بسخرية:
تاداشي أنا أسف ياعزيزي
سأخلف بوعدي ولن أبقى قويا كما أدعيت أمامك




قدماي أخذتا تسيران بي حيث المجهول
الطرق والأبنية والسيارات
كل شي أمام بصري توشح البياض
أخرجت الهاتف من جيبي ووجدت مكالمة صدمتني!
توجهت ألى أقرب حديقة ثم أعدت الأتصال
بذلك الرقم بينما كنت جالسا على الكرسي

حالما سمعت صوته بدت نبضات قلبي تخفق
كانت لهفة الأشتياق واضحة في نبرته
أنه صديقي تاداشي،والذي لم أره منذ أربعة أعوام!


لقد فاجأني حقا فهو الآن في المطار
يفترض بأنه سيأتي في الشهر القادم
لكنه قال بأن قدومه المبكر مفاجأه أعدها لي،
ربما وجهه تاداشي هو أخر ماأتمنى رؤيتة
وأنا على هذا الحال،
لقد شعر بنبره صوتي الخاوية تقلص حجم أشتياقة
مما دب القلق في نفسه،لربما حسبها بادرة خيانه مني
لأني لم أبادله لهفة الشوق تلك...
لذلك خشيت عليه من ظنونه وتصنعت ضحكة عالية
أمامه..
قلت بأعتذار:
تاداشي أنا آسف لايمكنني أخذك من المطار
فالثلوج بدأت تتساقط بغزارة
هل يمكنك أن تأتي بسيارة أجرة
نظرت نحو نافذه الصاله وقلت:
يألهي! حقا أنه تساقط كثيف
أردف بمرح:
لابأس سأتي أليك ولكن هل أنت في الشقة
أجابه بهمس:
كلا لست في المنزل
همس بصدمة:
ماذا تفعل خارج الشقة في هذا الجو؟
أجابه بصوت مرتجف:
أنني أتنزه في أحدى الحدائق القريبة
ربما هي النزهة الأخيره

سمعت صوت صديقي وهو يسعل بعنف!
وقد سقط هاتفه من يده
هذا المجنون هل نسي مرضه،مالذي يفعله بحق الله
أغلقت المكالمة وهرعت مسرعا
وأنا أركض كطفل خائف..

هيرو أن آذيت نفسك
فلن أغفر لك ماحييت



أستوقفت أحدى سيارات الأجرة
صحت في وجهه السائق أن يأخذني ألى شارع كايدو
لكنه رفض بسبب أغلاق الثلوج للطريق المؤدية أليه
فأخرجت له كل مافي محفظتي لأغرية بالمال
فما كان منه ألا أن قاد بسرعة جنونية وهو ينفذ طلبي


وبعد ربع ساعة وصلت ألى الشارع حيث كانت
حديقة أزهار الكرز المكان المحبب الذي قضيت
فيه طفولتي مع صديقي هيرو،

المكان كان خاويا
حيث كانت الرياح الشمالية الباردة تهب بصقيع
يجمد الأبدان،
كان صوتي يصرخ بأسمه!
خفقات قلبي تخفق بعنف
وأنفاسي تكاد تنقطع من الهم
حتى وجدته أخيرا
ممدا على ذلك الكرسي الخشبي
كالنائم في سلام يضع يديه على صدره
والثلج نصف جسده،
أنهرت بجانبه وأنا أكشف بيدي الثلج عن وجهه
لقد علمت بأنه قد فارق الحياه ولم يبقى له وقت
حتى يراني،من فمه كان يسيل الدم
فأدركت بأنها ساعة الرحيل..

حملت جسده النحيل بين ذراعي
وأنا أتغصص دموع عذاب رحيله
أهتزت شفتاي بهذه الكلمات
كلمات الوداع الذي لا لقاء بعده:
لماذا أستسلمت للمرض
ألم تعدني بأنك ستبقى قويا
ألم نتعاهد على تحقيق أحلامنا،سلمت جسدك للموت
وهل بقيت روحك هنا كي أرى نقائها يواسي آلامي
هيرو..أنت...
أنت خائن
وأمتدت صرخة فاجعة لتهز صمت ذلك المكان


نعم أنه فصل الشتاء
فصل يلتقي فيه اليأس والألم
فصل سطرت فيه نهايات مأساوية
لرحيل أحبة وموت أحلام...





تمت#




السلام عليكم ورحمه الله
هذه مشاركتي في مسابقة الفصول
وشكرا للمصمة الرائعة ابرار على تصميها الجميل





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




{[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ]}



- إلهي لكـ الحمد والشكر
نستغفركـ ياعفو ياغفور

التعديل الأخير تم بواسطة Gene ; 06-09-2017 الساعة 05:05 PM
رد مع اقتباس