عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-05-2017, 03:57 AM
 
فضية ~ فصل الأمل

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[COLOR="Mintcream"]




فصل الأمل

سامي طفل في السادسة من عمره، يتعلّم في الصف الثاني ، ويحب مدرسته للغااية. اعتاد سعيد دائما أن يمرّ يوميا وهو ذاهب إلى مدرسته بجانب بستان العم أحمد ، ذلك البستان الجمميل المليء بمختلف أنواع الأشجار .
في بداية المدرسة، في شهر أيلول كانت الشمس ترسل أشعتها الذهبية المضيئة إلى كل مكان، كي تبعث فيه الدفء والحنان ، وأخذت الأشجار الجميلة تستقبل أشعة الشمس بفرح كي تأخذ من أشعتها القدر الكافي قبل أن يحلّ فصل الشتاء البارد.
لاحظ سامي وهو يمر بجانب بستان العم أحمد أنّ أوراق الأشجار الجميلة و التي كانت خضراء اللون يانعة، اخذ لونها يتغيّر رويدا إلى اللون الأصفر ، وكان ينظر إلى هذه الأوراق الصفراء الذهبية الجميلة اللون ويزداد سعادة وسرورا وفرحا .
و ذات يوم بينما كان عائدا من مدرستهِ ، كان الجو معتدل الحرارة ، يتذكر ذلك لأنه في الليلة الماضية كان الطقس باردا جدا، وشعر كأن الشتاء قريب و على الأبواب ، حيث هطل بعض المطر ، لكنه الآن وهو عائد من المدرسة كان يشعر بدفء حرارة الشمس ، عندها توقف وأخذ يراقب أوراق الشجر الصفراء الذهبية ، وفكّر في نفسه قائلا: " كيف يتغّير لون أوراق الشجر لوحده..!!".
في هذه الأثناء، هبت رياح خفية جدا ، أخذت تداعب الأشجار الصفرا، كأنها تلعب معها، وبينما هي كذلك، أخذت هذه الأوراق تتساقط على الأرض، كأن الشجر كان يلبس ثوبا أصفر اللون، ثم بدأ بخلعة استعدادا للبس ثوب جديد أبيض ، في مرحلة جديدة من الطقس.
كان سامي ينظر إلى هذا المنظر مستمتعا فيه للغاية، ورويدا رويدا أخذت قوة الرياح تزداد، وصارت تحمل معها هذه الأوراق الجميلة ، كأنها تريد أن تسافر بها إلى مكان بعيد جداا، لكن كانت ورقة واحدة من شجرة التوت قد علقت بشعر سامي وتمسكت فيه، وكلما هبت الرياح قوية ، ازدادت هذه الورقة تمسكا بشعر سامي كأنها لا تريد الأبتعاد عنه ، ولم يلاحظ سامي أي شيء، ولم ينتبه لهذه الورقة التي تمسّكت بشعره، وبينما هو كذلك، شعر أن الطقس قد ازداد برودة، وخاف أن يهطل المطر عليه في النهار، كما هطل في الليل وهو لا يملك مظلّة تقيه من التبلبل في المطر.
عاد سامي إلى البيت مسرورا بما شاهده في بستان العم أحمد، وعندما دخل البيت ، وأراد أن يبدّل ثيابه، نظر في المرآة فرأى ورقة الشجر الصفراء عالقة في شعره، تناولها بكل حنان، ووضعها داخل كتاب اللغة الذّي يدرس فيه يوميا، ولم يلاحظ أن هذه الورقة كانت حزينة جدا.
في اليوم التالي، عندما أراد سامي أن يدرس في كتاب اللغة، فتحة وأخذ ينظر إلى ورقة الشجر الصفراء مستمتعا بلونها الجميل، وينما هو ينظر إليها سمع صوتا يقول: " ضعني على الشبّاك، أريد أن اذهب إلى أخواتي، أنا حزينة هنا لوحدي.."
نظر سامي حوله بأستغراب ، ولم يعرف من أين يخرج هذا الصوت، وعاد من جديد، ينظر إلى الورقة الصفراء الموجودة في الكتاب، ويقول لها:" كم أنت جميلة، بالأمس في فصل الربيع، كنت خضراء اللون، وها أنت الآن في الخريف صفراء ذهبية اللون..!!"
إلا أن الصوت، عاد يقول:" أرجوك أرجوك أريد أن أعود إلى أخواتي كي أتجدد معهم في الربيع، لا تنظر بعيدا.. أنا هنا داخل الكتاب، أنا ورقة الشجر الصفراء...هيا ضعني على الشباك، سوف تهب الرياح بعد قليل..".
احتار سامي في أمره، لكنه لم يتردد وحمل ورقة الشجر ووضعها على الشباك حتى يرى ماذا يحصل معها، وما هي إلا لحظات حتى هبّت رياح قوية، حملت معها ورقة الشجر الصفراء وطارت بها بعيدا عن شباك سامي، ولاحظ سامي أن ورقة الشجر تلوح له بيده، وسمعها وهي تقول له: " شكرا يا سامي ، أنا الآن سعيدة جدا لأني سأذهب إلى أخواتي، كي نستريح بعض الوقت ونعود بلون جديد في الربيع" وطارت ورقة الشجر بعيدا إلى العالي.
شعر سامي أن شجرة التوت قد تنفست الصعداء، وارتاحت لأنها لم تهدأ منذ أن علقت ورقتها بشعر سامي ، وصارت تخرج صوتا حزينة كلما هبت الرياح، أما الآن فقد هدأت وسمعها تشكره بصوت هادئ، وتقول له : " شكرا لك يا سامي، لأن ورقتي عادت لي، وسوف ترجع خضراء يانعة في فصل الربيع".
عندها عرف سامي أن الخريف هو فصل ألأمل، وفصل الانتظار للتجدد، وعرف أن لكل شيء فصل وموسم، حتى أن أوراق الخريف الصفراء تمسكت بكونها صفراء كي تعود متجددة وخضراء في فصل الربيع.


-

مشاركتي في مسابقة لولو
فصل الخريف

[/COLOR]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/QUOTE]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 06-09-2017 الساعة 10:24 PM
رد مع اقتباس