عرض مشاركة واحدة
  #106  
قديم 06-04-2017, 12:06 AM
 






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حال الجميع؟

أرجو أنكم بخير ^^

أتمنى التوفيق للجميع في الفقرة الثانية ><

هذه هي مشاركتي..أرجو أن تنال إعجابكم

~~~~~~

أشرقت الشمس وأخيرا على مدينة الضباب بعد ليلة ممطرة طويلة وشاقة عانى فيها رجال الشرطة عناء كبيرا وهم يبحثون عن المجرمان اللذان تصدرا اللائحة وحصلا على لقب "مجرما العام"، لقد بالغا كثيرا هذه المرة...لم يعد الوضع يحتمل بعد الآن.

انتشر أفراد الشرطة في جميع أنحاء المدينة، وعلى الرغم من أنهم لم يتركوا مكانا لم يبحثوا فيه لم يستطيعوا إيجاد أولئك الشابان اللذان أصابا المدينة بالجنون منذ أن ظهرا، كان التعب واضحا على وجوههم وهم جالسين داخل سياراتهم في استراحة صغيرة لتناول الإفطار باستثناء "جون"، ذلك الشرطي الشجاع الذي عاهد نفسه على أن يمسك بذلك الوغد الذي تسبب بالكثير من المشاكل البارحة، كان يقف مبتسما بثيابه المتسخة أمام قصر عائلة "هادسون" واضعا يديه على خصره النحيل رافعا رأسه بشموخ، بريق عينيه البنيتين عند انعكاس ضوء السمش عليهما بدا واضحا حينما كان ينظر إلى القصر بتمعن نظرة الأسد لفريسته، رفع يده نحو السماء ووضعها أمام الشمس الساطعة ثم ابتسم وأعادها ليفرك بها شعره البني المبعثر بلطف، كان هو الشرطي الوحيد الذي يشعر بالسعادة حاليا...لقد كان يعلم بأنه لم يعد هناك أي مفر الآن من إمساك ذلك الوغد كارل، فقد رأت سكارليت وجهه جيدا...لا مفر الآن من الشرطة والعدالة
لا مفر...
.
.
.
.
.
ﺟﻠﺲ ﺳﺎﻳﻤﻮﻥ ذو الخمسة والعشرين عاما على ذلك المقعد الخشبي داخل منزل خارج حدود المدينة وكان التوتر واضحا عليه بشدة ويبدو من وجهه أنه لم يذق طعم النوم منذ البارحة، وقف فجأة وأخذ يمشي في أنحاء تلك الغرفة القديمة ذهابا وإيابا وكأنه ينتظر شخصا ما، جال بنظره في الغرفة ومط شفتيه باشمئزاز..حقا لم يكن يعتقد في حياته بأنه سيضطر للبقاء في مكان كهذا ليلة كاملة!!!

ذلك الأثاث القليل قديم ومهترئ والنوافذ أغلبها قد كسرت...يمكنك بوضوح رؤية شباك العناكب في كل زاوية في الغرفة، وهذا بالإضافة إلى الرائحة الكريهة والحشرات التي تظهر حينا وتختفي حينا آخر، كل شيء في تلك الغرفة كان يغضبه، ضرب بقدمه على أرضية الغرفة التي أصدرت صوتا مزعجا ما أن لامست قدمه...كاد ان يصرخ من شدة الغضب، كل هذا بسبب أخاه المزعج كارل، إنه يود أن يقتله في هذه اللحظة.

فجأة سمع وقع أقدام قادمة من بعيد، تحرك بسرعة خاطفة وسحب مسدسه من مخبأه ووقف خلف الباب وهو ينتظر زائره بحذر، انقطع ذلك الصوت وعم الصمت المكان مرة أخرى فهز سايمون رأسه ليبعد تلك الخصلات الشقراء المتمردة من أمام عينيه الواسعتان اللتان تبدوان بأنهما تشتعلان بسبب ذلك اللون القرمزي المميز الذي تمتلكانه، مد يده ليفتح الباب ليكون عنصر المفاجئة من نصيبه ولكنه تفاجأ بالباب يفتح بسرعة خاطفة ويدخل شاب يبدو عليه بأنه خرج من الحرب العالميه الثالثة للتو، وما أن لمح سايمون حتى أغلق الباب بسرعة ثم رمى نفسه على تلك الأريكة البيضاء التي تحولت إلى اللون الأسود من شدة الأوساخ والغبار عليها.

تنهد سايمون وأعاد المسدس إلى جيب سترته الجلدية التي تبدو بحق باهظة الثمن بعدما اكتشف بأن كارل هو الذي فتح الباب ودخل إلى المنزل، وحينما أغلق كارل الباب وصدر ذلك الصوت المزعج مرة أخرى ليشعر بأنه يثقب طبلة أذنيه، تذكر سايمون كل غضبه وكاد أن يصرخ عليه بكل ما أوتي من قوة ليفرغ جام غضبه عليه لولا أنه تذكر بأنهما الآن يهربان من الشرطة وبأنه عليه أن يكون هادئا...فهو لا يريد أن يكتشف أحد مكانه بعد كل تلك المعاناة التي عاشها ليجده.


بعد عدة ثواني من الصمت الذي سيطر على المكان تحرك أحدهما أخيرا...حيث عدل كارل من جلسته ليسند ظهره على الأريكة التي شعر بأنها ستستسلم وتعلن انهزامها أمام ثقل كارل، ثم رفع إحدى قدميه ووضعها فوق الطاولة الموضوعة أمامه لتتخلخل قطرات الماء من بين ثنايا ملابسه وحذاءه الذي يصرخ من كثرة الجروح على جسده الأحمر، ونظر إلى شقيقه بنفس تلك العينين المشتعلتين، لا يعلم لماذا يشعر هكذا...على الرغم من هذا المنزل الحقير الذي يجلس داخله حاليا فإنه لا ينفك يشعر بهيبة سايمون التي تسيطر على المكان، ذلك الطابع الملوكي الذي يمتاز به يجعله يشعر بالغرابة، الشعر الأشقر المموج والعينين القرمزيتين...بالإضافة إلى تلك السلسة الذهبية المعلقة على بنطاله الأسود وحذاءه الرياضي الذي يتناسب مع لون عينيه، كل هذه الأشياء جعلت مظهر سايمون كالملوك.

إنه مختلف تماما عن ذلك الجالس بتكاسل على الأريكة، صاحب الشعر الأسود المبعثر الذي ما زالت قطرات الماء تطغى عليه لتنهمر بلطف على وجهه، والعينين اللتان تملؤهما مشاعر الحقد والغضب والتعطش إلى الدماء على الرغم من تلك النظرة الباردة التي تعلوهما، إن كارل إلى الآن يشك بأنهما شقيقين حقا!!!

تحرك سايمون بهدوء وأدخل يده المحاطة بخواتم ذهبية إلى جيب سترته ليخرج منها عدة صور لكارل رسمت بشكل واضح، ثم رماها باستهتار نحوه وقال بغضب وتأنيب وسخط مع نبرة التوتر التي لم يستطع إخفائها:

- ﺳﺤﻘًﺎ ﻟﻚ ﻛﺎﺭﻝ، ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖَ ﺃﺛﺮًﺍ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﺧﻠﻔﻚ ... ﺳﻴﺠﺪﻭﻧﻚ ﺩﻭﻥ ﺷﻚٍّ .

ﺗﻠﻘّﻰ ﺇﺟﺎﺑﺔ باردة كالجليد ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ﻛﺎﺭﻝ الذي أمسك تلك الصور ثم ابتسم بسخرية ورماها على الأرض بلا مبالاة، تنهد بقوة...لقد كان يبدو عليه التعب من شدة الركض إذ كانت عيناه الحمراوان اللتان لطالما كانت تشتعل نار الحقد فيهما قد ذبلت، نظر إلى عيني سايمون بتحدي وثقة وقال بنبرته الباردة كالعادة:
- ﺇﺳﻤﻊ، ﻟﻦ ﻳﺤﺼﻞ ﺷﻲﺀٌ ﺳَﻲِّﺀ، ﺳﺄﺧﺘﻔﻲ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﺎﻟﺬّﻫﺎﺏ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺗﻬﺪﺃ ﺍﻷﻣﻮﺭ .

تحرك ﺳﺎﻳﻤﻮﻥ الذي يبدو وكأنه الشقيق التوأم لكارل لشدة الشبه بينهما إلا أن كارل أصغر عمرا بست أو خمس سنوات، واقترب من كارل ثم وضع يده على كتف الثاني وقال بلهجة تجمد الدم في العروق وهو يضغط على كتفه وينظر نحو عينيه نظرات ثاقبة تشعر كل من يراها بالخوف والقشعريرة :
- ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﻟﻨﺪﻥ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ،ﻓﻬﻤﺖ؟.
أمسك كارل سايمون من معصمه ودفعه بعيدا بتثاقل ثم وقف وبدأ ينفض ملابسه بطريقة مسرحيه، ثم بدأ بلف ذلك القسم المنسدل من وشاحه الأسود الباهت ليغطي نصف وجهه تقريبا، ثم أخفض رأسه للأرض وكأنه استسلم لأخيه ولكنه سرعان ما رفع رأسه لتعود تلك النظرة المستفزة إلى ملامحه وقال:
- ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎﺀ ﺳﺎﻳﻤﻮﻥ .

بدأ ذلك المتعب بالمشي بتثاقل واتجه نحو الباب بينما كان سايمون يرمقه بنظرات حادة شديدة الجدية، وخرج كارل تاركا ﻣﺤﺎﺩﺛَﻪُ ﻣﻔﻜِّﺮًﺍ ﺑﺄﺳﺮﻉ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﺸّﺮﻃﺔ !.

~~~~

دمتم بود أحبابي ♡♡
__________________