الساعة الان.تشير الى العاشرة صباحا....
في حي.مختلف عن الأحياء الأخرى.....لماذا مختلف ؟ ببساطة لأنه حي حقير و فقير
جدران تلك البيوت هشة ووسخة. وتبعث التقزز في نفس من يراها.ولكن ليس قي نفس من يمتلكها.لأنه يمتلكها وكفى..دعونا من الحي والجدان..فهناك شيء أهم من ذلك.وهو يقبع في ذلك البيت.الهش.واسع ولكن له جدران مهترئة...يضم ثلاث غرف.في الغرفة التي تتواجد بجانب المطبخ الذي يقابل باب الدخول.هذه الغرفة جدرانها مطلية باللون الأبيض المختلط بلون الصوف الطبيعي.جعل الغرفة يبدو منظرها قبيحا.يستند على الحائط الأيمن.خزانة من الخشب ذو اللون البني الغامق..مهترئة ...موضوع عليها بعض من الخبز اليابس.
وفي اليسار نجد نافذة صغيرة زجاجها منكسر. على حافة النافذة زهور ذابلة ميتة كالغرفة التي تبدو ميتة.وأمام تلك النافذة يوجد سرير ذو لحاف أبيض غير نظيف سرير يصدر صوتا مزعجا عند الجلوس فوقه من كثرة أنه متهرئ.يجلس عليه فتاة ذات شعر بني ممتزج بالأشقر.عينيها الكبيرتان العسليتان.والأنف الصغير.والشفتين الرقيقتين. و بشرة بيضاء.
كانت هذه الفتاة تدعى لين.فتاة رقيقة المشاعر.طيبة القلب.هادئة جدا.ظريفة المظهر.مهما وضعها الفقير إلا أن هذا لا يمنعها من أن تكون أنيقة.رغم فقرها إلا أنها تملك ملابس نظيفة.صبورة.لا تفقد الأمل.ميالة الى الخيال كثيرا.تعشق اللون البنفسجي.تحب الحديث الهادئ الخالي من أي عنف.تمقت هذا الأخير جدا.
وبينما لين جالسة على السرير هادئة منسجمة في تأملاتها الخيالية.دخلت سيدة ذات شعر أشقر ذات عينين خضراوين.دخلت مسرعة أحدثت ضجة أثناء جر رجليها بعنف على الأرض.قالت بعصبية تخاطب لين:
-أنت هنا.وقد بحثت عنك في كل الأرجاء!
عادت لين الى أرض الواقع تحت كلام هذه السيدة بعصبية و أحست بنبرة التأنيب في صوتها فقالت بكل هدوء متأسفة:
نظرت اليها عمتها بتهكم وهي تستند على الباب و تطبق يديها على صدرها وتمسك ثيابها من الطرف الاخر و تشد عليه كما لو أنها فقد صبرها.فهي فعلا فقدت صبرها تحت أعصاب لين الهادئة.
-لم تسمعي ندائي لأنك كنت في عالم اخر....أليس كذالك؟
-اذهبي وابحثي عن لانا........
-ولكني وضعتها على السرير قبل قليل.
قامت لين من مكانها و قالت وهي تخرج من الغرفة:
وهي تنزل الدرج مسرعة وتتمنى أن لا يكون ما توقعته صحيحا.أن لا تكون لانا في القبو..
دخلت باب القبو وتسمرت في مكانها و هي ترى المكان في فوضى كأن حربا عمت فيه.حملقت في تلك الفتاة التي تبتسم ببراءة.كما لو أنها لم تفعل أي شيء.
شهقت لين للمنظر أمامها وصرخت بيأس:
نظرت الى لانا و حملتها بين ذراعيها وقالت بحزن:
-لما فعلت هذا يا لانا....هل تعلمين بأنها أغلى ما لدي.
انتبهت الى ملابسها الملطخة بالألوان وقالت بتأنيب:
-أنظري ماذا فعلت لملابسك.لقد تلطخت بالألوان...هيا لكي ننظفها.