عرض مشاركة واحدة
  #52  
قديم 05-09-2017, 10:11 PM
 
الفصل الخامس 5



أقدم لكم الفصل الخامس من رواية الفيلسوف الصغير فأرجو أن يعجبكم و أتمنى أن تشاركوني رأيكم فيه

نوع القصة : فلسفة ، ألغاز ، ذكاء ، حكمة , مغامرات

نبذة مختصرة عن قصة الرواية :


تدور أحداث الرواية حول فتي صغير إسمه هوساميوس ، هذا الفتي يحلم أن يكون فيلسوفا لذلك تعلم من صغره عند رجل مسن يمتلك الحكمة و الفلسفة ، و جائت الفرصة الكبرى لهوساميوس بأن يكون فيلسوفا فشارك بأكبر إمتحان علي مستوى الحضارة الإغريقية ، و إذا نجح بإختبار شالوسيوس فسوف يكون كبير الفلاسفة ، و الإختبار كان عبارة عن ثلاثة أسئلة و من يجيبها سينجح و يكون كبير الفلاسفة من بعد شالوسيوس .



عنوان الفصل : ( المأزق )



بعد أن انفصل هوساميوس و البقية عن تلاميذ شالوسيوس قرروا الذهاب إلى تاريوكا و هي قرية صغيرة تبعد عن أثينا مسير ثلاثة أيام , و في طريقهم وجدوا قطة ً صغيرة و قرر هوساميوس الاعتناء بها , و هم الآن سيتابعون طريقهم نحو تاريوكا , فما الذي سيحدث معهم حتى يصلون إليها ؟؟


بعد أن سألت آزابلانكا عمن سيعتني بهذه القطة و من سيطعمها و بعد لحظات من الصمت قال هوساميوس : أنا سأعتني بهذه القطة و أنا من سيطعمها ..... فالحياة المريرة أفضل من الموت ، لأن الحياة قابلة للتغير أما الموت فهو دائم و لا تغير فيه


ينظر بيريون الى وجه هوساميوس و يقول : حسنا ً , افعل ما شئت ..... لن أمنعك عن ممارسة حرياتك


يبتسم هوساميوس و يقف و هو يحمل القطة الصغيرة و يقول : حسنا ً ...... لنتابع طريقنا , ما زال أمامنا الكثير حتى نصل إلى تاريوكا


فتحرك الجميع باتجاه تاريوكا و القطة الصغيرة برفقتهم , و بعد أن أنزل الليل ستارته السوداء المرصعة بالنجوم المتلألئة توقفوا عن المسير و جلسوا يُعدون لمبيت أول ليلة في العراء بلا جدران تحميهم , فأشعل كاسيوس النار و جلس يطلب الدفئ بجوارها , و قامت آزابلانكا بإعداد الطعام للجميع , و بيريون يراقب من فوق شجرة و ينظر في الأرجاء و كأنه يترقب حدوث شيء ٍ ما , أما هوساميوس و قطته الصغير ليس لهم أثر ٌ في المكان



ينادي كاسيوس على بيريون : ما الذي تفعله عندك ؟؟؟ , الطعام جاهز .... انزل بسرعة
ينزل بيرون و يقول : هل رأيت هوساميوس ؟؟


يلتفت حوله و لكن لا يرى أي أثر ٍ له و كأنه دفن تحت الثرى أو ضاع في الورى فلم يَعد يُرى
فقال كاسيوس : لا ... كنت منهمكا ً بإشعال النار و لم أنتبه إلى أين ذهب , دعك منه سوف يعود حتما ً , لابد أنه في الأرجاء قريب ٌ منا و سيعود قريبا ً


يأكل الجميع عدا هوساميوس و بعد قليل يأتي هوساميوس و خلفه القطة الصغيرة فيسأله كاسيوس : أين كنت ؟؟؟ , لقد قلقنا عليك

فيقول هوساميوس بهدوء : قطاع الطرق .......... قادمون نحونا

فيقول الجميع بصوت ٍ واحد و هم مصدومين : ماذا ؟؟؟؟؟؟؟ ..... قطاع طرق ؟؟؟!!!

و يقول كاسيوس و هو مرعوب كثيرا ً : و كيف عرفوا مكاننا ؟؟!!!!

_هوساميوس : لا يهلعن أحدكم ....... فالجزع عند المصيبة .... مصيبةٌ أخرى

يقف بيريون : و كيف عرفت أنهم قادمون نحونا ؟؟؟ , و كيف لهم أن يعلموا مكاننا ؟؟؟ و أين كنت غائبا ً عنا ؟؟؟ , هل حدث كل هذا مصادفة ً ؟!!!!

ينظر كاسيوس إلى بيريون ثم ينظر نحو هوساميوس و يقول : أتقصد يا بيريون أن هوساميوس وشى بنا ؟؟

يقول هوساميوس بهدوء : و ما الدافع لأقوم بهذا الأمر ؟؟

_ بيريون : عندما تتخلص منا ستصبح فرصتك أكبر بالنجاح بالاختبار


يمسك كل ٌ من كاسيوس و بيريون بسلاحه و يتوجهون نحو هوساميوس بنظرات الغضب
فتصرخ آزابلانكا و تقول : توقفا ....... فلو كان أحمق و صدق حماقته و اعتقد أن قطاع الطرق قد يحفظون وعودهم و اتفق معهم على أن يتركوه إن دلنا عليهم ............ فلماذا جاء يحذرنا منهم ؟؟؟

يُنزل كاسيوس و بيريون سلاحيهما و يقول كاسيوس : و ماذا سنفعل يا هوساميوس ؟؟!!


يركض بيرون نحو النار ليطفئها و يقول : لنختبئ فوق هذه الشجرة و عندما يصلون و يجدون النار مطفئه سيظنون أننا هربنا من هنا و يذهبون بحثا ً عنا و يبتعدون من هنا فنهرب منهم بخفاء
يقول هوساميوس : لا , بل سوف نسلم أنفسنا لهم


يقول بيريون : هذا ما اتفق عليه معهم يا آزابلانكا , أن يجعلنا نسلم أنفسنا دون عناء
_ كاسيوس : لماذا تريد منا أن نسلم أنفسنا لهم يا هوساميوس ؟؟!! , في ما تفكر ؟؟؟ , ما الذي يحدث بالضبط ؟!!!!!!!


_ هوساميوس : لدي خطة ٌ للهرب منهم و نسبة نجاحها 20% , أخبروني كم نسبة الهرب من قطاع الطرق الذين يمتلكون الكلاب التي ترصد حتى أثر الطير الذي في السماء ؟؟؟؟ , ثقوا بي و سوف ننجوا , أو اهربوا و واجهوا المصير

_ آزابلانكا : أنا سأثق بك و سأسلم نفسي معك , شعوري يخبرني أنك تمتلك خطة ً ناجحة , و سوف أتبع إحساسي

_ هوساميوس : إحساس القلب يكون أحيانا ً أصدق من توقعات العقل

_ بيريون : و أنا يخبرني إحساسي أن لا أثق بك

_ هوساميوس : هذا ليس إحساسك يا بيريون , هذا هو الشك , أنت تشعر بصدقي لكنك لا تثق بي حتى الآن و هذا يولد الشك الذي يجعلك تصدق عكس ما أقوله , وهذا تفكير ٌ سليم لإنسان ٍ طبيعي , لكنه لا ينبغي أن يكون تفكير فيلسوف , فالفلسفة أقرب للجنون و ليس للواقع

_ كاسيوس : و أنا سأبقى معك , ليس لأقول أنني أنتهج تفكير فيلسوفنا الصغير , بل لأنني موقن ٌ أن النتيجة واحدة

يقول بيريون بغضب : و أنا سأهرب و أنجو و لن أستسلم و أموت


و يهرب بيريون مسرعا ً دون أن يقول أي كلمة ٍ أخرى , و يبقى كاسيوس و آزابلانكا ينظران الى هوساميوس بخوف و رهبة شديدة و هما يتساءلان هل ستنجح خطة هوساميوس أم لا ؟؟؟ هل اختارا الصواب أم كان يجب أن يهربا مثل بيريون


يقول هوساميوس : لا تقلقا , أنا أعرف طبيعة أمثال هؤلاء الأشخاص و أعرف كيفية التصرف معهم , و أهم شيء أن لا تنطقا بحرف ٍ و دعاني أتكلم , و مهما فعلوا لكم لا تتصرفا و كأن تصرفهم أزعجكم , حافظوا على هدوئكما و سوف أخبركما بخطتي عندما نكون وحدنا


و بعد أن أنهى كلامه ....... ما هي إلا لحظات و كانوا محاصرين من قطاع الطرق , و كلابهم أحاطتهم و الرجال معتلين خيولهم و ينظرون إليهم باستحقار , و ثلاثتهم متمسكين ببعضهم و متجمعين في دائرة ٍ واحدة


قال قائدهم : ماذا تفعلون هنا يا صغار ؟؟ , هل أنتم تائهين ؟؟؟ ما رأيكم أن نعيدكم إلى أهلكم
و بدأ الجميع بالضحك بصوت ٍ مرتفع , ثم تابع زعيمهم كلامه : لكن ربما يكون أهلكم فقراء و لا يمكنهم دفع المال الذي نريده , لذلك سوف نبيعكم كعبيد في مدينة ٍ العبيد فيها أكثر من السكان لكنهم يقومون بفعل كل شيء ٍ بدل السكان

و تتعالى الضحكات بينهم و يقطعه نباح الكلاب التي إلتقطتت أثر بيريون

فيقول أحدهم : يبدو أنهم ليسوا وحدهم , لقد اكتشفت الكلاب أثر المزيد من الأشخاص

فيقول زعيمهم : طاردوهم ريثما نوثق هؤلاء بالأغلال ....... هيا

فيركضون على خيولهم خلف تلك الكلاب التي اقتفت أثر بيريون

و يتقدم بعض الأشخاص يحملون السلاسل و الأغلال و يضعونها على أيديهم و أقدامهم , و بعد لحظات يأتي البقية و قد أسروا بيريون و أحضروه إلى قائدهم

فأمسك ذلك الرجل الضخم ببيريون و وضعه أمامهم و قال لهم : هل هو معكم ؟؟؟؟ , هل تعرفونه ؟؟؟؟

نظر هوساميوس إلى وجه بيريون و تفحصه جيدا ً و قال : لا أذكر أنني رأيته قبل هذه المرة , لكن وجهه يبدوا مألوفا ً لي

يقول الزعيم و قد وضع سيفه على عنق بيريون : اذا ً فهو ليس معكم , هل تمانع لو قتلته ؟؟؟

_ هوساميوس : أقتله هو أو أقتلني أنا لكن أرجوك لا تقتل صديقيَّ

فيلقي الزعيم ببيريون بجانبهم و يقول : قيدوه معهم و سنذهب بهم إلى مدينة سولوس و نبيعهم هناك

فيقيدون بيريون بالسلاسل و الأغلال و يضعونهم جميعا ً في إحدى العربات التي جاءت لاحقا ً و فيها أمتعتهم و أغراضهم و خيامهم

و عندما وُضعوا في تلك العربة وحدهم قال بيريون : كدت تعرضني للقتل , لماذا قلت له أنني لست منكم , أتريده أن يقتلني

فيقول هوساميوس بهدوء شديد : لو عرف أنك معنا لقتلك ليخبرنا أن هذا سيكون مصير من يحاول الهرب , إنه يريد زرع الخوف فينا كي لا نجرؤ على الهرب , و إن كنت شخصا ً غريبا ً سيبقيك حيا ً لنوقن أن هذا مصيرنا لو هربنا ليزرع اليأس فينا و يزداد كسبا ً للمال إن أبقاك حيا ً و قد تأكد من عدم هربنا , أنت لا تعرف طبيعة هؤلاء الرجال , فلا تعتقد أنهم كبقية الناس

_كاسيوس : و كيف تعرف طبيعتهم أنت ؟؟؟؟

و ينظرون إلى عيون هوساميوس الواسعتين فيقول : لقد عشت مع أمثالهم لمدة سنة عندما كنت ُ صغيرا ً و بعد ذلك تعلمت عنهم الكثير

~~~~~~~~~ و يرجع هوساميوس بذكرياته إلى الوراء ~~~<>>>

و بينما كان يرجع إلى الماضي كان يقول : قتلة ...... محاربون .... بلا رحمة ..... اعتادوا على القتل ..... لعبتهم هي الموت .... أشداء لا يعرفون الشفقة ~~~~~~~~~~

بعد أن قام ألكسندر و رايسيز و ماركوس بإيجاد هوساميوس و أخذه من تلك القرية الميتة و مشوا به و ركبوا على خيولهم و ابتعدوا عن مكان تلك المجزرة و وصلوا إلى مكان ٍ يتجمع به جيش ٌ جرار فصاح أحد الجنود عندما شاهد الثلاثة قادمين : تجمعوا بسرعة ........ لقد رجع مولانا الملك
فاصطف الجيش بأكمله أمام هؤلاء الثلاثة فقال ألكسندر : أين سيريوس ؟؟

فجاء فارس ٌ و قال : أنا هنا يا مولاي , الجيش جاهز ٌ للمعركة

_ ألكسندر : لقد تأخرنا كثيرا ً يا سيريوس , ليساندر و جيشه أبادوا قرية بأكملها و لم ينجوا منهم إلا هذا الطفل

_ سيريوس : هذا مؤسف ........... و ما هي أوامرك يا مولاي ؟

_ألكسندر: لا بديل عن القتال بعد ما فعله ليساندر , الحرب اشتعلت أكثر من ذي قبل , استعدوا للقتال في أي لحظة

_ سيريوس : و ماذا عن هذا الطفل ؟

_ ألكسندر : سيبقى معنا حتى تنتهي هذه الحرب , فإما أن ننتصر فيكون قد قُدر له العيش , أو نموت فيكون لنا نفس القدر

أخذ ماركوس هوساميوس و وضعه أمام أحد الجنود وقال : اعتني به

و أمن له ما يحتاج

فيأخذه ذلك الجندي برفقته إلى أحد الخيام ليطعمه و يعتني به

~~~~~~ يصحو هوساميوس من ذكرياته و يقول :<>>>>

سأطلعكم على الخطة التي لدي و إن نجحت سننجوا من بين أيديهم

فيهمس هوساميوس بخطته لهم و كانوا يستمعون له و ينصتون باهتمام ٍ كبير


النهاية .

يتبع .......



أرجو أن يكون الفصل قد أعجبكم


و أتمنى أن تشاركونني برأيكم



و هذه بعض الأسئلة أرجو أن تجيبوا عليها :

1- لو كنت معهم و عرفت أن قطاع الطرق قادمون نحوك , هل ستهرب أم ستبقى ؟؟؟

2- هل تعتقد أن هوساميوس يمتلك خطة للهرب ؟؟؟

3- هل الملك ألكسندر شخص طيب أم هو كما وصفهم هوساميوس ؟؟

أشكركم على المتابعة


__________________




رد مع اقتباس