عرض مشاركة واحدة
  #97  
قديم 05-07-2017, 08:49 PM
 


الزهرة التاسعة والعشرون : نَسَماتُ الجَحيم.
" راين : تبًا !، نَفِذت مني المانا تمامًا !، الدمُ يتدفق إلى حلقي بجنون، لقد فقدتُ الكثير منه !، جسدي يرتجف، قدماي لا تحملاني، بالأحرى أشعر كما لو أني أقف على عصا... لم أعد أميز إن كانت الدنيا تظلم في عيني أم أنها تشع بياضًا فحسب... كل الألوان أمست رمادية تقريبًا، أشعر برئتاي تقتلعان من مكانهما كلما التقطت أنفاسي، قصبتاي الهوائيتان على وشكِ الإنفجار... تبًا، صاحب المطرقة يقترب... عليّ ان أتحرك !، ماذا ؟... أنا أجثو على ركبتاي بالفعل... لم تعد لديّ طاقةٌ للوقوف حتى... هل هذه هي النهاية ؟، ماذا عن سارا و إدغار ؟، الم أعدهما أن أعود إليهما ؟، تبًا !!، تجاوز حدودك فقط، راين !، هذا كل ما عليك فعله !!"
توقف غوبر أمامه ينظر إليه بغضب ثم قال بنبرةٍ مظلمة : أي أمنيةٍ أخيرة ؟
فابتسم راين بوجههِ ساخرًا ليليها : اذهب إلى الجحيم
- في مكانٍ آخر -
صخب وشوشات متقطعة تلاها مشد حريقٍ ضخم ؛ ظهر طفلة ذات شعرٍ أسود تجثو على ركبتيها أمام ألسنةِ اللهب، صخب وشوشات متقطعة مرةً أخرى و إذا بالمشهدِ ينقلب إلى رجلٍ عجوز كان يملك من الملامح كفاية ليتم تشبيهه بالزعيم من القريةِ الملعونة
سال العجوز بهدوء : أهذا ما تريدينه حقًا ؟، آ## ساما...
*#وشوشات
أومأت له الفتاةُ ذات الشعر الاسود بالإيجاب ثم تلتها قولًا : حين يحين الوقت، سأعود مع المفتاح، و إلى ذلك الحين، رجاء احمي الطريق إلى القرية...
فتحت بياتريس عينيها بتثاقل وهمست بصوتٍ واهن : حلم ؟...
شهقت بقوة لتهمس بفزع مردفة : راين سان !
التفتت نحو لوكي لتهتف فزعة : راين سان !، أين هو ؟
أخذت تتلفت حولها بسرعة و انفعال بينما تفتح عينيها على مصراعيهما و أنفاسها مضطربة
فأردفت مستنكرة : هذا غير معقول !، أتخليتم عنه حقًا ؟!!
هتف لوكي من فوره : هذا غير صحيح بيارين !
التفتت له بياتريس سريعًا كأنها تطالبه قول المزيد فأردف : كنا ننتظر استفاقتكِ...
التفتَ نحو النجمةِ الخماسية ليتبع كلامه : ذلك الضوء تعويذةٌ قوية، إن إقترب منها أي كائن حي فهي ستحطم جسده وتترك روحه لتهيم في العالم دونما هدف... ولأجل العبورِ منها نحن بحاجةٍ لتغليف أجسادنا بظلكِ...
نهضت بياتريس بتثاقل و كلها عزم : إذًا ما الذي ننتظره ؟، هيا بنا !
لوكي : أحتاج منكِ أن توصليني للجانبِ الآخر فقط، سأذهب إلى الداخل وحدي، البقية سيعيقون الطريق !
اعترضت جوليا بغضب : مهلًا !، ألايوجد طريقة ألطف لتقول هذا ؟!
وضع هاري كفه على كتفها مشيرًا لها بالنفي، بينما قال ماركوس : سأذهب معك، لن تستطيع المساعدة بهاتان اليدان أتستطيع ؟
زفر لوكي مستسلمًا و بياتريس لم تعترض، فهي مدركة لكونها ستقف عائقًا في طريقهم فقط طالما يلازمها هذا الصداعُ الفضيع، توجه الثلاثة نحو النجمةِ من جديد و وقفوا على بعد بضعِ خطوة من نورها العمودي
أحاطتهم بياتريس بظلها و قالت بقلق : انتبهوا على أنفسكم حسنًا ؟
- عودة إلى حيث راين -
غوبر : أي أمنيةٍ أخيرة ؟
فابتسم راين ساخرًا : اذهب إلى الجحيم
فهتف لوكي : سمعًا و طاعة !
و إذا بنصلٍ من الجليد يتجه نحو غوبر ليبتعد هو بدوره بضع خطوة متفاديًا له
نظر إلى لوكي مندهشًا وقال : ألم تتخلوا عنه للتو ؟
لوكي : ألم أخبره أن لا يموت حتى أعود ؟
تنهد راين بعمق ثم تلاها قولًا : يا رجل، ظننت أني سأموت فعلًا !
احتدت نبرةُ لوكي ليحدث راين : ارتح فقط. سأتولى الأمر من هنا...
نهض راين بصعوبة ليقول بصوتٍ مهزوز : لا تحلم بهذا !، هذا الوغد لي !
ابتسم ماركوس ساخرًا ليقول : و كيف تنوي قتل بعوضة بهذه الجراح ؟
بادله راين نفس الابتسامة : لا تستهن بي !، لدَيّ القليل بعد من المانا، ما يكفي لتنفيذ هجومٍ أخير... مع ذلك فأنا و بكل تأكيد سأفقد وعيي فقط بعد إتمامه
فأكمل محدثًا ذاته : مع إني لم أكن أنوي استخدام ورقتي الرابحة لكن لا بأس.. لدي الكثير من السنوات لأعيشها على أي حال...
فهتف غوبر بلهجته الملتوية المعتادة : بحقك يا رجل !، كم تملك من المانا داخل هذا الجسد الصغير ؟، هذا مخيف بحق !
فرد راين ساخرًا : لا تقلق، أنا لن أنهي حياتك، سأربطك و أعذبك فقط حتى تخرج كل المعلومات التي تعرفها عن جماعتك الخسيسة !
فابتسم غوبر مستفزًا : حاول فعل هذا !
تجاهله راين موجًها كلام إلى لوكي : لوكي، استخدم سحركَ و أحطكما ببلورةٍ كبيرة من الجليد، أكبر ما يمكنكَ صنعه...
أومأ له لوكي بالإيجاب دون تردد و فعل ما طلبه منه تمامًا
لوكي : إينفيرنو مانا : أكسيدينتي بليندادو
*مانا الشتاء **الصدفة المدرعة
التفت راين نحو غوبر و انتشل بعض الدماء من جبينه و فمه، نقع كف يده بدماءه على الأرض وقال : تابو ماجيكو : بريساس ديمونيوس
*السحر المحرم **نسمات الجحيم
بدأت دماء راين بالتوهج بلونٍ أزرق سماوي أحيط بهالةٍ من الظلام و بدأ يتلاشى إلى العدم حتى آخر قطرةٍ منه، ساد جو من التوتر في المكان و وقف الاثنان دونما حراك لبضع ثانية
ثم هتف غوبر ساخرًا : ماهذا ؟، لم يحدث شيء !
إلتفت غوبر نحو صدفةِ لوكي ليردف : يمكنكما الخر-
لم يكد أن ينهي كلامه إذ برقبته و وجنتيه تجرحان من كلا الجوانب
وقف غوبر ساكنًا بلا أي حراك ووجه كلام نحو راين دون الالتفات إليه : اوي أيها الوغد.. ما الذي فعلته توًا ؟

رد مع اقتباس