عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-05-2017, 10:32 AM
 
غابـــــــــــــــة المهابيــــــــــل !!

بسم الله الرحمن الرحيم




دايدايدايدايدايدايداي


" class="inlineimg" />


[frame="7 80"] غابـــــــــــــــــــة المهابيـــــــــــــل !! [/frame]
[frame="5 10"] [justify] يؤرقنا ندماَ وأسفاَ أن نجاري عقولاَ لا تملك عدة القياس .. وأن نبذل جهدا مهدورا بمستوىات تفوق السراب .. فكم يا ترى مقدار المسافات بين عقول البشر ؟ .. وكم يا ترى تلك المجاهل المفرغة من المحتويات التي تجلب الحيرة والقنوط ؟؟ .. وتلك أرضية العصر والزمن موبوءة ببساط الضحالة .. ومشفوعة بأنغام الغفلة والضياع .. وعالم اليوم يتعامل بعملة الجهل والجهلاء .. حيث الندرة في عقول العمق والتفكير.. وهنالك في المجتمعات فئات من البشر تفتقد حيلة الابتكار والتدبير .. وتكتفي دوما بمسايرة الشمس في مسارها ومدارها .. لتفني دورة حياتها بأي حال من الأحوال .. عاجزة تجاري مراحل اليوم بالقدر المتاح .. وتواكب الأوقات تحت ذريعة أي سبب من الأسباب .. وتخفي عيوبها تحت أي ثوب من الثياب .. فعليها أن تجاري الإصباح بالقدر المتاح .. كما أن عليها أن تجاري النهار والمساء والليل تملقا ونفاقا .. تعودت أن تمتطي صهوة العاجزين .. كما أنها تعودت أن تقضي يومها الجديد بنفس النمط من الإملال .. فتلك فئات من البشر تماثل الأنعام في السلوك والمسار .. خطواتها هي تلك الهابطة غير المرضية .. وثمارها هي تلك الواهية غير النافعة .. ونوازعها هي تلك العقيمة غير المفيدة وغير المجدية .. إذا أبكت أو أضحكت فالأمر في حكم الآخرين سيان .. حفنة من البشر تتواجد في مجتمعات اليوم بوفرة تجلب الهموم والأحزان .. وقد استفحلت شوكتها ونمت سيرتها وتشعبت فروعها كالنبتة الشيطانية في غفلة الأحداث والتاريخ .. لا تتوفر لديها فوائد تقي من اللسعات .. ولا تحمل ثمارا في جوفها بالقدر الذي يلزم السكوت .. ولا تملك من سمات التمايز إلا سمة الوفرة في العددية .. تلك السمة التي تفيد ضخامة الإحصاءات .. وهي ضخامة تماثل غثاء البحار .. زخم من البشر يتسبب في ندرة ضروريات الحياة بغير عائد يشار إليه .. بل تمثل مجرد كم هائل من الأفواه الجائعة التي تهلك الحرث والنسل .. وهي أفواه تجلب الخلع والخوف في قلوب الخلائق .. وأصبح هذا الزمن ملاذاَ يتمايز بألوان العجب .. حيث تقل فيه معدلات النباهة والذكاء وتتوفر فيه معدلات الغباء والبلاهة .. ثم الأعجب أن مظاهر الحياة توحي بكثرة الطامعين في الاستهلاك دون الإنتاج .. والكل يريد أن يأخذ دون أن يعطي بالمقابل .. كما أن الكل يشتكي من ندرة الأرزاق دون أن يبذر بذرة في الأرض .. والمعلوم أن الخيرات لا تسقط من السماء كالأمطار دون ذلك الجهد من الأسباب .. ودواليب الأسباب لا تدار إلا بجهد العقول والتفكير والتدبير .. فإذا امتنعت الناس عن تشغيل الأمخاخ تقع عندها الطامة الكبرى .. وتلك شائبة أصبحت ملموسة تعم البوادي والحضر .. والسمة أخذت تطال أغلبية الشعوب والأمم فوق وجه البسيطة .. شائبة أوصلت العالم لحافة الانهيار والإفلاس .. وتلك صيحات الحادبين تتعالى وتنادي بندرة الضروريات للحياة وبوفرة الشح والغلاء .. كما أن أيدي الشعوب بدأت تتسابق لقطف الثمار قبل مواسمها .. والصورة أخذت ترسم واقعا متناقضا في عالم اليوم .. حيث كثرة التهافت وقلة الإنتاج .. وهي صورة في نهاية المطاف تماثل ذلك العهن المنفوش الذي يملك الحجم في الفراغ ولا يملك الوزن في كفوف الميزان .. واقع مرير يسري على السواد الأعظم من البشر .. ذلك الواقع الذي يفرض على العقلاء ِأن يسايروا الجهلاء .. وكما قال الشاعر : ( لما رأيت الجهل في الناس فاشيا تجاهلت حتى ظن أني جاهل ) . [/justify] [/frame]


ـــــــــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
رد مع اقتباس