الموضوع: خطايانا
عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 03-31-2017, 05:10 AM
 
الفصل الرابع .. الجشع

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

"من الجشع أن تتولى الكلام بأكمله ولا ترغب بالاستماع."
ديموقريطوس

الجشع

اليوم ستاتي روز الى بيت كلارا و برفقتها نوي انه كيوم عيد بالنسبة لكيارا

اخيرا يمكنها اللعب مع صديق طفولتها نوي دون قلق كالمرة السابقة


استعدت كلارا و ابنتها لاستقبال الضيفين العزيزين اليوم
جهزتا كل شئ الطعام الشراب الخ ال مهم كل شئ

رن جرس الباب معلنا وصول المرتقبين ، ركضت كيارا نحو الباب بكل حماس
لتفتح الباب لتجد انه ساعى البريد ، نادت الام من المطبخ من بالباب كيارا هل
وصل عزيزانا؟
كيارا و قد ارتسمت اثار الصدمة المختلطة بالبلاهة على وجها لتجيب " لا انه
ساع البريد""
استلمت الطرد و قد كان صندوقا كبيرا نسبيا و نادت بعد ان ادخلته الى البيت
على والدتها"امى انه طرد من والدى"

لقد كانت لعبة جميلة قد وعدها بها والدها قبلا و قد وصل اليوم

بعد قليل رن جرس الباب ليعلن وصول الضيفين

لم تستقبل كيارا نوي كما كان متوقعا فقد حظيت لتوها بلعبة جديدة ما عاد يهمها
امر صديقه
ا..
بعد قليل طلبت كلارا من ابنتها ان ترى نوى لعبتها الجديدة و ان يذهبا للعب في

الغرفة المخصصة لذلك

لتقابل كيارا طلب امها بالرفض ، استقربت الأم تصرف بنتها ، و أين ذهب كل
حماسها؟
الام" عزيزتي لم هذا التصرف لا تكوني جشعة و ترفضي مشاركة نوي لعبتك"

لكن كيارا بقيت على موقفها بألا تسمح لنوي باللعب معها

انبتها والدتها على ذلك و كالعادة اخبرتها ان نوي لن يأتي مجددا لزيارتها ما

دامت لا تشاركه عندها استجابت بأن سمحت لنوي باللعب ففي النهاية سهل

اقناع الطفل بما يمكن أن تجلبه سوء فعلته ، مر الوقت و روز و نوي في بيت

كيارا ، لقد بقيا حتى وقت متأخر

عند المساء حيث جلسوا لشرب الشاي معا حاولت والدة كيارا ان تشعر نوي

بأهمية نفسه فبدأت بتجاذب اطراف الحديث معه و سؤاله عن الدراسة و ما الى

ذلك من امور اخرى و لكن الام لم تكن تتلقى الجواب من نوي لأن كيارا كانت

تقاطع نوي بأن تجيب هي و تتحدث مدرستها و ما الى ذلك

يقال ان من الجشاعة ايضا ان ترغب بالتحدث و اسكات الجميع.... مر اليوم و

الام تفكر بطريقة لتعليم كيارا درسا لارتكابها خطيئة الجشع اليووم مرتين

عند المساء كالعادة تنتظر الاميرة كيارا حضور والدتها لتقص عليها حكاية

انجليسا اليوم تشعر بسعادة غامرة فلقد اخبرتها والدتها العجوز ان صديقتها

ستاتي اليوم لزيارتها و ستصطحب معها خلدها الصغير وأن اسمه كوكي

تحمست انجليسا كثيرا و تشوقت لرؤية الخلد لكونها ستكتسب صديقا جديدا
تلعب معه
تجهزت العجوز و انجلسا و اعدتا كل شئ لاستقبال الضيفين و قد دعت كيارا

سكويك للمناسبة ايضا

وصل الضيفان و استقبلهم انجليسا سكويك و العجوز بحفاوة
جلست العجوزان تتجاذبان اطراف الحديث سعيدتين برؤية بعضهما تستعيدان

أجمل ذكريات الماضي تاركين المجال لانجليسا اسكويك و الضيف الصديق

الجديد للعب و قد اخبرت العجوز انجليسا أن تأخذ الضيف في جولة

خرج الثلاثة و قبل أن يبتعدوا قال سكويك"انجل اين كرتك الصفراء أحضريها لنلعب بها "
كيارا رفضت من فورها ، عندها قرر اسكويك عدم مجاراتها و اكتفى بوصفها

بالجشعة قائلا "لن تخسري شيئا إن سمحت لنا باللعب بالكرة ايتها الجشعة "

لم تكترث لكلامه انما ساروا حتى وصلوا الى النهر حيث مكان لعبهم المفضل

اسكويك قرر أن يتعرف بالخلد الصغير أكثر و خاصة أنه كان صامتا معظم

الوقت فحاول اشعاره بالراحة
بدأ سكويك بطرح الاسئلة على الخلد الصغير و لكن كيارا لم تكن تترك مجالا له

ليجيب انما تخطف السؤال و تجيب كما تشا؟ تصرفها هذا ازعج اسكويك و فجأة
ظهرت بوابة عالم الخطايا مجددا لتسحب انجليسا ككل مرة

لتجد نفسها بعالم آخر

هذه المرة كل شئ كان طبيعيا

المكان حيث كانت قبل أن تسحبها البوابة ذاك النهر الجميل و تلك المساحة

الخضراء بجانبه و امامها يقف اسكويك و الخلد الصغير سارت نحوهما بخطوات
متسارعة و هي تكلم نفسها و عن بعد لمحت شيئا بيد اسكويك لقد كانت كرتها

الصفراء اقتربت منه و همت بامساكها لتأته تلك الصرخة من جانب سكويك بألا

تلمس الكرة
صرخت انجليسا "انها كرتي "

الاخر لم يقل شيئا انما بوجه ساخر ادار الكرة و قد ظهرت كتابة على الكرة

محفور عليها اسمه "سكويك"
عنده عرفت كيارا انها ليست بأرض الواقع انما بعالم الخطايا حيث يبدو أن الادوار معكوسة هنا
قالت لاسكويك " يا لك من جشع لم لا تسمح لي باللعب بالكرة او حتى لمسها ؟"

ليأتيها الرد "اسألي نفسك أنت الجشعة لقد رفضت مشاركة اسكويك و الخلد اللعب

بكرتك و في ثنايا جملة سكويك تغيرت نبرة الصوت الى ذاك الصوت البشع

"صوت مشطخ" ولارتكابك الخطايا أنت هنا بمقاطعة الجشع و ذلك لتتعلمي

درسك
و بعدها تحول سكويك الظاهر امامها الى شكل مشطخ و بعدها تقدم الخلد الذي كان

يقف جانبا و قد تحولت عيناه الى اللون الأحمر و تكلم بصوت أجش

مزدوج"ستأتين معي لتنالي عقوبتك " و بدأ يقترب منها و هي تتراجع الى الخلف

بخزف و امسك بها و اختفى ليظهرا مجددا في بيت به الكثير من الفتيات كلهن

بدون بنفس طول و حجم انجليسا

تركها الغريب المتنكر بشك الخلد و اختفى من فوره لتقف كيارا فزعة و خوف
يعتريها
تقدمت ناحيتها احدى الفتيات و امسكتها من معصمها و سحبتها الى المكان حيث
بقية الفتيات
اجلسنها على احدى الاسرة و قد تصرفن معها بلطف اشعرها غرابة و سعادة معا

تحدث نفسها " ما هي العصقوبة التي قصدها "

بعد قليل دخلت سيدة الى الغرفة

اصطفت الفتيات بشكل منتظم و فعلت كيارا كما فعلن ووقفت بصف واحد

السيدة بدا عليها الوقار و قد لمحت كيارا لتقترب منها وتسألها من تكون و ما الى
ذلك من أسئلة و لكن احدى الفتيات كانت تقاطع كيارا هذا اغاظ كيارا و لم

تستطع التحمل أكثر فصرحت بوجه الفتاة ان تكف عن مقاطعتها

عندها تكلمت السيدة " ما بك منزعجة يا انجليسا أليس هذا ما فعلته اليوم عند

الشاطئ مع الخلد ؟"

عندها تذكرت كيارا فعلتها غيرا لمهذبة و ما عتراها من شعور حينها و من أن

ذلك يضايق الغير
عندها طأطأت رأسها و قالت بصوت هادئ " أظنني فهمت و عرفت خطأي ، أن

علي الا أكون جشعة و أريد كل شئ لنفسي و أن اعطى الاخرين فرصهم و الا
احتكر كل شئ لي فهذه جشاعة ، آسفة "

بمجرد اعتذارها و اعترافها بخطيئتها تحولت السيدة الى مشطخ و الفتاة التي كانت

تقاطعها الى وحش آخر و تلاشت باقي الفتيات كالسراب

تكلم مشطخ "جيد أنك أدركت خطيئتك " و الآن عودي الى عالمك و اعتذري
لاسكويك و الخلد الصغير و لا تعيدي الخطيئة مرة أخرى

انهت الأم الحكاية و ادركت كيارا خطأها و مدى سوء تصرفها
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


اريقاتو وسام سنباي



وَإِذَا سَئِمْتَ مِنَ (الوُجُودِ) لِبُرْهَةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْــوَاوِ) الْكَئِـيبَةِ (سِيـنَـا)


وَإِذَا تَــعِبْتَ مِنَ (الصُّـــعُودِ) لِقِــمَّةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْعَيـنِ) الْبَئِيسَةِ (مِــيـمَا)





صلوا على النبي
رد مع اقتباس