عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 03-30-2017, 12:55 PM
 
التكملة....
قال فرانس بنزق ” مضحك جدا ”
ثم حاول تحوير الكلام بدهاء وهو يسأل أخته أن تقص عليهم حكاية حبها الرنان و هو يعرف أن أخته لا تضيع فرصة كهذه أبدا .
قالت جوانا بصوت حالم :“ وما أحب إلى قلبي من تلو ترنيمة عشق ألفناها سويا ”
تنهد روبيرتو بملل ، ثم نظر إلى فرانس الذي أجاد هروبه ولو بطريقة ملتوية .
أكملت جوانا :“ هذا الرجل الجالس أمامكم كان متبجحا مغرار ، معتد بنفسه ومدعيا الذكاء ، وقف بكل جرأة في القاعة وهويتحدىكل مار أن يهزمه في الشطرنج و أنا بكل بساطة أردت كسر هالة الغرور وقد فعلتها ثم كما أتيت ذهبت دون أن ألتفت للوراء و هو أصبح ملحاحا لجوجا حتى أنه في إحدى المرات قطع علي الطريق قائلا بصوته المرتجف :“إحمليه ؟“
طبعا أنا لم أعرف ماذا يعني بقوله المبهم
“ ماذا أحمل ؟“
“قلبي .. قلبي الذي سقط صريعا لهواك ، هوى مع كل بيدق ترسلينه إلى القاع .، فمات الشاه حبا فيك يا مليكة الروح ”
تشدق فرانس بسخرية :“ لم نعهدك شاعرا يا صهرنا العزيز ”
قال بضحك مع تورد خفيف :“ العشق يا صاحبي يخرج أغرب مافيك ”
أردفت جوانا :“قال لي في إحدى مراته المجنونة :“ أنا لا أقدر على إعطائك ذ رة غبار مما يغدقه عليك والداك ، أنا لست في القمة”
فأجبته :“ ....”
وهنا قاطعها الجميع بصو ت واحد :
“ و ما الحاجة بي إلى القمة وهناك أماكن كثيرة على اﻷرض ... ألخ ... ألخ .. إلخ ”
ثم دخل الجميع في نوبة ضحك ، أوقفها صوت كيفن اللهوف :“ إن خالي إيكن في التلفاز يا أمي ”
نظر فرانس إلى أخيه الأكبر بتوجس فهاهو ذا يجري مقابلة مع مذيعة برازيلية و التي على مايبدو تسأل أسئلة لا يحمد عقباها .
قالت جوانا بحنق طفولي :“ ما بال هذه المتمايعة تنبش في حياة أخي الشخصية ، لا وهي بكل وقاحة تنهش ذكر ى زوجته الراحلة ”
قال روبيرتو :“ إنه ساكت وهذا لا ينذر بالخير البتة ”
قال بيرس جوشوا :“ اتق شر الحليم إذا غضب ”
وهاهو ذا أيكن بكل هدوء يلقي قنبلته :“ كما قال الممثل راسل كروو للمذيع الذي أزعجه ” سكت قليلا ليهذب صوته وكأنه يقول أرق الكلام لا إهانة مبطنة على العلن ليردف بصوته الجهوري :“ أتمنى لك نهارا سيئا مليئا بالإزعاج ”ثم يقف بهدوء شديد تاركا وراءه المذيعة المصعوقة .
.....................
في صباح اليوم التالي بعد أن شجعتها فيوليت للذهاب إلى مقابلة العمل في أكثر مجلات شهرة بفرنسا
مجلة - ليتوال دو لا مار - وهاهي ذي واقفة أمام باب البناية المنشودة ، وهي تبدو بوجه عابس ، لماذا وجهها عابس هكذا بحق الله ، حسنا لنعد إلى الوراء قليلا ربما ساعة على الأقل .
كانت أنطوانيت خارجة من الشقة القابعة في ربوع حي - دي لافيير ” وبخطى مسرعة لتلحق بالحافلة ولكنها للأسف اصطدمت برجل أصلع فترنحت يده الحاملة لكوب قهوته اللذيذة لتفرغ محتوياته على بلوزة أنطوانيت البيضاء ، اعتذر الرجل بكلمات مبهمة يبدو أسفا على قهوته أكثر منه على بلوزتها المسكينة التي تلطخت ببقعة بنية بشعة ، ليس لديها وقت لتغييرها ، لحقت بالحافلة وحشرت نفسها بين الجموع لتدلف إلى داخل حافلة حمراء بطابقين قالت تردد في نفسها :“ لن يسوء اليوم أكثر ، لا تقلقي ، هذه البقعة السخيفة لن تردعك عن تحقيق مرادك ”
توقفت الحافلة فنزل منها الجميع وبينما تصارع أنطوانيت الأكتاف المتراطمة علقت تنورتها السوداء الطويلة بباب الحافلة الذي أغلق فجأة و كأنه يتآمر مع حظها ضدها لتنشق تنورتها .
رائع إذهبي الآن ليخلطوا بينك وبين المتشردين .“
هذا ماقالته أنطوانيت لنفسها ، ولكنها رفعت ذقنها عاليا محاولة نبذ أي شعور محبط يحاول التسلل إليها .
نعود الآن إلى لحظة وقوفها أمام المبنى الضخم الذي لم تطل النظر إليه لتدخل ثم تصعد وتجلس بآلية أمام رئيسة التحرير التي لم تبدو متساهلة على الإطلاق في اسئلتها المربكة ولم تكف عن النظر إلى شكلها بالدونية ، تململت أنطوانيت في جلستها أكثر من مرة و هذه السيدة الحديدية تضغط عليها بأسئلتها المحرجة عن عدم خبرتها و صغر سنها لتختمها هذه السيدة المدعوة بإيميليا كلارك بجفاء :“ نحن هنا لا نفتح جمعية خيرية لتعليم المبتدئين ” و مع كل كلمة تقولها ينطفىء بصيص الأمل في أعماق أنطوانيت .
“ و كما قلت هذه مجلة نحتاج إلى أيد خبيرة و جرأة كبيرة لتحمل هكذا ضغط ولا أصدق أني أقول هذا ولكن إن استطعت إجراء مقابلة مع السير فرانس دانجلو ستحصلين على العمل ”
خرجت أنطوانيت و هي تسترجع كلام السيدة كلارك بحذافيره :“ ليس لديك وقت طويل عودي إلمنزل وغيري ملابسك هذه ورأسا إلى شركة غراي ، لقد تخلفت الفتاة بيكا عن العمل و كما يقال مصائب قوم عند قوم فوائدهم فلا تضيعي هذه الفرصة... التي لا تكرر”
عادت إلى المنزل و ارتدت فستانها عسلي اللون مع سترة برونزية طويلة الأكمام ولم يساعدها تعليق فيوليت على زيها هذا إذ قالت بتهجم :“ أنطوانيت تبقى أنطوانيت ...مابالك يافتاة مع هذه الملابس المحتشمة تبدين كفتاة خارجة من الدير ”
“ لا تهم ملابسي الآن المهم كيف سأتصرف ”
لقد تدربنا على ذالك فقط كوني على سجيتك ، وهيا أسرعي الآن قبل أن تضيع الفرصة الذهبية ”
وهاهي ذي الآن في المصعد الفاخر تستند إحدى جوانبه المنقوشة باتقان وهي تنظر بتوتر إلى الأرقام الحمراء تتزايد معلنة عن اقترابها من عرين الأسد ، انفتحت أبواب المصعد لتفرج عن بهو كبير ، كانت الرؤية ضبابية و مشوشة وهي تلحق بالمرأة الحسناء المتأنقة و هي ترفع شعرها الأشقر في شينشيون فرنسي أنيق ، زفرت بقوة أمام الباب المهيب الذي يخفي خلفه الأسد .
قالت في نفسها :“ لا تهذي أنطوانيت ... الرجل لن يأكلك ”
زفرت مرة أخرى ثم دقت الباب ، لينفذ لها صوته الدافىء :“ ادخل ”
عادت لها تلك الرؤية الضبابية لتتعثر بلا شيء و تسقط على وجهها و في محاولة منها للنهوض و لملمة أعاصير الحرج التي تختلجها أسقطت فازة أثرية لتتهشم إثر ارتطامها بالرخام الصلد قبل أن تدركها يدها
رحماك ربي ، كل هذا حدث أمام ناظري فرانس الذي يبدو مستمتعا بارتباكها .
قالت بتعلثم :“ أحدهم كسر هذه .... أعني أتمنى أن لا تكون باهضة ” ثم انحنت اأسفل في محاولة فاشلة للم شمل أجزاءها المكسورة قائلة ، أستطيع إصلاحها فقط هل لديك بعض الغراء ”
صمتت قليلا ما هذا الهراء الذي تقولين و هي تضرب رأسها بحركة عفوية ولم تدري إلا وذالك الظل واقف أمامها ، اعتدلت بسرعة لواجهه وحمرة الخجل تغطيها كانت تدرك كم هي سخيفة ثم حبست أنفاسها وهي تنظر لشفتيه تتحركان مكونة حروف كلمتين :“ قنينة العسل ”



~


أطلقي العنان .. لا .. لا تكبحي الجماح
اجري .. طيري .. حلقي عاليا و افلتي اللجام
اهربي ... لا تبقي مقيدة خلف القضبان
فحتى الطيور يا صغيرة تكره أقفاصها
وإن كانت مصنوعة من الذهب و الرخام
اتركي كل شيء خلفك .. لا بل ارميه في الأحضان
فالحب يا صفيرة لا يعترف بالأحكام ولا يخضع لتلك القوانين العتيقة
فهو يأتي بغتة على غفلة و تذكري يا صغيرة أن القانون لا يحمي
المغفلين .
رد مع اقتباس