سلخت أياما بلياليها في مفاوز رملية حارقة قبل أن تلوح لي أخيرا معالم المدينة تحت الأفق والشمس تدلف نحو الغروب. تشعر فرسي بالارهاق فأنزل عنها وأكمل مشيا صوب المدينة وأنا أجرها خلفي من لجامها، أصل إلى هناك وتستبد بي الحيرة: لا أظن بأني قد حدت عن طريقي غير أنه لم يتم إخباري بأنني سأجدها أطلالا يبتلعها الرمل والظلمة والريح هي صداها الوحيد الذي يتردد.
أمشي بين الجدران المتداعية وترى عيناي الدور والمباني والملاعب والأقواس المنهارة مملوءة بذكريات من عاشوا وعمروا ها هنا. يتهافت لأذني صوت كضحكة وأاظنه الريح بيد أن فرسي تحسست شيئا كذلك، يختفي القمر وتزداد حلكة الليل ثم تعصف الريح بقوة وتجلدني سياط االرمل؛ تصهل فرسي من شدة الفزع وتشرد لأسقط أنا على القبور المنقوشة وينتابني شعور سيء..
أسمع صوت الضحكة من بعيد ويتردد صداه وهو أكثر وضوحا هذه المرة أرفع رأسي وأرى ضوء من برج لولبي يضرب إلى السماء ويتهلل وجهي: إنها الإشارة!
أهرع بسرعة نحو البرج وأدخل وأنا لا أستبين شيئا من الظلمة حينها يشتعل خمس وعشرون مشعلا على التوالي معلقة على الجدار؛ أسمع صوت ضحكة الطفلةخلفي تماما مجددا ولم أستدر لأنني طعنت غدرا على حين غرة!
أهمس للطفلة وهي تبتعد بينما أغرق في دمائي: انتظري! من تكونين؟
افتح عيناي وقد مر بعض الوقت لا أادري أكان قصيرا أم طويلا وأجد نفسي بعيدا عن الأرض مقيدا بسلاسل من أطرافي. أحاول أن أرفع رأسي الذي أشعر به يزن طنا؛ دمائي تقطر وتنحدر لتملأ دائرة نقوش المذبح. أحاول وأفتح عيناي مجددا، أسمعه يتكلم، لم يكن في وسعي النظر إلى وجهه لكن بدى صوته نقياا؛ أذناي غير قادرتين على تحديد الاتجاه الذي تصدر منه الكلمات بالفعل، لكن ذلك كان متوقعا بالنسبة إلي. أسمعه يقول بأن دمائي تملأ الدائرة بالكامل وأنني القربان المختار الذي يقدمه كهنة المعبد من أجل الحصول على اللوح الصلصالي القديم الذي نقشت فيه القوانين الخمسة لااستحظاار الكاهن الأعظم والذي يعد بقوى لاتقهر لمن يحرره؛أريد أن أاصرخ أن أاضحك كالمجنون؛ لكن حلقي مسدود بكتلة خرسانية وكل كلمة تحاول الخروج كأانما تخرج أحشائي معها؛ يبدأ ذلك الصوت بالتلاوة:
رغبات الطمع البرونزيةاللون بستة وعشرين درجة من التحكم
خمس وعشرين زوجا من الشموس
ثلاثة عشر زوجا من مزامير القرن
اليد اليمنى للقرد تدرك النجوم
مطوقة بعشرين زوجا من الأوهام
ألف زوج من الرماد
الرياح السماوية الخمس
العالم الآخر
في النور آمرك أن تخضع للعتمة
في الضوء آمرك أن تستسلم للظلمة
وبينما تستمر التلاوة؛ تتبخر دمائي من الدائرة ولا أعلم ماهية مايتشكل أمامي، أضحك وأقول بيأس:"إذن، أهذا كل شيء يا كهنة المعبد؟" قد حيكت مؤامرة من وراء ظهري لي؛ لست سوى خادم يذبح ككبش أعزل!
أشرئب لأنظر للسماء، في مكان ماا في هذا الكون العملاق تسكن أسرتي، لم أخبر زوجتي بأن هذه الرحلة قد تكون الأخيرة، لم أقل لها أنها النهاية ولم ألق عليها حتى كلمة الوداع..
عيناي لاتستطيعان الرؤية بوضوح، ربما بسبب الدموع أو بسبب أنني أحتضر؛ لاا أظن أنني سأعرف على وجه اليقين أبدا...
عندما يتهاوى
يسقط على الأرض
جثة هامدة
ذلك الذي كان كالنسر فوق العلى
يغدو طعما كريها للغربان؟
أحببت الفكرة:nop:
وعصرت مخي واكتشفت أني أقدر أكتب الفانتازيا:nop: