عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 02-13-2017, 10:47 PM
 
طفلٌ بلا طفولة ...!
انا ... نعم #انا
انا الطفل الذي نام مطمئناً , انا الطفل الذي نام بسلام , انا الطفل البريئ ذاك الذي يتلعثم بالكلام
حياتي تغيرت ...! في "ليلة و ضحاها"
سأنسى آلامي ... سأنطقها بلساني : في ليلة مضائة بضوء القمر
كنت اضحك , العب , و الهو سعيداً , و اذا بكيت , ابكي عن والدي بعيداُ
لم اغفو الا قليلاً ! و لكن هيهات % اصبحت استغيث $
اصبحت على صوت المدافع , اصبحت و قد هدموا مأذن الجوامع !
اصبحت و الحمد لله , و لكن لسوئ الحظ كان امامنا جيش الاحتلال !
نهضت من فراشي ! على قدماي الصغيرتان , امشي و تتقطر الدماء منهما
امشي و انادي ... ابي و امي :انتما فؤادي
سرت الى ان رأيتهما و قد اصبحوا بيد قوات الاحتلال !
ابكي و انادي ,
بابا ...!
ماما ...!
و لكن لا احد يرد
كنت قد ادركت ان اسير في طريقي وحدي و قد كنت في الثالثة من العمر
تخيل الموقف

اسير و و الدموع تنزف من عيناي هاتان . !

تمضي الايام و تمضي السنين ... الى ان اصبحت في السادسة من العمر
عندها ادركت انه علي المواجهة

كنت اسمع صوتاً يقول : الحق بنا !

فورررررا انطلقت الى تجمع للجنود
اخذت اتسلل ... الى ان وصلت اليهم و تسنى لي ان اسرق
فنبلة بيدي , اذكر انني شغلت المؤقت و قد بدأوا بتوجيه نيرانهم علي

رميتها عليهم , و اخذت اركض و اركض بعيدا

و لكن اصابتني رصاصة في كتفي

عندها سمعت الانجار ...!

نظرت خلفي ... فلم اجد احدا

اغمضت عيناي و اقول : اخذت بحقكما !

و لكن لسوئ الحظ فتحتهما في المحكمة ...!

لقد حكموا علي بالاعدام !

و لكن ... بمساعدة المحامي تغير الحكم الى المؤبد

و تمضي ايامي في السجن يوما بعد يوم !

الى ان يأتي عام 2009 و هو سنة خروج جنود الاحتلال من العراق

تم اعادة النظر في القضية و تم اطلاق سراحي

لم افرح بذلك !

لا ابدا

و لكن المعجزة ... استقبلاني و الداي امام المحكمة و كنت اظن انهما قد انتقلا الى الرفيق الاعلى

سبحان الله ... و لا اله الا الله و الله اكبر

----------------------------------

بأنتظار الرد
__________________
مَا كُلُّ مَا يَتَمَنَّى الْمَرْءُ يُدْركُهُ *** تَجْري الرّيَاحٌ بمَا لَا تَشْتَهي السَّفَنُ
رد مع اقتباس