عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 01-31-2017, 11:09 PM
 
Talking المرآة المكسوره / الفصل الحامس " الشهوة "

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/154756495412292.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




في الفصل السابق تحدثنا عن الجشع و كيف أن ايميتو لم يكُن ملاكاً يمشي على أرض الرحمن

وأيضاً عودة القاضي ميلو نوراكي ، والدُ البطلين كيث و كيتي ..

أتركُكُم لتُتابعوا الأحداث للتعرف عليه ....




"الشهوة"


ومُنذ ذلك اليوم دخل ايميتو حياة کيتي ، مستغلاً کونها ابنته القاضي لبناء سمعة نظيفة بين التجار ،،

و لم يروي کُل هذا المال جشع هذا المخلوق ،

بل وقد استغل جميع من يرتبطُ اسمهُم بکيتي من أجل مصالحهُ الشخصية !!!





هنا و الآن و في الوقت الراهن يقف القاضي بعد أن اکتشف کل هذه الحقيقة

أمام مارثا التي شارکت ايميتو کُل خططهِ الوضيعة وهو ينظُر نحوها نظرةً لا تسرُ الخاطر !!

*****

رفعت کاغوري جوالها و اتصلت بکيث مرة و ايميوي مرةً أخرى

ولکن لم يرُد أي واحدٍ منهما ! ترکت الجوال من يدها بغضب

واتجهت إلى المطبخ و رتبت فوضى العشاء

ثُم خرجت بعد أن أطفأت الأضواء و کان والدها قد ذهب لغرفته

نظرت من عتبة الباب إليه کان يبدو هادئًا و يقرأ في کتابه بهدوء

قالت له من مکانها بقلق :

" ماذا حدث معهُما يا أبي ؟ ولما لا يُجيبان علي اتصالاتي ؟ "

رفع والدها بنظره وقال بصوتٍ هادئ :

" لا تقلقي صغيرتي إنهما بخير ! اذهبي لغُرفتك واخلدي للنوم . "

غادرت باستسلام بعد أن مَست على والدها بصوتٍ مُنخفض !

دخلت غرفتها و جلست علي سريرها تُحاول الاتصال مراراً و تکرارًا

ثم استسلمت وترکت جوالها .......

مع ذلك لم تتوقف عن التفکير بتصرف کيث المريب وتجاهلهما اتصالاتها ،

"" عندما تعودان أو أعرف مکانکُما ، سآتي وأجرکُما من أذُنيکُما کي لا تتجاهلا اتصالاتي ثانيةً !

أيها الأبلهان عديما النفع ! حسناً أتوقع هذا التصرف من أخي ولکن لما أنت يا کيث ؟ ""

هي لم تقصد ذلك إنما تشعُرُ بغيظ لا أكثر ! نفضت أفکارها و نهضت من مکانها

و جلست أمام شاشة حاسبها وبدأت تعمل به ...

*****

في المشفى حيث کيث و ايميوي بعد ذهاب ايکوکو ؛ بقي الأثنان مکانهُما ينتظران استيقاظ کيتي ،

کان المصل علي وشک الإنتهاء حين ما بدأت کيتي تستعيد وعيها تدريجياً ،

اقترب کلاهُما وهما مسرورين بذلك ، و ما إن استعادت وعيها وأدرکت موقفها ومکانها ،

حتى ضمت کيث بکلا يديها بقوة! کان ايميوي مصدوما کما کيث ،

إلى أن قالت کيتي بحزنٍ شديد :

" لا تترکني وحدي ثانية يا کيث ، أنا لم أفعلها صدقني ..
صحيحٌ أني أمقتٌ ايميتو ، لکنني لم أفعلها !! "

لحظات قطعت سکون أمواج الحياة !

کان ايميوي الأکثر فوضى بين الآخرين ، لم يعد يفهم شيءٍ من تصرفاتها البته

لو کان غيرها لکان الآن قد حقد أو کره کيث لفعلته المُتسرعة لکن کيتي ...

کيتي مختلفة ، ببساطه کيتي منبعٍ لا ينتهي من السماح و العطاء ..

أيعقل أن يکون هنالك شخص مثلها ؟


حدث لحظتها أن تلقى کيث اتصال من المرکز ، اتصال في وقت غير مناسب و طبعاً لا مفر من تجاهلهُ الآن

کان مارو هو المتصل ! وبعد أن قُطع الاتصال ، استأذن کيث ذاهباً و طلب من ايميوي أن يبقي مع کيتي ،

ريثما يأذن لها الطبيب بالمُغادرة ... وثُم تفقد اتصالات الواردة وأعاد الاتصال بکاغوري و هو يُغادر ...



بعد أن قطع الاتصال التفت مارو نحو السيد نوراکي :

" المحقق نوراکي في الطريق سيدي .. "

قال ذلك و هو يؤدي التحية العسکرية بثبات ، رفع القاضي رأسهُ قائلاً باستفسار :

" أين ملف القضيه ؟ ولما لا أجدهُ هنا ؟ "


بعد أن أنهى کيث حديثهُ مع کاغوري في أثناء القيادة تابع طريقهُ إلى أن وصل للمرکز و دخل لمکتبه

مواجهاً والدهُ بابتسامة طفيفة قائلاً : " أهلاً بعودتك يا أبي .. "

رفع القاضي رأسهُ قائلاً :

" شکراً بُني ، لکن أين ملفٌ قضية مقتل أيميتو ؟ أنا لا أجدهٌ في أي مکان ! "



دخل في صُلب الموضوع بسُرعه خلف ذلك التوتر في نفس کيث ..

ابتلع کيث ريقهُ و قال و هو مُغمض العينين :

" لم تعُد قضيتي ! سلمتُ ملفها للمحققة ايکوکو ، ولکنني لازلتُ أتابع مُجرياتها .. "

تنهد القاضي قائلاً ببسمه : " خيراً ما فعلت حين سلمت القضية لها ! "



صُدم کيث لذلك و فتح عينيه مواجهاً عينا والدهُ الزرقاوتان

بعد أن استوى أمامهُ ليتابع كلامهُ و هو يربت على كتف كيث :

" عندما تجد نفسك في قضيةٍ تتعلق بفرد من العائلة،
خيرٌ لك و للعدالة أن تتركُها لغيرك !
ثق بي يا بُني ... هذا ما فعلتهُ أنا في الماضي !! "




في المشفى بعد ذهاب كيث بفتره ،،

كان كيتي و ايميوي يتسامران بوجوه بعضهُما إلى أن جاءت المُمرضة و فحصت ضغط كيتي

و انتزعت كيس المصل بعد أن انتهى و خرجت لدى انتهاء عملها ..

قُطع هدوء الغرفة حين قال ايميوي بسعادة :

" كُنتُ واثقاً من أنك بريئة ! "

رفعت كيتي رأسها لتواجه الأخر مُستغربة :

" و من أين أتتكَ تلك الثقة ؟ "

أعاد رأسه للخلف قائلاَ :

" في ذلك اليوم .. خرجتي من منزلك مرتبكة و خائفة ، و كانت بقع الدم تُغطي قدميك ،
لكني كُنتُ واثقاَ أنك لم تفعليها !! أتعلمين ... أنا أعلمُ کُل شيء !! كُل شيء .. "

أعاد بنظرهُ إلى كيتي ليُقابل الصدمةُ التي تعتلي ملامحُها ،

نهض من مكانه قائلاً و هو يقترب إلى أن جلس مقابلها :

" لكنني لستُ من يصدقُ كل ما يراه وحسب ! "


كان ايميوي قد جلس أمام كيتي و تابع كلامهُ و هو ينظرُ في عينيها بعد أن تلامست جبهتاهُما :

" جريمتُك الحقيقية ، جريمتُك هي أنك لم تُعلمي الشرطة في ذلك الوقت !
أليس كذلك ؟ أليس هذا ما تُخفينهُ و تخشينهُ يا كيتي ؟ "

أغمضت كيتي عيناها و هي تبكي بهدوء و البسمة تُزيينُ ملامحُها التعبة ...

*****

في المركز بعد أن أعلمَ القاضي كيث عن ما كشفهُ في أثناء رحلتهُ خلف آثارُ ايميتو ..

كانت الصدمةُ موقفهُ و هو يتنقل بين المستندات التي تخضع بين يديه

أخذ القاضي الملفات من بين يديه قائلاً :

" دعك من هذا الآن ، و دعنا نذهبُ للبيت ...
ألا يكفي أني لا أعلمُ ما ستكونُ مواقفُ كيتي حيال هذه الحقائق ! "



تردد كيث لكنهُ تشجع قائلاً بجديه :

" هُنالك ما ينبغي أن تعلمهُ يا أبي ! "



فروى لهُ كُل ما حدث كما حدث ... وكان ردهُ كالآتي :

" تسرعت كثيراً يا بُني .. أنا لن أقول أو أفعل أي شيء هذه المرة ،
دبر نفسك يا ولد فغضب كيتي كلهيب جهنم ! "



ثُم ضربهُ على ظهره و ضحك عالياً و كان كيث يُفكر مع نفسه :

"" إنهُم جميعاً يبحثون عن خلاصهم
و يتركوني في مقدمة المدفع حفاظاً على سلامتهم .. ""

نظر نحو والدهُ بملل ليُكمل في نفسه : "" حتى هو ! ""



عند كيتي بعد أن سمح لها الطبيبُ بمُغادرة المشفى ، خرجا معاً و قد أصر ايميوي أن تُرافقه بشدة ..

لكن كيتي رفضت ذلك و بنفس الإصرار ، فاعترض قائلاً :

" أتُعاقبين نفسك بالبقاء في بيتك ؟ هذا لا يجوز .. "



كان ايميوي مُدركٌ تماماً لموقفه .. هو لن يسمح لها بالبقاء في البيت الذي شهد موت ايميتو ..

لكن كيتي و في قرارة نفسها تُحاول إقناع نفسها ، أن هذا ذنبها و يجب أن تدفع الثمن ...

ذهابُها بعيداً و عدم فعل شيء لزوجها يُعذبُ فؤادها المكسور ..

هي حتى لم تكُن قد تأكدت إذا ما كان حيٌ أم ميت ! ربما كان من الممكن أن تُساعدهُ أو ما شابه ذلك ...

و من جهةٌ أُخرى ايميوي الذي باتت تُدركُ بأنهُ يتستر عليها .. ترى هل تستحقُ أن يحميها ؟

ايميوي من جهة و ايكيجي من جهةٍ أخرى .. بات هُنالك شخصان يُحاولان أن يُساعدانها ،

المساعدة التي لم تُدرك إذا كانت تستحقُها أم لا ..

تعمقت في هذا الواقف أمامها هي حتى لا تُدركُ سبب تصرفاته ، هل هو راضٍ بما يفعل لها ؟

و ما دافعهُ من كل ما يفعلهُ يا تُرى ؟ هل أنت مقتنع بما تفعله يا ايميوي ؟!

جالت بأفكارها بحثًا عن إجابات ، و لم تجد نفسها إلا وقد وصلت لبيت عائلة ايتاكورا الدافئة ..

اتجهت كيتي لغرفة كاغوري ، لقد اعتادت على مُشاركة الغُرفة معها كُلما أتت إلى هُنا ..

وسلمت نفسها للنوم آمله أن يُريح بالها و يُصفي ذهنها ..



وفي صباح اليوم التالي ،، استيقظت كاغوري و هي مُستغربة من تواجد كيتي بجوارها ..

لطالما كانتا تتحدثان في كُل شيء ..

لكن هذه المرة كيتي بعيدةٌ كُل البُعد عن البوح بأي شيء

ليس لأنها خائفة ، بل لأنها تائهة بين الماضي و الحاضر ..



توالت الأيامُ على كيتي كنسمة شتاءٍ باردة .. وقد كانت تُحاولُ أن تُشغل نفسها مع كاغوري ..

و كاغوري تستغل قُربها من كيتي لمساعدةُ كيث على إعادة الرابط الذي حسدهُ الجميع مُنذُ صغرهما ...

لم تكُن مُنزعجة أو غاضبة من شقيقها كما اعتقد الجميع ، إنما كانت خجلة من نفسها ...



عصر أحد الأيام جاء هيكيجي لبيت المفتش ايتاكورا كان مُتردداً من ذلك قبل الآن ،

استقبلتهُ كاغوري عند الباب و طلبت منهُ الدخول و الإنتظار ..

لم يكُن هيكيجي يحظى بحُب هذه لفتاة ، تكرههُ بلا سبب !!

و كُلما سألها كيث عن السبب ، تُجيبهُ نفس الإجابه :

" أكرههُ و حسب ، يُثيرُ في البُغض و الكُره كلما رأيتهُ حتى لو من بعيد !! "

إجابةٌ كررتها على مسمع كٌلٍ من كيث و كيتي كثيراً وكانا يضحكان عليها و يسخران من إجابتها ،

كيف لك أن تكرهي شخصًا لاتعرفين عنه سوى اسمه ؟؟

تعرُف عائلة نوراكي و ايتاكورا على هيكيجي كان عبر ايميتو في حفلة زفاف كيتي ..

مُحاولة هيكيجي في مُحادثة كيتي باءت بالفشل و رفضت مُقابلتهُ ،

في المرة الأولى وصل للمشفى بعد خروجها منه ،

و لاحقاً حين عرف بتواجدُها هُنا امتنع عن مقابلتها بعد

أن قابل ايميوي و طردهُ مانعاً إياه من مُقابلة كيتي !

و اليوم أدرك حقيقة أن كيتي ترفضُ مقابلتهُ من تلقاء نفسها

و ليس لأن ايميوي يُشكلُ حاجزاً أمامه .

خرج من هُنالك و كاغوري تودعهُ بابتسامه ، دخلت بعد أن حرك سيارةٌ و أغلقت الباب

ثم تنفست الصُعداء قائل بفرحةٍ بارزة :

" تستحقُها أيُها الطُفيليُ المُتعجرف "



في اليوم التالي ، اجتمع الجميع لتناول العشاء وكانت كاغوري سعيدةٌ لحضور كيث و والدهُ أيضاً

كان القاضي يسألُ عن أحوال ابنتهُ من كاغوري دائماً

و اليوم بعد أن لاحظت هدوء كيتي قررت دعوت كيث و والدهُ

كاغوري هي الرابط القوي الذي يجتمعُ هاتان العائلتان ليس لأنها خطيبةُ كيث وحسب ،

بل لأنها تحرصُ على سلام العائلتين طوال الوقت ، مع أنها الأصغر بينهُم جميعاً !



حديثُ كيتي مع والدها أثار أمواجُ تفكيرها مُجدداً .. فبعد العشاء كانت كيتي تجلس على النافذة

و تُسندُ رأسها على زُجاجها تنظرُ للقمر بشُرود .. تقدم نحوها و قال و هو يضمها لصدره :

" لما القمرُ شاردٌ اليوم !؟ "

أجابتهُ بنبره تائهة : " لأن ظلهُ ضائع ! "

" هل بحثتي في البحر و المحيط فقط ؟ "

نظرت باستغراب ، واضحٌ أنها لم تفهم فتابع و هو مُغمض العينين :

" لن تجدي ضلهُ لأنكي لم تبحثي جيداً ،
فحتى البركة الصغيرة تعكسُ جمال القمر بتواضُع ! "

معهُ حق ، هي لا تنظرُ للأمور إلا من منظورٍ هش .. ضمتهُ بقوه و هي جالسة في مكانها على النافذة ،

فكرت في نفسها بدقة ، ووصلت لنتيجةٍ واحدة لا غير :

"" كيف أعميتُ و ذبُل بصري عن رؤية حُبك لي يا أبي ؟

أيُعقلُ أن تُبعدُني السنوات الثلاث ، التي عشتُها في بيت زوجي ، عنك كُل هذه المسافة؟ ""

رفعت بعينيها تُحملقُ حول عينيه ، عانقت عيناهُ بابتسامة .. فقالت لهُ بصوت مسموع و هي تلعب بذقنه :

" لم أعد أريدُ الابتعاد عنك يا أبي ، فلا تُبعدني عنك .. "

ابتسم لها :

" ألم تكبُري ولو قليلاً ؟ لا تزالين تُفكرين كالأطفال ، من قال لكي أني أبعدُتك عني يا صغيرتي ؟
إنما أنا أحملُ مسؤوليةٍ أكبر من عائلتي ، إنهـ .. "

قاطعتهُ و هي تُقطبُ حاجبيها بحزم :

" إنها مسؤوليه بعيدةٌ عن الأنانية ، لا تضعُ حياة شخصٌ واحد في خطر،
بل المجتمعُ الذي تتمحورُ نتاج القرارات البناءة و المستهترة عليه ،
إنها ليست عائلة صغيرة بالعائلة كبيرة يجمعها القانون و يُحافظ عليها . "


ابتسم لها راضياً ، ثُم قال و هو يُخلخلُ أصابعه بين خُصلات شعرها البُني :

" يبدو لي أنك حفظتي درسك جيداً ، هذه هي أميرتي الصغيرة ... "

أجابتهُ بصوتٌ طفولي :

" ليست إلا مسألة وقت ، فأنا أعلمُ أن كاغوري هي أميرتُك الصغيرة .. "

" هذا صحيح ! " قال ذلك مستفزاً نظرت لهُ بقيض فأكمل : " لأنكي أميرتي الكبيرة ! "



اقترب كيث قائلاً : " عما تتحدثان ؟ هل يعنيني بشيء ؟ "

نظرا إليه و قالا معاً و هُما يبتسمان بخُبث : " أجل كُنا نتكلم عنك ! "

ثم تابعت كيتي وحدها : " كُنا نُناقش مسألة زواجك يا بطل"

استدار كيث خلفهُ و نظر لكاغوري وهي تُقدم الشاي ، لاحظت ذلك فابتسمت لهُ

تلك الابتسامة التي تعكسُ ضوء القمر في ليلةُ بدر ..

أعاد نظرهُ مُحرجاً ثُم قال بملل : " لا داعي لتفكيرُكُم الزائد بي يا جماعة .. "

عاتبتهُ كيتي بجدية :

" جدياً لما تؤجل ذلك ؟ المفروض أن يُقام الزفاف في الشهر المُقبل ، تقريباً
و حسب تقديري بقي أربعون يوماً أو رُبما أقل .. "

ثم تابع القاضي بنبرةٍ آمره :

" إياك و الظن أننا سنؤجل هذا الزفاف للمرة الثانية ، في العام الماضي أخذت بعين الأعتبار
حُجة ، بأنك تُريدُها أن تُنهي دراستها .. حسناً حدث ، ماذا الآن ؟ "

أجاب كيث بصوتٍ مُنخفض بالكاد يُسمع : " الوقتُ ليس مُناسباً! "

ثُم بدأ يُحركُ عينيه يميناً و يساراً ثُم إلى الأسفل و بعدها

نظر في عيني كيتي و تشابكت نظراتهُما تتحدّثان سراً ..

هكذا كان الأمر إذاً ! وأخيراً فهمت كيتي و اتضحت الصورة ،

يعتقد كيث أن الوقت ليس مُناسباً بسبب موت زوجها ،

لم يمُر على موته إلا سبعة أشهُر ، فكرت كيتي قائلة مع نفسها :

"" أنت حقاً شخصٌ عظيمٌ يا أخي .. لكن .. لكن ايميتو لايستحقُ ذلك ""

ثُم قالت بحدة و بصوتٌ مسموع :

" إذا كُنت تُفكرُ بذلك من أجل ايميتو ، فانسى الحكاية يا أخي ! "

لفت ما قالتهُ انتباه الحاضرين ليُتابعوها و هيّ تُتابعُ كلامها مُهتمين :

" لا يستحقُ أن نؤجل ذلك من أجله ! "

قاطع كلامها قبل أن تُزيد شيءٍ آخر : " لكنني لا أفعلُ ذلك من أجلك وحسب ! "

عم الصمتُ صادماً الحاضرين .. حتى من لم يكُن يعلمُ عن ما كان الحديث ،

أدرك أنها مسألة الزفاف .. ترى ، هل سيؤجل الزفاف ثانيةً أم لا ؟



بعد تلك الليلة الحافلة و في الصباح التالي ..

جهزت كيتي نفسها للعودة لبيت والدها ، كان يمُرُ بجانب الغرفة حين قال فور إدراكِ ما تفعل :

" فقط انتبهي من أن لا تُفسدي الأمور وأبقي فمُك مغلقً ! "

التفتت لهُ فزعة : " هذا أنت ؟! ماذا تقصد ؟ "

قال و هو ينظرُ حولهُ لألا يسمعهُ أحد آخر :

" لقد اكتشفت الشُرطة كُل شيء عما حدث لايميتو ، طبعاً عدا تواجدك في البيت يوم المقُتل ..
لذلك لا تُضيعي مستقبلك من أجل رجُل لم يستحق حُبكي له ،
صدقي حين أقول ، أنهُ لايستحقُ السنون الثلاث التي قدمتها من شبابك له ..
اعتبريها جزائك و أغلقي الموضوع .... إنها مسألة وقت و ستنسين ! "



نظرت له ثُم ليدها ، لايزالُ هذا الخاتم اللعين يُزينُ إصبعها بغرور .. أخرجتهُ و تأملتهُ بحُزن ثم ضغطت عليه

كما لو كانت قد تذكرت كُل ما حدث معها منذ قابلت ايميتو و حتى الآن .. ثم خبأتهُ فيّ جيبها بغضب ..

غادر بعد ذلك فلحقت به و نادتهُ و هيّ تقفُ بجانب الباب و يدُها عليه :

" ايميوي ؟ "



عاد ينظرُ خلفه مترقبًا لما تنوي قوله ، طال الانتظار و مل منه ، سألها ما تُريد ؟

لكنها لم تُجب سوى ببسمة فرد لها ذلك و استدار ذاهباً ..

ليقف بعد عدة خطوات و قبل دخول غرفته أثر طنينُ صوتها المُمتن :

" شُكراً لك"

.



مضت عواصف لم تعلم كيتي عنها ، في أثناء انشغالها بتجميع شتات حياتها المُضطربة

و إعادتها لمكانها ، كان كيث و ايكوكو مُنشغلان بتجميع قطع الزُجاج من الصورة المتناثرة ..

اليوم أنهى المحققين تجميع الصورة وباتت واضحة لهُما .. رفع كيث الملف وقدمهُ لشريكتهُ مبتسماً :

" إنجازٌ مذهل ايكوكو ،، تهاني لك .. أرفعُ قُبعتي بتواضع لفخامتك ! "



ابتسمت الأخرى بشيء من الغرور :

" كُلُ ذلك بفضل الأدلة التي جمعها والدُك .. ثم لدي مُلاحظه صغيرة ،
أنت لا تضعُ قبعةً يا كيث ! "

...

في عمق الظلام ، و بين صفحاتُ الأحداث أخذ إثنان يتحدثان في عمق الأسرار ..

" هل قتلتهُ حقاً ؟ "

" ربما ! "

" لماذا ؟ "

" لأنني لم أستطع منع نفسي من ذلك !
كُنتُ أريدُ ذلك بشدة .. لقد استحقها ذلك الخائن ... "

" وما دخلي بذلك ؟ لما ورطتني ؟ "

" لا تجعلني أجيبُك كما أجبتُ ايميتو ! "

" وماذا تقصد يا هذا ؟ "

في لحظة قفله رفع القاتلُ سلاحهُ نحو الثاني و وجه رصاصةً و بكُل برود نحوه ،

غير آبه لزيادة نقطة سوداء أخرى في حياته هو غارقٌ في مستنقع نتنٍ على أي حال !






للي منتبه ، أنا خليت الشهوة في القاتل الغامض نهاية الفصل ،

هو مقدر يمنع نفسه عن قتل ايميتو لما سنحت له الفرصة ..

و وسام قال أنو الشهوة تعني الرغبة في الحصول علي شيء بشده

~~~

ماذا حدث ؟ و من القاتل ؟

من هذا الغامض الذي ظهر نهاية الفصل ؟

و هل ستكشفُ كيتي ما لديها ؟

ماذا يحوي الملف القابع بين يدي ايكوكو و كيث ؟

و من الضحيه الجديده ؟


إلى المُلتقى القادم و في رعاية الرحمن



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Y a g i m a ; 01-16-2019 الساعة 11:03 PM
رد مع اقتباس