عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-10-2017, 05:43 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم

مينا سان ، غوميناساي

أعتذر عن تأخر البارت الثاني

صراحة لا يوجد سبب لذلك سوى النوم

و دون مقدمات :

إلى البارت الثاني
*****************************************
ضرب الغول كسار شجرة بفأسه ليسقطها أرضا ، تلفت إليه جنزير وهو يهتف باضطراب:
- مالذي ...
ورأى الغول يجلس على الجذع ويرمي فأسه و مطرقته أرضا هو يلهث بإعياء ، عقد ساعديه أمام صدره وهو يقول بغضب:
- أيها الكسول ، نحن لم نصل إلى هدفنا بعد .
رد الغول وهو يستلقي :
- لم نتعشى البارحة ولم نفطر اليوم ، والآن حان وقت الغداء.
تذبذبت قدم جنزير لأعلى ولأسفل وهو يقول :
- يجب أن نسرع فالهارب سريع التحرك وربما لا ندركه بهذه الطريقة.
أجاب الغول بعبوسه المعتاد:
- لا أريد أن أقابله وأنا متعب فيتمكن مني .
لم يغير جنزير من وضعه وظلت قدمه تتذبذب فتابع الغول وهو ينهض:
- هل معك خريطة ؟
أجاب جنزير ببديهية :
- كلا بالطبع .
ردد الغول العبارة بدهشة غاضبة :
- كلا بالطبع ؟؟!!
ثم تساءل بغضب :
- وإلى أين تتجه إذا ؟
أشار جنزير إلى الاتجاه الذي كانا يسيران فيه وهو يجيب:
- إلى المدينة التالية .
فتح الغول جيب حقيبته وبحث فيها قليلا ليخرج خريطة مطوية ، فتح الغول خريطته على آخرها وكانت مترين عرضا وطولا ففرشها على الأرض وهو يقول لجنزير :
- ابتعد حتى أتمكن من فرد خريطتي.
ابتعد جنزير وهو ينظر متعجبا إلى الخريطة ، عاد الغول إلى مقعده السابق والتقط غصنا عن الأرض وأشار به إلى غابة على الخريطة وهو يقول بعبوسه واقتضابه المعتادين:
- نحن هنا في الغابة الآمنة .
ثم أشار إلى جبل على الخريطة وتابع :
- بعد الغابة توجد سلسلة جبال علينا المرور من خلالها لنصل بعدها إلى صحراء الفناء وبعدها نصل إلى مدينة النرجس وهي أقرب مدينة إلينا .
حك جنزير ذقنه بقوة قبل أن يتساءل :
- ألا توجد في الغابة مدن أخرى ؟
أشار الغول إلى الخريطة وهو يجيب ببداهة :
- الخريطة أمامك ، ولا توجد عليها مدن أخرى .
تساءل جنزير بحيرة وهو ينظر في الخريطة ويجلس بجانبها :
- وكم هو ارتفاع الجبال؟
تقبض وجه الغول وهو يقول :
- ابتعد عن الخريطة قليلا سوف تتلفها .
ابتعد جنزير خطوة إلى الوراء ونظر إلى الغول باحتقار فأجاب الغول:
- ألف ومائتا متر .
حك جنزير ذقنه بقوة مجددا ، بعد برهة توقف عن حك ذقنه ليشير إلى موقعهما على الخريطة وهو يقول:
- حسنا نحن هنا الآن .
ثم ألقى نظرة خاطفة على القرى المحيطة وبدأت سبابته اليمنى تجول في الخريطة مع بصره وهو يحاول تقدير المكان الذي سيذهب إليه الهارب ، ثم نظر إلى ما وراء موقعهما ووقع بصره على مدينة اسمها ( مدينة العنب )، أشار إليها متسائلا :
- أليست هذه المدينة أقرب ؟؟
تلفت إليه الغول وهو يجيب :
- لقد كنا هناك البارحة .
رد جنزير متعجبا:
- ولكن تلك المدينة تعرف بمدينة الغول .
هتف الغول بغضب مستنكر :
- منذ متى ؟
أجاب جنزير ببداهة :
- منذ عرفت الدنيا .
هز الغول رأسه نفيا وهو يقول :
- هذا مستحيل،صحيح أن خريطتي قديمة ، ولكنني أضيف المدن والقرى الجديدة بشكل دوري وأحدث تمدد الغابات والصحاري أيضا.
تساءل جنزير باستنكار :
- ألا تعرف قصة مدينة الغول ؟
هز الغول رأسه نفيا ، فأجاب جنزير:
- لقد سميت بذلك لأن غولا قويا وضخما تمكن من استعباد أهل المدينة وإخضاعهم لسيطرته ، فابتز أموالهم ونهب خيراتهم ، حصل ذلك قبل ثلاثين سنة ، وهذا الغول كان ..
ثم حدق في وجه كسار بقوة وهو يتابع :
- أخاك .
اتسعت عينا الغول بدهشة وهو يقول :
- مستحيل أخي ترك قريتنا منذ خمس سنين فقط .
رد جنزير ببداهة :
- ربما كان وريث ذلك الغول .
هز الغول رأسه نفيا وهو يجيب:
- كلا فأخي ذهب للدراسة ، كما أنه ليس مقاتلا هائلا ولا يتصف بالضخامة.
حك جنزير ذقنه وهو يقول :
- ما رأيك في العودة إلى تلك المدينة ؟
تساءل الغول ببداهة :
- ولماذا ؟
أجاب جنزير وهو ينظر باتجاه المدينة :
- أريد طرح بعض الأسئلة على السكان ، ربما رأوا الهارب مارق أو ربما لم يغادر المدينة.
ثم تابع وهو ينظر إلى وجه الغول:
- وربما نحصل على قول فاصل في مسألة أخيك .
ثم نظر نظرة متسائلة إلى الغول وهو يسأل :
- متى آخر مرة رأيت أخاك؟؟
أجاب الغول :
- البارحة .
صاح جنزير بغضب :
- قبلها .
أجاب الغول :
- ثلاث سنين .
حك جنزير ذقنه بقوة وهو يقول بشرود :
- إذا فلم تتبدل ملامحه كثيرا وكان من السهل أن تتعرف عليه بمجرد النظر إلى ...
قطع عبارته وتلفت بقلق وغضب إلى الغول و هو يتساءل :
- هل رأيت وجهه بالفعل البارحة ؟ لقد كان ممددا على وجهه.
أجاب الغول بحزن والدموع تنهمر من عينيه ويضع يديه على صدره:
- لم يتحمل قلبي الرقيق المشهد ، لم أستطع الاقتراب ، لقد كان المشهد فظيعا جدا ..
ثم أخرج منديلا ومخط بقوة وتابع :
- لم أكن لأتحمل مشهد الوداع هذا ، لم ..
صاح جنزير بغضب :
- أيها الأحمق .
توقف الغول عن البكاء فجأة وهو ينظر باستغراب إلى جنزير الذي وثب نحوه وأسند رجليه في بطن الغول وشده من ياقته وهو يقول غاضبا مستاءً:
- أيها الأحمق الغبي ، كنت تريد قتلي قبل أن تتأكد من أن المقتول هو أخوك ؟؟ ربما كان شخصا آخر.
ارتبك وجه الغول وهو يرد:
- ولكن غراب الحقيقة أخبرني أن أخي قتل في مدينة العنب وهو في طريقه لزيارة قريتنا .
نزل جنزير عن الغول ولوح بيده في الهواء وهو يصرخ :
- غراب ماذا؟
أجاب الغول بغضب :
- هل تكذب غراب الحقيقة ؟؟
أجاب جنزير بغضب :
- لنفترض فيه الصدق ، ربما اختلط عليه الأمر، أو أنه غراب آخر وبما أنك لم تتأكد فإنني قد أكذب غراب الحقيقة.!
صاح الغول بغضب مستنكرا:
- كيف تجرؤ ؟؟
أجاب جنزير بثقة :
- حسنا إذا سنعود إلى هناك لتثبت لي صدق غراب الحقيقة، ما رأيك؟
أسرع الغول بطي خريطته وإعادتها إلى الحقيبة و أجاب الغول وهو يحمل فأسه ومطرقته على ظهره :
- هيا بنا .
ومضيا عائدين نحو مدينة الغول أو مدينة العنب .
*****************************************
اهتزت أرض مدينة الغول بشدة ، وبدأ يظهر في الأفق رأس غول ضخم، لونه أخضر زيتي ، طويل الشعر، متين البنية ، عيناه مفتوحتان على آخرهما ، ويضع حلقا في شفته السفلى ، ويحمل فأسا هائلا ، والجانب الآخر من الفأس مطرقة، تقدم بثيابه الممزقة الرثة وهو يزأر بقوة مخيفة ، ارتعد أهالي مدينة الغول وألقوا ما بأيديهم وتناثروا يختبئون في منازلهم ، وقف الغول فوق الهضبة المطلة على المدينة وصاح بصوت هادر تردد في أرجاء المدينة كلها :
- أيها السكان الحمقى ، لقد قتلتم الغول الصغير تابعي ، ووضعتم أنفسكم في مواجهة مميتة معي ، ستدفعون ثمن جرأتكم هذه غاليا .
هب نسيم خفيف حمل معه ذرات من الغبار ، وصوتا يقول بهدوء:
- ولكنني وحدي قمت بذلك .
تلفت الغول الهائل بغضب نحو مصدر الصوت ليرى شخصا معتدل القوام ، يرتدي ثيابا واسعة حمراء ووشاحا وحذاء أسودين ويضع لثاما أخضرا على وجهه ، موصولا بربطة خضراء على جبهته ، وقبعة مفرودة الجوانب تغطي معظم رأسه ذي الشعر البني ، ويضع على جانبه الأيسر سيفا طويلا يكاد يلامس الأرض ، ينظر ببرود إلى الغول الهائل الغاضب برغم من أن حجمه لا يساوي عشر حجم الغول ، همس الغول بهدوء غاضب :
- ما هذه الجرأة ؟؟
ثم صاح وهو يضرب الأرض بفأسه بغضب:
- هل تعتقد أن الموت تحت فأسي شجاعة ؟؟
أجاب ذلك الشخص بهدوء مخيف :
- أعتبره ضربا من الوهم .
هتف الغول وهو ينقض بقوة نحو ذلك الشخص:
- هل تتحداني أيها التافه ؟
وثب الشخص جانبا لتفادي ضربة الغول وانغرس فأس الغول في الأرض بقوة ، ولكن الغول الهائل سارع بانتزاعه من الأرض بسهولة ، وسدد ضربة جانبية نحو خصمه الذي قفز قفزة صغيرة إلى الخلف متفاديا الضربة ، وعاد سلاح الغول إلى الخلف وزمجر الغول بغضب وهو يحاول ضرب الخصم بمطرقته ، ولكن الأخير ضرب المطرقة بسيفه وقفز قفزة خفيفة فطار بعيدا عن الغول ووقف معتدلا دون أية مشاكل ، ثم اندفع نحو الغول يجري بقوة وهو يرفع سيفه على يمينه ، ضرب الغول الهائل ضربة قوية بمطرقته ولكن المهاجم انحرف جانبا لتفاديها ثم قفز عاليا وغرس سيفه عميقا في بطن الغول، وصرخ الغول بألم وغضب، ولكن السيف لم يخرج من ظهر الغول ، لأنه أمسك مهاجمه وسحبه مع سيفه ورماه أرضا وأسرع بضربة عنيفة نحوه بالمطرقة ، و ثار الغبار بشدة عند ضربته ،ثم هدأ الغبار و الغول يلهث و يضع يده على جرح بطنه و هو يقول :
- أيها الوقح ، كدت تقتلني .
و تلاشى الغبار من حول ضربة الغول ، ليظهر العدو واقفا فوق المطرقة مقطوعة العصا ، نظر الغول بدهشة وغضب إلى العصا ثم انقض بيديه الغليظتين نحو خصمه وهو يصرخ بغضب ووحشية ، ووثب الخصم عاليا ، والتقط الغول رأس سلاحه وسدد ضربة نحو عدوه الذي كان ينقض بسيفه بسرعة ، وأصابت الضربة سيف المهاجم ، وطار مع سيفه بقوة ولكنه سقط على كتفيه ليقلل من أثر الضربة،ثم نهض بسرعة وهو يحدق في الغول بغضب ، تبادل الاثنان نظرات الغضب والمقت بعض الوقت ، ثم جرى كل منهما بقوة نحو خصمه بسلاحه، وصاح الغول بقوة وأبرقت عيناه ببريق مخيف ووحشي ، وثار الغبار بشدة خلف خطواتهما المتسارعة ، وكال الغول ضربة عنيف تفاداها خصمه واثبا ، وسدد الأخير ضربة بسيفه نحو الغول ، ولكن الغول ضرب خصمه بيده الفارغة ليبعده ويضيع فرصته ، ونزل الخصم على الأرض ثانيا ركبتيه ولكن قوة الرمية أجبرته على السقوط أرضا على ظهره، وأسرع الغول ليستغل سقطة خصمه موجها ضربة من مطرقته الثقيلة ، ولكن الخصم دفع نفسه بيديه منزلقا نحو الغول و عندما اقترب من الغول وثب بقوة متفاديا المطرقة ، وسدد ضربة سريعة بسيفه ثم استقر أرضا ، وتراجع الغول وهو يطوي جسده حول يده القابضة على جرح عميق من كتفه الأيمن إلى جانبه الأيسر حصل عليه من ضربة خصمه الأخيرة ، وانقض الخصم بسرعة هائلة ليمر سيفه من بين يدي الغول مخترقا قلبه ، ولأن الغول ضخم فلم يخرج من ظهره إلا رأس السيف الدامي ، وجحظت عينا الغول وفتح فمه بصرخة متألمة عالية وتطايرت منه الدماء، وظل فمه مفتوحا فترة من الوقت ثم سقط ميتا ، وسحب قاتله السيف بسرعة أثناء سقوطه وابتعد جانبا ليترك جثة الغول الهائلة تسقط أمامه ،
وبهدوئه المعهود قطعة رقعة من ثياب ضحيته ، نظف سيفه تماما ثم ألقى الخرقة أرضا وأعاد السيف إلى غمده ، ثم توجه نجو حافة الهضبة حيث توجد شجرة كبيرة ، قفز متسلقا وجلس على غصن وربط نفسه بحزام حول الغصن ، وأغلق عينيه بهدوء.
*****************************************


نهاية البارت الثاني
رد مع اقتباس