عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 01-07-2017, 07:41 PM
 
[CENTER]


[TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/09_12_16148131447084042.png');"][CELL="filter:;"]





[SIZE="5"]

...


" لكل اضطرابه"



بتر اليوم حديث الأمس
و بتر الوهم حديث الواقع
و بتر العقل حكم الخديعة

قرب تصارع الخير و الشر
حتى بدت تيجان الحكم
تتصادم
معلنة
تغوغلها في نفس المسبب الأكبر

فهل يغزوا الشك حسن نواياه ليطعنها خنجر التردد!


*****************





تنفست الصعداء بعد خروج موترها الأعظم الذي يتصدر المرتبة الأولى من همومها...

فماذا لو علم أنها الأميرة لا وصيفتها المتنكرة بزيها!

لا يحمد عقبى تصرفات الأمير هذا...

رمقت وصيفتها بنظرة عتاب بعد تنهيدة راحة:

بريفيت، أنت سيئة في التمثيل بالفعل، لقد تصديت لكل شيء بنفسي.

ضربت سبابتيها حرجا من سيدتها المحقة بالطبع : أن..نا، أعتذر مولاتي..


رمقتها برفيسيا بنظرة عتاب يائسة قبل أن تنهض من الزاوية الصادة التي كانت تعتزلها جالسة عندها متنهدة تنهيدة راحة: لا فائدة الآن، لو سعيتي لتقليدي الآن ستثيرين الشكوك فقط.


ترجت بريفيت الإجابة من مولاتها التي عانقت الغموض و التحفت بأسرار لم تفصح عنها: مولاتي، لم تخفين الحقيقة... قد يعينوننا ، أنا حقا لا أعي سر صمتك عن حقيقتك، أخشى عليك من ما يستوجبه هذا التخفي... و أيضا، سيادة الأمير مينا يذكرك.

استهجنت ما التقطته مسامعها توا فنطقت بحدة: يذكر..! ...أنا لا أستحظر أني رأيته سلفا..قد يكون شك و يرغب بإستدراجك.

حركت بريفيت رأسها نافية هذا بثقة: لا، هو قال أنه رآك لكن لا يعرف عنك سوى شقاوتك.

غيرت أحوال ملامح الأميرة علائم البلاهة: شقاوتي!

إرتسمت بريفيت ابتسامة حنونة قبل أن تجيب: إيه آنستي، لقد كان يتحدث عنك بصدق و نوعا من ...الإعجاب.

غدرت بها حمرة خجل غيرت ألوان وجنتيها البارزتين و هي تحيل هذه الفكرة المسحيلة، بينما بريفيت تستقرئ ردة فعلها المماشية لمشاعر قلب مينا الذي يظنها خادمة من،طبقة دانية يحرم عليه التفكير بها...


مضت دقائق صمت حتى عادت برفيسيا بحلة ضعف يظهر بعد أمد من تجلبب القوة ...

ضمت قدميها و تلفظت بحروف تائهة عن مبتغاها: آسفة بريفيت، كل ما يحل بك هو بسببي...حقا، لم أشأ إقحامك في بلاياي.

ضمت بريفيت من استسلمت للحظات حزن و وحشة و باتت تحرك خصلاتها الفحمية بين كفيها بحنان تلمس حاجز جنانها: لا بأس عليك عزيزتي... أنا لا أضع ملامة عليك، و لا تنسي أنني صديقتك قبل أن أكون وصيفتك الوفية.

شدت كفيها على ثوب بريفيت الحريري متوسلة الأمان الذي افتقدته منذ بعدها عن والدها "غابريس"..: لا أعرف ما الذي كنت سأفعله دونك بريفيت...

****************

في ذات الأوان لم يكن حال الأب بأيسر وصفا منها، بل بدأت أدويته تفقد مفعولها و انتظام صحته تتبدد بينما عيني متطلع لموته تستبشر ابتهالا!

اعتدل بتعب على عرشه لينطق أحد أعوانه الحاملين هم مصيبتين..
إختفاء ولية العهد ، و سلطة مدعي الإخلاص: مولاي... أسترجي منك العفو..لكن ظاهر على سيمائك الإنهاك ، لنؤجل الإجتماع.

أجاب الفرعون ما يعترض على شحوب وجهه الأسمر: لا، يجب أن أباشر البحث عنها .. و الأمر بات يستوجب التخلي عن التستر على ماحصل و إرسال مرسول للنطاق الجنوبي لإستخبار الأمر.

ركع شاب ثلاثيني ذو ملامح جادة بإحترام و بحركة صادة عن التخاذل في محظره: سيدي، إسمح لي بهذه المهمة.

ساد الصمت منتظرا إجابة الفرعون المبجل التي كانت إعلان حرب في أوان مقبل حيث تثاقل للوقوف بصرامة مبديا سخطه على ما يجري: حسنا خيفو، لك ذلك... سأدعمك بمئتي جندي ... و إن لاحظتم أي تدخل من الطاغية أخناتوس فلا تعد إلا برأسه.

كلمة هزت كيان كل من سمعها..!
ذلك يعني أنهم في حرب منذ اللحظة..

لم يسلم من الرهبة رابوف اللعين أيضا، بل حاول إيقاف مالم يحسب له حسابا ، فحرب حامية كهذه قد تقطع طريق نجاحه بما تستلزمه من لعبة سياسية: لا تتعجل جلالتك، نحن لسنا مستعدون لواجهة أخناتوس.. له قدرة و نفوذ يصعب مجابهتهما.


********************

لم يستحسن رؤيته لهذا العجوز الهزيل ذو الإبتسامة الغامضة، هزله و عتاقة مسكنه كانت خير دليل على بخله على نفسه...

فمن يشتري هذا الحزام لن يكون إلا مفرط الثراء ...
حقا، كان له،الحق في ضيق صدره و التفكير بشؤم يومه مادام بدايته لقاء هذا الخسيس..!

نطق مخرجا ما تحت عبائته لذلك الهرم: هذا ما لدي، ما قولك؟

لمعت حدقتيه البنيتان لمعة أنبئت عن طمعه بالحصول عليها...

أراد تلمس الحزام الذي أودى بعقله لهاوية الظلمة لكن حامله ردعه قبل أن يقترب : لم تقل لي كم ستدفع...

استدار العجوز رافعا كفه بتأشيرة مألوفة تعني "اتبعني"...

لم ينطق سيتي بحرف و لم يعتريه العجب، فإن هذه الغرفة الضيقة لابد أن تحوي ممرا لمكان ما...

لايهم كيف سيدخل ذلك المكان السري، فهو ليس بالشاذ لدى أهل مصر...!

و كما افتطن ، انحنى الهرم مبعدا تحفة من،جلد الغزال عن مربعة أبعد عنها حجرا قد وضعه ...

و من ثم بسط كفه ليعود الجدار للخلف مظهرا بابا خشبيا على بسيطة الغرفة..!

لوهلة، تذكر سيتي كلمات الأميرة التي أوصته بالحذر، فهل يمكن أن هذا المسن يخطط لقتله و أخذ الحزام...!

إنه حقا شخص مخيف، بل برأي مينا...شخص مثير!

ظهرت سلالم بممر ضيق نحو الأسفل قد طواها متتبعا خطوات الرجل، حتى بلغا محلا له من الوسع حكاية و من لمعة الذهب و الفضة و الماس و العاج رواية...

لم يستطع سيتي كبح امتعاضه فقال: لم أجد أشد بخلا منك في حياتي... كل هذا و بيتك خربة..!

جهر مقابله بالضحك عاليا مبديا أثرا فكاهيا من اعتراض المختبئ خلف العبائة المحنية على وجهه: ألا ترى أن النظر لها يبهج النفس؟... تعال هنا، سآخذها بثمن جيد، خمسة آلاف قطعة ذهبية.

نظرته الحادة عينت عدم رضاه: تقصد خمسة عشر ألف..!
توسعت حدقتي العجوز بما سمع: تلك مبالغة يارجل!

أدار سيتي جسده مهددا بالعودة من حيث أتى عمليا: كما تشاء...أنا أعلم أنه يساوي أكثر عند غيرك.

أسرع الطمع بتحريك يده الممتثلة بذلك الرجل ليمسك رسغ سيتي: إن أعلمتني سر امتلاكك لهذا الحزام الملكي في ظرفنا هذا، سأعطيك عشرين ألفا.

ابتسم سيتي ابتسامة جانبية تبرز نابه الأيسر: حسنا، لست مكترثا بما تريد..لكن إن أردت معرفة كيفية امتلاكي له سأخبرك، على ضفة نهر النيل في النطاق الجنوبي.

سحب السامع الحزام بعدما أرخى سيتي كفه عليه ناطقا حروفه المبتهجة: حسنا، هكذا ..أستطيع إعادة الحزام للفرعون و أخذ جائزة منه.

حرك سيتي رأسه أسفا على حال مقابله التي يرثى لها...!


***************


لم يرف له جفن ، فبؤبؤتيه الحاكيتان عن سواد السيادة و العظمة في إنتظار من عينه معينا منذ لقائه...

قد يكون صبي لن يهبه الكثير، لكن استمالة قلبه تعني إتقان لعبته السياسية!

فهو سيجعل من لسان الصبي الذي لمحته المسرة سلاح عنفوان ومن طغيانه

سيجمع بواسطته جيشه المؤسس على السعادة التي يبتغيها ، و على العمل الذي يتصدره

لكنه سافر للحظة لإضطراب ستره منذ مطلعه من أرضه...


فهل أبادها والده..؟!
أم هل شعبه في أمان؟!

وهل كان حكيما..؟!
أم اعتراه خطيئة برهان؟!

أم أن ثقته برمسيس كانت خير بادرة منه...

قطع تجول أفكاره ماجره لمناداته: أيها الفتى.

**********

اضطراب ثم فزع ثم فوضى....
لم تفتأ الألسن عن همهماتها حول سخط الآلة التي قادها للعنة هذا الحكم الجائر...
الكثير استوطن منزله و الكثير هجر هذه الديار المحكومة بالخراب قريبا!

إبتسمت الشفاه الشامتة لتزيد حنق فرعونهم و تعكر مزاجه ...

إن الشائعات حقا مهيبة و مرعبة...أودت بتكاتف دولة و أنهت سبل التعاون و التسلسل المترابط...

لقد حولت مجتمعها لأفراد قد تفرقت نفوسهم..

لكن هذا لم يكن مصاب "أخناتوس"...
فجل همه هو عرشه الذي تربع عليه...

تأفف تكرارا و مرارا للتنفيس عن غضبه الذي كان يتزايد دون أن يضمحل...

صرخ صرخة أفزعت خادمه الماثل خلفه حتى بدا ذلك في تلعثمه: ما هناك مولاي؟!

زفر زفرته الجهورية قبل نطق ما خالجه: لا مفر من إرسال مرسول لغابريس... إن كان هو المسؤول عن اختفاء مينا، سأحرق نطاقه كله...

**************



التف الجميع بين تلك الزوايا الأربع و عددهم قد ازداد واحدا و هذا ما لم يجعل برفيسيا المختبئة خلف قناع بريفيت بالإعتراض: ما الذي جرك للمجيئ به؟ ... قد يشي بنا مقابل تحرير والده.

رمقها مينا بعين ساخطة تنبيها لها: بريفيت، راقبي حروفك...فأنت لست بمقام يفضح أفكار أرتميس.

عضت شفتها السفلى بإمتعاض: فهمت، أنت القائد هنا.

نطق الفتى بعين لا ترى عمق ما وقع به: و لم يجب أن أشي بكم أرتيميس؟!
أخرجه سيتي بمراوغة: حسنا أيها الصبي...لم تخبرنا ما اسمك؟
تناسى الفتى ما سمعه من الأميرة مجيبا: أنا يوشع.

اتكأ مينا على كفه موجها يوشع لوظيفته الأولى: يوشع، أنت حقا ماهر في صنع الخزفيات... هل تستطيع تعليم هاتين الفتاتين صنع الخزف..؟

أومأ يوشع إيجابا بعد أن التفت للمعنيتين: بالطبع، لن يكون الأمر صعبا.

أنكرت بريفيت ذلك من فورها ، فالأميرة لا يجب أن تذل بذلك العمل ..: أرتيميس، أظن..ليس من الجيد أن تجعلنا نعمل ..أنت تفهم ما أرمي إليه.

شده لمحاتها الغاضبة التي بزغت على ملامحها للمرة الأولى: أوووه، أخيرا سمعنا لك صوتا يافتاة...إن شئت سأدعك تعملين على الأرض فلاحة ...لقد كنت أطمح للتخفيف عليكما لكونه عمل يسير...

أرخى عينيه لتضيقان مستهدفة إحدى أهدافه المجهولة: .. إن لم تشائا العمل لن ننجح البتة في جذب الناس نحونا ، أي ... أفضل أن أعيدكما لحيث تنتميان عوضا عن مشاكل أنا في غنى عنها... لا تنسيا أنكما من تحتاجان المكوث هنا لا أنا...

قاطعت خطبته التي كان لها الإستمرار لولا صوتها : حسنا حسنا، نحن رهن أوامرك أيها القائد.

ابتسم الأمير راسما لوحة الرضا على شفتيه و أكد ذلك بضرب راحتيه ببعضهما صارخا ببهجة: أحسنت... هذا ما يجب أن تكون عليه الأمور.

أجابت عليه بحنق: يوما، سأفكر بإغتيالك أيها الثعلب الماكر.
لم تستطع فعليا أن تجعله يغتاظ بل هو من أكمل غيضها لتشتعل بها نيران السخط: ثنائك مفخرة لي بريفيت










قراءة ممتعة،،،،









[/CELL][/TABLETEXT]
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 01-08-2017 الساعة 01:37 PM
رد مع اقتباس