عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 12-26-2016, 04:45 PM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/09_12_16148131447084042.png');"][CELL="filter:;"]






...


" شعلة بإتحاد"




قد تتغير رغبة الحق بلثم تراب الوطن ، و شم هوائه الباعث على اطمئنان الروح ...
بملاقاة ما تشمئز منه النفس، و تنكره نواظر الأبصار...
حقا...
لاينكر جمال أن تشتنشق أنفاسا مطمئنة بالعودة إلى أرضك و تحسس برودة تراب موطنك...
إنما، قد يكون يفقد الموطن بريق أنسه لك...
فكيف بك تنظر ما لم يسعه خيالك...
رجال تتقاتل بشراسة لماء أريق من جرة...
و فتى يذرف دموعا مجهولة الغاية..!

"عدل حاكمكم جلي!.."
تمتمت برفيسيا ما حر قلبها: رابوف اللعين...سأقتله.
نزع مينا رداءه الرمادي راميا بعزته اللامعنى لها جانبا ، متجها لفتى يافع لم يتجاوز الحادية عشرة...فتى قد سقط يمسح عرق جبينه : هل أنت على ما يرام يا فتى؟
نظر له بعين ملأها الأسى لما حصل له من خطب جلل مجيبا: أجل، بخير...
رفعه مينا مبينا صراحة الحال المناقضة لما سمع،من،مقال و هو يلملم فتات جرة خزفية: لا داعي للكذب، بين إرهاقك... لم لا تسترخي قليلا.

أجابه عائدا مجلسه متما إدارة الطين بين كفيه برقة : لا خيار لدي... يجب أن أسرع في جمع دين والدي ، و إلا ستؤخذ والدتي و أختي لتباعان كالجواري.

قطب مينا حاجبيه مستغربا ما قيل من صانع الخزف المتهاوي أمامه : أي دين يجوز هذا؟!
اقترب سيتي بدوره باسطا كفيه على كتفي الفتى المذهول من هذا الاستجواب: لا تخشه، لا ينوي شرا بك أو بعائلتك... أجبه فقط.

أومأ الفتى عسلي العينين مجيبا بغير اكتراث : حسنا، لقد ازداد سعر الضرائب لأضعاف ... و كل من لا يتمكن من الدفع ستسلب منه ممتلكاته ، و ستؤخذ بناته جوار للملك.

تبادل سيتي و الأمير نظرات الإستنكار ليقول سيتي لسيده: أرتيميس، يبدوا أن هناك أمور غريبة تحدث!

ابتعد مينا ذاهبا نحو الفتاتان الملتفتان برداء أسدل على وجهيهما منحيا ليقول ما بجعبته: لقد رفع الحاكم غابريس الضرائب، لذا الناس مضطرين للجهد أكثر في سبيل جمع المبالغ و حذار بيع زوجاتهم و بناتهم كجواري... الوضع مأساوي.

عضت بريفيت شفتها السفلى مبينة شدة غيضها: هذا هو رابوف... يستحيل أن يفعل الفرعون الأعظم ذلك..أنا موقنة.

هدت ثقتها نظرة قد استوطنت الغضب و لهجة كبحت رغبة الانقضاض على متسبب ما يرى من وقع أليم على قلبه: يقينك لا يبدل حقيقة أنه فاشل في معرفة أمور مملكته... أنظري، الوجوه مصفرة و الثياب مغبرة و الإبتسامة ممتحية...

أكمل مشيرا للفتى متما: ... هذا الصبي عوض اللعب مع أقرانه يصنع كوزة تملئ ماء للبيع رغبة في الحصول على قرش ينقذ عائلته من الشتات... هل هذا هو العدل؟!
كان يتحدث دون أن يكتم غيضه أو استنكاره بينما سيتي عاد للعمل معينا لمن يعانون جور زمانهم كما يعاني هو... كان قد وجد في مساعدتهم أنسا لنفسه...!

دققت برفيسيا النظر لرعيتها قبل أن تقول لمقابلها: ما رأيك بالتجارة الرابحة؟
حدق بها ثوان ثم قال: بعد أن فهم ما ترمي إليه و من أين رأس المال؟
أجابت: الحزام...بعد إذن الأميرة.
**********************************

جلس بعدما بسط الحصيرة و تفحص ببؤبؤيه تلك الدار المبنية من الطين التي يكاد سقفها يسقط فوق رؤوسهم: حقا، دار مخيفة.
جلس بجواره صديقه : و هل ظننت أني سأجد لك دارا كدارك؟... هذه هي حال الناس التي لا تعرفون عنها شيئا.
اضطجع مجيبا من أراد التلميح له بشؤم قدره: هي، دعني و شأني الآن...لامزاج لي بالجدال.

ابتسم سيتي مظهرا أنيابه: إن من لم يفتأ عن الثرثرة هو أنت .
أما الأميرة و وصيفتها اتخذتا زاوية صادة مجلسهم ، ثم قالت الأميرة: أيها الأمير... يجب عليك أن تجد من يشتري منك الحزام ...

صرح سيتي بالأفكار التي تمت مناقشتها سابقا ،راسما بعض الخطوط و الدوائر على البسيطة الرملية بعصى خشبية ضعيفة: إذا، نحن سوف نقطن هنا و نبيع حزام الأميرة لشراء أرض قاحلة ثم سنستخدم أشخاصا يعملون على إحياء تلك الأرض لاستخراج القمح... فنبيع القمح على الناس بسعر زهيد و،نقدم به عمولة عمل العاملين على الأرض.... حسنا، لن أشكل على خطتكم المجنونة، لكن ... من الذي سأبيعه هذا الحزام دون أن يدرك من صاحبته...! ..ليس هناك شخص أحمق كهذا ...

انبرى صمت الأميرة بقولها: أعرف شخصا قد يشتريه لنا دون مشاكل... لكن يجب الحذر من استغلاله .

ربت مينا على كتف سيتي راميا به للمواجهة كالعادة: أعتمد عليك صديقي.
زفر زفرة استياء: أنت صديق مصالحك أرتيميس.
تصنع الغباء بدوره مجيبا: سيتي، تعرف أن ظهوري مع حزام كهذا ليس بالأمر الحكيم... لذا،أنت الوحيد الذي أستطيع الإعتماد عليه...تصور فقط لو عرف أحد أن الأمير مينا يتاجر بحزام الأميرة برفيسيا، ستشب الحرب فورا.

تنحنح معيدا شجى صوته قبل الاستجابة: لا خيار، سوف أتصرف بنفسي و أعدل خطتكم بما أجده مناسبا... ولاحق لكم في انتقاد أفكاري، يكفي ما تسببونه من أرق

امتعضت برفيسيا قائلة: و ماشأني..؟!

أما أرتيميس فهو قد حك أنفه مدللا على نصره: لقد نجحت... ستتكفل بإعارتي دهائك.
شد سيتي قبضتيه عندما عرف أنه وقع فريسة مكر: أغير رأيي...


**********************************


تقلب مقلبا معه صفحات عتقت عن مفاهيم البلاغة و الفصاحة...صفحات اشتملت على امتنان لطفلة لم تتعدى التاسعة، طفلة بشقاوتها نزعت عنه معان لشموخ زائف بالإلتصاق بكرسيه الزاهي ، ارتدعت أفكاره عن طرد كلماتها المستفزة " أنت أمير فاشل..!" ليجز على أسناناته المتراصة...

رمشت جفونه ليستعيد تركيزه معها صورة النائمة بجلوس أمامه...
لترتخي عينيه هامسا لنفسه: لم تتغيري ..بتاتا.

*******************
فتاة
تجر خلفها فتى سلبه الحياء متعة الحياء،و سلبه خوف العقوبة جرأة تحدي قرارات والده عقيمة الفائدة...

توقفت لتتركه يلفظ أنفاسه معاتبا: مابك؟..دعينا نعود قبل أن يكتشف أحد اختفائنا.

رمقته بنظرة جريئة غير آبهة بما يقول: ألا تريد رؤية الفتية كيف يلعبون ببيوت الرمل؟
رفعت رأسها بمسحة غرور: ابق هنا أيها الأمير الفاشل، و لا تنس التشبت بكرسيك كوالدك الأحمق... تستحق أن تبقى وحيدا..اهم، سأذهب وحدي...

ازدرأ ريقه قبل أن يقول لها بأقصى جرأة استمدها بشجاعة نسبية: سآتي..أريد أن أرى...لكن عديني أن نعود قبل انتهاء الضيافة.

عرضت شفتيها و أخذت بالجري فرحة: سأفعل.

فتحت جفنيها على همسات رفيقتها : آنستي.

أعادت جفنيها للإرتخاء قبل أن تجلس ملاحظة تلاحق بؤبؤي مينا لها فنطقت بجفاف: ماذا... أي خطة في رأسك؟

اكتفى بابتسامة هادئة اثارت عجبها...!
جاهلة أن سر ابتهاجه ذكرى لم تصدأ بنسيان كما معها...

***************************







[/I][/ALIGN]
[/SIZE][/FONT][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/COLOR]
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 12-26-2016 الساعة 05:30 PM
رد مع اقتباس