عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-20-2016, 07:37 PM
 
Post الكون حولنا - الثقب الأسود



شيء في السماء أسمه الثقب الأسود

ألفه وكتبه / عبدالله خضر عبدالله


(( ملاحظة : حاولت إدراج الصور في هذا الموضوع ولكن لم تدرج ولا أعرف السبب ربما لم أفهم بالضبط التغييرات الحاصلة في لوحة الكتابة المطورة للمنتدى ))

مازال كوننا يخفي في ستاره الأسود وغموضه اللامتناهي أشياء تثير الغرابة ، وتحير الفكر ، ولايقال ذلك من باب التشويق أو شد الإنتباه ، بل يقال ذلك لأن حقائق هذا الكون تفرض نفسها بسهولة ؛ من خلال خلق بعد آخر يظهر في هذا الكون الكبير الهائل ! .


وصفحة الكون كما تُرى هي داكنة أو سوداء في تعبير آخر ، تتخللها تلك الجواهر النجمية والماسات المجرية المضيئة هنا وهناك ، والى هنا نتساءل :

كيف يُعرف أن هنالك ثقباً أسوداً في هذا الستار الكوني الأسود ؟! .

إنها بلا شك مفارقة عجيبة ؛ أن يُحدّد الأسود في الأسود ! ، ولكن لاعجب من هذه العجائب الكونية التي لايعلم عددها الا خالقها ! .



مسمى الثقب الأسود يثير خيالاً خاصاً ومعنى غريباً ، وهذا الشيء الداكن اللامرئي هو في حقيقته نجم ميت بالأصح ، شمس بلاضوء ولاحرارة ، شيء ضخم جداً جعلته القدرة الى أصغر شيء يمكن أن يكون ؛ بعد إنضغاط رهيب لايمكن تصوره حصل للكتلة الشمسية له في ذراته التي تكاثفت فيما بينها الى أقصى حد ممكن ، حتى صار شيئاً ثقيلاً جداً جداً ولكن أصغر حجماً ، هذا الشيء يتميز بالآتي :

1 – أنه نجم في آخر مرحلة له ، وهي مرحلة موته .

2 – أنه نجم ذو كثافة عالية جداً ذو ذرات متناهية في الإنضغاط والتماسك .

3 – أنه نجم ذو جاذبية عالية جداً ، يبتلع من حوله كل جماد ، ولايفلت من جذبه شيء حتى الضوء ( الذي يُرى أنه بلا وزن ) .

4 – أنه نجم من النوع النجمي القليل العدد في المجرات مقارنة بالأعداد للأنواع الأخرى .

5 – أنه جرم فضائي لايرى في مدى الرؤية العادية البصرية ، بل يرى أثره كبقعة يختلف إشعاعها عما حولها ، وكذلك فإن ماحولها من نشاط كوني يدل عليه ، وهذا النشاط حولها يبدو كدوامة تدور حول شيء ما .

6 – أنه نجم بجسم لايشع ضوءاً ، لذلك لايُرى في السلم اللوني الضوئي العادي .

والثقب الأسود النجمي يشبه مكنسة فضائية متنقلة في مجال فضائي ما من المجرة التي ينتمي إليها ، فأي جسم فضائي شارد أو تائه حوله مصيره الإبتلاع الى الأبد في مركزه الجذبي القوي جداً ! ، وكم هو عجيب أن يقوم شيء فضائي ميت بحجم النجم بوظيفة مثل الكنس أو التنظيف المحدود وغير المحدود في هذا الفضاء المترامي المتسع !! .



وإذا كان في قوله جل وعلا : (( الجوار الكُنّس )) إزدواج معنوى إعجازي عن عن صفات لنجوم السماء ؛ فإن هذا يعني وجود سر علمي فضائي مكنون في طيات معاني هذه الآية الحكيمة ! .

وإذا كان أيضاً في قوله عز شأنه : (( النجمُ الثّاقب )) إزدواج آخر معنوي إعجازي لغوي يدل على الثقب الأسود ؛ ففي ذلك إشارة خافية عن هذا النوع الغريب من نجوم السماء بخصوص هذه الآية الحكيمة ! .

والثقب الأسود المعلوم هو في حقيقته ( نجم ) في أصله ! ؛ وكلمة ( الثاقب ) مصدرها الحرفي ( ث ق ب ) ومنها كلمة ( ثُقب ) ؛ ومن هنا تبادر الى ذهن أرباب البصائر أن هذه الأية المكنونة تشير بخفاء معنوي عن هذا الثقب الأسود ، الذي هو في آخر الأمر خلق رباني كوني ! .

وهذا الثقب الأسود عجيب في وظيفته الكونية الغامضة التي تشبه المقبرة الفضائية ؛ ولو قدرّ لأحد أن يقترب الى مسافة كافية منه ( وطبعاً لايمكن الإقتراب منه كثيراً ) لرأى شيئاً مهوّلاً ! :

سيرى كتلة نجمية جامدة مظلمة تدور حولها دوامة كبيرة هائلة تقترب من مركزها في دوران يثير الرهبة ! ، وما هذه الدوامة التي تدور إلا أجراماً شمسية وكوكبية بائدة منهارة تأخذ طريقها الى مصيرها المحتوم في قلب هذا الثقب الكوني ! .




وهنالك أجزاءٌ من هذه الدوامة تدور بسرعة شديدة قرب مركزها القاتم ، ويمكن تشبيهها بدوامة مائية ضخمة تبتلع كل مايجاورها الى مركزها ! .


ومن عجائب الثقوب السوداء أن من علماء الفضاء من يتحيرون في أصل تكّون الثقب الأسود ، وذلك أن هنالك ماأكتُشف منها في وضع شاذ عن أوضاع الثقوب السوداء المعتادة التي أكتشفت وعُرف أصل تكونها ! ، أي أن لها أوضاعاً غريبة محيرة ؛ وليس كل ثقب منها يماثل البقية مئة بالمئة !! .

ومن ذلك أيضاً أنه أكتشف حديثاً وجود ثقب أسود عملاق في قلب مجرة أندروميدا العملاقة ، وما أثار عجب العلماء حوله هو أن هنالك مجموعة من النجوم الزرقاء الفتية الشديدة التوهج تدور حوله ! ، يقدر عددها بحوالي 400 نجمة شمسية ! ، ولعلك تتساءل :

لماذا لايبتلعها هذا الثقب الأسود الضخم وهي قربه وحوله ؟! .

وللحق هو نفس التساؤل الذي مر بخاطر هؤلاء العلماء ؛ ذلك – كما ذكر – أن هذا الثقب يبتلع أيّ شيء يمر بجواره ؛ مايعني وجود قانون خفي جذبي بين هذه الشموس الأندروميدية الزرقاء وهذا الثقب الأسود الذي تدور حوله ! ، قانون قد لايعرفه البشر عن القوانين الجذبية الكونية ؛ إذ كيف تدور مجموعة من الشموس الحية حول شمس كبيرة ميتة ؟! .

ولعل موقع هذا الثقب الأندروميدي من المجرة هو أحد الأمور الغريبة ! ، فالمعتاد وجود الثقوب السوداء في أماكن نائية قاصية من المجرة ؛ أما أن يوجد ثقب أسود كبير في مركز المجرة الممتلئ بالشموس فهذا شيء قد لم يسمع بمثله ! .

وفي مجرتنا إكتشفت ثقوب سوداء ، منها ثقب أسود يسير بسرعة هائلة نحو قلب مجرتنا ! ، وآخر أكتشف فبله يسير في فضاء الكون بسرعة أكبر منه ! ، وثالث أكتشف قيل أنه أكبر ثقب أسود مكتشف في مجرتنا درب التبانة ! ، وقد يكتشف المزيد منها مع مرور الأيام والسنين .

وأحد هذه الثقوب السوداء يبتعد عن مجموعتنا الشمسية بحوالى 40 ألف سنة ضوئية ؛ مايعطي الدلالة على أن أكثرها بعيد جداً عن مجموعتنا الشمسية .




وأما عن مقدار الإنضغاط الهائل الذي يحصل للثقب الأسود النجمي ؛ فلكَ أن تتصور أن كرة الأرض إنضغطت وتكاثفت ذراتها وتقزّمت بشكل كبير ؛ لدرجة أنها صارت بحجم كرة صغيرة لايتعدى قطرها 2 سنتيمتر ! ؛ إلا أنها لها نفس كتلتها ! ، أي تقزّم وانضغاط شيء ضخم نصف قطره 6378 كيلو متر الى أن يصير الى شيء ضئيل نصف قطره 1 سنتيمتر مع نفس كتلته ! ، وهذا بالضبط مايحصل في عالم الثقوب السوداء .

( وفيما ذكر عن تقزم وانضغاط الثقب الأسود تأكيد عن مفهوم علمي حقيقي هو : أن أكثر حجم الذرة فراغ ! ) .

ومن الملاحظ عن الثقوب السوداء أن حجمها الحقيقي أكبر بكثير جداً من حجم شمسنا الصفراء ، وبالتالي قد تكون كتلتها أكبر بكثير من كتلة ذرات شمسنا المعروفة ، أي أنه :

ليس كل نجم شمسي يمكن أن يصبح يوما ما ثقباً أسوداً ! .

هذا الثقب الأسود أثار لدى علماء الكونيات العديد من الإختلافات والتشابهات في الآراء حوله ! ، والبعض منهم يعتقد – حسب حسابات فيزيائة كونية – أنه توجد حول الثقب الأسود منطقة منحنية الزمان والمكان ( منطقة إنحناء زمكاني ) ، أي يتغير فيها مقدار الزمن والمسافة والبعد الثلاثي والرباعي لها بشكل ليس مثل مانتصوره عادة عن مفهوم الزمان والمكان الذي يُجمع بكلمة ( الزمكان ) ! .

وما زاد من قوة إفتراض ذلك التقوس والانحناء الزمكاني حول الثقب الأسود هي النظرية النسبية التي جعلت الزمان والمكان نسبيان في مناطق الكون ! .

والبعض منهم يعتقد بوجود ( الثقوب البيضاء ) ، ومفهومها مشتق فيزيائياً من مفهوم ( التناظرات الفيزيائية ) – أي أن لكل شيء عكسه – أي أن وجودها يعني أن لها وظيفة عكس وظيفة الثقب الأسود ؛ بمعنى أن الثقب الأبيض يلفظ شيئاً من مكان ما من الكون كما الثقب الأسود يبتلع شيئاً من مكان آخر بعيد عنه ! .

وإذا وجدت هذه الثقوب البيضاء – إفتراضاً – فهذا يعني وجود نوع غريب آخر من شموس الكون ليس مثل الأنواع النجمية الباقية الأخرى ! .


والذين افترضوا وجود الثقوب البيضاء رأوا بوجهة نظر ما أن السفر الكوني ممكن عبر الثقوب السوداء ! ، ولكن هنالك توجسات عن مصير من يبتلعه هذا الثقب الأسود ! :


هل سيجد نفسه في مكان بعيد قصي من هذه البالوعة الكونية ؟ .

أم سيختفي وينضغط ويتحول الى مادة أخرى في قلب الثقب الأسود الى ألأبد ؟! .

مازال علم الإنسان قاصراً عن معرفة ذلك ! .

وافتراض وجود الثقب الأبيض يجعل البعض يتصور وجود طريق خفي مقوّس منحن في الكون بين الثقبين الأبيض والأسود ! ، ومادام في هذا الافتراض أنه منحـــــــن مقـــوس فهذا يعني وجود إنحناء ( زمكاني ) في هذا الطريق الكوني الخفي المفترض !! .

ومجاهل الثقوب السوداء من الأمور التي تحير فكر الإنسان عن ماهيتها ووظيفتها الكونية ! .

. . والى لقاء قريب .


(( ملاحظة : حاولت إدراج الصور في هذا الموضوع ولكن لم تدرج ولا أعرف السبب ربما لم أفهم بالضبط التغييرات الحاصلة في لوحة الكتابة المطورة للمنتدى ))



رد مع اقتباس