عرض مشاركة واحدة
  #189  
قديم 11-05-2016, 10:49 PM
 
Wink

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_01_16145397721093441.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




21
"بارت خاص "





لا أعيه...
جهز هيوجي الكلمات التي بدأت تطوف حول رأسه باحثة عن أنسب أسلوب إقناع ....


لكن قاطع هيجي عليه سبيل ذلك: ليس الليلة، لا تنس أننا مدعوان لمنزل ميواكوا.



بان إنهاك هيوجي و هو يقول بتعب لسفره الذي أنهك عقله قبل الجسد: إذا، هل لي بالإستراحة في شقتكم؟






أخطأ من قال أن الذكريات ماض لايعود...
فالذكرى قد تتجلى بوضوح أمام ناظريك عندما تريد و عندما يسيطر عليك خيال يوم تعجز عن نسيانه...

ذراعه خبئت بؤبؤيه الخضراوان لتريه صورة الطفل الذي احتظنه قبل أعوام....

مازال صدى بكائه يدور في أذنه بينما هو يجهد في تهدئته: كف عن البكاء هاروكي، لا داعي لكل هذا...أمك لن تفخر بصبي بكاء كالفتيات.

خالطت كلماته المحزونة شهقاته الممتزجة بدموع حارة: لكنهم يقولون أن أمي لا تحبني، فلو كانت تحبني لما تركتني.

تنهد يائسا و هو يستشعر شد كف هاروكي الصغيرة لكم قميصه مبديا تسائله الغريب: ما الذي فعلته لتكرهني هيوجي؟

بقى في حيرة من أمره...
كيف له أن يتصدى لصدق هذا السؤال..؟

بالأساس...
هو مازال لا يدرك حقيقة الإجابة المناسبة..
فتلك المسؤولية التي يستشعرها ليست مفترضة له...
فهو ليس إلا طفل لم يتعدى السادسة بدوره!
لكن...
تلك الدموع بحرارتها...
كالجمرة التي تستهدف إحراق قلبه...
قد يكون ذلك الطفل المزعج نسى، لكن...
لم ينس هو...
لم ينس كيف أخذه بين ذراعيه قائلا له: من قال أنها تكرهك؟... هي دوما تفكر بك، لكنها ستأتي عندما تصبح رجلا...

بسط كفه لتمسح دموعه بينما هاروكي أبدى الأمل و السعادة: تقول الصدق، هل ستأتي؟!
أومأ إيجابا مع إبتسامة فرحة زينت محياه: أجل، فقط كن رجلا قويا لتفخر بك عندما تراك.

تعرض الطفل لسؤال برئ : و كيف أكون رجلا ؟
أجابه برحابة صدر ظاهرة : حسنا، إن لم تؤذ أصدقائك ستكون رجلا جيدا.

عادت الدموع تجد لها مكانا في محجر عينيه: لكن...لكن، أنا... لا أملك صديقا..لا أحد يلعب معي.

اتخذ الصمت لحظات أسفا على حاله ، لكنه أبدى الإنزعاج بطفولة: هيه، بدأت تغيضني...إذا من أنا و إيريكا لك أيها الصعلوك.

أهبط رأسه مجيبا: أنتما عائلتي... أنا أريد صديقا .

لم يعرف حقا ما يتوجب عليه..
الفرح لأنه رآه كعائلة، أم يحزن لحزن مقابله...
قرار تحتار فيه العقول..كشمس حارت في البزوغ أم الأفول...


طبع قبلة حانية لعزيزه الصغير: لا تقلق، ستجد صديقا استثنائيا يوما ما..عندها قل لي متى ما أراد الإبتعاد لأرده لك رغما عن أنفه.
تم تصديق كلماته العابرة فورا :تعدني.

وجد الكذب مفره من هذا الوضع فقال: بالطبع، أعدك.

اعتدل بظهره الطويل جالسا و هو يحاول إرغام نفسه على التمسك بحال خرج عن توقعه: أجل، سأرده لك ...هذا الصديق الذي يؤسفك بعده..سأحطم أنفه ليعود ...كيف تجرأ على تحطيم قلبك هذا النيك.






دفع ريو الباب و دخل بينما جسده يكاد يترنح لشدة إنهاكه و نعاسه و خلفه صاحب الخطوات الهادئة الذي تسائل عن ظيفهم الغريب: أين ذلك الفتى؟

أجابه ريو بقاطعية بادية له: لابد أنه نائم في الغرفة.

استجاب هيجي ذاهبا ليتفقد صحة مقولة ريو فرآى سريرهما محتجز تماما من قبل هيوجي و هو يشخر...!

لاعحب حقا، فهو البارحة كان منغمسا في العمل الذي وكله يوري له، و بالبارحة أيضا سهر للثانية حتى يجد حلا لأمنية تأتي به إلى هذا اليوم...

نطق هيجي بحروف هادئة حذار إيقاظ هذا المنهك: ريو، يبدوا أننا سننام على الأرض اليوم.

رمى جسده غير آبه بقدرته على تحريكها: بدأ الفضول يجتاحني لمعرفة ما سيقول.

توجه هيجي ليجلس بجانبه فاتحا أزرار قميصه كلها : حسنا، لا فرصة لنا لحديثه غدا...قد نتحدث بالمساء معه... فلم يبق على فرصة تسليم البحث الكثير، فضلا عن قضية نيك و العمل...آه، ذلك مرهق.

كان ينتظر تذمر ريو المعتاد إلا أن صمته جره للنظر له ليراه قد تركه مستسلما للنوم...
ظل ينظر بغكوض لحظات قبل أن يبتسم هامسا بين نفسه: تصبح على خير.

تلك الكلمة...
هي سر يومي لم يعرفه ريو حتى الآن..!
لكن قد يكون على معرفة بالقريب...

فليس كل مغمض الجفنين.. كما تراه العين...





ما يسمى سوء الحظ قد أحبني في الآونة الأخيرة...؟
و قد عرفته الآن....
ها أنا غارق في وحل سوء الحظ بشكل فضيع..
لا أعرف متى سيحصل ما قال لي هذين, لكن لا أظن هذا التأخير إيجابي...كل دقيقة تقربنا من تلك الواقعة التي ترهبهم... لا أصدق... إن الأمر ليس بحكاية, بل هو خطر يجب أن أحذرهم منه...الآن بدأت أفهم...أن الماضي هو يوم يمر بما يسلب حياة الكثيرين...

ضجرت من تلك اللعبة التي تظهر ثعبانها أمامي فخططت لشيء آخر ما دمت متفرغا...

فلأستمع لتسجيل أقوالهم...علني أجد ما يفيد...

ثوان بعد أن وضعت ما أريد...

ظهرت لي أصواتهم الناضجة, بداية بهيجي: اسمع هيوجي، إن الجميع سيتعرضون لخطر و سيبدأ ذلك بقضية مقتل عائلة نيك... ستكون هناك مواجهات عصيبة و ستخطف الفتيات أيضا...

ظهر صوت ريو منبها لصديقه: ألن تتكلم عن الخطر المحدق لكاوروا؟!
قال هيجي: الخطر يحيط بنا جميعا.

أما أنا فقد قلت لهم : لقد نسيتما أن هذا التسجيل دليل عودتي، قد لا يصدقني أحد...لذا قولا شيئا واضحا.

استغربت أسلوب هيجي و هو يخاطب نفسه: هيجي، إنتبه... فشهادتك أنت و ليندا ضد فيونيسكي ستسبب لكما المشاكل...
قاطعه أنا بعد أن شعرت بالملل من عدم استيعابهما بما يجب قوله: المهم..أخبراهما بحقيقة عودتي...
قال هيجي: حسنا، جميعكم انتبهوا لما أقول... أنا هيجي بعد عشرين عاما، أتحدث عن الأخطار التي يجب عليكم تجنبها...

انقطع صوته،عني فترة حتى قال،متما: ..و أنت هيجي لا تنس أنك مراقب و ريو سيكون مراقبا أيضا و ذلك بسبب... لحظة، ريو..أقفل فمك...

عاتبت حروف المعني صاحب الكلام: ما الذي تقوله هيجي؟...لم أنبس بنت شفه...
أجابه ببرود: أجزم أنك قلت أنها حكاية جميلة حقا...فلتصمت و دعني أكمل...
وجه ريو كلماته بتململ: لم هذا الظلم..أنت شخص لا يطاق فعلا.

لم يأبه هيجي و أكمل ما شد فضولي: هاروكي.. احم نيك من أي تصرف أخرق و إلا ترقب فقدانه قريبا... و كذلك أنت هيجي، بعد عامين في تاريخ
١٥_ ٤_١٩٩٧
كن متيقضا بأن لاتفقد عائلتك ، و إن حدث شيئ بعد هذا التنبيه لا تلم غير نفسك...نيك، لك وظيفة أيضا... إن كنت رجلا فأثبت ذلك..لا داعي أن تجعل من حولك يعانون... و أنت إيريكا.. رجاء لا تتدخلي بحياة غيرك ..

شعرت بأن ريو أراد إيصال شيئ أيضا في جملة قطعها هيوجي: هي، لا تخبرهم بشيئ آخر فقلت بلحن معترض: خالي، قد كررت هذا عشرين مرة.

للحظة أحسست أن ريو أراد توبيخي لكنه التفت للأهم لديه مما لم أفهمه:..كاوروا...عزيزتي، خذي كلامي على محمل الجد...احذري....

و لسوء الحظ كما قلت انقطع التسجيل لنفاذ البطارية الخرقاء...


أه، عن الشاحن...جيد أني أتيت به...ستنفذ بطاريتي الآن أيضا....





أما عن خاليه الذان يجهلان كل شيئ فهمها في محادثة قديمة بعيدة عن أهدافه بل يبدوا أن لاقيمة لوجوده في أذهانهما فهما بصدد هدف لإنهاء تعذيب ظميره الذي أبداه بجملته و هو يركل ما يصل لقدمه: أظن أني قسوت عليها البارحة...هي حاولت إعادة نقودي لكني...
لم يتم كلماته بل أفهم صديقه بأن بالباقي سبب تأنيب ضميره له...
هيجي و هو يكتب بعض السطور في مفكرته الصغيرة: حسنا، على هذا المنوال... لا بحث اليوم.
وضع يديه في جيبي بنطاله: و كأننا نحصل على شيء بهذا التحقيق البدائي.
أغلق هيجي مفكرته: لا فائدة منك بهذه الأعصاب التالفة... مادمت لا تستطيع تحمل ما تقول... لا تخرجه من لسانك... لا تناسب أن تكون بطلا.
نظر لصديقه نظرة سخرية مما به: و من السخيف أن تلك الفتاة صادقتها إيريكا صباح الأمس.
رفع هيجي سواد بؤبؤتيه: حسنا، ريو.. ما رأيك لو...؟



............
فمها المفتوح بوسع جعلها مضحكة، ما الذي أتى بها لهذا المكان؟!.... أهي مزحة القدر أم ابتسامة متاهة ؟!..... ألم يكن هناك مكان آخر للبحث عن عمل....
تخيلت نفسها تمسك بياقة تلك الفتاة محركة جسدها بكل ماتملك لتخرج عتابها...
تقدمت و مدت ملصق الإعلان لمن توسط دائرة الجلسة: لقد رأيت إعلانكم منذ فترة، أرغب بوظيفة هنا.
أطلقت صرخة تعجب: ماذاااااا؟!
ضحك ريو الجالس بصوت جهوري قبل أن يقول: تفضلي، منذ الصباح و أنا أتعب نفسي للعثور عليك..و النهاية أن تأتي بنفسك لحيث أردت جلبك.
نظر هاروكي لهما: و كأن الدنيا دارت لتوصلهما لبعضهما...بدأت أعتقد أن لا فائدة من تفريقهما .
نظرت له بغضب: سترى أنني سأنجح بتغيير كل شيء.
أما الحديث الدارج بينهم أثيرت جلبته بقول هيجي: بقيت واحدة.
رفعت رأسها نحوه: هل تنقصكم فتاة؟
أجابها يوري: و تعرفين من قد تساعدنا؟
أطلقت لسانها: صديقتي، هي تحاول الخروج من عملها لعمل آخر.
أشار لها يوري: ماذا عن مهاراتك أنت يافتاة؟... ماهرة بالطبخ، بالإستقبال، بالإستضافة...؟
أخذتها نوبة حماس: الطبخ مئة بالمئة، الإستقبال و الضيافة و التنضيف...
ابتسم يوري لها ابتسامة رضا و نصر: هل تستطيعين المجيء و مساعدة زوجتي في المنزل، فهي حامل و الحركة صعبة عليها.
ضيقت عينيها و هي تشد قبضتيها: هل أتيت لعرض عمل خادمة أم عاملة مطعم؟
رفع كفيه مبسوطتين: أمزح معك، روح الدعابة....روح الدعابة قليلا.
نهضت إيريكا مقتربة منها: إهدئي كاوروا، هو طفولي بطبعه...
يوري: ماتقولينه طفولية، هو طعم الحياة.
تنهدت عند رؤيتها: لا أعرف كيف سأجتمع معكم في عمل و وضيفة... بين متهم للسرقة ، و صديقة مثلك و هذا الغريب الأطوار...
وجه هيجي نظرته الجدية لها: و عن صديقتك تلك...
كان الجميع على علم بمن تكون تلك الصديقة ، لكن فضلوا الصمت... خاصة صديقه الذي لا يعلم سببا لهذا الفراق بعد تلك المودة... لقائهما سيكون جيدا لهذا الطابع الجاف لديه بعد فراقها.....
مساعدة بصمت....و ترقب....
نهض ريو مارا منها: و ذريعة السرقة تلك، ارتفعت...
أجابته فورا دون أن ينتبه أحد لما يدور بينهما: أعلم، الشكر لإهانتك التي لا أتخيل الحصول عليها مرة أخرى.
فهمها و فهمته و هذا المبتغى...أن تكون السرقة ملغاة في سجل أفعالها اليومية....






أخيرا، أتت لحظة مواجة القدر...و لحظة اكشاف المستور الذي يحمله هيوجي...
لكن كما هو متوقع، لن يصدق هذا الأمر بسهولة...

فها هو هيجي ينهض رابتا على فخذيه: ريو..عليك إيقاضي غدا.
قال هيوجي بإنفعال: تمزح!...أنا أتحدث معك.

لم يلق ردا يبهجه منه: اسمع، لو كنت مكاني...هل ستصدق؟
ارتسم ابتسامة لتذكره ما جرى حين أخبراه بما يريدان و أجاب: لن أتمالك نفسي عن الضحك.

لكن ريو بدى جديا بشكل مريب و هو يوجه لهيجي نظره: هيجي... قد يخطئ في كل شيئ ، لكن هذا الأسلوب...لن أخطأه، هو أنت بالتأكيد.

أبدى سخرية مبطنة: تقصد أن هذه أصواتنا...هل ستصدق أنني سأفعل شيئا أبلها كهذا...

أتم ريو بجدية: لذا أرى أن الوضع ليس بالهين... مالذي جر مثلك أن يتنازل لهذه الخرافات حسب قولك...إن أردنا تفسير الأمر فالخطب جلل لك.

تعمق هيجي في التفكير قبل أن يقول لهيوجي بمبادرة تقدم فورية: لا مفر من ذلك...قلت أن إيريكا و صاحب الإلتواء ذاك قد أتيا من زمنك..؟

أومأ مجيبا بالتأييد ليقول هيجي: لنر..
خرج ليتبعه الآخران بفضول و هم يترقبان عاقبة ما يريد...




ثوان قليلة فتح بها الباب ليظهر وجه أقل ما يقال عنه أنه مصدوم...!
لاحظت إيريكا المستلقية على بطنها ذهوله فاستفسرت بفضول عما دهاه: مابك هارو..؟

شعر بضيق لمناداته بهذا الإسم المختصر أمام من يقابله ، لكنه أجاب ما أوصلها عنده بسرعة الصوت: هيوجي هنا.

تقدمت نحو غرابة لحظتها تتفحصه بعينيها بدقة: هيوجي..حقا، هذا أنت؟!
فتح باعه لها براحة بعدما قرأت عيناه شوقا من قلبها التائه: هو بشخصه.
قفزت بين ذراعيه من فورها باكية بصوت رفيع و أسلوب طفولي لم يكن يتناسب مع قامتها...فهي عادت فجأة لطفولة تحت رحمة وليها...: أنا..حقا سعيدة لرؤيتك هيوجي...لا تعرف كم كنت أحتاجك.
بدأ يربت على رأسها مهدئا بينما صاحب البؤبؤين الخضراوين أبدى رأيه: هيه، يبدوا أن علاقتكما وطيدة..!
وجه استنتاجه المزعج لهاروكي و هو يشير لهما ببنصره: هاروكي..ألا مانع لديك فعلا؟..

تمتم هاروكي بغيظ: صه أيها الغبي... هو إبن عمتها.

أجاب متفهما: أها.

قاطع لحظاتهم السخيفة صاحب النظرات الحادة: كفاكم هزلا أيها الحمقى.
أدخلهم هاروكي و بدأ متصدرا: هل لي أن أفهم مايجري؟
سأل هيجي دون مقدمات: هل مايقوله هذا الفتى من عودتكم عبر الزمن،صحيح؟

تبادل شريكي الزمن نظرات الحيرة و التلبك حتى قطعتها إيريكا نافية: ما هذا الذي تقوله؟..هذا غير ممكن...

تدخل هيوجي بصرامة واضحة: هي، أنتما..قولا الحقيقة، فالوضع خطر فعلا في هذا الزمن.
ازدرأت إيريكا ريقها بإرتباك من،جدية هيوجي النادرة ...فهو دائم الراحة و الامبالاة: ماذا تقصد؟

تنهد واضعا دليله الوحيد منتظرا ردة فعلهما: حسنا، هذا ما لدي..لا أعرف التفاصيل...مافهمته أن كل شي عائد لتلك العصابة التي قتلت عائلة صديقكم.

قال هاروكي بتشتت سلبه التركيز: هيه، هيجي..كلماتك تنبئ أن نيك سيقتل ، لكنه سيموت نتيجة مرضه..!

قال ريو: قد يكون مجيئكما سيغير كل شيئ..هذا سيئ... يجب أن لا تتدخلا بشيء.

فاجأهم دموع إيريكا التي شقت طريقها مرة أخرى و هي تكرر تعذيب ضميرها: آسفة، كل ذلك بسببي...أنا، حقا حمقاء.

أجابها عمها بصراحة بتة: إن كنت سبب مجيئكما فأنت كذلك بلا شك.
اغتاظ هيوجي منه فقال: اوي، لاحق لك في إهانتها.
أطلق ريو ضحكة ساخرة: اوه، أتانا الوكيل المحامي.

قال هاروكي عائدا لموضوعهم: المشكلة.. لاخيط في هذا التسجيل يدلنا على متسبب هذا المخاطر و الصعوبات..و تبا لهذه البطارية الفاشلة...ألا تذكر ما قاله ريو هيوجي.

أجاب: ما كان هو أنه حذرها من عملها و ثم انقطع الخط .

قالت إيريكا: جيد لو أعدت الإتصال.

برر موقفه : لكن أبي هو من قطعه لأعود لعملي...ههههه.

قال هيجي منهيا إجتماعهم: إذا ، منذ اللحظة.. يتوجب على الجميع أن يأخذ الحذر جيدا... و حتى عودتكم لا تتدخلوا بأي شيئ.
أومأ هاروكي تإييدا لوالده بينما ظل الآخر يتفرس ملامحه بصمت...






ألم جم لحمل تربع جثى متربعا على صدره، فكيف به يسعد البعيد و يتناسى القريب...!

فتح ربطة عنقه الرمادية ثم رماها جانبا ليتجه نحو غرفة وحيده النائم على الأرجح...

مستلق بفوضوية و بملابس قد خصصها للخروج، بل حتى لم ينزع المعطف...

امتد بقامته على السرير عند إبنه ناطقا كلماته التي أسرها في حلقه: آسف بني، أعرف بأني أسوء أب قد تجصل عليه... ليت الدهر يعطيني فرصة الأبوة كغيري... و ليت الساعات تهبني السعادة التي ننشدها معا...


لحظة، من هذا الفتى... و لم أنا أحتظنه... هذا الوجه ليس ...لحظة، أليس ذلك هو الأخرق الذي يدعي مجيئة عبر الزمن....

شعر بتلك الدموع التي كسرت كبريائه ليقول بهمس: هذا الفتى..إبني!

أرعبه شحوب الفتى بعد فترة ظل بها مستغرقا في النوم...هذا الفتى الذي يشعر به بين ذراعيه يبكي بحرارة و هو نائم...و جهه شاحب و لسانه يكرر شيئا مؤلما : أبي...مات نيك..لقد...

أجلسه رعب لم يعش مثله سابقا...نظر حواليه ليخاطب نفسه بأنه حلم غبي لا أكثر...

أجل، ليس بشيئ يجب الإهتمام به....

فلينهض و يتم أموره فقط...






مضت الأيام برحبها تضم ذكرياتا ستحفر بحزنها... و بهجتها...و مشاقها...
لكن...
مع كل البحث لم يجد أحد طرف خيط يوقف ما سيجري... فمن هو ..من هو... ذلك المجهول...؟!

كل شيئ جرى كما يجب أن يكون ، و لم يتطرق أحد لحكاية الزمن هذه لمن يجهل بها...فهي ليست سوى مربك لا أكثر...

و هذا ما كان حقا، حتى وصل ذلك اليوم الذي غير المسار ....

اقتحم ذو الشعر الخشبي شقته ناطقا بفزع : هيوجي، لقد وجدناه...
لم يجد أحدا و هذا ما استفسر هيجي عنه: أين احتفى؟

رفع الآخر كتفيه مبديا جهله حتى قال هيجي: إجلس..يبدوا أنه يستحم، هناك صوت مياه يصدر...

استجاب ريو جالسا راميا بالأوراق التي كان يدقق بها توا: الأمور بدأت تسوء فعلا...

"خاصة بعد ما حصل مع تلك الكاوروا..لم يكن ينقصنا شيئ أكثر من هذا.."

قطب ريو حاجبيه الدقيقين بغيظ: لا تنس أنها ضحية لمطامع والدها .

أحنى هيجي رأسه على الأريكة مضيفا: لا أستبعد رابطة القضيتين ببعضها ريو.

أيده صوت الخارج من الحمام و هو ينشف رأسه بمنشفة زرقاء: أهم، كل القضية واحدة...لذا احذروا والد كاوروا.

تسائل ريو عن سبب ثقته: لم تقول ذلك؟

جلس راميا بمنشفته التي أمسك بها صاحبها ناطقا بحقد: من أذن لك أن تستخدم منشفتي.

تجاهله و أتم إجابته: حدس ... و واقع، إن والدها سيحاول قتلها بعد عشرين عاما بغية الإنتقام... هذا ما حصل قبل فترة عندنا...لذا هو قد يكون بدأ سيرة سوء عمله منذ الآن، و الآن هللا عرفتموني بما وجدتم.

قال هيجي: لقد قتل متسبب الحادث لعائلة نيك، و ثم وكيله... وجدوا في جيب الوكيل خرقة بها اسم..._العفريت ناوكي_...

بدأ يعيد هيوجي هذا الإسم عله يتذكر صاحبه: للأسف، لا أذكر صاحبه... متأكد أني لم أسمعه.

ريو: قد يعرف ألئك الإثنان شيئا.

عارضه هيوجي: لو كانا يعلمان شيئا لما خبئاه عنا... ذلك غير وارد.

عاد ريو للأوراق التي لديه: لا فائدة من التفكير بالموضوع، لننهي هذا فقط.

نظر هيوجي لما بيده ليقهقه مبديا بدائة هذا البحث: هي، لا تقولا أن هذا هو بحثكما.
شعر هيجي بالإستحقار من طرفه: إن أردت أكمله أنت لنرى جدارتك...لا تتحدث عن ما لا تعلم شيئا عنه.

إبتسم قائلا بثقة: سأساعدكما فعلا، فأنا في ذات تخصصكما و أنتما من يساعدني عادة.

جره ريو من ياقته بحماس: لنبدأ إذا عزيزي.

بدأ هيوجي بالسعال نتيجة إختناقه: تريث قليلا، لو مت لن تنتفع مني شيئا .






ساء كل شيئ...
حلة نيك تدهورت بمرض لم يطرق بوابة عقل هاروكي...
بان الحق في تجارة كاوروا فلا مكان للظنون...
و أيضا مازال تهديد فيونيسكي يحمل عبق المخاطر خلف لغز الأحداث...
فما الذي يقود هذه المصائب، و منكذا يجب ردعه...
أما زال هناك الكثير أيضا...

لاشيئ تغير...
إذا...
مافائدة تلك الأمنية . .؟!
رمى هيوجي تلك الصحيفة بغضب...
من عجز نفسه و من ثبات كل شيئ...

نهض ليخرج فقال له خاله: أين؟

أجابه : بما أني لست سجينا سأخرج لأتمشى...





وقف ليطرق الباب بملل من ملاقاته، فهو يظمن تقريبا أن تقابلهم لا يعدوا على خير و دون مشاداة... و لا أعصاب لديه بتاتا....

دقائق و هو يطرق دون أن يتلقى ردا ، فتنهد ليعود أدراجه إلا أن الباب المجاور انفتح ليخرج منه المعني: ماذا هناك هيجي؟... هل كنت تبحث عني؟..
أجابه بغيظ مكتوم: نيك يريدك أن تذهب لمنزله.
أظهر التعجب مما لم يتوقعه: نيك؟!.. حسنا.

مشى هيجي خطواته نازلا ليسمع من شبيهه: منظرك الواقف تنتظر جوابي كان لقطة الموسم، للأسف لم تكن لدي كاميرا لتصويرك .

استغرب جواب والده الغير مهتم و هو يبتعد: جيد، اليوم لك .
لم يستطع هاروكي الوقوف مكانه دون أن يتبعه: أبي ، ما المشكلة؟
كلمة منفعلة خرجت دون أن يقدر على إعادتها لمنفذها... لكن هذا ماجره لسماع الجواب الغريب الثاني دون ملاحظة شيئ: مشاكل سطحية، سوف تحل قريبا.. لا تكترث ...
صمت و هو ينظر له نظرات لاهدف لها سوى القلق و شيئ عميق يجهله: ... و أنصحك أن تبتعد عني .


حتى لم يكن بمقدوره رد أنفاسه، ظل متيبسا يستوعب وظعية والده المنهدة... إنه حقا لا يعرف ما الذي قد يجعل والده بهذا الهدوء الدال على ضعفه....
دعه يعود مزعجا...





يرجى عدم الرد


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 11-10-2016 الساعة 07:14 PM
رد مع اقتباس