عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 10-29-2016, 01:59 AM
 
عدت ،

القصة رائعة وأحداثها سلسة خالية من المماطلة، اعتمد الكاتب على الحيوانات و هي لم تكن سابقة، اختياراته لم تكن عبطا ، وكما ذكر سابقا رغم أن الكاتب كتب القصة في ظل الحرب العالمية الثانية لكن يمكن اسقاطها على كل الثورات .

فكل ثورة لابد لها من فكرة وشرارة وكانت هذه الشرارة هي السيد ميجر الخنزير الحكيم ورغم أنه لم يعاصر الثورة الا ان افكاره هي التي صنعتها ، وهو حال معظم المخططين الذين وضعوا أسس وقواعد الثورات فغالبا هم لا يجنون ثمارها .

الخنازير الثلاثة ( سنوبول ، نابليون وسكويلر) في البداية كانت هذه الخنازير متعاونة من أجل تطوير الفكرة التي جاء به ميجر ونشر مبادئها بين الحيوانات الأخرى لكن مع تطور الأحداث اختلفت مساراتهم...

فسنوبول الذكي والوفي للثورة وهو يمثل الفئة المثابرة والتي تسعى الى تحقيق المصلحة العامة وينتهي به الأمر على أنه الخائن و أنه من يريد القضاء على حلم باقي الحيوانات بتطوير المزرعة ويتم طرده - الشباب المتحمس للتغيير والذي يتم استنفاذه ثم التخلص منه -.

نابليون الطاغية المتسلط والدكتاتوري هو يمثل هؤلاء الذين يستغلون الفرصة للاستيلاء على الحكم وتحقيق رغابتهم الشخصية غير ابهين بالوسائل ، وقد اعتمد على الارهاب والدعاية المضللة..

سكويلر يمثل الإعلام الذي يغير الحقائق، وهو الواقع الذي نعايشه كل يوم ...

باقي الحيوانات في القصة

بكسر الحصان الوفي والعامل المكد والذي يبقى آملا رغم الظروف القاسية ، عيبه هو أنه يثق في النظام ثقة عمياء ويرى أن هذا الأخير دائما على حق ، وهو يمثل فئة كبيرة من الشعب غير الواعي الذي يصدق كل ما يقال له .

كلوفر الفرس الحنونة وهي تمثل الفئة من الشعب التي لا تتدخل في أي نشاط وحتى وهي ترى الغلط الا أنه لا حول لها ولاقوه ..

بنجامين الحمار المخضرم والحكيم وهو على عكس الجميع كان يعلم أن الخنازير مجرد منافقين ومخادعين لكنه لم يخبر أحدا ربما لعلمه أن لا أحد سيصدقه ، يمثل فئة قليلة من المجتمع وغالبا ما يوصفون انهم المشككين أو أعداء النجاح .

المهرة مولي لم يكن لها دور كبير في القصة الا انه كان واضحا منذ البداية أنها لا تهتم سوى برفاهيتها وراحتها أنانية من الدرجة الأولى الا أنها لا تؤذي أحدا وفي أول فرصة تخلت عن المزرعة ، وهي تمثل الطبقة الاجتماعية الميسورة الحال ..

وحيوانات اخرى تمثل كل منها فئة معينة من الشرطة الخاصة –رجال الأمن- الكلاب التي دربها نابليون

والغراب الحكيم الذي يمثل الفئة الدينية، و الخنزير الشاعر و الخرفان عديمة الشخصية

والدجاج والخنازير المتمردة وحتى البشر...

لم يهمل الكاتب أي فئة...

صورت القصة أحداث ثورة من بدايتها الى نهايتها و الواضح أن الحيوانات كانت ضحية النظام الاستبدادي ، لكن ذلك كان نتيجة لجهلها و قبولها للذل واستعدادها للموافقة على كل ما يأتي به النظام وتغاظيها عن كل التجاوزات اذن فالمشكلة ليست في النظام بل في من يصنعه فلو لم يجد نابليون الحيوانات منصاعة فلم يكن ليحقق مخططه .

الثورة تبنى على مبادئ لا تتجزأ ، وبداية التخلي عن المبادئ هو بداية للتخلي عن الثورة وهو اعلان غير مباشر عن فشلها. وذلك ما حصل في المزرعة .




بالنسبة لسؤال الأخت جيهان



عنوان القصة كان مناسبا تماما فحتى في ظل حكم مستر جونز كانت الحيوانات هي صاحبة المزرعة ، فهي التي تتواجد هناك بشكل دائم ، الوطن هو ملك للشعب وليس للقادة وهو الحال بالنسبة لمزرعة الحيوان... و حتى بالنسبة لرواية تتحدث عن الثورة... فالثورة حصلت في المزرعة و بقيادة الحيوانات .


وهل تحسم الثورة أي صراع تقوم من أجله ؟ يمكن أو ربما تحسم صراعا لتدخل آخر ..يتوقف ذلك على مدى احترام مبادئها و مدى وعي الأفراد واخلاصهم ...






كان هذا تحليلا موجزا للقصة

أسعدني التواجد معكم

أتمنى ان أكون حاضرة معكم في المرات المقبلة

أعتذر مرة اخرى على تأخري و تقصيري

شكرا على مجهودكم



دمتم مبدعين
__________________