الموضوع: أرواحٌ هائمات
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-11-2016, 12:35 AM
 
أرواحٌ هائمات

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/10_10_16147612912748381.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
[/align][/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/10_10_16147612912748381.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]




صباحكم ياسمين/ مساؤكم زنابق
مضى زمن طويل منذ آخر مرة أدرجت فيها رواية جديدة هنا

أقدّم لكم
" أرواحٌ هائِمات "
وهي رواية قصيرة
تصنيفها نفسي+ شريحة من الحياة
تجري أحداثها في عصرنا الحالي

في بلد غربي لا على التعيين

إليكم الفصل التّمهيدي منها

و سألتقيكم بعده مباشرة





[/align][/cell][/tabletext][/align]
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/10_10_16147612912748381.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
دعنا لا نغُص كثيرًا في الذَّواتِ ...

لن نصل إلى مُستَقرٍّ

لَن نعثر على سِدرة المُنتهَى


و ستظلّ أرواحنا تَهِهيم...إلى أبد الآبِدين!




استكملتْ جهوزيّتها مُهمِلَة طاولةَ الزّينة , بينما مرَّتْ نظراتُها الخزاميّة الواثقة سريعًا
- من تحت غرَّتها الرّمليّة - على حقيبتِها من الدّاخل , للتّأكُّد من أنّ معها كلّ ما قد تحتاجه أيّ شابّة موشِكَةٍ على خَوْضِ يومها الجامعيّ الأوّل.
تقافزتْ عيناها هنا و هناكَ على عجل , بينما يدها تعبث بالسّحّاب لإغلاق الحقيبة...
كلّ شيء مرتَّب, عدا ال"بيجاما" المُلقاة فوق السّرير , و مجموعة الكتب المُبعثَرَة فوق المِنضدَة بجانبه... و... لربّما احتاجتْ فتحَ الخزانة المدفونة في الحائط, كَي توضِّب عاصفة الفوضى التي اكتسحتها ليلة البارحة , عندما ألقَتْ كلّ شيء فيها و أغلقَت بابها بشقّ الأنفس...
تبسّمتْ بشقاوة و هي تفكّر بصوت عالٍ:
- نعم, سأرتّب حين أعود.. و بضميرٍ هذه المرّة .

طوَتِ الدّرجاتِ هبوطًا من الطّابق الأعلى لبيتهم الصّغير المؤثَّث بطابع عصري بسيط , و مباشرة إلى المطبخ حيث سحبت خبزة من المُحمِّصة وهي تربِّت على كتف أختها الكبرى , التي سكبت لكليهما قهوة ساخنة من الإبريق الكهربائي.
انضمّت والدتها إليهما بملابس رسميّة أنيقة -بخلاف ملابسهما اللطيفة الاعتياديّة-فناولتها الفتاتان القهوة وصحن ال"توست" ...
تخلّلت تحايا الصّباح إفطارهنَّ السّريع المفعَم بالابتسامات, قبل أن تمضي كلّ منهنَّ في وجهتها, فغادرت " ماليري " المنزل برشاقة مشيَّعةً بعبارات التّشجيع من أمّها و شقيقتها .

[/align][/cell][/tabletext][/align]
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/10_10_16147612912748381.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]

أمضى وقتًا لا بأس به يصفّف شعره التركوازي القاتم المحاكي لون عينيه النّاعِستَين
بعد أن ارتدى ملابسه الشّبابيّة المعتادة التي يطغى عليها السّواد .
اتّجَه إلى غيتاره المُثبَّت على رفّ خاصّ به, في حجرة صغيرة مليئة بصورٍ لفِرَقٍ غنائيّة شهيرة ...

- اليوم سنذهب إلى الجامعة للمرّة الأولى يا صاحبي...

أنزله بحرص و علّقه على كتفه وهو يحثّ الخُطى نحو باب الشّقّة مُلقيًا التّحيّة على والديه دون أن يهتمّ حقًّا أين هما .
نادته أمّه :
-جيرمايا غرودن! ماذا عن الفطور ؟!
ردّ بضيق و يده على المقبض:
- مناداتي باسمي الكامل لن تعطيكِ مزيدًا من الحزم, ولن تغيّر عادةَ تناولي أيّ شيء من كُشك ما في طريقي
بهذا غادر دون أن يرد على آخر ما سمعه منها وقد رقّقتْ أسلوبها:
-أحبّك جيرمي ...حظًّا سعيدًا


واجَهَ انعكاسه لبضع دقائق , غير راضٍ -و كالعادة- عمّا رأى في المرآة مِن شعرٍ أسود شائك , و عينين زرقاوَين حادّتيّ الرَّسمِ خاويَتيّ النّظرات ,
و قامةٍ نحيلة مكسوّة بما هو قاتم من ملابس عمليّة .

سحبَ نفسًا عميقًا ,ثمّ انتصب بقامته مُكسِبًا عينيه التّركيز وهو يتبسّم بثقة مصطنعة و يردّد بتماسكٍ ظريف مُستَجلَب :
-مرحبًا ...أنا زاكوري ...نادِني زاك

هزّ رأسه رافضًا قبل أن يغيّر كلّ وضعه ,فتخصّر مكشِّرًا بمرحٍ زائف و هتف بعلامة النّصر على أصابعه:
-هيه! زاكي هنا !كيف تجري أمورك؟

تنهّد بيأس مُطأطئًا وهو يرخي عضلاته و يهدّل كتفيه
وعاد يتأمّل المرآة ... على طبيعته هذه المرّة , مخاطبًا انعكاسه الهادئ الحزين:
- زاكوري ينغمان,زاك إن شئتَ . لستُ متحمّسًا للجامعة بكل ما ستضمّ من زحام و ضجيج و ناس لا أعلم كيف سأحتكّ بهم...

تركَ المرآة بتردّد وهو يسمع صوتًا يشبه صوته لكن برنّة ظريفة لا يتقنها:
-زاك !أسرِع !حضَّرتُ الفطور
كاد يغادر حجرته التي خلت إلّا من الضّروريّات , حين عاوده النّداء:
- لا تنسَ شيئًا حسنًا؟
سحبَ نفسًا مُتعبًا و التفتَ إلى ما كاد ينساه فعلا ,
دسّه في جيب بنطاله و مضى متثاقلًا يتساءل منذ الصّباح...
متى سينتهي هذا اليوم ؟!
[/align][/cell][/tabletext][/align]
__________________








التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 10-11-2016 الساعة 12:59 AM