الموضوع: Rising From The Ashes
عرض مشاركة واحدة
  #72  
قديم 10-07-2016, 11:33 PM
 
Part 4

~~غلبتني العواصف فطارت أوراقي


و لم أستطع اللحاق بها

و كان حبرها

يروي قصة الحزين البائس

الذي لم يرى من الحياة سوى حالكها ~~


أطلت الشمس لتبدد غيوم الظلام الحالك ,فتحت تلك الشقراء عينيها ببطيء و أقد أنهك التعب جسدها النحيل تنهدت تنهيدة مليئة بالحزن و الالم ,توجهت الى النافذة لتراقب سماء الصباح الجديد و إن تعلم انه لن يختلف شيء من حالها فكل يوم يمر اسوء من سابقه "الى متى ؟"

توجهت الى المطبخ و بدأت بإعداد الفطور فتذكرت أحداث الليلة الماضية

(..... جلست في المطبخ تستمع الى أصوات الضحك القادمة من غرفة الجلوس, فكانت بين الحين و الاخر تختلس النظر الى خالها و أولاده , كم تشتاق الى امها الان

قطعت زوجة خالها حبل افكارها و علامات الغضب تملأ وجهها" هذا ليس وقت السرحان يا مزعجة , و قبل ان انسى "
تقدمت نحوها و بصوت باردا قالت
" انتبهي الى ما سأقوله جيدا لقد كبرت و ازدادت احتياجاتك ,و نحن لسنا مضطرين لتلبيتها ,عليك البدء في البحث عن عمل لتساعدِ به في هذا المنزل "


بقيت جوليا متجمدة في مكانها و علامات الدهشة بادية على وجهها لتخفض رأسها و تقول بأسى "حاضر "

استدارت ماري _زوجة خال جوليا_ مجددا اليها قبل مغادرتها " اسرعي في اعداد الطعام فهناك اعمال اخرى في انتظارك ")
استفاقت من شرودها و هي لا تعرف ما الذي يجدر بها فعله الان ,اعدت الطاولة لهم و اسرعت في المغادرة علها تكسب بعض الوقت لتريح بالها و قد أيقنت اين من الممكن أي يحدث ذلك .

وقفت امام نفس المتجر مجددا لتتأمل الازهار المعروضة فيه رغم أنها تعلم انها ستصل متأخرة الى الصف و لكنها لم تستطع منع نفسها من سلك هذا الطريق لتراقب هذه الزهور و إن كانت لا تعرف لم فقد مر وقت طويل منذ اخر مرة شعرت بانها تريد شيئا لنفسها
دون سابق انذار وجدت نفسها على الارض نظرت امامها لتجد نقس الثرثارة التي لا تذكر حتى اسمها

" لا اعرف لم و لكني لست متفاجئة بوجودك لديك توقيت جيد في تعكير مزاجي"

التقطت انجلينا السخرية في صوتها مما زاد من غضبها " و انا التي كنت على وشك الاعتذار "

عدلت جوليا من هيأتها و استدارت لتغادر ثم توقفت و ابتسمت ابتسامتها المسمومة كما تسميها انجلينا " على هذا المعدل في الجري بالكاد اصدق انك فتاة"

توقف الزمن بانجلينا التي لم تصدق ما سمعته للتو فهذه الوقحة التي لم يمض اسبوع على مجيئها اصبحت تشبهها بالصبيان؟؟؟

قطع شرودها صوت اخيها المستغرب و ضحكات صديقه هذا ما كان ينقصها حقا

" اختي العزيزة اعلم كم تحبين النوم و الاحلام و لكن الا تعتقدين انه ليس الوقت و المكان المناسبين لذلك "
نظرت نحوه انج بغضب
" و هل تعتقد اني ..." و لكن قبل ان تكمل حديثها قاطعها جاك ضاحكا " كنت اعرف انه لديك مشكلة الاصطدام بالغرباء و السقوط و لكن الاصطدام بالهواء ؟ هذا حقا هههههههه"

نهضت انجلينا بمساعدة اندريه الذي كان يحاول ان لا يضحك و لكنه لم يستطع منع نفسه من الابتسامة" ما الذي حدث معك؟"
على الاقل جاء صوته جديا و هنا انفجرت شقيقته بالحديث كالعادة
" هذا كله بسبب تلك الوقحة ذات الابتسامة المسمومة فوق ما اوقعتني و افسدت علي حياتي نعتتني بالصبي ؟ انا صبي . هل ابدو لك كالصبيان " صرخت بهستيريا في وجهيهما , نظر كل من اندريه و جاك لبعضهما ثم اليها و قد عرفا بالتأكيد من تقصد بالوقحة وبعد ثوان من الصمت القاتل....

اندريه بكل بساطة تفادى الاجابة عن سؤالها و ذلك ليغيظها ثم نظر نحو ساعته " سنتأخر عن الصف , علينا الذهاب فورا "

" انت لم تجبني اندريه " بدا صوتها متفاجأ و لكنه تجاهلها و اكمل طريقه

اما الاحمق فنظر نحوها بمرح " اود حقا ان التقي بهذه الفتاة "

" و هل يمكنني ان اعرف لماذا ؟ " فضولها دائما ما يقتلها

" اعتقد اننا سنتفق جيدا , فهي اول من يشاركني رايي فيك " ثم التحق بصديقه تاركا اياها صامتة تحدق فيه بغموض.

التفت كل من جاك و اندريه عندما لم تتبعهما انجلينا " الى متى تنوين البقاء هناك "

نظرت انجلينا نحو اخيها بابتسامة عذبة " اسدي لي معروفا و اقتل ذاك الابله الذي معك "
.............


كالعادة اختارت مكانا بجانب النافذة. فالوقت يمر سريعا مع التحديق المستمر للامكان . قطع شرودها صوت الجرس معلنا فترة الراحة هذا ما انتظرته بفارغ الصبر فالجلوس لوقت طويل في هذا الصف اصبح متعبا للغاية او ربما الاعمال الشاقة التي قامت بها البارحة لعبت دورها في ارهاقها , تنهدت بعمق ثم اتجهت للخارج لتستنشق بعض الهواء , جلست تتأمل المكان من حولها فقد كان عبارة عن ساحة فارغة لا يبدو ان احد يزور هذا المكان " لا ضير في اخذ قسط من الراحة هنا"

اغمضت عينيها و استسلمت لملمس الريح على جلدها و لكن لا شيء كالعادة لم تشعر باي شيء لا ببرودة رياح الخريف و لا بمضي الوقت من حولها الهذه الدرجة قد نسيت نفسها ,الهذه الدرجة قد خدرت الالام احاسيسها كل ما شعرت به هو ذلك السيل الحارق على وجنتيها رفعت يدها لتلامس تلك القطرات باستغراب " دموع؟ بعد كل هذا الوقت ؟"
رسمت ابتسامة حزينة على شفتيها و نظرت للأفق علها تتذكر او ربما تنسى بعض ما فات


" الوقوف هنا طويلا قد ينسيك الزمن "
دهشت
جوليا لسماع الصوت و سارعت في مسح دموعها ثم استدارت لصاحبه لترى شابا اكبر منها او هذا ما اعتقدته ذو شعر اسود و عينين حمراوتين ببشرة بيضاء و لكن من ملامحه يبدو مألوفا

اما هو فقد زالت الابتسامة من وجهه لدى رؤيتها " انت تبكين؟" بدا صوته مستغربا ,
لم يبدُ وكأنه قد سألها لدى تفادت الاجابة و سألته بغضب فقبل كل شيء هذا الغريب قد قطع عليها احلامها و ان لم يكن لديها احلام
" ما الذي تفعله هنا ؟"
ابتسم بسخرية لغضبها
" و هل تملكين هذا المكان؟"

ردت عليه مقلدة اسلوبه الساخر " أوَ تملكه انت ؟ "

هنا ضحك و هو ينظر نحوها مما جعلها تبدو كالبلهاء " اقلت شيئا مضحكا ؟"

لم تقصد ان تبدو غاضبة و لكن تعبها جعل من الصعب عليها ان تجري محادثة عادية

توقف هو عن الضحك و اكتفى بابتسامة متعجرفة " هل علي ان اطلب الاذن منك لأضحك؟"

طفح الكيل من يظن نفسه ليحادثها بهذه الطريقة. تنهد بعمق " لم اعتقد انك ستصمتين بسرعة ,او ربما جمالي قد ادهشك "

" اعتقد اني انا من سيضحك الان اليس لديك مراه؟ او لا تجب فأنا ليس لدي الوقت لتفاهاتك "
استدارت مغادرة فهي على يقين دقيقة واحدة مع هذا المتعجرف و ستفعل شيئا ستندم عليه لاحقا


" الا ترى اني مغادرة "

اجابها بلامبالاة " و ما يمنعك ؟"


" متعجرف يسد الطريق امامي "
و كالعادة قابلها بابتسامته المستفزة" متعجرف ّ,لقد وصفت العديد من الصفات لكن لم يسبق لاحد ان نعتني بهذا "


" تهاني الحارة لك بلقبك الجديد" و انهت ذلك بالتصفيق له بسخرية " و الان ابتعد من طريقي "
" انت لا تملكين هذا المكان .اعتقد اني حر ان افعل ما اشاء "


" اعتقد انك نسيت ايضا انك لا تملكه"
نظر نحوها و بابتسامته الحمقاء تعلو وجهه
" حقا ؟من قال هذا "
" انت طبعا "
" لا اذكر اني اجبتك قبل قليل لكن أتعرفين شيئا"
فجأة انقلبت ملامحه الى الجدية حتى لم تعرف ان كان عليها ان تغضب ام تخاف ,لكن لم تخاف؟
وجودها مع شاب غريب فوق سطح المدرسة الخالي يعد مخيفا
" ما الذي ترمي اليه؟"

نجحت في اخفاء ملامحها فبرودة صوتها ,و دهشته في تغير ملامحها و ان لم تدم طويلا اكدت لها ذلك
'' انت,,,"

سألته دون ان تعي نفسها بصوت خافت " انا ماذا"

بدا و كانه مر و قت طويل قبل ان يجيب ولكنه ذكرها بمن يكون بإجابته فهو ليس سوى متعجرف ,مغرور , يحب ان يفسد ما يعتبر حياة لأمثالها" انت حقا مسلية ,تشبهين قطة صغيرة و انت غاضبة ,ذكرتني بأيام طفولتي "

هي الان تريد سببا واحدا فقط كي لا تقتله " و انت قد ذكرتني بانه لا يجدر البقاء هنا اكثر فالمكان اصبح لا يطاق... "

فجأة رن جرس المدرسة فاستدار مغادرا هي واثقة انه مازال يبتسم تلك الابتسامة البغيضة " سررت بالتعرف اليك يا قطة "
اجابته و هي تكاد تأكل اسنانها غضبا
"صدقني انه شعور غير متبادل ,كما اني لست قطة يا متعجرف "
لم يجبها بل اكتفى بالضحك و التلويح ناحيتها بيده


بعد ان اختفى نظرت الى ساعتها لترى كم بقي من الوقت للتخلص من هذا المكان المزعج فالفوضى هنا اكثر مما يستوعبه عقلها و لا ننسى الاشخاص فمن الثرثارة صاحبة مشكلة التوازن الى ذاك المتعجرف الذي لا تتمنى رؤيته مجددا


التعديل الأخير تم بواسطة Evana Dilorantess ; 10-08-2016 الساعة 04:00 PM
رد مع اقتباس