عرض مشاركة واحدة
  #61  
قديم 10-03-2016, 08:44 PM
 


شكرا للردود المشجعه أمس أسعتموني


يتهادى لسمعي صوت خشخشة الستائر البيضاء إثر نسمات غير هوجاء ، رائحة عبير النرجس وهو يتمدد أمام الشمس مع رونق الحياة والأمل المتجدد داخل الحجرة ، أحب كل شيء هنا ، سأشتاق ختما لكل ما عشته خلال عطلتي الصيفية المليئة بالأحداث . بعد نجاتي في تلك الليلة من الموت المحقق ما عاد شيء يعكر صفوي
سوى بعض التفاصيل التي لن أتكلم عنها كوني لا أرغب في تذكرها حتى ...
أما الآن فأنا أرى مجموعه حقائبي المستعدة للملأ ، متجهزة لرحلتنا القادمة بعد أيام قليلة ،
أراها وأجدني حائة كيف ستتسع قطع ثيابي وباقي أغراضي ، أتراها ستسع الجميع وتحتفظ بذكرى كل واحدة ؟
أم ستتجرد من الذكريات وتفصلها عن موجدتها ؟ لا يهم ما دمت قد قيدت كل شيء في دفتر مذكراتي ،
دخلت سونيا وقد شقت ابتسامتها حلقها قائلة بمرح :" آنستي إستيرا ، والدتك ذاهبة إلى صديقتها السيدة "جين" هل تودين الذهاب برفقتها ؟"
عقدت حاجبيّ بإستياء وانا أتذكر آخر مره ورتهم فيها رفقة أمي ، السيدة جين إمرأة طيبة ، لكن إبنتها تحتاج دروسا في التهذيب ، قمت بشكر الخادمة بعد أن أبلغتها عدم إرادتي الذهاب ، ثم نزلت لأتحقق من رحيل أمي .
حسنا لقد طهبت ، وأنا الآن لا أجد ما أفعله . أخذت نفسا عميقا وأخرجت زفيري ببطء وأنا أردد :" ما يزال على إتصال راوند اليومي حوالي الساعه ، لم لا أفاجأه بإتصال ؟"
هرولت نحو غرفتي ورميت بجسدي على السرير لأبدأ الحديث ـ :
- مرحبا
- أهلا عزيزتي ، كيف الحال ؟
- بخير وماذا عنك ؟
- لا أختلف عنك ِ
- ما أخبار رحلتك ؟
- مذهلة ! روما جميلة جدا ، لا أصدق أني ساعود للديار بعد أيام ،
ضحكت قائلة : - هل أخبرك أبي بموعد عودتنا نحن ؟ حاولت إستنباط إجابة منه لكنه لا يجيبني بغير " لم أحدد الوقت بعد " وعندما تحاول أمي إخباري يمنعها ، أتصدق ؟
رد راوند : - أظنه يريد إزعاجك ، يعلم كم تتغير تصرفاتك عندنما تنزعجين . قهقه بخفه ليقول بعدها :
- قال إنها بعد 3 أيام على الأغلب ، في هذه الحاله سأعود قبلكم بيوم وسيتسنى لنا مشاهدة الشهب معا في اليوم التالي لعودتكم .
أجبت بالموافقة ثم قلت بهدوء : - راوند ، من الرائع حصولنا على عائلة من جديد ، بالرغم من أن أبي يعمل كثيرا وأمي ما تزال منشغلة بالمناسبات طوال الوقت خارج أوقات عملها ، لكنهما يجدان الوقت لنا ، لقد تغير كل شيء ، كل شيء أصبح أفضل من السابق .
رد:- كالعادة هذا ما تكررينه كلما لم نجد ما نتكلم عنه .
أمرته بمرح : إذن عليك إجابتي ككل مره أخي الغالي .
لجيب بعبارته الأثيرة :" نعم من الرائع حصولنا على عائلة وتغيرنا حميعا نحو الأفضل ،
لم يدم بعدها الأمر طويلا حتى أغلقنا الخط، تقلبت على الفراش قبل أن تأخذني أفكاري وتعيدني للماضي القديم جدا ، إلى الوحدة الموحشة مع الخدم ، ثم نجاتي من اللصوص بمساعدة أخي الذي أشعرني منذ ذاك الوقت فعلا بحنانه بعيدا عما كان يقوم به من زيارات قصيرة لسؤالي عن حالي بجفاء كواجب كان يقوم به لا غير ، ثم تلك الواقعه التي غيرت معاني الألم التي كنت أعرفها أطفئت شرارة حياتي لتنير بعدها شعلة أوقدت في ّ الحياة من جديد وجعلتني أسترد روحي المحبة كما الطفولة و عائلتي الغاليه ،
لا أحب التفكير في أمر إختطافي فهو كابوس يصيبني بالجنون وما جره عليّ من متاعب فيما بعد أرهقتني ، أما ما أحب التفكير فيه فهي التغييرات التي حدثت بعده ،
والداي أظهرا لي مدى حبهما واهتمامهما بنا ، وغمرني راوند بمعاني الأخوة .
بالرغم من سفره لروما لقضاء عطلته وتصفية ذهنه إلا أنه يحادثني كل صباح في ساعه محددة ، نجعلها ساعه خاصة بنا نستذكر فيها ما نريد ونتحدث عن كل ما يهمنا أو ما يزعجنا ،
والدي الحبيب .. أجهل مقدرا العمل الذي على عاتقه ، لكني ما أزال أرى في عينيه
بريق الحزن لما أصابني ، غير أنه يستغل كل لحظة خلال وجوده في البيت ليكلمني ، يضحكني ويزعجني أحيانا ويناقشني بصفة جادة في مواضيع الكتب التي أقرأها أو التي أرغب بقراءتها .
فيما تعمل أمي العزيزة بكل جهها للتوفيق بين عملها مع أبي و حضور المناسبات الرسمية بديلة عنه وبين قضاء وقت ممتع معي ، فهي أيضا ... ما أزال ألتمس فيها جزءا من الأسى على تقصيرها في حقي سابقا .

ولا أنسى بطبيعه الحال ذكر أن والديّ إعتذرا من راوند ودارت بينهم الكثير من الأحداث جعلت الأخير يرضخ لهما ويتنازل عن أفكاره القاسية نحوهما ، فعاد لشخصه القديم ، وعادت محبتنا كعائلة واحدة .
وإن لم توجد فينا من قبل بل زرعت فينا .



رد مع اقتباس