عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 10-02-2016, 06:59 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_1614750728561843.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

الفصل 2
"سيدي ما طلبك؟ "

وهي واقفة أمامه وعيونها الهادئة تحدق به وكأنه تريد التَّخاطر مع خاصته
توسعت عينيها قليلاً وهي ترى ابتسامته الجانبية وكأنه يسخر من الدنيا
أجابها بهدوء
" بيرة و بعض التّحليه"

إستدارت لتلبي طلبه و أثناء سكبها البيرة بالكأس و لمعانه كالمرآة
كانت تسمع وقع أقدام أشخاص لم تكن بحاجة لتراهم لكي تعرفهم
فقد حفظت الجلجلة الصادرة منهم كالعادة و توقيتهم الدائم
و بعد أن انتهت من تجهيز طلب الجالس بالطاولة التي بجانب
النافذة وبيده دفتر صغير يُدَوّن فيه شيئا ما سلكت طريقها إليه و
وضعت طبقه وكأسه أمامه وهي ترجع غِرتها وراء أُذنها قائلة
"هاهو طلبك سيدي"
لم ينظر لها بل بقي يكمل كتابته وهو ينظر لما يكتبه مجيبا
"حسنا شكرا لك"
أكملت شَقّ طَريقها للطّاولة الأخرى التي تضُم ثلاثة مَقَاعِد على
اليسار نظرت لِلجَالسين عليها ِبهدوء وعلى شَفَتَيها ابتسامة تحاول
إخفائها فتحت ثغرها لِتخرج جُملتها المعتادة
"ما هو طلبكم يا سادة؟"
رد الجالس ذو الشعر المُحمر والعينين المُخضَرّة على اليسار بِسخرية
" انا أريد بيرة "
نظرت لمتوسطهم ذو الشعر البندقي وابتسامتها أبت التّوارِ عن المسرح عند رؤيتِه
رفعت حاجبها بإنتظار إجابتِه وهو بدورِه إنتَبَهَ لها أجابها وهو يشيح بِعينيه الزرقاء بعيدا
" شاي "
أكمل مُردِفاً "لا تُكثري من السّكر"
رد عليها الأخير بينما يرفع شعره اللّيلكي بتملل
" أريد فقط ماء بارد "
إلتفتت لِتقديم طلبهم وهي ترى المُلقب بالجاموس يخرج لِلمنزل
أطلقت سراح زفرتها المُحتَبَسَة من بين سِجنِها الرّماني
وكأن همّا جديدا قد حَطّ على صَدرِها
إنتَهَت بتعجل من طلب الثلاثي
و أكملت سيرها حامله كؤوسهم المنشودة
أخرجت كلماتها بخفوت " هاهو طلبكم يا سادة "
لم تقرع أّذنها سوى إجابة بندقي الشعر بـ
"شكرا لك"
و الإثنان تناولا كأسيهما بدون أي كلمة موجهة لها
أما هي فقد أخذت تختلس نظرها بحبات اللّؤلؤ لما وراء باب
الحانة علّ عمها مازال في الخارج أو ترى ما إذا كانت وِجهَتُه
تختلف عمّا في بالها
أخذ القلق منها مأخذ فقد بدأت عينيها و يديها ترتجفان أسبَلت
أهدابها الطويلة علها تمنع أفكارها المظلمة عن التسلل لرأسها
انتبه لها صاحب مقلتيّ الكهرمان فهتف بِها
" أنا ليس لدي مَانع مِن خُروجِك لفترة و لا أظن بأني شخص
بائس لكي أسرِق شيئا ما من الحانة "
أردف بعد ذلك
" و لا أعتقد بأن البَقية قد يُفكِرون بِالسّرِقة "
وجّه سُؤاله للمقصودين
" ما رأيكم بِتركِها تخرج قليلاً؟"
أجابوه المعنيين بالسماح
و ذو الشّعر البندقي يكز على أسنانة
تهللت أساريرها وهمّت بشكرهم وتَلاه ذَهابُها مِن أمامهم
بينما كانت تمشي بِتعجّل وعينَيها تكاد تخترق ما أمامها وصلت
لِمكانها المنشود حيث ينام قلبها هناك ,فتحت باب المنزل بِخفّة
تحركت قدميها لِغرفة حبيبها و رأت الجاموس يقف عند الرواق
يستنشق ذلك المسحوق القذر الذي لطالما تقززت وكرهته لم ترده
أن ينتبه لها فأكملت ما كانت هنا لأجله حملت عاجي البشرة بهدوء
و مضت في سيرها بين منازل قريتهم , أفاق ذو الشعر الذّهبي وهمهم بـ
"اللّعنة لما تحملينني لقد أيقظتني "
وبخته بملل
" جوليان لقد تعبت من قول لا تقلد ألفيس"
تعذّر بالنسيان وهي توقّفت عند ضالتها شرعت بطرق باب منزل اصفر اللّون
دقائق عدّة و وقع على مسامعها صوت أنثوي
"من هناك؟"
أجابتها لؤلؤتَيّ العينان
" أنا سيسليا "
فُتح الباب وأطلت منه بنيّة الشعر و خضراء العينين
بإبتسامة " أتريدين تسليم الشيطان؟"
رد عليها بغضب وهو ينزل عن ذِراعي أخته
"انطونييتا أنتِ الشيطان وليس أنا"
نهرته حالِكة الشعر "يا فتى يكفي هذا"
نظرت لصاحبتها بعجز
" انطونييتا أرجوك أعتني به أنا منشغلة بالعمل يبدو أن ألفيس
سيدعو رفاقه الليلة و لقد رأيته قبل قليل ينتشي بقذارته "

تكلم بحري العينين بصعوبة "أتقصدين الهاكيين؟"
جحظت عيناها وسألته "ماذا قلت ؟ من أخبرك بذلك؟"
شعر الصغير بغضبها فتهرّب بعينيه صامتا
هنا ازداد غضبها وقالت بعصبية" ألفيس صحيح ؟الجاموس الحقير"
سألتها انطونييتا " ما هو الهاكيين؟ ثم لا تغضبي عليه هكذا قد يبلل فراشي بسببك"
أسبلت جفنيها على اللّؤلؤتين لتخفف عن غضبها
" انطونييتا عزيزتي انه يقصد الكوكايين فقط يصعب عليه نطقه
جيدا, وأيضا إذا بلل فراشك هو يعلم ما الّذي سيحدث له "

تنهد ثغرها بهدوء و حولت نظرها له ومقلتيه مُعلّقة بالسّماء محاولاً التهرب عبثاً
" فلتنظر إلي لا تستمع لِألفِس إن ما يفعله خاطئ وسينتهي به الأمر مدهوساً مِن قِبَل الأحصنة"
هَزّ رأسه بِطَوَاعِيَه ودَلف للمنزل
إبتسمت فاحمة الشعر وهي تلقي بنظرها لواجهة المنزل
" لقد أعجبني طلاء منزلكم الجديد ,ذو إشراقه"
ردت الأخرى بمزاح
" و أخيرا جددنا طلاء المنزل لقد كانت أمنية حياتي"
شهقت الأخرى وهي تقول
"لقد تأخرت سيقتلني ألفِس"
ركضت عائدة للحانة وهي تصرخ
" انتونيتا جوليان برعايتك"
بينما خطواتها تتسارع ودقات قلبها كذلك
كانت تدعو بأن تصل بالوقت المناسب و هي ترى أضواء
الحانة تتسلل من تحت الباب خِلسة
أمسكت مقبض الباب بهدوء ويديها ترتجف أدارته وهي مغمضة عينيها خوفاَ
أتاها صوت ذكوري هادئ
"يا فتاة فلتسرعي قبل مجيء العربيد"



1 رأيكم بالبارت؟
2 كيف طول البارت قصير صح؟
3 من الشخص اللي قال "يا فتاة فلتسرعي قبل مجيء العربيد"؟
4 انطباعكم عن انطونييتا والثلاثة الجالسين بالحانة؟
5 ما سبب ابتسامة سيسيليا لبندقي الشعر؟
6 أي أنتقادات؟


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 10-03-2016 الساعة 01:59 PM
رد مع اقتباس