عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 10-01-2016, 12:05 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


.. 23 ..

هرعت إليها مسرعة ، وقلبي ينبض سريعاً من شدة الخوف ، تحسست نبضها لأتأكد من أنها لا تزال على قيد الحياة ، والحمد لله أنها كذلك ..

تحسست جبينها لأتفاجأ بأنه يشتعل كالجمر ، قمت بتعديل جسدها وأبقيتها مستلقاة على الأرض بإستقامة ، ثم نظرت إلى الحارس الجديد وقلت بنبرة متوسلة : أرجوك أيها السيد هذه الفتاة مصابة بحمى شديدة ، أحضر لي الدواء من فضلك ..

نظر إلي الحارس قائلاً من دون إهتمام : ليس من شأني معالجتها ، أنا هنا فقط لحراستكما ..
صحت بغضب : لكن جوليا مريضة وتحتاج إلى الدواء ..


حينها احتدت ملامح الحارس وصاح غاضبا : لا تصرخي في وجهي وإلا أنهيت حياتك ، أنت لست مهمة لدى سيدنا لذا لا أظن أنه سيفعل بي شيئاً إذا ما قتلتك ..

خفت كثيراً من ما قاله ، لذا قررت إلتزام الصمت ، وعدت ببصري نحو جوليا التي احتقن وجهها إحمراراً ، والعرق يتصبب منها بغزارة ، وهي تهمهم بكلمات خافتة لم أفهمها ..

وقفت متوجهة نحو دورة المياه ، ومزقت كم قميصي الآخر ، وطويته بعد أن بللته بالماء الفاتر ، وبعدها عدت إلى جوليا ووضعت القماش على جبينها ..
بدأت تلملم جسدها كالجنين لتدفئ جسدها الساخن ، نظرت إليها نظرة شفقة ، لقد عانت جوليا الكثيير ، ياللمسكينة ..
أمسكت بقطعة القماء الذي وضعتها على جبين جوليا لألاحظ أنه قد اشتعل من الحرارة ، لذا عدت إلى دورة المياه وأعدت تبليل قطعة القماش ..


أدرك أن ما أفعله قد لا يكون ذو فائدة ، لكنني لا أستطيع تركها هكذا ، لو استطعت فقط فعل شيء من أجلها ..
نظرت إلى الحارس مجدداً ودموعي أوشكت على النزول حزناً على جوليا ، وقلت بصوت مرتعش وقد تهدج صوتي : أرجوك أيها السيد إجلب الدواء لجوليا ، هي مريضة كثيراً أتوسل إليك أيها السيد المحترم ..


أنهيت عبارتي ودموعي اللعينة بدأت بالهطول كما العادة ، كم أتمنى أن أكون قوية ولو قليلاً ..
ذعرت حين سمعت صوتاً عالياً أصدره الحارس، ولم يكن سوى صوت قبضته التي ضربها بالطاولة وتبعها صوته الغاضب : وما شأني أنا إذا ماكانت مريضة ؟؟ نحن لم نخطفكما لنعتني بكما ، لذا كفاك إزعاجاً ، يكفي أن مهمة مراقبتكما مضجرة للغاية ..

قلت وأنا أحاول أن أتماسك قليلاً وأظهر بعض القوة : سأفعل أي شيء تطلبونه مني ،لكن أحضروا الدواء لجوليا أرجوكم ..
على الرغم من أنني كنت أحاول التظاهر بالقوة إلا أن صوتي المرتعش قد عكس ما في داخلي ..
أعدت ببصري نحو جوليا التي ترتعش من شدة البرد ، لأنظر إلى الحارس مجدداً وقد ترقرق عيني بالدموع مجدداً قائلة بضعف : أرجوك أيها السيد ، قد تموت جوليا في هذه الحالة ..

زفر الحارس بملل وقال : وما شأنك أنت سواءً توفيت أم لا ؟؟
على الرغم من أنني استغربت سؤاله إلا أنني أجبت بإنفعال : تسألني ما شأني ؟؟ هل أنا عديمة الإنسانية مثلك حتى لا أبالي ؟؟ جوليا أنقذتني عدة مرات وحان الوقت لأرد لها الجميل ..

قال بنبرة باردة : هذا لأنها ليست سوى غبية ، لذا لا يجب أن تكوني مثلها ..
نظرت إليه بإستنكار ليتابع حديثه : في مواطن الخطر لا يجب على المرء الإهتمام بالآخرين قبل نفسه ، فحياة المرء ثمينة للغاية ولا يمكن أن تعوض ، والحمقى فقط من يضحون بأنفسهم من أجل الغير ..


لا أعرف كيف يمكن أن أجيب عليه ، فأنا أوافقه في بعض ما قاله ، فحياتي لا يمكن أن تعوض إذا ما فقدتها ، لكنني لا أستطيع ترك جوليا هكذا ، لقد قامت بالكثير من أجلي ، فكيف لي أن أخونها وقت مرضها ؟؟
كلمات الحارس جعلني في صراع مع ذاتي ، وأوقعني في حيرة من أمري ..

أنقذني من دوامة التفكير صوت رجولي : أنت فعلاً إمرأة أنانية ، تلك الجوليا الحمقاء عانت لحمايتك وأنت تترددين في مساعدتها ، هه ياللحماقة ..
إلتفت إلى مصدر الصوت لأكتشف أنه ذلك المدعو ساي ، الذي دخل الغرفة لتوه ، كلماته جعلتني أستحقر نفسي أكثر من قبل ..

إقترب من الزنزانة وفتح الحارس الباب ليدخل هو ، وأنا أتتبعه ببصري بترقب وخوف ، لكن حين رأيته يتوجه نحو جوليا المستلقاة على الأرض شعرت بالإرتياح قليلاً ، لكنني قلقة على ما سيفعله هذا المجرم بجوليا ..

جثى على ركبتيه أمامها وأخذ يتأملها بصمت ، لم أستطع معرفة ما يجول في خاطره ، فقد كان يدير ظهره إلي ..
ظل على هذا الحال لعدة دقائق ونطق أخيراً وهو يقف : لو كنت مكانها أيتها الأنانية لما كنت سأشفق عليك ..

لم أفهم جيداً ما يقصده ، لكنني قلت : أيها السيد أرجوك أحضر الدواء لها ، فهي ستموت على هذا الحال ..
تجاهلني وهو يخرج من الزنزانة وقد قام الحارس بإغلاق الباب بعد خروجه ، إنهرت على الأرض بضعف ، ظننت أنه سيرحمها قليلاً ، لكن يبدو أنه لا يعرف معنى الرحمة ..

===================================


في صباح يوم جديد


~ سوبارو ~


وأخيراً انقضى أسبوع الفصل ، وأستطيع الآن العودة إلى المدرسة ، لا أعلم ماذا يمكن أن يطلب الخاطف منا اليوم ..

كنت أظن أن الأمور ستكون طبيعية عند عودتي ، لكن ظني قد خاب ، فكلما مررت من أحد الطلبة أخذوا يهمسون عني ، ويبدو أنهم لم ينسوا ذلك اليوم الذي اضطررت إلى السرقة ..



عندما نظرت إلى طاولتي كانت مليئة بالقاذورات ، وعليها أنواع الشتائم والإهانة ..

علمت أن هذا من عمل هؤلاء الطلبة الجبناء ، لكنني لم أتفوه بكلمة.

جلست في مكاني بعد أن نظفتها من القاذورات متجاهلاً نظرات الجميع و روز لم تأتِ بعد ، بحثت في درج الطاولة عن رسالة للخاطف ، لكنني لم أجد شيئاً سوى القمائم، انحنيت قليلاً لأتفحص درج روز لكن النتيجة واحدة ..



سعدت كثيراً من هذا الأمر ، إذاً لن نكون مضطرين إلى تنفيذ أوامر الخاطف المجنونة ..

أثناء انتظاري لروز كنت أقرأ كتاباً أقتل بها وقت الفراغ ، ولازلت أشعر بنظراتهم الحارقة ، لكني لا أظن أن أحداً سيجرؤ على الإقتراب مني أبداً ..


بعد دقائق أتت روز أخيراً وحين رأتني تهلل وجهها سعادة قائلة : أهلا بعودتك يا سوبارو ..

إكتفيت بأن ابتسمت لها إبتسامة طفيفة ، بينما هي بدأت بتفحص درج الطاولة ،و لم تجد شيئاً ..


قلت بهدوء : يبدو أنه لا مهمة لهذا اليوم هذا جيد حقاً ..

جلست روز قائلة : أنت محق ..


عدت لأقرأ كتابي بينما روز كانت واضعة يدها على خدها وقد أسندت مرفقها على الطاولة وتستمع بإنصات لمجموعة من الفتيات يتحدثن حول موضوع ما ..


قلت منادياً لها : روز لماذا تنظرين إليهن بهذا الإهتمام ..

إلتفتت روز إلي قائلة بحماس : لقد سمعت منهن للتو أن المغني المشهور ورابوس قد أصدر أغنية جديدة ، أنا متلهفة لسماعها حقاً ..

قلت بهدوء : المغني ورابوس ؟؟ لم أسمع عنه قط ..


نظرت إلي روز بتفاجؤ قائلة : ألا تعرفه ؟؟ إنه مغني مشهور جداً وصاحب صوت رائع ، ظننت أن جوليا الوحيدة التي لا تعرفه ، لكن يبدو أنك مثلها لا تهتم سوى بالكتب المملة ..

ثم أردفت وقد بدأ صوتها بالتغير شيئاً فشيئاً : لقد كنت دائما أسخر منها وألقبها بفتاة الكهف لجهلها بما يحصل حولها ، لقد اشتقت إليها كثيراً ..


قلت مغيراً الموضوع : من سيكون علينا في الحصة الأولى ؟؟

أجابت روز بكراهية : إنها المشعوذة راي ، كم أكره حصة الكيمياء بسببها ..

قلت مبتسماً : وهل كنت تحبين الكيمياء قبلاً ؟؟

أجابت ضاحكة : بصراحة لا ..

هززت كتفاي قائلاً : إذاً الأمر لن يشكل فرقاً بالنسبة لك ..



بقينا نتحدث بأمور عادية حتى رن الجرس معلناً ابتداء الحصة الأولى ..

دخلت المعلمة راي كعادتها بتلك الملابس الفاضحة ، وابتدت بشرح الدرس وهي تنظر إلي بين حين وآخر ، في البداية كنت أظن أنني متوهم ، لكنها كانت تنظر إلي حقاً بنظرات غامضة .


بعد أن أنهت درسها قالت وهي تنظر إلينا جميعاً : لدي شيء اقوله لكم ، هذا الأسبوع سيكون الأسبوع الأخير لي هنا ، وسيعود بعدها معلمكم القديم ..

أبدى الكل إستياءهم بهذا الخبر ، وأخذوا يلحون عليها بالبقاء ..


أما روز فقد إلتفتت إلي قائلة بهمس : وأخيراً سنتخلص منها يالسعادتي ..

قلت بذات النبرة الهامسة وعلى ثغري إبتسامة طفيفة : لا تُظهري سعادتك بشأن هذا الخبر وإلا غضب الجميع منك ..


استدارت روز وجلست بإعتدال حينما سمعنا صوت المعلمة التي تقول بغنج : إسمعوني جميعاً لقد كنت أرغب حقاً بالبقاء معكم فأنتم رائعون حقاً ، لكن ...


قال الطلبة بفضول وبصوت متفاوت : لكن ماذا ؟؟ .. أكملي كلامك .. أخبرينا عن السبب ..


رفعت بصرها نحوي وقالت بنبرة هادئة مبطنة بالخبث : لكن يبدو أن هناك طلبة سيئون قد عادوا بعد فصل دام لأسبوع، لذا لا يمكن أن أبقى هنا ، فكما تعلمون الملاك يستحيل لهم البقاء مع شياطين ..


أنهت عبارتها ليستدير الجميع وينظرون إلي ، وقد علموا بمقصدها ، كيف لا وهي كانت تنظر إلي بينما كانت تتحدث ، كانت نظرات الجميع مليء بالكراهية والإستحقار ..

لم أكن لأسكت عنها لذا رددت عليها : أنت محقة أيتها المعلمة ، فملاك مثلي قد يفسد في حال وجود شيطان مثلك ..


افجرت المعلمة راي بالضحك عالياً قاصدة السخرية مني ، بينما قال أحدهم : سوبارو لقد تعديت حدودك أيها اللعين ، شخص مثلك لا يجب أن يتحدث مع المعلمة راي بهذه الطريقة ..

وقالت أخرى : هذا صحيح ، قد نتقبلها من شخص آخر غيرك أما أنت فعليك إلتزام الصمت ..


قلت ببرود وأنا أتكتف مسنداً ظهري إلى الوراء : وهل ينقصني شيء عن الآخرين ؟؟

أجاب أحدهم ساخراً : أنظر إلى نفسك في المرآة أيها المومياء المشوه وستعرف ماذا ينقصك ، لا مجال للمقارنة بيننا ..



صاحت روز مرتعش : كفاكم سخرية من سوبارو ، فعلى الرغم من مظهره إلا أنه لطيف ..

هذه الغبية ، على الرغم من أنها تتظاهر بالقوة إلا أن خوفها بادٍ كالشمس ..


أما الطلبة فقد أخذوا بالسخرية منها ، لتطأطئ رأسها بضعف دون أن تستطيع الإجابة عليهم ..


رفعت بصري نحو المعلمة راي التي تنظر إلينا بكل إستمتاع ، لأقول بصوت عالي موجهاً خطابي إليها : أليس على المعلم الجيد أن يوقف الشجار ، لا أن يشاهد بإستمتاع ..


نظر الجميع إليها لتقول هي بسرعة وبنبرة يتخللها الغضب : ماذا تقصد بقولك يا سوبارو ؟؟ هل تظنني أستمتع برؤية طلبتي يتشاجرون ، الأمر ليس كذلك ، كل ما هنالك أنني انثى لا أستطيع عمل شيء ، فأنا رقيقة كما تعلمون جميعاً ..

بدأ الجميع بالدفاع عنها ، فقد سحرت الجميع بأسلوبها وخبثها ، آه كم أبغضها بشدة ..


انتهى الشجار حين رن الجرس معلنا إنتهاء الحصة الأولى ، وأكملنا بقية الحصص بشكل عادي ..


انتهى الدوام المدرسي وحين انتهيت من جمع أغراضي قلت مخاطباً روز : هيا لنذهب ..

قالت روز : اسبقني أولاً ، فهناك عمل علي القيام به ..

سألت بإستغراب : وماذا ستفعلين ؟؟

قالت بنبرة غاضبة : لقد تم معاقبتي لشهر كامل بتنظيف صفنا والصف المجاور ..


تركت حقيبتي قائلاً : حسناً سأساعدك ..

قالت متفاجئة : لا ، لا داعي لذلك ، أستطيع القيام بها وحدي ..

قلت وأنا أرفع أكمام قميصي : كفاك ثرثرة ولنبدأ بالتنظيف فنحن هكذا سننتهي سريعاً ..

إبتسمت روز لي بإمتنان ، وبدأنا بالتنظيف وقد انتهينا سريعاً كما توقعت ..



خرجنا من الصف المجاور بعد انتهائنا ، وعدنا لصفنا لنأخذ حقائبنا ، أثناء سيرنا في الرواق قابلنا المدير أمامنا ، لكنني تجاهلته وسرت بمحاذاته ، لكنه همس لي بصوت خافت : لا أصدق أنك قد عدت لعملك ..


تيبست في مكاني لثواني ، بينما هو أكمل طريقه بهدوء ، حينها صحت وأنا أنظر إلى ظهره : وما شأنك أنت ؟؟ كفاك تطفلاً على حياتي وماضيّ ..

لم يرد علي ، ولم يكلف نفسه عناء النظر إلي ، بينما سمعت روز تقول بإستغراب : ما بك يا سوبارو ؟؟

أجبت محاولاً كبت غيظي : لا ، لا شيء ..



خرجنا من المدرسة لنجد ياماتو في انتظارنا ، وما إن رآنا حتى هرول إلينا وملامح القلق على وجهه قائلاً : لماذا تأخرتما ؟؟ هل حصل أمر ما ؟؟

أجابت روز : لم تأتنا أوامر لهذا اليوم ..


دار حوار بسيط بين الإثنين وأنا أنظر لياماتو بترقب ، هل سيسألني عن وجودي في تلك السيارة ؟؟ أو هل عرفني في الأصل ؟؟


بعد انتهاء حوارهما إلتفت إلي ياماتو لأجفل في مكاني لثواني لكنني سرعان ما ارتحت حين نطق : لماذا أنت صامت يا سوبارو ..

إبتسمت بهدوء قائلاً : أنا دائماً هادئ ، لذا الأمر ليس بغريب ..

ضحكت روز قائلة : هذا صحيح فهو لا يتحدث إلا في الأمور الضرورية ..

قلت بهدوء : حسناً سأذهب الآن وداعاً ..


ابتعدت عنهم متوجهاً نحو تلك الزقاقة التي اتفقت مع ماركو ليكون مكان مقابلتنا ..

حينها رأيته سانداً ظهراً إلى الجدار ويعبث بهاتفه المحمول ، وحين لاحظ وجودي نظر إلي بإستحقار وهو يقول : لماذا تأخرت ؟؟ هل تظني متفرغ لك ؟؟


حدقت فيه ببرود شديد ، يتحدث إلي بفظاظة كما لو أنني بعمره ولست بأكبر منه ، ياله من فتى وقح حقاً ..


قلت بهدوء : إسمعني ماركو لدي سؤال ..

تمتم الفتى المتغطرس : ماذا ستسأل ؟؟


قلت وأنا أرمقه بنظرات ثاقبة : يوم أمس هل حصل شيء ما لروز ؟؟

لمحت في عينيه الإرتباك على الرغم من أن نبرة صوته عادية : ولماذا تسأل ؟؟

قلت بإبتسامة ساخرة : إذاً فقد حصل أمر ما كما توقعت ..

ثم أردفت بنبرة حادة : أخبرني ما حصل بسرعة ، ألم تعدني أنك ستكون في صف روز وتحميها ؟؟ ماذا فعلت لها أنت ووالدتك ..



أجابني بثقة مطلقة : لم نفعل شيئاً لها ، كل ما هنالك أن أمي قد تزوجت في الأمس وهي ترفض فكرة زواجها ..

على الرغم من أنني أشعر بأن هناك شيء آخر قد حدث إلا أنني فضلت الصمت ، وسأحاول معرفة ما حصل من روز نفسها ..


مد ماركو يده قائلاً : والآن أعطني المال ..

أخرجت محفظة النقود وقلت : كم تريد في الأسبوع ؟؟

قال بطمع : أريد //// ..

نظرت إليه بإستنكار وأنا أقول : ماذا !! هل أنت جاد ؟؟ اطلب مبلغاً بسيطاً أستطيع توفيره مرة كل أسبوع ..


قال بنبرة شممت فيها رائحة تهديد : أنت لست مجبراً على إعطائي هذا المبلغ من المال ، فحتى لو لم أحصل عليه منك أستطيع أن أطلب من روز العمل من أجلي ..

نظرت إليه بحدة ، هذا الفتى قد يفعلها حقاً ويجبر روز على العمل الشاق ، وأنا لن أسمح له أبداً ..



أخرجت المبلغ الذي طلبه وسلمته في يده بقوة ، وقلت بتهديد مغلف بالهدوء : هذا هو المبلغ الذي تريده ، سأوفره لك أسبوعياً ، لكن مقابل هذا يجب أن تهتم بروز ، ولو علمت أنك تفعل العكس سيكون الإتفاق ملغياً ..


وضع النقود في جيبه وهو يبتسم بقذارة قائلاً : لا تقلق سنعتني بها جيداً ، إلى اللقاء أيها المومياء ههههههه ..

غادر المكان ولايزال صدى ضحكاته يتردد على مسامعي ، هذا القذر اللعين كم أرغب في القضاء عليه ، فبسببه أنا مضطر إلى العودة للعمل الذي أقسمت على تركه ..

=======================================



~ ساي ~


جالس في مكتبي على كرسيِّ البني منتظراً قدوم كازوما وراي ، وماهي إلا دقائق قليلة حتى طُرق الباب ودخلا منها ..

جلس الإثنان على الكرسي الموجود أمام مكتبي وتفصل بينهما طاولة زجاجية صغيرة ، تزينها مفرش أبيض ..


قالت راي : لماذا طلبت رؤيتنا يا ساي ؟؟

قلت وأنا أنظر إليها : لقد سمعت أنك قررت الإنتقال من المدرسة ، هل هذا صحيح ؟؟

أجابت بصراحة : نعم ، فلا معنى لبقائي في تلك المدرسة القذرة ..


تنحنح كازوما وهو يقول : هي أنت مدير تلك المدرسة القذرة أمامك كما تعلمين ..

قالت راي بلامبالاة : وماذا في ذلك ؟؟


قاطعتهما موجهاً خطابي إلى راي : راي يجب أن تبقي في تلك المدرسة ، صحيح أنني قد ثبت كاميرات مختلفة لمراقبة أولئك الحمقى ، لكنني لازلت بحاجة إلى مساعدتك في إرسال الرسائل ..

قالت بإنزعاج : ساي لا تجبرني على شيء لا اريده ، لقد انتقلت إلى المدرسة سابقاً لأن عزيزي ياماتو هناك ، أما الآن فلا معنى لوجودي ، كما أنني أرسلت أوراقي إلى المدرسة التي بها ياماتو لأشبع من رؤية وجهه الرائع ، و أكون قريبة منه ..


إبتسمت بإستخفاف وأنا أقول : تتحدثين كما لو أنك لا تقابلين وجهه إطلاقاً ، لتشبعي منه في المنزل ..

زمت شفتاها المطليتان بأحمر الشفاه وقالت بنبرة طفولية : ذلك العجوز اللعين قام بطرد ابنه من المنزل كعقاب على مخالفته لأوامره ، لذا لم أره منذ أيام ..



قلت بإبتسامة ماكرة : راي كوني ذكية وحاولي أن تجعليه يعود في قراره إن أردت رؤية ياماتو ، كودو لن يستطيع أن يرفض طلبك أبداً ..

ردت راي بإحباط : وهل تظن أنني بقيت مكتوفة اليدين !! لا أبداً ، لقد حاولت أن أغير رأيه وفكرت بالطريقة التي ذكرتها للتو ، لكن حين يتعلق الأمر بياماتو فهو لا يصغي إلي إطلاقاً ، ليس من السهل العبث به كما تظن ..


علق كازوما ساخراً : ربما أنت لست بتلك الجاذبية لذا هو لا يهتم لما تقولينه ..

صاحت حينها راي غاضبة : وما شأنك أنت يا غريب الأطوار ؟؟ أبقي لسانك الكريه داخل فمك ..


ظل الأثنان يتشاجران مع بعضهما وأنا أراقبهما بصمت ، يبدوان مناسبين لبعضهما حقاً ، لذا قلت مبتسماً : يبدو هذا كشجار عشاق ..

إلتفت الإثنان نحوي وصاحا في آن واحد : مستحيل ..

ثم عاودا النظر إلى بعضهما لتصيح راي وقد احتقن وجهها احمراراً من شدة الغيظ : لا تقلدني يا هذا ، ثم أنني من المستحيل أن أحب شخصاً يرتدي نظارة أكبر من وجهه ، ولا يمتلك المال الكافي لإسعادي ..


إبتسم كازوما وهو يقول : ولماذا قد تظنين أنني سأحب امرأة مثلك لا تهتم سوى بالمال ؟؟ هذا مستحيل ..



تحدثت مقاطعاً شجارهما مجدداً ، فأنا أدرك أنني إذا لم أتدخل فهما لن يتوقفا ، لذا قلت بجدية : لنعد إلى موضوعنا الأصلي يا راي ، أنت لا يجب عليك الإنتقال ..

قالت راي بإنزعاج واضح : أنا لست مضطرة إلى الإنصات لأوامرك يا أخي ، وأنا لا شأن لي بموضوع إنتقامك هذا ..



احتدت معالمي ، وصحت غاضباً وأنا أضرب الطاولة بقبضتي : لست مهتمة !! هل أنت راضية بما فعلاه هذان الإثنان ؟؟ حتى لو لم تكني الكراهية لروز فلا زال هناك حساب يجب تسويته مع سوبارو ، أم أنك نسيتي ما فعله ؟؟

ضيقت راي عينيها وقالت : لم أنسى لكنني أشعر بشيء سيء حيال هذا الأمر ، فلا تنسى أننا قد نسجن إذا ما كُشف أمرنا لدى رجال الشرطة ..



قلت محاولاً إقناعها بالوقوف في صفي : لا تقلقي بهذا الشأن يا راي ، فتوأمك ليس برجل سهل ، خطواتي مدروسة بإحكام ، ولقد أخذت جميع إحتياطاتي ..

سكتت راي والحيرة بادية على وجهها ، لأكمل بخبث : الأشخاص الذين يعلمون بسرنا هم قلة ، وأي شخص يحاول خيانتنا وطعننا في الظهر فالموت سيكون مصيره ، لذا لن يُكشف أمرنا ، وروز وسوبارو وياماتو ليسوا سوى لعبة بين أيدينا نعبث بها كما نشاء ، وحين نمل سننهي على حياتهم ..


حينها قالت بذعر : هل ترغب في قتل ياماتو أيضاً ؟؟

- لا أبداً كنت أقصد روز وسوبارو فقط ..



نظرت إلي راي غير مصدقة وقالت بشك : ما الذي سيؤكد لي أن ياماتو ليس هدفاً لك ؟؟ وأنك لن تضره بشيء ؟؟

- أنا لا أكن له أي نوع من الكراهية أو الحقد ..

ثم أكملت بنبرة مليئة بالحقد : ليس كروز وسوبارو اللذان تسببا لي بالكثير من الألم ..


سألت راي مستفسرة : إذاً لماذا أرسلت لياماتو تلك الرسالة أول مرة ؟؟

أجبت بدهاء : لأنني إذا فعلت هذا فسيبدو أنه متورط في الموضوع وسيحس بالخطر إذا فكر في إبلاغ رجال الشرطة ، فهو مقرب من سوبارو روز كما تعلمين ، وإذا لم أفعل ذلك فربما قد يخبرانه بالأمر ويتصرف ياماتو بحرية ويتم القبض علينا ، وأنا فعلت هذا لأوهمه بأنه مراقب من قبلنا ، مع أننا لسنا كذلك ..

هزت راي رأسها بتفهم قائلة : هكذا إذاً ..


بعدها وجهت ببصري نحو كازوما وقلت : كازوما لقد استدعيتك لأمر مهم ، هل تعلم ما هو ؟؟

كازوما : لا ، لا أعلم ..

قلت بهدوء : أولاً انزع نظارتك الغبية هذه ..


أطاعني كازوما وخلع نظارته لأركز ببصري إلى وجهه لأراقب ردة فعله حين قلت : لأختبر مدى ولاءك لي ..



.. نهاية الجزء ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس