عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 09-12-2016, 11:52 AM
 

قراءة ممتعه.


البارت ال10ـ
إستيرا :
خلال نزول المصعد ، ومرور أرقام الطوابق الواحد تلو الآخر ، سيطرت عليّ
تماما فكرة الخروج من القوقعة التي لففتها حولي خلال الأيام الماضيه ، لست أخاف الموت
يا ديفيد ولست أخافك ، رسمت خططا كثيرة في رأسي للهرب هذه الليلة ،
إنها الليلة المصيرية لي منذ جلبي لهنا ، "قال سأعيدك لهم قال" ، أغبى شيء قد يفعله
أحد ما هو الثقة بالعدو ، أستلهم من الكتب المركونة في منزلنا دروسا في الحياه ،
أنتقيها على هوايَ ، كان هذا الدرس الوحيد الذي أشعر بصدقه وفائدته .

إقشعر بدني وأنا أرى هذا الكم الهائل من الأشخاص المسرورين بالحفلة ، طال الزمن
قبل مشاهدة من لا أعرفهم إشتقت نوعا ما للتفرس في وجود الغريبين .
أخذت أقلب نظري في وجوههم فور جلوسنا إلى الطاولة ، لا ألمح غير البرود الدفين
يرتسم على ملامحهم السعيدة ، الراقصين منهم والجالسين ، الصامتين والمتحدثين ،
لهذا أكره الأغنياء ، قطعا لا يمكنني الاعاتماد عليهم .
عدت أستذكر ما قاله ديفيد .. لديه سلاح ، وشهادة تؤكد جنوني ، إذا فطلب النجدة
من هؤلاء لن يغير شيئا ، واستنجادي بأحد ما قد يؤذيني دون ان يساعدني ،
مره اخرى سأعتمد على نفسي وحسب .
سمعت ديفيد يرمي بسؤال :" كيف ستقضين بقية الصيف ؟ بعد أن ترحلي ؟"
هه! يريد ان يثبت كذبه حول تركي حرة إذا ؟ لابأس .. سأجاريه
قلت بسخرية :" بعد أن اعود لكنف عائلتي سأحاول إثبات عدم جنوني بجلسات
مع الطبيب النفسي ، وربما أتدرب على فن قتاليّ كي أهشم أنف من يتجرأ على
خطفي المره القادمة " ،
رد متمتما : "أظنني محظوظا بإختطافك قبل أن ينقضي الصيف "
ساد الصمت بيننا لحظات قبل ان يقول :" ألا تريدين معرفة السبب وراء خطفك ؟"
قلت بلامبالاة وقد بدأ التوتر ينزاح عني :" أليس من أجل المال ؟"
رد ببرود وكأنه يقرأ مقالا لرجل عجوز : " لن أخاف ان أقول لك الحقيقة فسأختفي تماما
بعد حصولي على المال ، إختطافك جاء بداية للحصول على يكفي لشراء تحفة ستعرض
في المزاد ، فبالرغم من غنكبابي على البساطة ، وتمثيلي الدائم أنني الصديق
المنتمي لطبقة العامة ، إلا انه لديّ والد غني كذلك - وإن لم يكن والدي الغني -
فهو زوج والدتي الحنون الذي كفلني بعد وفاتها إكراما لها ، أملك راتبا شهريا
لكن ميزانية التحفة التي ستعرض اكبر منه بأضعاف . لذا فكرت في الحصول على مساعدة من
أخيك ووالدك " ، أكمل بثقة بعدما ارتشف قليلا من الماء :
" فاجأني والدك حين إستجاب لطلبي أخيرا ، المبلغ الذي أرسله لي
هو المحتمل لهذه التحفة ، أما ما سآخذه من راوند فهوو إحتياطي إذا ما
وُجد شخص آخر يرغبب بإقتناء الصندوق" .
حملقت فيه باستغراب وقلت أن تفكير :" أليس من الغباء أن لا تطلب المبلغ كاملا
من أبي ؟ ثم لم لم تطلب المبلغ من زوج والدتك ؟ "
قلتُ هذا وما زال دافع الفضول يأكلني ، كيف يستجيب أبي له ؟
وانا التي ظننته غير مهتم ؟ ، اجاب باستنكار " لم افكر في أخذ المال من والدك فقط ...
ربما شاءت الأقدار إغاظة راوند وتفليسه ، ثم إن زوج والدتي سيشك حينما
أطلب منه كل ذلك المبلغ ، لست مستعدا لتحقيقاته ولا لمعرفته بتمسكي بجذور والدي الحقيقي ،
فذلك سيغضبه ، ثم إن هذا يجعلني عرضة ليكتشف افعالي السابقة التي لن ترضيه"
رديت عليه بنوع من الغضب :" هذ لن يغضبه اكثر من معرفته بإختطافك لي "
ضحك بخفوت قائلا :" لن يعلم ، فلا أحد يملك خيطا يقوده لي ، غيرت لقبي قبل دخولي
هذه المغامرة، بل قبل مصادقتي لراوند ، منذ مجيئي إلى هنا وأنا اتقن تمثيل
شخصيتي الجديدة بكل أبعادها ، زوج والدتي العزيز المقيم في تركيا ، يدرك فقط
أني هنا من أجل الدراسة فقط ، كنت لارد عليه وانتقد خطته الحمقاء ،
لكن شابة فارعة الطول دلفت بيننا واقتحمت الحديث قائلة :
" مرحبا كيف حالكما ؟ '' نظر لي ديفيد محذرا ... لا عليك ديف أدرك أن هذه المتملقة
لن تفيدني في شيء إن أردت التحرر .
عادت الشابة تقول باصطناع :" فكرت في الانضمام لكما وقضاء وقت ممتع معا ،"
سحبت كرسيا وجلست فقام ديفيد من فوره بإخراج منديل ليواري قطرات عرق بللت جبينه ،
أتراه من التوتر أو الخوف أو من حرارة الجو ؟ لا اعلم
وجه كلامه للحسناء بحدة : " آنستي بالفعل أنتِ لا ترغبين بالانضمام إلينا "
جتء صوتها اللطيف :" ولم لا ؟ صديقتي غادرت وأشعر بالملل الآن "
قال بنفاذ صبر :" لأننا لا نرى طائلا من ذلك ، لم تتوقف هنا فقط استمر
بمحاولة إبعادها عنا وهي ترد بنوع من البراءة ... المصطنعة طبعا ، حتى
انقشع تدخلها الثقيل مع بدأ المزاد ، لم أشهد مزادا كهذا من قبل ولا أصدق
أني أفعل ذلك ، الأمر مملا جدا ، لذا فقد أخذت بمناقشة خططي مع نفسي
وإجراء سيناريوهات وهمية لما سأتعرض له و كيف سأنفذ بنفسي ، أخيرا جاء الصندوق
الأثري التابع لعائلة ديفيد الأصلية ، رأيته يدخل المواجهة بقوة وهو يزيد الثمن ،
حتى ظل وحده مع عجوز يزايد بأثمان باهظة ، ويبدو أن ديفيد واجه
مشكلة وهو يتأكد من مال حسابه البنكي ، أعلن المقدم عن راحة لعشر دقائق
فاستدار ديفيد لي بكامل غضبه وهو يتمتم :" أيتها الحقيرة ، إنتظري ما سأفعله
بك إن لم ياتيني مال من أخيك بعد إنتهاء الراحة ،" ووقف حاملا هاتفه
من الطاولة وهددني بقوله :" ساكلمه عند النافذة تلك ، إياك أن تذهبي لمكان ما ،"
لم يكن المكان الذي ذهب إليه بعيدا بالقدر الذي يمكنني الهرب بأمان ، في البداية
كان ينظر لي لكن بعد مرور 3 دقائق أصبح همه الكامل مركزا على يجري في محادثته ،
حتى نسي أمري واستدار نحو النافذة يصرخ ويكيل الشتائم للشخص الآخر ،
لم تتبق سوى دقائق على بدء المزاد ، لا يراني ديفيد ... سأبدأ !
رفعت فستاني وأنا أنزع حذائي ذا الكعب العالي ،
بدأت دقات قلبي تتسارع وصمامي يتحرك كالبرق ، أغمضت عيني ّ ودعوت الله
أن يوفقني ، ثم وثبت من على الكرسي لأجري بكامل قواي ، لم أته كثيرا
بل وجدت عبارة " حمام النساء " فدخلته مباشرة ، لم أجد أي سيدة هناك ,, هذا سيء !
لننتقل للخطة "ب" ، ساحاول إحداث فجزو في نافذة الحمام العليا ، لأهرب منها وأجدني في الشارع ،
صعدت فوق المغسل الطويل بقدميّ الحافيتين ، كان زلقا ورطبا بشكل مقزز ،
لكن لا بأس عليّ الاسراع ، فتحت النافذة بصعوبة ، ثم استخدمت أظافري
لفك مسامير كانت على حواف الشباك الحديدي ، كم كان الصانع متقنا لعمله
بوضع المسامير ، لم أر هذا من قبل .
بعد أن نزعت المسامير بسرعه ، أصبحت شبه متيقنه بدخول ديف لهنا في أيه لحظة ،
ساد الهدوء لحظات وأنا احاول سحب ذاك الشباك الحديدي ، قبل أن ينفتح الباب
بشدة وأسمع الصوت المتفاجأ يقول :" ماذا تفعلين هنا ؟ "


إنتهى البارت ,, كل عام وأنتم بخير ^^

رد مع اقتباس