ﻧﻈﺮ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺑﺎﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ :
_ ﺃﻻ ﺗﻤﻞ ﺃﺑﺪﺍ ﻳﺎ ﺳﺘﻮﻥ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﺃﺗﻨﻔﺲ ﻗﻠﻴﻼ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ؟ !
ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﻓﻲ ﻭﻗﻔﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼ :
_ ﺁﺳﻒ ﺳﻴﺪﻱ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ، ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺃﻓﺎﺭﻗﻚ ﻟﻠﺤﻈﺔ !
ﺗﻨﻬﺪ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻳﺘﺬﻣﺮ :
_ ﻟﻦ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ؟ ! ﺍﻃﻤﺌﻦ .. ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻧﻮﻱ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻵﻥ !!
ﺍﺳﺘﺮﺧﻰ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮ ﻭ ﺗﺴﺎﺀﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻃﻠﺒﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ؟ !
ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ؟ ! ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻪ ﺍﻟﻤﺨﻤﻠﻲ .
ﻛﺎﻥ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻳﻔﻀﻞ ﺃﻟﻒ ﻣﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ... ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ " ﺁﻧﺪﺭﻭ " ،
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﻣﻨﺎﻓﺴﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺲ ،
ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻭ ﺳﺄﻝ :
_ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﺃﺑﻲ ﺭﺅﻳﺘﻲ ﻳﺎ ﺳﺘﻮﻥ ؟ !
ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺳﺘﻮﻥ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ :
_ ﻛﻼ ﺳﻴﺪﻱ .. ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱ ﺃﻱ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺮ .
ﻟﻢ ﻳﻄﻞ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻓﺴﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻟﻴﺪﺧﻞ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭ ﺧﻠﻔﻪ ﺭﺟﻼﻥ ﺁﺧﺮﺍﻥ ﻳﻠﺒﺴﺎﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ ،
ﺟﻠﺲ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺑﻬﻴﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺮﺟﻼﻥ ﺧﻠﻔﻪ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻤﻨﺰﻋﺞ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ :
_ ﻣﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺑﻲ ؟ !
ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺃﻧﻪ ﺃﺷﻌﻞ ﺍﻟﻔﺘﻴﻞ ﺑﺴﺆﺍﻟﻪ ﺫﺍﻙ ،
ﺻﺮﺥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺭﺍﻣﺴﻲ ﺑﻐﻀﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻪ :
_ ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺎ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ؟ ! ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﺳﺒﺒﺘﻬﺎ ﺃﻧﺖ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ، ﻟﻜﻦ ﺣﺠﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﻛﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﺭﺛﻴﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ، ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻣﻌﻚ ﺳﺘﻔﻘﺪﻧﻲ ﺻﻮﺍﺑﻲ ؟ ! ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻭ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺗﺘﺼﺮﻑ ﻛﻄﻔﻞ ﻣﺘﻬﻮﺭ ... ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺘﻰ ﺳﺘﻨﻀﺞ ﻭ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺴﺆﻭﻻ !!!
ﻋﻘﺪ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﺑﻤﻠﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﻧﻴﺐ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﺄﻝ :
_ ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻟﺘﺴﻤﻌﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺓ ؟ !
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﺼﺒﺮ :
_ ﺳﺄﺧﺒﺮﻙ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺭﺍﻣﺴﻲ !
ﺃﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﻮﺿﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ،
ﻭ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﺪﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺻﺤﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ .
ﻧﻈﺮ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺑﻌﺠﺐ ﻭ ﺳﺄﻝ ﻭﺍﻟﺪﻩ :
_ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ؟ !
ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﺑﺤﺪﺓ :
_ ﺇﻧﻬﺎ ﺻﺤﻒ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ ﺻﻮﺭﺗﻚ ﺗﺤﺘﻞ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﻛﺎﻟﺼﻌﺎﻟﻴﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﻒ ﺑﻴﻨﻬﻢ !!
ﺃﺧﺬ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻭ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻟﻪ ﻫﻮ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺣﻴﻦ ﺍﺷﺘﺒﻜﻮﺍ ﻣﻊ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻣﻦ .. ﺭﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻳﻦ !!
ﻓﻜﺮ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﺢ ﺳﻴﺠﻠﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ..
ﻓﺼﺤﻴﺢ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻤﺘﻌﺔ ﺑﻞ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭ ﻳﻘﻨﻌﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻮﺍﺀ ،
ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺃﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻷﺣﺪ .. ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﻻﺳﻢ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ .
ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻭ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻩ :
_ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺷﺮﺡ ﻟﻚ !
ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻮﺡ ﺑﻴﺪﻩ ﺑﻐﻀﺐ :
_ ﺳﺘﺸﺮﺡ ﻟﻲ ﺣﺘﻤﺎ ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺗﻜﺒﺪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ﻭ ﺍﺷﺘﺮﻱ ﻛﻞ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻐﺒﻴﺔ ﻭ ﺃﺻﺎﺩﺭ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ﻷﻧﺴﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﻘﻂ !!
ﺗﻨﻬﺪ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻓﻤﺰﺍﺝ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻟﻦ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻗﻮﻟﻪ ﺣﺘﻤﺎ :
_ ﺣﺴﻨﺎ .. ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ ﻟﻬﺬﺍ ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻷﻧﻨﻲ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﺤﺮﻭﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻇﻠﻢ ، ﺃﺑﻲ ﻟﻴﺲ ﻋﺪﻻ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻓﻘﻂ ﻛﻲ ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺮﺣﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ... ﺇﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﻭ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻚ ﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ ﻟﻬﻢ !!
ﺻﺎﺡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺭﺍﻣﺴﻲ ﺑﻐﻀﺐ :
_ ﻛﻔﻰ .. ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻟﻬﺎ ؟ ! ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺗﺤﺖ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻻ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻩ ، ﻭ ﺃﻧﺎ ﺳﺄﻫﺪﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﻠﻔﻨﻲ ﺍﻷﻣﺮ ، ﻻ ﺗﻘﻒ ﺿﺪ ﺃﺑﻴﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻓﺄﻧﺎ ﻏﺎﻳﺘﻲ ﻣﺼﻠﺤﺘﻚ ﻭ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ !!
ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺭﺍﻣﺴﻲ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻭ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺧﻠﻒ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺯﺟﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮ ﻗﺎﺋﻼ :
_ ﻭ ﺍﻵﻥ ... ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﻣﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻚ ﻫﺬﻩ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﻔﺴﺪ ﻟﻲ ﻋﻤﻠﻲ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ .
ﻧﻈﺮ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺳﺘﻮﻥ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﻧﻈﺮﺓ ﺳﺎﺧﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺄﻝ :
_ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﺼﺪ ؟ !
ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﺠﺄﺓ ﻭ ﺩﻭﻥ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ :
_ ﺃﻧﺖ ﺳﺘﻌﻠﻦ ﺧﻄﺒﺘﻚ ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﻐﺪ !!
ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺑﻌﺪﻡ ﺗﺼﺪﻳﻖ :
_ ﻣﺎﺫﺍ ؟ !!
ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺘﺪﻳﺮ ﺇﻟﻴﻪ :
_ ﺃﻧﺖ ﺳﺘﺘﺰﻭﺝ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﺖ ﺳﺎﻣﻴﻮﻝ ﺭﻳﺘﺸﺎﺭﺩ ﻳﺎ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻗﺮﺍﺭﻱ ﺍﻷﺧﻴﺮ !!
ﻧﻬﺾ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﺑﺪﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻛﻬﺬﺍ :
_ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻗﺮﺍﺭﻙ ﺃﺑﻲ ﺑﻞ ﻗﺮﺍﺭﻱ ﻭﺣﺪﻱ ، ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻵﻥ .. ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻟﺪﻱ ﺣﻴﺎﺓ ﻷﻋﻴﺸﻬﺎ ، ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻧﻬﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺣﺘﻰ !!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ :
_ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺭﺕ ﻭ ﺟﻬﺰﺕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻚ ، ﻭ ﻟﻴﻠﺔ ﻏﺪ ﺳﺄﻋﻠﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻔﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺃﻗﻴﻤﻬﺎ ﻋﻦ ﺧﻄﺒﺘﻚ ﺑﺎﻟﻠﻴﺪﻱ ﺁﻧﻴﺘﺎ ، ﻭ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺃﻋﺬﺍﺭﻙ ﻋﻦ ﺃﻧﻚ ﺻﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﺄﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻨﻚ ﺣﻴﻦ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺑﺄﻣﻚ ، ﻭ ﺃﻧﺖ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻹﻧﺼﻴﺎﻉ ﻟﻠﺘﻘﺎﻟﻴﺪ !!
ﻗﺎﻝ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ :
_ ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﺃﺑﻲ .. ﺗﻈﻬﺮ ﺻﻮﺭﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻓﺘﻘﺮﺭ ﺗﺰﻭﻳﺠﻲ ؟ !! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﻀﻊ ﺟﻴﺸﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﻟﻤﻨﻌﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻓﺤﺴﺐ ؟ !!
ﻟﻢ ﻳﺠﺒﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﺸﻲﺀ ﻓﺼﺎﺡ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺑﻐﻀﺐ :
_ ﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﻧﺼﺎﻉ ﻷﻱ ﺷﻲﺀ ، ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﺒﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ .. ﻣﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻟﻘﺐ " ﻟﻴﺪﻱ " ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺼﻮﺭ ﺧﻠﺖ ... ﻓﺘﺎﺓ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻤﻠﺔ ﻭ ﺳﺨﻴﻔﺔ ﺣﺘﻤﺎ !!!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻠﺲ ﺧﻠﻒ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ :
_ ﺍﻟﻠﻴﺪﻱ ﺁﻧﻴﺘﺎ ﺭﻳﺘﺸﺎﺭﺩ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣﺎ ، ﻛﻤﺎ ﻭ ﺃﻥ ﻋﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﻮﻧﺘﻴﺴﺔ ﺍﻳﺰﺍﺑﻴﻞ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻟﻲ !
ﻗﺎﻝ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺳﺎﺧﺮﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻘﺪ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺻﺪﺭﻩ :
_ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺻﺪﻳﻘﺘﻚ ﻓﺘﺰﻭﺝ ﺑﻬﺎ ﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻲ ﺃﻧﺎ ؟ !!
ﺿﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺻﺎﺭﺧﺎ ﺑﻐﻀﺐ ﺷﺪﻳﺪ :
_ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ... ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺮﺅ ؟ !!
ﺻﻤﺖ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻭ ﻗﺪ ﺷﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﻎ ﺑﻮﻗﺎﺣﺔ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ،
ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ؟ !
ﻫﻮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺷﻲﺀ ﻛﻬﺬﺍ ﻓﺠﺄﺓ ،
ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺪﻩ ؟ ! ﺃﻳﻜﻮﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﺧﻄﺄ ﺑﺴﻴﻂ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻜﺒﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ؟ !
ﻗﺎﻝ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺑﺘﻌﻘﻞ :
_ ﺃﺑﻲ ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻲ ...
ﻗﺎﻃﻌﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ :
_ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺃﻧﺖ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ، ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺘﻚ ﻟﺤﺮﻳﺘﻚ ﻣﻨﺬ ﻛﻨﺖ ﻃﻔﻼ ، ﺗﺮﻛﺘﻚ ﺗﻠﻌﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎﺀ ... ﺗﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻼﻛﻤﺔ ... ﺗﺮﻛﻞ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻭ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ، ﺗﺮﻛﺘﻚ ﺗﺮﺗﺎﺩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﻭ ﺗﺮﻛﺘﻚ ﺗﺘﺴﻠﻞ ﻟﺘﺸﻜﻞ ﺻﺪﺍﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺣﺜﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﻫﺬﻩ ... ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﻗﺮﺭ ﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮﺍﺭﻱ ... ﺃﻧﺖ ﺳﺘﺘﺰﻭﺝ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﺷﺌﺖ ﺃﻡ ﺃﺑﻴﺖ ، ﻓﻼ ﺗﺠﺒﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺳﻠﻄﺘﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻟﻦ ﻳﻌﺠﺒﻚ !!!
ﺻﻤﺖ ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻋﻢ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ،
ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭ ﺣﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺳﺘﻮﻥ ﻭ ﺣﺘﻰ ﺭﺟﻼ ﺃﺑﻴﻪ .. ﻛﻠﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﺾ ﺑﺘﻤﺮﺩ ﺷﺪﻳﺪ ،
ﻟﻜﻨﻪ ﻓﺎﺟﺄﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
_ ﺣﺴﻨﺎ ﺃﺑﻲ ... ﺃﻧﺎ ﺣﺎﺿﺮ .. ﻭ ﺳﺄﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ !!
ﺛﻢ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺑﻤﻜﺮ ﻭ ﻗﺪ ﻟﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ، ﻟﻤﻨﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ !!
، * ،