عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 08-24-2016, 02:49 AM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_08_16147196977260052.png');"][cell="filter:;"][align=center]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الآن الفصل الثالث من ترجمتي

بسم الله نبدأ

الفصل الثالث


كان روبرت لانغدون منشغل بمراجعة ملاحظاته، عندما غيرت السيارة سرعتها وهي تسير على الطريق.نظر إلى الخارج،
متفاجئاً من المكان الذي وصلوا إليه.

هل وصلنا إلى جسر ميمورياال بهذه السرعة؟

وضع ملاحظاته جانبا، ثم حدّق إلى مياه نهر بوتوماك الجارية من أسفلهم. كان يوجد ضباب كثيف على سطحه.

لطالما بدت فوغي بوتوم ( أرض الضباب ) مكاناً ملائماً لبناء عاصمة البلاد. فمن بين كل أماكن العالم الجديد،

إختار الآباء المستوطنون مستنقع رطب يقع على ضفة النهر لوضع حجر الأساس لمجتمعهم الطوباوي.


نظر لانغدون يساراً عابراً تيدال باسين، بإتجاه نصب جيفرسون التذكاري الجميل، بانثيون* أميركا كما سماه البعض.

ومباشرةً أمام السيارة، يوجد نصب لينكولن التذكاري بصلابته وجديته. خطوطه المتعامدة

تذكر ببارنثيون* أثينا القديم. مع أنّ لانغدون رأى النصب المركزي في المدينة من بعيد، النصب نفسه الذي رآه من الجو.

كان إلهامها المعماري قديم، أقدم من الرومان أو الإغريق.

مسلة أميركا المصرية.


كانت القمة المنليثية لنُصب واشنطن التذكاري تلوح في الأفق وتلمع أمامه كساريةِ سفينةٍ ملكية. ومن زاويةِ رؤيةِ

لانغدون المنحرفة، بدت المسلة وكأنها غير مثبتة في الأرض لا يحميها شيء.. وكأنها تتأرجح مواجهةً سماءً كئيبة كبحر هائج.

شعر لانغدون أيضاً بأنه غير مستقر. فزيارته لواشنطن كانت غير متوقعة أبداً.

استيقظت في الصباح على أمل تمضية يومَ أحدٍ هادئ في المنزل .. والآن ها أنا على بعد بضعة دقائق من مبنى الكابيتول.

في هذا الصباح في الساعة الخامسة الّا الربع، غطس لانغدون في مياهٍ هادئة، مبتدأً يومه كالمعتاد بسباحة لخمسين

جولة في مسبح هارفارد الخالي.

مع أنّ جسده ليس تماماً كما كان في أيام الجامعة كسباح ماهر، إلّا أنه يتمتع بليونة وتناسق جيدين بالنسبة إلى رجل في الأربعين من عمره.
الفرق الوحيد للانغدون هو كمية الجهد الذي يبذله للحفاظ على ذلك.

عندما وصل لانغدون إلى منزله قرابة السادسة، بدأ طقوسه اليومية بإعداد قهوة سومطرة المطحونة يدوياً

مستمتعاً برائحتها تملؤ مطبخه. ولكنه فوجئ بضوء أحمر يلمع من جهاز بريده الصوتي." من الذي يتصل في السادسة

صباحاً في يوم الأحد؟ " ضغط على الزر واستمع إلى الرسالة.

صدر صوت مهذب بدا فيه تردد واضح مع لكنة جنوبية " صباح الخير بروفيسور لانغدون،

أنا متأسف لهذا الإتصال الصباحي المبكر. إسمي أنثوني جيلبارت، وأنا مساعد السيد بيتر سولومون، قال لي السيد سولومون بأنك
تستيقظ مبكراً، كان يحاول الإتصال بك لأمر عاجل. حالما تستلم هذه الرسالة، هل من الممكن أن

تتصل بالسيد سولومون مباشرة؟ على الأرجح أنت تمتلك رقمه الخاص لكن إن لم تكن فهو 5746-329-202"

شعر لانغدون بالقلق على صديقه القديم. بيتر سولومون كان لبق ومهذب، ومؤكد أنه لن يتصل في عطلة ويوم أحد

إلّا إذا كان يوجد شيءٌ خاطئٌ جداً. ترك لانغدون قهوته نصف جاهزة واتجه مسرعاً نحو مكتبه ليعيد الإتصال.

آمل أنه بخير.


بيتر سولومون كان بمثابة صديق ومعلم مع انه لا يكبر لانغدون إلّا بإثنا عشر عاماً، واستطاع ملء فراغ والد لانغدون

المتوفي من اللقاء الأول في جامعة بريستون.

كطالب، كان لانغدون ملزم بحضور محاضرة مؤرخ ومحسن والشّاب المعروف. تحدّث سولومون بشغف مُعدي مقدماً

رؤية مبهرة عن التاريخ التوراتي التي أثارت ما بداخل لانغدون واتّضح في ما بعد أنه شغف قوي للرموز.

لم يكن ذكاء بيتر هو السبب بل التواضع في عينيه الدافئتين اللتان منحا لانغدون الشجاعة لكتابة رسالة شكر.

الطالب الصغير لم يكن يحلم بأن بيتر سولومون أحد أغنى أغنياء أمريكا وأكثر مثقفيها الشباب شهرة، قد يعاود الكتابة له.

لكن سولومون فعل، وهذه كانت بداية صداقة ممتعة فعلاً.

أكاديمي بارز أخفى طبعه الهادئ إرثه القوي الذي ورثه من عائلة سولومون فاحشة الثراء وواسعة النفوذ،

التي يظهر اسمها على المباني والجامعات في جميع أنحاء الأمة، وكما هو الحال مع روتشيلد* في اروربا،

لطالما حمل اسم سولومون رمز الملكية والنجاح الأمريكي، ورث بيتر العباءة في عمر صغير بعد وفاة والده والآن

في سن الثامنة والخمسين قد شغل مناصب نفوذ عديدة في حياته. حالياً هو رئيس المؤسسة السميثسونية.

كان لانغدون يمازح بيتر في بعض الأحيان قائلاً له بأن اللطخة الوحيدة في مسيرته المشرفة هي حصوله

على شهادة جامعية من الدرجة الثانية -يايل.

الآن بعد أن دخل لانغدون مكتبه، تفاجئ لرؤية أنه إستلم فاكس من بيتر أيضاً.


صباح الخير، روبرت.

أنا بحاجة للتكلم معك فوراً. أرجو منك الإتصال بي حالما تستطيع على هذا الرقم 5746-329-202


بيتر


إتصل لانغدون في الحال على الرقم المذكور، جالساً على مكتبه المصنوع من خشب السنديان يدوياً منتظراً الرد.

أجاب الصوت المألوف لمساعده:" مكتب بيتر سولومون ، معك أنثوني، هل أستطيع مساعدتك ؟

أجاب لانغدون :" مرحبا، أنا روبرت لانغدون، لقد تركت لي رسالة قبل قليل-"

بدا صوت المساعد مرتاحاً "نعم بروفيسور لانغدون، شكراً لك على معاودة الإتصال بهذه السرعة السيد سولومون

حريص على التكلم مع. إنتظرني حتى أخبره بأنك على الخط. هل بإمكاني وضعك على الإنتظار؟ "

ردّ لانغدون " بالتأكيد "

بينما ينتظر لانغدون سولومون ليرفع السماعة، نظر إلى الأسفل إلى إسم بيتر فوق إسم المعهد السميثسوني وابتسم،

لا تضم عائلة سولومون الكثير من الكسالى. فشجرة عائلة بيتر مزدهرة بأسماء أقطاب العمل الأغنياء وسياسيين نافذين،

وعدد مبهر من العلماء وحتى البعض من مجتمع لندن الملكي. الفرد الوحيد الذي على قيد الحياة باستثنائه هي

أخته الصغرى، كاثرين يبدو أنها ورثت جين العلم. لأنها الآن شخصية بارزة وقيادية في فرع جديد من العلوم

يسمى العلوم العقلية.

قال لانغدون في سرّه، كله أقرب إلى اليونانية بالنسبة إلي. وابتسم وهو يتذكر محاولة كاثرين الفاشلة لتفسير العلوم

العقلية في حفلة في منزل أخيها في العام الماضي.

لانغدون كان ينصت بإنتباه ثم قال:"تبدو كالسحر أكثر من العلم "

غمزته كاثرين مداعبة :" إنهما متقاربان أكثر مما تظن يا روبرت ".


عاد مساعد سولومون للهاتف:" أنا آسف السيد سولومون يحاول التخلص من مكالمات هاتفية عدة. فنحن نعاني من

الفوضى هذا الصباح".

" لا بأس، هذه ليست مشكلة سأعاود الإتصال لاحقاً ".

" في الحقيقة، لقد أخبرني بأن أخبرك عن سبب الإتصال بك إن كنت لا تمانع؟".

" بالطبع لا "

أخذ المساعد نفساً قوياً ثم قال:" كما تعلم على الأرجح، بروفيسور، يقيم مجلس المؤسسة السميثسونية كل عام

حفل خاص لشكر داعمينا الكرماء. العديد من النخبة المثقفة سوف تحضر".

يعلم لانغدون بأن حسابه البنكي يحتوي على بضعة أصفار لكنها غير كافية ليتم تصنيفه من النخبة المثقفين. لكنه تساءل

هل سولومون سيدعوه على أي حال؟

قال لانغدون في نفسه، أفضل قاعة في العاصمة واشنطن، وتذكر محاضرة سياسية قد حضرها من قبل في تلك القاعة

نصف الدائرية المهيبة. لقد كان من الصعب نسيان خمسمائة مقعد قابل للطي موزعة بشكل مثالي.

ماحطة بثمانية وثلاثين تمثالاً بالحجم الواقعي في قاعة كانت أول مقر لمجلس النواب.

قال المساعد:" المشكلة هي كالآتي أن السيدة التي كان من المفترض أن تلقي الخطاب قد تعرضت لوعكة صحية

والآن قد أخبرتنا بأنها لا تستطيع الحضور". توقف قليلاً:" هذا يعني أننا نبحث يائسين عن خطيب بديل ويأمل

السيد سولومون بأن تقبل بملء هذا الفراغ".

تفاجئ لانغدون من الطلب، ثم سأل:"أنا؟" كان هذا آخر ما توقعه." أنا واثق أنّ بإمكان بيتر إيجاد بديل أفضل مني بكثير".

"بروفيسور، أنت خيار السيد سولومون الأوّل: كما أنّك متواضع كثيراً. ضيوف المؤسسة سيسرون بسماعك،

ويعتقد السيد سولومون بأنك تستطيع تقديم نفس المحاضرة التي ألقيتها في محطة بروكسبان قبل بضع سنوات.

بذلك لا تحتاج لتجهيز شيء لقد قال بأن محاضرتك كانت تضم الرمزية في هندسة عاصمتنا المعمارية وهي مثالية للمناسبة".

لم يكن لانغدون واثقاً:" حسبما أذكر، المحاضرة كانت تشمل تاريخ الماسونية في البناء أكثر من-".

" بالضبط، كما تعلم السيد سولومون ماسوني وشأنه شأن الكثير من ضيوفه أنا متأكد بأنهم سيحبون الموضوع".

أعترف بأن هذا سيكون سهلاً. فلانغدون يحتفظ بملاحظات جميع خطاباته أعتقد بإمكاني فعل هذا. " ما هو موعد الحفل؟"

أجاب المساعد وهو يقح، وبدا عليه الإنزعاج :" في الحقيقة سيدي، إنه الليلة".

لانغدون إنفجر ضاحكاً :" الليلة!".

لهذا السبب الوضع محموم هنا هذا الصباح. المعهد السميثسوني في ورطةٍ محرجةٍ جداً. تابع المساعد بسرعة أكبر

"السيد سولومون مستعد لإرسال طيارة خاصة لبوسطن من أجلك، مدة الرحلة فقط ساعة وسوف تعود

لمنزلك قرابة منتصف الليل. هل تناسبك المحطة الجوية الخاصة في مطار لوغان في بوسطن؟".

أجاب لانغدون مجبراً :" أجل" لا عجب أن بيتر يحصل على كل ما يريد.

" مذهل! هل تود ملاقاة الطائرة هناك عند الساعة لنقل.. الخامسة؟".

أجاب لانغدون ضاحكاً :" وهل تركت لي خيار؟".

"أنا فقط أريد جعل السيد سولومون سعيداً، سيدي ".

بيتر يترك ذلك الأثر في الناس. فكر لانغدون في ذلك مطولاً، لم يجد مخرجاً:" حسناً أخبره بأنني أستطيع فعلها ".

صرخ المساعد معبراً عن فرحه:" ممتاز!" ثم أعطى لانغدون رقم الطائرة ومعلومات اخرى.

عندما أغلق لانغدون المكالمة، تساءل إن كان بيتر قد تعرض للرفض في حياته.

عاد لانغدون لتحضير قهوته وضع زيادة بعض حبوب القهوة في المطحنة. قال في نفسه، قليل من الكافيين هذا الصباح، سوف يكون يوماً طويلاً.


نهاية الفصل الثالث

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

(*) هو هيكل بناه في روما عام 27 قبل الميلاد ماركوس أغريبا، ثم أعاد تشييده بشكله الحالي الإمبراطور هادريان.

(*) هيكل على تلّة الأكروبوليس، شيّد في عهد بيريكلس.

(*) روتشيلد نسبة إلى المصرفي الألماني اليهودي الذي سيطرت أسرته من بعده على الإقتصاد الأوروبي خلال القرن التاسع عشر.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اخواني واخواتي القارئين والمتابعين والزوار كلنا نعلم ما هي حقيقة الماسونية
وما خفاياها وما أهدافها الحقيقة، لكن في حال لم يكن لديكم علم يرجى الدخول
في الرابط المرفق لمعرفة من هم.
لأن كاتب هذه الرواية يجمّل الماسونية بطريقة سلسة لذلك خوفاً من الإنجراف
يرجى الضغط هنا حقيقة الماسونية
أو هنا إذا أردت معرفة المزيد تقرير شامل عن الماسونية
وشكراً
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________


Thank you HALA Again x2