" إذن, آنسـة جيجي..قلتِ لي أنكِ تحبيـن العمـل كصحفية؟ "
تبسـمتُ لهُ في أدبٍ ولطف, ودون أن أرمش عينـاً نطقت,
" طبعـاً, سيد جيفرسون! لطـالما وددت لو أعمل كصحفية! "
كذبة.
"آ..هـا.. و.. قلتِ لـي أنـكِ تمتـلكين خبـرة 6 سنـين؟"
" بلـى! "
كـذبة.
" وأنـكِ قد حـزتِ علـى جائـزة صحافَةٍ من قبـل؟ "
" سيـدي, أخجـلتَ تواضعي.. ولكن نعم, ذلك حقيقي. "
كـ. ذ. بـ. ـة.
"حسنـاً, نظـراً لقـلةِ الموظـفين لديـنا, وبهاء مؤهلـاتك, لا أرى سبباً لرفضِك.."
" آه, شكـراً سيد جيفرسـون! لـا أعلـم مكـاناً أفضـل للعمـل فيه ! "
كـذبةٌ أكبـر من صلعتـه, هي تلـك..








تخبـأتُ خلفَ حائطٍ رخـامي, انتظـر من فريستـي.. أقصد السيـر آرثر, القـدوم.
ككـاتبٍ لروايـات شيرلوك هولمز, لم أصدم قط حين علمـتُ أن عليَّ تتـبع آثـاره
لـ.. كم مرَّ الآن.. أسبوعان؟ ثلاثَة؟ لا أذكـر فعلاً. عموماً كلها مرت بي
وأنا أحـاول مقابلته.
رجـلٌ كـهذا ليس شخصـاً محبـاً للشـهرة كما أوضح من مراوغته وتناوره
حول الصحفيين, وحتـى الـآن, لم يستطع أحـدٌ أن يمسِكَ به.
حتـى الـآن.. هيه هيه.
فـي هذه اللحـظة كان يجلـس في مقعـدِه الصغيـر بجانب النـافذَة في مقهـى
صغيـر ذو طـرازٍ اسكتلندي, فقد لاحظت أنه يراودُه فـي معظَمِ الأوقـاتِ
التي تبعتـه بها في هذا الوقـتِ من النهـار. مكـانٌ مناسب لصيد.. مقابلَتِـه!
" ماما, ما بها تلكَ المـرأةُ المخيفَة؟ "
" اصمـت يا عزيزي, لا تحدِق بها! "
نظـرتُ للمـرأة الحمـقاء وطفلـها الأبله.. هممم.. يالوقاحتـهِم!
أنـا لسـتُ مجـرمَة!
أشحـت ناظري عنهـما وحيـن عاودت ببصـري لمكـان جلوس السيـر آرثر,
وجدتـهُ .. قد .. اختفـى.