[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_08_16147095515383111.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

اللعنَة فِي هذهِ الحَياة، هِي ذلكَ الاندماجُ الشرس، لأيّ
شيْء؟ لكوننَا بشرًا نعشقُ السّلام ونمجّدُ الحَرب أيضًا!
الجُروحُ التّي لَا تَندمِل، خَلفَ ستارٍ مِنَ المَوتِ تَختبِئ،
كَانت لأرواحِنا شرخًا، وسَالَ الدمُ لا يتخثرُ هُو سَرمدًا،
أنهارٌ مُهراقَة مِن الموتِ ملتحمٌ بالدّيجور، تسلّح أنتَ
بِالقتلِ فاليومَ تشفِي غليلك، اليومَ تشربُ كأسَ الدمِّ
القَاني، ولن تظمَأ! تقولُ تتعشمُ أنْ تنَال السّلام، أتحبُ
الحَمَام يرفرفُ فوقَ رُوحِك؟ علّمني، كيفَ تنبذُ الازدواجيّة؟
كيفَ تلوّن هَديلَ الحمامِ بعقيقِ الغُراب؟ كيفَ تغرسُ
غصنَ زيتونٍ فِي حَقلٍ فيهِ ذبلتِ الورود واجتُثتِ الأحلام؟
كيفَ تُنادِي بالسّلامِ وقَد نضحَت كؤوسُك بالسّهام؟
علّمنِي كيفَ تستلذُّ النّداءَ بالحُلمِ وأنتَ تخلقُ الكَوابِيس؟
أيُّ أحجيةٍ تخلقُ؟ أيُّ لغزٍ تغزلُ؟ أيّ لعنةٍ تحبُك؟ أيا بشَري!
ألا تزالُ بَشريّ؟ أتضيءُ الشّعلة ثُم تأتِي بإعصارِ الهَواء؟
وِمن بعدِها تصرخُ وتنادِي البشريّة جَمعاء، انبذوا الحَرب، أعلنوا
السّلام! ألا زلتَ بشريّ؟ أتحبُ سحبَ الأسلحةِ واستحواذِها
لنفسِك، فإن قامتْ حربٌ؟ كنتَ أنتَ القُوّة، كنتَ الفتّاك الذي
لا يُقهَر، ألا زلتَ بشريّ؟ أتنبتُ مِن بذرةِ سلامٍ قنبلةُ حَرب؟
أتستعذبُ القتلَ وتراهُ فطرتَك، وتقولُ أبدونِ حربٍ أيُوجدُ سَلام؟
إذن لمَ تُناشِد! لمَ تحاولُ حَتّى، أنتَ تحبٌّ رؤية السّلامِ يتقهقر
تحت وطأة السيوف والآثام، أليس كذلك؟

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________