عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 08-10-2016, 01:03 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://store1.up-00.com/2016-08/1470773395773.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


الفصل الأول
كان مصعد الأوتيس يرتقي الركن الجنوبي مليئاً بالسياح.
في داخل المصعد الضيق نظر رجل أعمال استرالي في بدلة ضيقة الى الصبي بجانبه وقال :"تبدو شاحبا يا بني ، كان يجب عليك البقاء في الأسفل "
لا أستطيع التنفس
انحنى الرجل مقترباً مداعباً لخد الصبي :"ظننت بأنك قد تجاوزت ذلك الأمر ".
جاوبه الصبي وهو يحاول السيطرة على قلقه :"انا بخير ..، سوف أخرج في الطابق التالي "
. بسبب صوت الطنين في أذنيه ، لا أستطيع التنفس .يجب أن أخرج من هذا الصندوق !
شعر الصبي بالحرج لأنه خيب ظن والده به، ولكنه كان بالكاد يستطيع سماع شيء
عامل المصعد كان يتكلم مطمئِناً عن كباسات المصعد ومفاصله وبناءه الحديدي المتين .
في الأسفل بعيداً عنهم ،شوارع باريس تفرعت في جميع الإتجاهات .
قال الصبي في نفسه:"ها قد اقتربنا ، مدّ عنقه الى الامام ونظر للأعلى على منصة تحميل الركاب. انتظر قليلاً
بينما يرتفع المصعد إلى طبقة المراقبة العليا،أخذ الممر يضيق بدعاماته الضخمة في نفق عمودي ضيق .
"أبي لا أظن ــ"
فجأة سمع صوت صدى تشقق شيء متقطع فوقهم اهتزت الحجرة ومالت بشكل غريب إلى جهة واحدة .
الكابلات المهترئة بدات تتضارب في ما حولها كالأفاعي
مدّ الصبي يده إلى والده:"أبي!"
تقاطعت عيون الركاب للحظة مأساوية
ثم انهارت أرضية الحجرة .
اهتز روبرت لانغدون في مقعده ذي الجلد الناعم ،منذهل من حلم اليقظة الذي راوده .
كان يجلس لوحده في حجرة من طائرة نفاثة تابعة للشرمة فالكون
2000 إي إكس التي تشق طريقها في السماء المضطربة .
في الخلف كانت محركات برات آند ويتني اهدر بإنتطام .
أصدر صوت من الهاتف الداخلي :"سيد لانغدون ؟ لقد أوشكنا على الوصول "
جلس لانغدون بإستقامة وأعاد ملاحظاته محاضرته إلى حقيبته الجلدية .
كان يراجع الرموز الماسونية حين شُتّ ذهنه .
وشعر أن حلم اليقظة عن والده المتوفى الذي ساوره هو بسبب الدعوة الغير متوقة التي تلقاها
من صديقه القديم بيتر سولومون .
الرجل الآخر الذي لا أريد تخييب أمله أبداً.
الرجل البالغ في العمر الثامنة وخمسين عاماً،المحسن والعالم والمؤرخ قد ضم لانغدون بين جناحيه

قبل ثلاثين عاماً.بطرق عديدة ملأ الفراغ الذي خلفه موت والد لانغدون،وبغض النظر عن نفوذ

أسرة سولومون وثرائها الفاحش،وجد لانغدون التواضع والدفء في عيني سولومون الرماديتيتن الطيبتين .
مع أن الشمس قد غابت خارج النافذة ، لكن لانغدون استطاع رؤية معالم أطول مسلة في العالم

ترتفع في الأفق كقمة مستدقة لشاخص* قديم .كانت تلك المسلة الرخامية التي تبلغ 555 قدماً من الطول، من سمات تلك الأمة .
من قمتها المستدقة كان يمكن رؤية الهنسة المفصلة لشوارع ومباني واشنطن .
حتى من الأعلى في الجو ، العاصمة واشنطن كانت تنضح بطاقة باطنية غامضة .
لانغدون أحب المدينة ،بينما هبطت الطائرة النفاثة ،شعر بالإثارة مما ينتظره .
هبطت الطائرة في مطار دولس الدولي الشاسع ثم توقفت.
أحضر لانغدون أغراضه ، ثم شكر الطيارين، وخرج من مدخل الطائرة الفخم إلى السلم .
حينها، أشعَرَهُ هواء كانون الثاني البارد بالحرية. فكر في نفسه:"تنفس ،روبرت" وهو يستمتع بالمساحات الواسعة.
إكتست الأرض بطبقة من الضباب الأبيض وشعر لانغدون كأنه يسير في مستنقع وهو ينزل إلى الإسفلت.
هتف صوت رخيم ذا لكنة بريطانية :"مرحبا ! مرحبا! بروفيسور لانغدون؟"
نظر لانغدون ليرى إمرأة في منتصف العمر تحمل شارة ومحفظة وتسرع نحوه وهي تلوح بسعادة لوصوله.
كان شعرها الأشقر المجعد بادياً أسفل قبعة صوفية أنيقة.
"اهلاً في العاصمة واشنطن سيدي "
ابتسم لانغدون :"شكرا لكِ"
قالت له المرأة بشكل مثير للقلق بعض الشيء:"أنا اسمي بام،من مركز خدمات المسافر. إذا سمحت اريدك ان تتبعني فسيارتك بإنتظارك".
تبعها لانغدون عبر المدرج نحو محطة سيغناتشور المليئة بطيارات نفاثة خاصة لامعة .تاكسي للأغنياء والمشاهير.
قالت بام:"لا أنوي إزعاجك بروفيسور لكن أنت روبرت لانغدون الذي يؤلف كتبا عن الرموز والدين ؟، أليس كذلك؟
لانغدون تردد ثم أومأ برأسه .
قالت بإبتهاج:"إعتقدت هذا ! مجموعة المطالعة التي أنتمي لها تقرأ كتابك الذي يتحدث عن الأنثى المقدسة والكنيسة!
يا لها من فضيحة التي أثارها ! أنت تستمتع بوضع الثعلب في قن الدجاج !".
ابتسم لانغدون نافياً:"الفضيحة لم تكن هدفي بالتحديد ".
شعرت بام بان لانغدون ليس في المزاج المناسب لمناقشة أعماله،وقال:"انا آسفة، أعلم بانك قد سمئت معرفة الناس لك
لكن هذا خطاك بالكامل !".
ثم أشارت مازحة الى ثيابه وقالت:"بزتك هي التي كشفت أمرك !".
بزتي ؟ لانغدون نظر إلى ملابسه . كان يرتدي كنزته الرمادية الداكنة المعتادة بياقتها العالية ،مع سترة من هاريس تويد ، بنطاله الكاكي وينتعل حذاءً مريحاً.
هذه هي ملابسه المعتادة لإلقاء الدروس والمحاضرات وأخذ صور للكتب والمناسبات الاجتماعية .
ضحكت بام :"هذه الياقات العالية أصبحت قديمة الطراز وسوف تبدو أكثر عصرية بربطة عنق!".
فكر لانغدون. مستحيل. إنها مشانق صغيرة .

كان لانغدون مجبر على إرتداء ربطة عنق لمدة 6 ايام في الاسبوع عندما كان يرتاد اكاديمية فيليبس إكزيتير.
وعلى الرغم من اعتقاد المدير بأن اصل كلمة ربطة عنق هي كرافة وتعود الفاسكاليا الحريرية التي كان يرتديها

الخطباء الرومان لتدفئة اوتارهم الصوتية.
لانغدون علم بان اصل كلمة كرافات مشتق من جماعة قاسية من الكروات ،قتلة مأجورين كانوا يرتدون مناديل ويعقدونها
حول الرقبة قبل أن تبدأ المعركة.
وحتى يومنا هذا ما زال ذلك الزي القديم يرتدى من قبل محاربين مكاتب عصريين بأمل ان يخيفوا أعدائهم في معارك
مجالس الإدارة اليومية.
ردها لانغدون ضاحكاً:"شكراً على النصيحة، سوف أفكر بربطة عنق في المستقبل".
لحسن الحظ،خرج رجل ذو مظهر محترف في بدلة سوداء من سيارة لينكولن تاون مركونة بالقرب من المحطة الأخيرة .
رفع إصبعه :"سيد لانغدون؟ أنا تشارلز أعمل لدى شركة بيلتواي ليموزين "
ثم فتح باب المقعد الخلفي ثم أضاف:"مساء الخير سيدي ، مرحبا بك في واشنطن".
أكرم لانغدون بام على استضافتها ثم ركب إلى داخل سيارة التاون الفخم .
دلّهُ السائق على وحدة التحكم بالحرارة ،عبوات المياه،وسلة كعك المافن الساخن. بعد لحظات كانت السيارة تسير بعيداً
على طريق خاص .إذاً هكذا يعيش النصف الآخر.
اتجه السائق إلى طريق ويندسوك درايف، ثم تفقد حالة الراكب و اجرى مكالمة سريعة
قال بإحتراف:"هنا بيلتواي ليموزين ،لقد طلبت مني تاكيد وصول راكبي" توقف قليلاً ثم اكمل :"نعم، سيدي. ضيفك
السيد لانغدون قد وصل ، وسوف أوصله إلى مبنى الكابيتول عند الساعة السابعة مساءً.على الرحب والسعة سيدي ".
ثم أغلق الهاتف . ابتسم لانغدون .لا يترك مجالاً للخطأ. انتباه بيتر سولومون إلى أدق التفاصيل كان يعتبر أحد اهم
مزاياه التي تتيح له إستخدام نفوذه القوية بسهولة تامة .
بضع مليارات في البنك ليس أمراً سيئاً .
استراح لانغدون على المقعد الجلدي الفخم ثم أغلق عينيه بينما تتلاشى ضوضاء المطار خلفه.
كان مبنى الكابيتول يبعد قرابة نصف ساعة،اغتنم لانغدون الوقت الفارغ بإستجماع أفكاره.
حصل كل شيء بسرعة كبيرة اليوم حتى أن لانغدون بدأ الان بالتفكير بجدية حول الامسية الرائعة التي تنتظره .
فكر لانغدون مستمتعاً، الوصول تحت قناع من السرية .
كانوا على بعد عشرة أميال من مبنى الكابيتول ، كان شخص وحيد ينتظر وصول لانغدون بلهفة.


(*) الشاخص هو لوح المزولة أو الساعة الشمسية المائل الملقي بظلّه.

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


Thank you HALA Again x2

التعديل الأخير تم بواسطة Mystic River ; 08-10-2016 الساعة 01:29 AM