عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 08-10-2016, 12:51 AM
 


بسم الله البارت الرابع


4#
على السادسة والربع جلست أقلب القنوات وانا أسمع أزرار حاسوب أخي تتناوب في الكتابة
، مر الدقائق سريعا قبل أن يأتي قائلا : "كتبت لوالديكِ بخصوصك ، سيرسل أبي أحد
رجاله ليغلق الفيلا وبأخذك لهما يوم الأحد " ، تنهد قبل أن يردف :" لا تقلقي سويت الأمر معهما
أظنهما أدركا خطئهما الفادح " ، لم أكن جدّ سعيده بهذه الأنباء ، غيرت الموضوع قائلة :
" أيمكنك إذا أخذي لجلب أغراضي ؟ أحتاج حزم حقائبي " ، هز رأسه نافيا : " سنخرج
لشراء ملابس جديدة لك ِ وحقيبة للسفر ، والدانا في باريس الآن ، بالتأكيد ستشترين أشياء
أخرى من هناك "، تفهمت الموقف بنوع من الرضى مع أني لا أريد المغادرة ،
طلب أخي بعد ذلك العشاء ، لم يمض وقت طويل إلا وقد استلمناه وشرعنا في الأكل ،
نظفنا الطاولة بعد هذا و توجه كل واحد للنوم دون حرف إضافي وبصمت غريب .
~
تذكرت وأنا أفرك عينيّ صباحا كل ما حدث بالأمس ،كم انا شاكرة لنجاتي ...
قمت بتحضير فطور خفيف بعد غسلي لأطرافي ، من بيض و قهوة ، عصير وبعض البسكويت
سريع التحضير ، جيد ان راوند أعجب به ، بعد إنهائي غسل الاواني طلب مني راوند التجهز لمقابلة صديق له
وهة من سيرافقنا للتسوق ، لم أحتج شيئا غير تمشيط شعري ، و همست أثناء
ذلك لنفسي :" لو مازلت في الفيلا الآن ، كنت قطعًا أجهز نفسي للحفلة السخيفة "
طُرق الباب فخرجت مباشرة من غرفتي لأجد راوند يحمل مفاتيحه ومحفظته قبل ان تمتد
يداه لفتح الباب ويلقي السلام على رفيقه
عرفني بصديقه بطريقة آلية ، كان يدعى ديفيد و يمكنني مناداته بديف - كما طلب -
يدرس مع راوند في نفس الجامعة ، تعرفا على بعضهما منذ سنتين ،
إذا أصبت بالزهايمر مستقبلا ، حتما سيكون الامر الوحيد الذي أتذكره عن راوند
هو أصحابه الكثر الذيين لا يثق بأحد منهم ولا يملك أي منهم سرا له ,
تماما مثلي ، لعل هذا في جيناتنا نحن ' آل دين ' ,
على كلٍّ اصطحبناديف ذو الشعر البني والعيون العسلية للتسوق في مركز تجاري ضخم ،
حمدا لله أني لم آخذ وقتا طويلا كالعاده ، فقد قمت بشراء فستانين صيفيين وحقيبتين بحجمين مختلفين ،
إضافة لبنطلون جينز و قميص أبيض بعبارات باللون الأسود ، حرصت أثناء إنتقائي لها
أن تكون رخيصة ، لكن راوند أنفق بسخاء شديد ،
بعد إكمالنا التبضع ، قام ديفيد بتغديتنا في مطعم فاخر على حسابه وأخذنا للسينما
آه ، لا زلت أتذكر هذا اليوم بتفاصيله حتى أثناء أحلامي تلك الليلة
~
على خلاف الأمس قضيت يما مملا بكل ما تعنيه الكلة ، راوند خرج منذ الصباح
وبدى هادئا جدا في الليل فلم أتبادل معه أي حديث
لكني سألته عن الوقت الذي سأرحل فيه ليقابلني بوجه بارد وصوت لا مبالي قائلا :
" لا أعلم ـ إسألي والدك بنفسكِ " أخبرته أن هاتفي ما يزال في الفيلا
فنفث زفيره في الهواء بملل وأتى لي بحاسوبه المحمول لأراسل أبي ،
لم أهتم بقراءة ما يحويه بريده الالكتروني بل بدأت بكتابة سؤالي
و بعد أن أرسلت الرسالة ، سحب مني حاسوبه مرددا :" أراكِ مللت هنا بالرغم من دخولك أمس فقط ؟ "
رديت وأنا راحلة لغرفتي بنفس النبرة المستنكرة التي سألني بها : " أظتك تعلم السبب "
في قرارة نفسي أصبت بحرقة حزن وأنا أرمي بجسدي لأدخل في غيبوبة نوم


وأخيرا اكملت البارت ، أتمنى أن الطول مناسب
أنتظر ردودكم



رد مع اقتباس