عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 08-05-2016, 04:00 PM
 


السلام عليكمْ ورحمة الله وبركاته


المقطع الثاني (اختياري) : وصف ظاهرة طبيعية (برق, عاصفة رملية, مطر..إلخ)



قال الجميع بأنها ليلة بكماءْ ! ، أخبرتني الرياح بأنَّ السماءْ على وشك البكاءْ ، ليلة السابع عشر من الشهر حملت عنوان ما قبل العاصفة ، عندما تخلى القمر عن عرشه مستاءً لتتلون النجوم بالسواد وتعلن تواريها خلف بساط الغيوم المخضب بالرماد ، لم تكذب الرياح حينما ضربت النوافذ في استهجان بينما احتضن أثيرها تهجدا رفض الإذعان !


مازالت فروع الأعشاب القصيرة تضطرب في اختناق مستسلمة لمن راحت تحركها بقوة وكأنها على وشك أن تَقتلعها عن الأرض ، حفيف الأشجار بدأ يزداد مخلفا وراءه صوتا هامسا مخيفا ، ما هي إلا ثوان حتى استبدَّ صوت الرعد في المكان جاعلا من دقات تلك القلوب الصغيرة تزداد وبخوف شديد ، ترتفع الأعناق بترقب تنظر إلى من سطع بريقه في السماء محيلا كل تلك الغيوم إلى بياض ، كانت ليلة صعبة ! ..





المقطع الثالث (اجباري) : لكم حرية تأليف المقطع و لكن بشرط أن يحتوي على الوصف المعنوي



صباحُ جديد ! صباحٌ آخر ! ، لقد أشرقتْ الشمسِ أخيرا ، لا أحد يعلمُ كم كانت تلك الساعات المظلمة مقيتة كثيرا ، فمع كل ثانية تجريْ تقفز آلافٌ من الأفكار الغبيَّة إلى رأسها المثقلْ ، لقدْ بقيتْ متيقظة طوال الليلْ ، وذلكَ جيدٌ كفايَّة ليجعل من مزاجها أكثر سوءًا طوال اليومْ ! ، أغمضت عينيها بيأسْ فيمَ رأحت أصابعها النحيلة تعتصر غطاءَ السرير الدافئ بقوّة لتنشد الكثير من الأمانْ الذيْ غابَ عنها منذ أنْ غابَ والدها عن ناظريها !


أصبحت قادرة على التحكم في تعابير وجهها وفي تحركاتها أيضا رغم أن عمرها لم يتجاوز التاسعة عشرة بعد ، بدت تشعر بالضياع وكأن تلك الفوضى العامرة في دواخلها تأبى عن التوقف ، تشعرها بعدم الاستقرار والنقص ، هنالك شيء ثمين تفتقده ، شيء بحثت عنه طوال تلك الأيام السابقة دون جدوى ، إحساسها بالإحباط كان كفيلا لجعلها تتردد وتتوقف عن البحث مرات عديدة ، تتساءل باستمرار إلى أين ذهب والدها ؟ هل هو على قيد الحياة أصلا ؟ هل أمسك به أولئك الدائنون المزعجين ؟ ولم ترفض والدتها عدم إخبارها بأي شيء عنه !


لمْ تكن قادرة على تجاوز تلك المرحلة ، فبالرغم من أنه مضى على اختفائه أكثر من شهر إلا أنها تستمر في النظر إلى باب غرفتها كل صباح تنتظر منه أن يفتح الباب ويلقي عليها التحية بمحبة ، الإحساس بالضعف يستولي عليها شيئا فشيئا ، لاشيء قادر على تغيير نمط هذه الحياة المعتمة التي طرقت أعتابها منذ مدة ، لم تعد قادرة على الإحساس بحلاوة أيِّ شيءْ ، الألم والمعاناة ، لمْ تكن أبدًا لتختر هذا الطريق لنفسها إطلاقا ! ، استقرتْ أنفاسها لوهلة ذلك عندما أحستْ بمقبض الباب يُفتح ، أرهفت سمعها لتلك الخطواتِ المتوجهة نحوها لتفتح عينيها أخيرا و وترفع بصرها لأعلى ، لمْ يخبُ ظنها عندما رأتْ والدتها ، إذ لمْ تختلف حالتها عن الأيام السابقة ! ، ذات الملامح الشاحبة والباهتة ، تظهر الكثير من الخطوط الهزيلة والمصفرة على وجنتيها لدرجة أنها تعتقد بأن والدتها قد تقع في أيَّة لحظة ، خصلات شعرها المربوطة للخلف بفوضوية وكذلك مئزر العملْ الذيْ توسَّخ بالطينِ والعجينْ يوضِّح كم تكابد هذه المرأة لتشغل نفسها بالتفكير عن أيِّ شيءْ عدا العمل ! ..



ظهرت العديد من الزفرات المختنقة قبلَ أنْ ترفع بصرها صوب ابنتها المستلقية على السرير بتململ ، هتفت بشيءِّ من الهدوءْ المضطرب : صديقتكِ تنتظركِ في الخارج ! ..






دمتمْ بخير
رد مع اقتباس