عرض مشاركة واحدة
  #78  
قديم 08-05-2016, 01:49 PM
 
الفصل التاسع عشر / 1

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]


أخيراً سقـطت يده البنفسجيـة أرضاً وقل إنتفاخها حتى عادت يداً بشرية طبيعية , إستقر فـي الأرض بلا حركة بينما كان كل شيءٍ في فوضىً حوله , جلست شابة ذات شعرٍ أسودٍ طويل إلى جانبه أمسكت يده وأخذت تبكي قائلة:
-أنا آسفة .. أنا آسفةٌ جداً ديفيد , كنت أتمنى لو أن هناك طريقة أخرى!

تأملت عينيه الحمراوتين اللتان عادت إلى اللون الأزرق مجدداً , نظرت إليه بيأس حيث توقف قلبه عن النبض معلناً موته, سالت الدموع على وجنتيها وأخذت تشهق في مكانها , فوضعت كاسيدي يدها على كتفها قائلة:
-آبي .. علينا الذهاب.

أومأت برأسها متفهمة ثم أغمضت عينا ديفيد بحنان ووقفت.

------------------------------------------------------------


19

قبـل { 53 } سـاعـة

ركضت كاسـيدي إلى منزل جونثان مسرعة
ودخلت إليه موجهاً كلامها للموجودين:
-ليو بحوزتهم!

وقفت جولي متفاجئة:
-ماذا؟ مالذي تعنينه؟

بحثت كاسيدي عن لورا بينهم ثم تسائلت:
-أين لورا؟

أجابتها كارولاين:
-إنها نائمة , ديفيد يراقبها. لماذا؟ كاسيدي .. ماذا حدث؟

أغلقت كاسيدي الباب وهدأت من روعها ثم قالت:
-شخصاُ ما .. أخبرني , لورا .. هناك رقاقة في رأسها ,
سوف تنفجر .. إن!! إن حدث ذلك .. سيموت ليوناردو!

قال كايرو ببرود:
-مالذي تهمهمين به تحديداً؟

تنفست كاسيدي ثم أجابت:
-الرقاقة في رأس لورا ستنفجر إن إستعادت ذاكرتها ..
وسيموت ليوناردو إن حدث ذلك , على لورا أن لا تعلم بها.

أردف جونثان متسائلاً:
-ماذا علينا أن نفعل إذا؟
-أطباء .. من المنظمة ليخرجوها من هناك!

قاطعتهم آبيغال:
-هذا جنون كيف نثق بكلام "شخصاً ما"؟

أخفضت كاسيدي رأسها قائلة:
-لقد قال أن نتأكد بذلك بقدراتنا إن لم نصدقه.

توجهت جميع الأنظار إلى كايرو , فقال:
-حسناً!

إستوقفته كارولاين قلقة:
-أنت متأكدٌ من أنك تستطيع فعل ذلك؟.. أعني ألن تتأذى؟

أجابها مطمئناً:
-سأكون بخير ..
كما أنني سألقي نظرة سريعة فقط , لن يضرني ذلك.

صعدوا جميعاً إلى الطابق الثاني ودخلوا إلى إحدى الغرف حيث كانت لورا نائمة وبجانبها جلس ديفيد على الأريكة , وقف ما إن رآهم وتساءل: مالأمر؟

أمسكت آبيغال بيده وسحبته إلى الخارج ثم شرحت له:
-نعتقد أن هناك رقاقة في رأس لورا وستنفجر إن إستعادت ذاكراتها , كايرو يود التحقق من الأمر.

في الوقت نفسه نظر كايرو للجميع حوله قائلاً:
-إنها هناك حتماً.

نظرت كاسيدي إليه ثم قالت:
-أتظن أنه يمكن إستخراجها؟

أجابها:
-لست متأكداً.

دخل ديفيد إلى الغرفة وحدق في لورا قائلاً:
-لدي فكرة أفضل , لكن علينا التأكد أنها لن تستيقظ.

رفع جونثان حاجبه وقال:
-أنا لا أثق بك!

تدخلت آبيغال:
-أنا أفعل.



إستلقت لورا على سريرها نائمة لا تعلم بما يجري حولها , بينما كان الجميع يقفون في الغرفة , عدا كارو التي جلست بجانبها .. حقنت كارولاين تلك الإبرة في مرفق لوراً , ثم نظرت إلى البقية:
-أنتم متأكدون من هذا؟

أجابها جونثان:
-ديفيد محق , لا نستطيع أن نعلق حياة لورا وليوناردو على الأطباء.

أومأت كارو برأسها:
-لن تستيقظ طوال الساعة القادمة.
-جيد.

قال ديفيد ذلك ثم جثى بجانب سريرها ووضع يده على رأسها مغمضاً عينيه , أكمل:
-الآن أي شيءٍ قابلٌ لإختراق رأسها عدا الرقاقة.

فتح عينيه ونظر إلى آبيغال مردفاً:
-آبي .. حاولي إخراجها الآن.

هزت آبيغال رأسها نافية:
-ماذا إن لم أنجح؟

نظر ديفيد إلى عينيها مباشرة وقال بثقة:
-سنتجحين!

رفعت آبيغال يدها مشيرة بها لوجه لورا مباشرة ركزت قواها على تلك الرقاقة , لترفعها من رأسها حتى تخترق جمجمتها وتخرج منها بسهولة , ما إن فعلت أضاء ضوء أحمر في الرقاقة الصغيرة وتتابع صوت رنات متسارعة ..

صرخ جونثان:
-ستنفجر!

عبست كاسيدي:
-تباً!

وقبل أن يحدث ذلك إستخدمت جولي قواها لتحتوي الرقاقة بالجليد فتنطفأ حالاً , تنفس ريكاردو مرتاحاً:
-أحسنت عملاً جولي.



وقف سيرا وضرب يديه بمكتبه بقوة ثم قال عابساً:
-كيف حدث هذا؟! لا يمكن أن تكون تعطلت! كيف علموا بشأنها؟!
راقب كريس والده بهدوء من بعيد حيث لم يلحظه سيراً , ثم إبتسم وغادر.



مع أبطالنا في منزل جون , بينما كان الجميع في إطمئنان للتلخلص من تلك الرقاقة , ظلت كارولاين في الغرفة بجانب لورا النائمة , بينما ذهبت كاسيدي , ريكاردو , ديفيد وجولي ليأخذوا قيلولة صغيرة.

جلست آبيغال مع جونثان وكايرو في غرفة الجلوس , قالت آبيغال:
-ماذا عن ليو؟ ألم يقل ذلك "الشخص" أنه سيعيده إن أخرجنا الرقاقة؟
-أظن أن علينا إمهاله بعض الوقت , وبالمناسبة قام صديقك ديفيد بعمل جيد.

قال جونثان ذلك , وضع كايرو يده على عينه اليسرى بألم مدركاً أنه لم يجدر به إستخدامها , لكنه أخفى الأمر عن جون وآبي, فاجئهم طرق الباب القوي الذي جعل جونثان يقفز من مكانه ليفتح الباب مسرعاً , كل ماوجده هو ورقة بيضاء ملصقة على الباب كتب عليها عنوان وتحته "هنا ستجدون صديقكم" فقال بحزم:
-يبدو أن "ذلك الشخص" وفى بوعده بعد كل شيء.

وقف كايرو قائلاً:
-لنذهب!

عارضته آبي:
-لا .. لقد رأيتك كايرو , عينك مازالت في حالة حساسة .. إبقى هنا , مع لورا.
-إنسي الأمر!

قال كايرو ذلك لكن جونثان وافق آبيغال:
-إنها محقة كايرو .. سيكون من الأفضل بقائك , علينا التأكد من سلامة لورا.
-لست حارسها!
-إستمع لما يقولون يا هذا , مرافقتك لنا لن تكون مفيدة.

إلتفتوا إلى ديفيد الذي كان واقفاً في السلالم , إحتدت نظرات كايرو ليقول:
-هذا ليس من شأنك! ومن أنت لتلقي الأوامر علي؟

حقنت آبيغال كايرو بمنومٍ من خلفه ليفقد توازنه
لكن جونثان أمسكه قبل أن يسقط ومدده على الأريكة قائلاً:
-ياله من عنيد.



أيقظوا البقية ليرافقوهم بينما قررت كارو البقاء للعناية بكلاً من كايرو ولورا , طار جونثان بينما ركب البقية السيارة , وريكاردو ذهب ركضاً على قدميه بسرعته الخارقة, توقفوا جميعاً أمام ذلك المبنى الكبير كانت بحجم منظمتهم التي تحطمت , نظروا جميعاً إلى بعض حين طرحت جولي السؤال الأهم:
-كيف سندخل؟

وافقتها كاسيدي:
-إن كان ليوناردو في الداخل حقاً فهم لن يتركونه بدون حراسة.

إقترح ريكاردو:
-إذا لنصنع طريقنا إلى الداخل!

حرك جونثان رأسه نافياً:
-لا , سنصنع كثيراً من الضجة .. حتى إن نجحنا في الوصول إلى ليو قد لا نتمكن من الخروج أبداً.

إحتدت عينا آبيغال وقالت:
-أنا أتفق مع ريكاردو , سنصنع طريقنا إلى الداخل .. لكن بدون ضجة.

نظر إليها ديفيد مستغرباً:
-ماذا تقترحين آبي؟

أجابت بثقة:
-سأوجه موجاتي إلى الأرض مباشرة
وسأحرص على أن يحاط هذا المبنى بزلزالٍ قوي , وحين يظن الجميع أنه زلزال ..

أكمل ديفيد عنها:
-ندخل ونحضر صديقكم ثم نخرج دون أن يلحظ أحد.

إعترض ريكاردو:
-لا .. إن كانت هذه المنظمة هي من كانت تقوم بتوظيف الفضائيين
وتنشر الخراب لمصلحتها , فسننهي الأمر الآن واليوم!

-قد لا ننجو .. فليس كل الفريق هنا!

قالت كاسيدي ذلك , فوافقها جون:
-إنها محقة .. نحن لا نعلم كم عدد الفضائيين بالداخل ,
أو مستوياتهم .. لا نملك المعلومات الكافية لننهي الأمر.

لم يرضي ذلك الكلام ريكاردو فقال:
-لست قائدي لتلقي الأوامر علي .. أنتم وحدكم الآن.

ركض بسرعته الفائقة إلى الداخل
ولم يهتم لباقي فريقه الذي حاولوا إيقافه , أعلن ديفيد:
-حسناً .. لنفعل ذلك.

إنحنت آبيغال إلى الأرض وثبتت يديها هناك ثم أطلقت موجتين متتالييتين فإذا بالمبنى كله يهتز , بدأ السقف يتداعى تدريجياً وحين لاحظت آبيغال ذلك توقفت , دخل الجميع بسرعة وتفرقوا للبحث عن ليوناردو , كمدخل للمبنى كانت صالة كبيرة تفرعت منها طرق عدة , تألف المبنى من 3 طوابق وقبو واسع , بينما كان الجميع يبحث قبل أن يلحظ احدٌ دخولهم , حاولت آبيغال إستجماع طاقتها لموجة أخيرة.

حلق جونثان بأجنحته حول في داخل المبنى الكبير , باحثاً عن أي مكان قد يبدو كالزنزانة , وكانت كاسيدي تركض بعشوائية حين دخلت إلى صالة طويلة مليئة بالأسرة في جانبيها التي علاها أناس بدا عليهم المرض , كان أكثرهم متصلين بأجهزة ومنومين , تقشعر جسدها لرؤية ذلك وأخذت تتساءل لم قد توجد مشفىً هنا.

في الوقت ذاته حرصت آبيغال على ألا تهدم المبنى بأكبره ولا تلحق الأذى بأحد , ما إن أطلقت موجتها الأخيرة إنضمت للبقية داخل المبنى.

إخترق جسد ديفيد الأرض ليسقط في القبو , وسط ممر طويل ضيق تراصت الأبواب على جانبيه ,
إبتسم ديفيد بحدة ثم قال:
-وجدتك!



في الطابق الثاني فوق ديفيد تحديداً كان جولي تبحث عن أي شيء ,سارت نحو ممر واسع ونظرت حولها لترى أولئك الفضائيون محبوسين خلف زجاج قوى ,إشمئزت وهي تغادر قائلة:
-لا أظن أن ليوناردو هنا.



في جهة أخرى من المبنى خرج جونثان من إحدى نوافذ الطابق الأرضي وطار يراقب الطابق الثالث , حيث كان يحوطه الزجاج من الخارج , تمكن جونثان من رؤية أناس يعملون في عدة مكاتب , حلق إلى زاوية فارغة من الطابق الثالث ثم حطم النافذة ودخل , أخفض جناحيه وأخذ ينظر في الأرجاء.



سارت كاسيدي بخطوات مترددة بين المرضى وحينما ركزت إلى ما كانو يُحقنون به ,
كان السائل الأخضر ذاته الذي يحول الناس إلى فضائيين , إحتدت عينيها لتقول:
-أولئك الأوغاد.

سمعت ضحكة خبيثة من آخر الصالة فالتفت لتجد رجلاً عجوزاً بزي طبيب لكن ما فاجئها هو أن طبقة بنفسجية غطت عينيه لتعطيه منظراً مخيفاً.

قال بصوته الحاد:
-لابد أنك أحد أعضاء تلك المنظمة المكافحة للفضائيين , هنا نقوم بعكسكم تماماً .. نصنعهم! أربع وستون مريضاً لا يملك أي فرصة للعيش في هذه الغرفة , لكن ما إن نحقنه بذلك السائل يستعيد صحته ويبدأ بالتحول.

تراجعت كاسيدي خطوة للخلف مصممة على المغادرة من هنا , ضحك العجوز مجدداً ثم قال بخبث:
-لا تذهبي! عشر ثوانٍ فقط ليستيقظ أطفالي!

شعرت كاسيدي بالرعب حين بدأ المرضى بالإستيقاظ واحداً تلو الآخر , وبشرتهم تتحول ببطئ إلى اللون الأزرق , تمكنت كاسيدي من ملاحظة أحد المرضى الذي لم يكتمل تحويله بعد حيث بدا غير راضياً وهو يركض نحو العجوز محاولاً مهاجمته , إبتسم الطبيب ثم رفع يده التي حملت مسدساً غريب الشكل , أطلق طلقة واحدة عليه ليصرخ المريض ويتلاشى في ثوانٍ تاركاً رصاصةً مجوفة بها بقاياً سائلٍ أحمر.

أدركت كاسيدي حالاً بأن هذه المنظمة وجدت طريقة لمكافحة الفضائيين الذين يخرجون عن سيطرتهم , تناست كاسيدي الأمر وركزت على موقفها الحرج , حيث حاصرها الفضائيين , كونت كرة جليد كبيرة بيدها مستعدة للقتال.



أخذ سيرا يراقب الشاشات أمامه التي عرضت أجزاء المبنى كله , كان غاضباً ومتضايقاً جداً , عض على شفتيه قائلاً:
-من .. من أرشدهم إلي؟ سيلقى حتفه عاجلاً أم آجلاً .. أولئك الحمقى! يظنون أنني لم أتوقع قدومهم! سأقتلهم .. واحداً تلو الآخر !! جميعهم!

قاطعه صوت من خلف:
-أكل شيء على ما يرام أبي؟

إلتفت سيرا إلى كريس ونظر بحدة إليه ثم قال:
-الفضائيين .. قم بإطلاقهم جميعاً! لا أريد لأحد أن يبقى حياً!
-ماذا عن الموظفين؟

جلس سيرا على كرسيه الجلدي ثم قال بجفاء:
-فالتدبر كل واحدٍ أمره! أريد الفضائيين يدمرون هذا المبنى تماماً.
-هذه مخاطرة كبيرة .. قد يصلون إلينا هنا في القبو!
-أغلق كل المنافذ إلى القبو ..

نظر سيراً إلى ليوناردو المقيد ثم قال ببرود:
-لنرى ماذا ستفعلون a.k.u!




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس