عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-04-2016, 03:00 PM
 
أهل الفردوس الأعلى

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


أهل الفردوس الأعلى




صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – العصر بأصحابه ،

ثم سبّحوا ، وحمدوا الله تعالى ، وكبّروا ،

ثم سألوا الله تعالى العافية في الدنيا ، وسألوه الجنة في الآخرة ،

ولم يقم أحد منهم ، فقد رأوا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتسامة تُشيع في نفوسهم الاطمئنان ،

وكأنه سمع منهم دعاءً سره ، فأراد أن يحدثهم ليسرّهم كذلك ،

فابتسموا له صلى الله عليه وسلم ، ورنت إليه عيونهم وقلوبهم ينتظرون ما يقول .


قال : أراكم تسألون الله تعالى الجنة ، أفتعلمون ما فيها ؟

قالوا : الله ورسوله أعلم .

قال : قال الله تعالى :

أعددت لعبادي ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر

. اقرؤوا إن شئتم

{فلا تعلم نفس ما أُخفيَ لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون " }.


قالوا : فمن أول الداخلين إليها ؟.

قال : أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر .

قالوا : ثمّ مَنْ ؛ يا رسول الله ؟ .

قال : والذين على إثرهم كأشد كوكبٍ إضاءةً .

قالوا : فما صفات هؤلاء وهؤلاء ؟.

قال : قلوبهم تملؤها المحبة ،

وكأنهم على قلب رجل واحد ،

لا اختلاف بينهم ولا تباغض ،

لا يبصقون فيه ، ولا يتمخّطون ،

ولا يتغوّطون ، آنيتُهم فيها الذهب ،

أمشاطُهم من الذهب والفضّة ،

يتبخرون بعود الصندل ،

وعرَقـُهم المسك الزكيّ الرائحة ،

ولكل منهم زوجتان يُرى مُخّ سوقهما من وراء اللحم من الحُسن ،

يسبحون الله بُكرة وعشيّاً .


قالوا : أهم كـُثـُرٌ ؛ يا رسول الله ؟.


قال : سبع مئة ألف .

لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم.

فأبواب الجنة عريضة تضمّهم جميعاً ،

يدخلون بغير حساب .

قال عُكّاشة بن مِحصن :

ادع اللهَ ؛ يا رسول الله أن أكون منهم .

قال : أنت منهم . ...

فانتعشت أوصال عُكّاشة ،

وحمد الله وكبّر ،

فليس من بشرى أفضل من هذه
البشرى .


قالوا : فزدنا توضيحاً يا رسول الله .

قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلالها مئة عام لا يقطعها ! ،

واقرأوا إن شئتم

{وظلٍّ ممدود }

ولَقابُ قوسِ أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت

ْ ، وإن
موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها .

قالوا : أمنازل المؤمنين فيها متساوية ؟.

قال : لا ،

إن أهل الجنة ينظرون إلى أهل الغرف من فوقهم

كما ينظر أحدكم إلى الكوكب الدريّ

العالي في كبد السماء شرقاً وغرباً

، إن مقام أهل الفردوس الأعلى عظيم عظيم .

قالوا : لعل تلك المنازل تخص الأنبياء فقط ؟.

قال : لا ، والذي نفسي بيده !

إنها منازل رجال آمنوا بالله ، وصدّقوا المرسلين .

رفع المسلمون أيديَهم إلى السماء ،

وقالت قلوبهم قبل ألسنتهم :

اللهم ؛ يا ربنا :

أمنا بك إيماناً يزداد بك يقيناً ،

وصدّقنا رسولك الكريم ،

فاكتبنا في أهل
الفردوس الأعلى ،

وارزقنا الغـُرف في علـّيـّيـن .

آمين ، يا رب العالمين .

صحيح البخاري

كتاب بدء الخلق


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
سبحان الله

الحمد لله

لا إله ألا الله

الله أكبر
رد مع اقتباس