عرض مشاركة واحدة
  #56  
قديم 07-25-2016, 05:38 AM
 

يكن مني إلا أن اسرعت ناحيتها : كيت توقفي !!..
التفت ناحيتي عندها و قد صرت في لحظة محط انظار الجماهير لكني بسرعة اقتربت منها و أخذت الحجر من يدها و انا اقول بتأنيب بسيط : هذه الأفعال لا يمكنك القيام بها هنا لأنك ستطردين إن فعلت هذا ..!
قطبت حاجبيها بضجر : ماذا ؟!.. أهذا ما جئت لتقوله لي الآن ايها الاحمق الكبير ؟!.. اعد الحجر فتلك الآنسة النبيلة تحتاج لتأديب ..!
قبل ان أرد عليها شعرت بأحدهم يركض ناحيتي و ما إن التفتت حتى صدمت بإحداهن تعانقني عناقاً حاراً على حين غفلة و قد هتفت بنبرة سعادة غامرة : اشتقت اليك !!..
.
.
اشتاقت إلي ؟!..
.
.
شهقت فزعاً لحظتها ..!
هل تعرفت علي احداهن ؟!..
.
.
ذلك الصوت ليس غريباً إطلاقاً .. لكني لا أذكر صاحبه ..!
.
.
تلك الفتاة لا تزال تعانقني و قد بدأ الجميع بالتهامس ..!
إنها مصيبة !!..
.
.
ابتعدت عني لحظتها بعد ان اخذت كفايتها لتلجمني الصدمة حين رأيت وجهها و قد بدت سعيدة وهي تقول : مضى زمن طويل ..! أني بالفعل مشتاقة إليك !!..
كان فاهي متسعاً .. لست اصدق انها امامي الآن لا بل و تنطق بهذه الكلمات ..!
منذ متى و هي مهتمة بأمري اصلاً ؟!!..
لحظتها سمعت صوتاً من جهة أخرى و هو ذات صوت الفتاة التي كانت تتشاجر مع كيت و بنبرة مصدومة : لـ .. لينك !!..
شهقت فزعاً حين انتبهت لذلك الصوت الآخر الذي يعد بالنسبة لي أكثر أهمية من الصوت الأول ..!
التفت حالاً لأجد تلك الفتاة ذات الخمسة عشر عاماً تنظر إلي بنوع من الصدمة و الخوف و القلق لكنها لم تلبث ان قالت : أنت .. لينك ؟!..
تضاربت مشاعري لحظتها و لم أستوعب انها امامي .. لقد تعرفت إلي بسهولة كما هو متوقع منها !!.. لكني لا أريد ذلك ..!
لم أعلم ماذا أقول فالهمسات بدأت تزداد و عقلي متوقف عن التفكير بينما عيناها تحدقان بي بعدم تصديق : انه ريكايل ..! و ليس لينك !!..
نظرت لكيت التي نطقت هذا ببرود لتنظر إليها تلك المعنية باستنكار :ريكايل ؟!..
اسرعت الفتاة الأولى التي عانقتني لتلف ذراعيها حول ذراعي و تحتضنها و هي تقول بنبرة دلال مخاطبة صديقتها : هذا صحيح آندي .. أنه ريكي !!!..
.
.
أجل .. هل عرفتم من هؤلاء ؟!..
آندي و سورا !!..
.
.
نظرت الي قريبتي العزيزة نظرة باردة للحظات و تمتمت : يبدو أن بصري بات يخونني ..!
واضح انها اقتنعت اني لست لينك .. لكن أي زلة مني ستجعلها تتراجع عن قرارها لذا قلت بنبرة محترمة مخفياً توتري : مضى زمن طويل .. آنسة رافالي ..! يسعدني رؤيتك بصحة جيدة ..!
قالت تلك التي لا تزال تتشبث بذراعي بنبرة طفولية مستاءة : و أنا ؟!!.. ألم يسعدك رؤيتي بخير ؟!..
لقد تعدلت لكنتها الغريبة و هذا اكثر ما جذبني : بلا انسه ساتوشي .. يسعدني رؤيتك بحال جيدة ..!
بلهجة طفولية قالت : نادني سورا و حسب ..!
لم أرد عليها لأن تلك الأنسة الأخرى قالت بجد : ريكايل .. ألا تعلم أين أجد لينك ؟!..
شعرت بالتوتر لحظتها لكن الإجابة جاءت تلقائية : في الحقيقة .. لقد تم طردي مع بقية الخدم من قبل السيد سميث .. لذا لا اعلم ما حصل للسيد مارسنلي ..!
قطبت حاجبيها للحظات بحزن قبل أن تقول : لم يكن يعاملك جيداً .. لذا لا ألومك على نسيان أمره ..! لكن فرصة جيدة رؤيتك مجدداً ..!
لحظتها قالت سورا بدلال : ريكي .. بما انك تركت العمل عند لينك فما رأيك أن تأتي معي ..!
لم أكد أقول شيئاً فقد هتف احدهم لحظتها بغضب : هذا لن يحدث إطلاقاً يا ذات الاسم الغريب !!.. لأنه سيبقى معي ..!
التفت الجميع ناحية كيت التي قالت ذلك بكل جرأه مما أذهلني !!..
لكن سورا هتفت بعدوانية : ماذا قلت أيتها القصيرة الصبيانية ؟!.. لا شأن لك فأنا سأشتري ريكي و سيكون لي ..!
- من قال لك أنه للبيع ؟!..
استنكرت الأمر لحظتها فأنا أذكر أن سورا قد عرضت علي في السابق شراء ريكايل لكني هتفت بذا الجملة التي هتفت بها كيت منذ لحظات !!..
تقدمت تلك الصبيانية ناحيتي و سحبتني بشدة من بين يدين تلك الأخرى و هتفت بغضب : لا تقتربي منه بعد الآن ..!
بدا الانزعاج على سورا : سآخذه رضيت أم لا !!.. العامة لا يحق لهم الاعتراض ..!
تلك الجملة ازعجتني أنا أكثر من كيت لذا قلت بجد : اعتذر يا آنسة ..! لكني لن أذهب معك ..!
ربت على رأس كيت و ابتسمت : قريبتي هذه تحت رعايتي في الفترة الحالية و علي ان أكون الأخ الأكبر الجيد لها ..! لذا اعذريني ..!
شعرت بكيت عندها تتشبث بي فقط لتشعل نار الغيرة في قلب سورا التي كتمت غضبها و هي تتمتم : لقد وعدت أن أجعل ريكي يحبني .. و سأفعل هذا طال الزمان أم قصر ..!
تقدمت عندها آندي التي بدت مختلفة عن العادة و ربتت على كتف صاحبتها : توقفي سورا ..!
اتبعت جملتها تلك بنظرة إلي .. نظرة برود و شموخ اعتدت رؤيتها في اعين النبلاء قبلاً .. و أصدقكم القول أنها كانت النظرة المفضلة لي بل النظرة التي احترفها تماماً : ريكايل .. ألا يمكنك التعرف على مكان لينك ؟!.. أقصد .. ألم تسمع منه شيئاً أو تلحظ شيئاً ..!
انها ترهقني بهذه الأسئلة التي ستكشفني بها عما قريب : في الحقيقة .. كما قلتِ سابقاً فعلاقتي بالسيد مارسنلي كانت سطحية للغاية لذا لا اعتقد ان بإمكاني التكهن بما يفكر به ..!
بدا عليها اليأس لحظتها لكنها قالت : إن علمت أي شيء فلا تتردد بإخباري .. أعدك بمقابل جيد على أي خبر موثوق ..!
انها جادة بالفعل : حاضر ..!
بدت اندي مختلفة عن العادة .. ذلك المرح و السعادة في عينيها اختفيتا كثيراً ..!
أنا لا ألومها لأني أعرف ما هي مكانتي عند رافالي ..!
أجل .. لا أقول هذا غروراً أو مبالغة لكني أقدر أنهم كانوا يعدونني و أمي من أفراد اسرتهم و نحن كنا كذلك أيضاً ..!
دوماً معاً .. في السراء و الضراء ..!
ابناءهم كانوا اخوتي .. العم رونالد و الخالة كاثرين بمكانة والدي ..!
اخذت نفساً عميقاً .. علي المغادرة فليس من صالحي البقاء هنا أكثر ..!
نظرت لكيت بهدوء و تمتمت : سأعود لمدرستي الآن .. أرجوا ألا تسببي المزيد من المشاكل ..!
نظرت لي بعبوس ثم رفعت يدها لتمسك بأذني و تجرها إليها مما آلمني قليلاً و أزعجني أيضاً لكن ما همست به بتهديد ألجمني : حسابك في المنزل .. ايها السيد مارسنلي !!..
نظرت إليها بتوتر للحظات بينما أبعدت هي بصرها عني بكل برود ..!
لقد كشفتني إذاً .. من خلال حواري مع اندي علمت أني السيد مارسنلي !!..
أنطلق جرس عالي لحظتها بنغمة موسيقية مميزة لتسير الطالبات عائدات إلى صفوفهن حيث انتهى وقت الاستراحة ..!
سارت تلك الصبيانية ذات الشعر الفاحم بينهن بلا أي تردد و ليس كأنها كانت تتعرض للاضطهاد منذ قليل ..!
تقدمت سورا ناحيتي و هي تقول بحماس : ريكي .. تعال لزيارتنا في المدرسة دوماً ..!
قبل أن أرد عليها سحبتها آندي بانزعاج : سورا قلت لك توقفي ..! هيا كي لا نتأخر عن الدرس ..!
في النهاية .. بقيت وحدي في تلك الساحة التي باتت خالية تماماً ..!
بعد أن حدث لي موقف لا ينسى فيها ..!
فها هي كيت كشفت حقيقتي و لسبب ما لست منزعجاً من الأمر إطلاقاً بل و كأن حملاً انزاح عن كاهلي ..!
أما آندي التي عرفتني في أول وهلة إلا أنها تراجعت عن قرارها .. شيء في نفسي يجعلني أشعر أن تغير رأيها ليس بسبب كلام سورا و كيت ..!
بل و كأنها شعرت بأن هذه الروح البسيطة ليست للينك مارسنلي الذي عرفته دوماً ..!
...........................................
تنهدت بضجر و أنا استند إلى ذلك السور من الاسلاك المعدنية في السطح ..!
لقد تأخرت بعض الوقت في العودة للصف لذا رفض المعلم دخولي .. و من يهتم ؟!..
انتبهت للباب يفتح عندها و حين رفعت رأسي كان رايل و على وجهه ابتسامة لطيفة : حسناً .. ما الأمر المهم الذي استدعيتني من اجله ؟!..
ابتسمت بهدوء عندها : أنا لم أقم باستدعائك أو أي شيء من هذا القبيل ..!
وقف أمامي ينظر بشك و بذات ابتسامته : اه اجل .. لقد مررت من أمام باب صفي و القيت علي بنظرة غريبة تقول " لدي مشكلة عويصة " ..!
كتمت ضحكتي : ليست مشكلة بالمعنى الحرفي ..!
استند إلى السور بجواري عندها : ذهبت لمدرسة كيت ؟!..
- أجل ..!
- ممتاز .. و ماذا حصل ؟!..
- توقع من رأيت هناك ؟!..
- و من عساه يكون ؟!..
نظرت إليه بطرف عين و بسخرية : محبوبتك سورا ..!
أخذت لحظات ليستوعب قبل أن يشهق بفزع و قد ترجع عدة خطوات و قد استقرت يمناه على صدره : ليس تلك الغريبة !!.. ماذا حدث ؟!..
- حسناً .. الواقع هو اني حين وصلت إلى المدرسة رأيت انها للأثرياء و النبلاء .. و خشية ان يتعرف أحدهم علي اقتبست شكلك و اسمك لبعض الوقت ..! اصدقك القول بأني صدمت بفتاة ما تركض ناحيتي و تعانقني على حين غلفه ..!
- ألن تتوقف هذه المجنونة عن تصرفاتها ؟!..
ضحكت بخفة عندها : مستحيل .. انها تنوي أن تشطر قلبك إلى نصفين و تحتفظ بأحدهما ..!
تنهد بضجر و احباط : بالكاد اسير بقلب كامل فكيف سأفعل بنصف قلب ..!
لكنها بعدها نظر إلي باستغراب و كأنه استدرك أمراً ما : إن كانت سورا هناك فهذا يعني ...!
صمت عندها فتابعت انا نيابة عنه : أجل .. لقد كانت آندي هناك أيضاً ..! و قد عرفتني !!..
كانت عيناه تحدقان بي علهما تريان شيئاً من الانزعاج أو التعاسة .. لكني كنت طبعياً تماماً مما جعله يسأل : و ماذا بعد ؟!..
- قالت لها كيت بأن ريكايل و لست لينك .. سورا أيضاً علقت بأني ريكي ..!
- كيت كانت هناك أيضاً ؟!!!!..
- أجل .. كانت تتشاجر مع آندي و سورا .. أوقفت الخلاف دون أنتبه للأخيرتين فحدث ما حدث ..! سألتني آندي عن لينك مارسنلي فأجبتها بأني لا أعلم ..!
قطب حاجبيه عندها : لينك .. إلى متى تنوي الاستمرار بهذا ؟!.. أقصد أن الأوضاع هدأت لذا يمكنك الذهاب لمنزل رافالي كي يطمئنوا عليك ..!
أغمضت عيني و اسندت رأسي إلى السور خلفي : ربما هدأت الأوضاع حولي .. لكن ما داخلي لم يهدأ بعد ريكايل ..!
تنهد بتعب عندها ليقول : حسناً .. ماذا ستقول لكيت إن سألتك عن كيف للآنسة آندي أن تعرفك و أخوك ؟!..
التفت إليه و قد ابتسمت بهدوء : الحقيقة هي أنها اكتشفت كل شيء و انتهى الأمر ..! لقد همست في أذني في النهاية " حسابك في المنزل ايها السيد مارسنلي " ..!
بدت عليه صدمة بسيطة و قد صمت مما جعلني أقول : ألن تعلق على الأمر ؟!..
- في الحقيقة أنت تصدمني في كل لحظة بكلامك ..! لكن ما يصدمني أكثر هو برودك تجاه الأمر ..!
- لا تقلق بشأن كيت فأنا سأتصرف معها ان اضطر الأمر ..! أعرف أن تلك الفتاة ليست مهتمةً بشخصيتي الحقيقية و ماذا تكون لذا لن تلقي بالاً للأمر و ربما لن تسأل أيضاً ..! ان اردت القلق من أحدهم فيفضل أن يكون ليو ..!
- ربما انت محق ..! رغم ان ليو نفسه لا يشكل شيئاً بل المصيبة هي في والده ..!
- عموماً دعنا ننسى الأمر الآن ..! لقد كان هذا الصباح حافلاً بالنسبة لي ..!
تنهد عندها : كما تشاء .. لنعد الآن فالجرس سيرن بعد لحظات و سينتهي الدوام المدرسي ..!
.................................................. ..
جلست على ذلك الكرسي الطويل في ساحة اللعب أراقب الأطفال وهم يتقاذفون الكرة فيما بينهم ..!
كانت الساعة تشير إلى الواحدة ظهراً و أنا لم ابدل ثياب المدرسة بعد فقد وصلت للتو و طلبت من رايل ان يأخذ حقيبتي معه للأعلى ..!
لين و لوسيان و آركيف كانوا يلعبون أمامي بالكرة بعد أن أختفى الثلج من الأرض تماماً .. حنيها رأيت ايميلي تسير بإحباط و على كتفها حقيبتها المدرسية ..!
تعجبت منها فهي لم تتجه للباب بل اقتربت وجلست بجانبي دون ان تنتبه لي فقد كانت تحدق للأرض بشرود : ما الأمر ايمي ؟!..
رفعت رأسها و نظرت إلي للحظات ثم تنهدت بضجر : لدي امتحان لغة انجليزية غداً ..!
- و ما المشكلة في هذا ؟!..
- هناك بعض الأشياء لا أفهمها و لا أعلم كيف أفعل ؟!..
- كان عليك سؤال المعلمة ..!
- سألتها .. لكنها كانت تعيد ذات الكلام في كل مرة ..!
- أريني ..!
أخرجت كتابها من حقيبتها و فتحت احدى الصفحات و اشارت إلى عدد من القواعد البسيطة ..!
ابتسمت لها عندها : هلا أعرتني قلماً ؟!..
أومأت ايجاباً و اخرجت محفظتها اللطيفة ذات اللون الوردي و اخرجت قلم رصاص ..!
بدأت أشرح لها تلك القواعد بسلاسة و بطريقة يفهمها تفكيرها الطفولي و ترجمت لها الأمثلة كما قارنت تلك القاعدات ببعض قاعدات اللغة الفرنسية المشابهة ..!
نظرت إلى عينيها ذات لون البنفسج و قلت : فهمتي الآن ؟!..
ابتسمت بسعادة و حماس : أجل .. أنها سهلة للغاية ..! شكراً لك لينك ..!
أخذت كتابها و بقيت تحدق في تلك الكتابات الجانبية التوضيحية : ان هذا رائع ..! أنا احسد ريكايل حقاً ..!
استغربت كلمتها : لما ؟!..
التفتت ناحيتي بابتسامتها البريئة و هي تقول : لأن لديه أخاً مثلك !!.. أنا أتمنى أن يكون لي أخ كبير يساعدني دوماً ..!
كلامها ذاك جعلني أشعر بشعور غريب ..! أهو حزن أم سعادة ؟!.. فرغم أن ريكايل أفضل مني في كل شيء إلا أن هناك أشخاصاً يحسدونه على أخوته لي ..!
يا له من تفكير ساذج ايمي ..!
رغم ذلك ابتسمت لها : يفترض أن تحسديني أنا لأن لي أخاً كريكايل ..!
نظرت الي بذات باستغراب و كأنها لم تتوقع هذا الرد و قبل أن ينطق احدنا بشيء اصدم شيء ما بوجهي على حين غفله !!..
شيء كبير لدرجة أني سقطت على ظهري من فوق الكرسي و قد شعرت أن أنفي تحطم و بدأت أشعر بالدوار : لينك !!.. أأنت بخير ؟!..
كانت هذه ايمي التي اسرعت للجلوس قربي فيما ركض الثلاثة الآخرون ناحيتي ليطمئنوا على الوضع أو أنه نوع من الفضول ..!
اشعر بالدوار .. و بألم في وجهي .. ما ذلك الشيء ؟!..
نظرت يميناً حيث رأيت تلك الحقيبة السوداء .. أنها الشيء الذي تم رميه علي ..!
حاولت الجلوس فساعدني آركيف و ايميلي في ذلك : هل يؤلمك أنفك ؟!..
نظرت إلى لين التي سألت ببراءة و أجبت و أنا أتأوه : نوعاً ما ..!
- انه احمر ..!
- اشعر أنه كسر ..!
ربت لوسيان على رأسي حينها و بدأ يمسح عليه : مسكين لينك .. لا تخف سيذهب الألم الآن ..!
الرحمة !!.. كيف بات بي الحال ساقطاً أرضاً و يواسيني الأطفال ؟!!...
جلست باعتدال عندها أنا أضغط على أنفي : من الذي فعل هذا ؟!..
اقتربت لين وهمست في اذني : أنها كيت !!..
تعجبت : لما تهمسين ؟!..
- لا أريدها أن تعلم أني أخبرتك ..!
- من الواضح أنك تفعلين ذلك لذا لا داعي للهمس ..!
نظرت حولي للحظات وفعلاً رأيت كيت تسير ناحيتي بهدوء و على وجهها ملامح هادئة بريئة حتى وقفت أمامي ..!
رفعت احد حاجبي بغضب : ألي أن أعرف سبب هذا التصرف ؟!..
تنهدت بتعب : أعذرني .. لقد انزلقت حقيبتي من يدي ..!
- عذر غير مقبول فلما تطير حقيبتك ناحيتي بعد مجرد انزلاق ..!
- ربما يعجبها المخادعون ..!
قالت جملتها الأخيرة ببرود وهي تعبث في خصلات شعرها القصيرة الأمامية ..!
تنهدت عندها : أنا لست مخادعاً ..!
نظرت إلي للحظات بتعجب : حقاً ؟!.. ظننتك كذلك ..!
- هيه كيت ..! أنه ليس وقت المزاح ..!
- اه أجل هدء من روعك ..! حين رأيتك لم أقاوم رغبتي في ضربك عوضاً عن ضرب قريبتك العزيزة ..!
قطبت حاجبي عندها و قد علمت أنها تعني آندي فقد كادت ترميها بالحجر أثناء مشاجرتهما : كيف علمتي أنها قريبتي ..!
ببرود قالت دون أن تنظر إلي بل بدأت تعبث في هاتفها النقال : سمعت بعض الفتيات يتحدثن عن هذا ..! عموماً تعلم أني آخر من يهتم بهذا الأمر ..!
نظرت إلي بعدها لتقول : بما انك لينك فقط دون أي ألقاب فأنا لست مهتمة إطلاقاً ..!
تنهدت بتعب فقد توقعت هذا منها .. أنه مريح بعض الشيء ..!
تقدمت بضع خطوات وحملت حقيبتها ثم سارت ناحية البوابة الداخلية للمبنى ..!
يا لبرودها !!.. هي حتى لم تفكر بالاعتذار عما سببته ..!
- لينك .. هل يؤلمك أنفك ؟!..
التفت مجدداً إلى لين التي قالت هذا بقلق وقد دمعت عيناها : لما تسألين ثانيةً ؟!..
- انه أحمر ..!
- ذلك ليس خطيراً عزيزتي لذا امسحي دموعك ..!
اقترب لوسيان و لمس انفي بإصبعه ليقول بحيرة : أنه أحمر .. لكنه ليس ساخناً ..!
زفرت بضجر فغباء الأطفال يتجاوز الحدود : لوسيان .. أنه أنف و ليس جبين ..!
وقفت عندها و أنا أقول : تابعوا لعبكم الآن ..! ايمي استذكري جيداً لامتحانك ..!
لم أكد أقول هذا حتى انتشروا في الأرض الواسعة و كأنهم كانوا ينتظرون أن أطمئنهم على حالي ..!
ابتسمت بهدوء عندها .. هه .. يا لهم من أطفال !!..
تركتهم و اتجهت إلى البوابة الداخلية و ركبت المصعد إلى الأعلى ..!
اليوم هو يوم الجمعة لذا ليس لدي عمل ..!
وصلت إلى شقتي و فور أن دخلت سمعت احدهم : أمم أجل ..! حسناً أنه يناسبنا كذلك ..! سأخبره حالاً ..! إلى اللقاء ..!
دخلت غرفة الجلوس حين رأيت ريك يتحدث بهاتفه و قد أغلقه للتو : ما الأمر ؟!..
التفت إلي بابتسامة : سنخرج في نزهة ..!
باستغراب سألت : مع من ؟!..
- الدكتور مارفيل و انيتا .. اليوم هو يوم عطلتهم الأسبوعية ..! و يودان الخروج في نزهة جماعية كبيرة ..!
- رائع ..! ومن سيذهب ؟!..
- قالت انيتا بانها اخبرت هاري و اتصلت بخالتي ميراي أيضاً ..! و قد طلبت منا الحضور مع ليو و كيت ..!
جلست على احد المقاعد و انا أقول بارتياح : آآآه منذ زمن لم أخرج في نزهة ..!
أومأ ريك إيجاباً ليقول : هيا لينك ..! قالت انيتا انها و خالتي ستعدان الشطائر ..! لذا اخبرتها اننا سنشتري المشروبات ..! اذهب لدكان العم جاك و أجلب بعضها ..!
استلقيت على الأريكة بكسل : لما لا تفعل أنت ؟!.. لا مزاج لي لفعل هذا ..!
وقف عندها وهو يقول : سأقوم بكي الملابس ..! أم أنك ستفعل هذا عوضاً عني ؟!..
وقفت بسرعة و بتوتر : أفضل شراء العصير ..!
كتم ضحكته فهو يعلم أني أحاول تجنب أي شيء يدخل تحت اطار الأعمال المنزلية ..!
لذا اتجهت لغرفتي كي ابدل ملابسي و بعدها سأنزل لابتاع بعض المشروبات المنعشة ..!
......................................
__________________



رد مع اقتباس