عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 07-19-2016, 12:07 AM
Sia
 
فتحت فمي مصعوقة , رددت بسرعة وحده : يالك من أحمق !! كلاكما ذو وجود ثقيل مرهق .. أنا و بكل صراحة لا أحب رؤيتكم !.
زم شفتيه ورد ببرود : و نفس الشيء معنا تجاهك !. بلهاء !.
هزت كتفي بلا مبالاة وقلت ببرود : لا يهمني رأيك !.
حدق بي بعنف وعيناه تلمعان بموجة ذهبية تنذر بالشر .. كتمت ابتسامتي بصعوبة و التفتت بكرسيي أريد الذهاب , لكن الكرسي المتحرك لا يزال جامداً بمكانه !!
_ لن تذهبي لأي مكان حتى تقولي من أين لك بهذه السلسلة !.
نظرت إليه بغضب عارم أكتمه , وقلت بحده : أي سلسلة ؟!!
_ أكره الذين يدّعون البلاهة فوق بلاهتهم !.. أنتِ لا ينقصك هذا .. إذن....
ضيقت جبيني و تمالكت أعصابي بقوة بينما هو ينتظرني اتكلم , تنفست بسرعة مرتين... ثلاث.... اربعة ... ثم قلت بهدوء و صدق :
_ لا أدري ما تسمونهم .. لكن أحدهم قام بزيارتي قبيل الفجر , واعتقد بأننا تحدثنا , آوه ومد لي بهذه .. أظنها كانت بمكان ما بالمنزل , وهو جلبها إلي..
وابتسمت أغيضه , ضاق جبينه وبدا غارقاً بالأفكار لثانية , ثم حرك شعره الحالك السواد وقال بجدية شديدة وعينان ضيقتان :
_ حسناً , و ماذا بعد...؟!
هززت كتفي ببرود و قلت وأنا أطرف بعيوني ببراءة : هذا كل شيء ..
ضاق جبينه والتمعت عيناه وهو يقول بصوت خفيض حاد : ليس من مصلحتك اخفاء بعض الأمور عنا !.
تابعت بنفس النبرة البريئة المثيرة للسخط : صدقني أو لا تفعل , هذا لا يهمني !.
صر بأسنانه وسمعت الصوت فسرت رعدة غريبة بي , قال بهمس خطير : كان يفترض بي مراقبتك جيداً بعد ذهاب ليون , لكني لا ألوم نفسي .. أنما السبب بك أنتِ !.
حدقت به : بي أنا ؟!... مالذي تقوله ؟!.
وفجأة تذكرت العلامة الغريبة التي ظهرت من لامكان مطبوعة في كاحلي حيث اصابتي .. لم تكن موجودة أبداً من قبل وإلا لرأيتها .. لرآها الأطباء !!.. الاشعة أي شيء...! لكنها ظهرت فقط عندما... عندما قام الظل بـ.... لمس قدمي ربما !!
سمعت صوته هادئ وغريب يخترق عقلي : إذن , اخبريني كلارا !.
وجدت نفسي أتحدث بغرابة وهدوء ناظرة إلى قدمي : إن .. قدمي... قدمي المصابة هذه بها ... شيء غريب. أراني إياه الظل , كما اعتقد... كانت تشبة... ندبة غريبة... شكلها .. نجمة , لكنها غريبة و... لم نرها من قبل أبداً... أبداً... لم تكن موجودة...
رفعت بصري إليه وفمي نصف مفتوح , كان يراقب ملامحي بهدوء , لكن قال ببرود وهو ينظر نحو قدمي : هذا لا يبشر بالخير ...
_ لـ.. لماذا ؟!.
_ سأخبرك شيئا , كنت محقاً منذ البداية , وأنا عندما أقول بأن هذا الشيء يحدث فهو يحدث حقاً... همم ....
ابتعلت ريقي , قلت بتعب : إذن ما تكون , أليست أثر من الحادث ؟!
_ لا اعتقد , العلامة موجودة دوماً .. لكن الظل أظهرها لك ... وهذا يعني شيء واحد فقط ... كلآرا أنتِ بوابة .. أنت بوابة مفتوحة للوحوش ... و لكن العلامة ممنوحة من ذلك الوحش المطارد ذو العيون الحمراء كما تصفينه . وهو ظل لعين ماكر شرير و خطير , اختفى أثره حالياً لكنه سيعود وعندها سنرى .
كنت أحدق به و لا أرى ... أنما اتخيل ما ينطقه فقط .. علامة , أظهرها ... بوابة !... وحوش... باب مفتوح ... عيون حمراء .. شرير ... اختفى .... و سيعود !!...
دخت و بدأت النجوم تضرب عيناي !... انحنت بسرعة لأضم رأسي بين ركبتيّ وألف ذراعي حول نفسي لا استطيع التنفس... لا اقدر على التنـ.....
_ آووه الدوار مجدداً ! , بربك تماسكِ يا فتاة..
حاولت التنفس جيداً وأنا أحشر نفسي على بعضها ... احسست بيده على ظهري !. شعور غريب ؟! هل هو متعاطف معي ؟!.
_ سأجلب لك الماء...
زاغت عيناي , هل سيتركني لبضع دقائق وحدي !!!... بدا هذا مرعباً للغاية بعد كلامه المخيف الذي نطقه بكل جدية وهدوء...
لم أكمل أفكاري لقد قطعها بقوله : هاكِ الماء..!
لقد شعرت فقط باختفاء يده من على ظهري , ثم عودتها بعد ثوان قليلة جداً... اتكأ على ذراعي المقعد وأنا ارفع رأسي ببطء ...
سلمني قارورة ماء باردة قليلا منعشة ... فشربت منها بهدوء ..
استعدت وعيي جيداً و ميزت الالوان ... كان هو قربي و يده على ظهر المقعد اصبحت , كما أنه ينظر نحوي باهتمام وانتظار ..
همست بضعف : شكراً.
_ مهما يكن , لم انهي حديثي ...!
حدقت به وقلت متلعثمة : ممااذاا ؟!... لكن ماذا بقي أيضا ؟!.
رفع أحد حاجبيه و اعتدل بوقوفه وهو يقول ببرود وهمس : الظل الآخـر ... نوع مختلف , و لديه هدف مختلف ... الآن صفيه لي !.
وأنا أحدق بالعينين الغريبتين الرماديتين بخطوط ذهبية راودتني الاحاسيس والغرابة , والفضول الرهيب . من يكون و من أين جاء ؟!....
ولما يحمل هذه الصفات الغريبة .. ترى ما يكون هو بالضبط و رفيقه ؟!. وتلك الاشياء المريعة التي دخلت حياتنا !.
__________________


رد مع اقتباس