الموضوع: موعظة جليلة
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-20-2008, 02:28 PM
 
رد: موعظة جليلة


موعظة : عِبَادَ اللهِ مَا نَدمَ مَنْ أَطَاعَ اللهُ فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ ، وَلا عَادَتْ الطَّاعَاتُ عَلَى صَاحِبِهَا إِلا بِالخَيْرِ وَالبَرَكَةِ فِي كُلِّ آنٍ ، وَالعُصَاةُ فِي كُلِّ زَمَنٍ هُمْ المَمْقُتُونَ مَهْمَا ابْتَسَمْتْ لَهُمْ الدُّنْيَا وَقَضُوا فِيهَا بَعْضَ مَآرِبِهِمْ ، وَمَهْمَا هَامُوا بِحُبِّهَا وَأَحْكَمُوا أَسَالِيبَ جَمْعِهَا ، فَإِنَّ الدُّنْيَا لا تَبْتَسِمُ لِفَاسِقٍ إِلا لِتَسْحَقَهُ ، وَلا تَفْتَحُ ذِرَاعَيْهَا لِمُقْبِلٍ عَلَيْهَا إِلا لِتُحْرِقَهُ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى : ﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ فَمَاذَا غَرَّكَ فِيهَا أَيُّهَا المِسْكِينُ ، إِنْ كَانَ الذِي غَرَّكَ فِيهَا كَثْرَةُ النَّقْدَيْنِ أَوْ مَا نَابَ مَنَابَهُمَا مِنْ أَوْرَاقٍ ، فَإِنَّ الجَنَّةَ حَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ ، وَتُرَابُها الزَّعْفَرَانُ ، وَبِنَاؤُهَا الذَّهَبُ وَالفِضَّةُ ، وَالدُّرُ وَاليَاقُوتُ ، وَإِنْ كَانَ الذِي غَرَّكَ مِنْهَا فَوَاكِهُهَا وَمَطْعُومَاتِهَا وَمَا حَوْتَ مِنْ مَتَاعٍ ، فَإِنَّ فِي الجَنَّةِ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، وَإِنْ كَانَ الذِي غَرَّكَ جَمَالُ نِسَائِهَا ، فَإِنَّ فِي الجَنَّةِ : ﴿ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ ، ﴿ وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً ﴾ لَوْ ظَهَرَ بَنَانُ إِحْدَاهُنَّ عَلَى الدُّنْيَا لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ فِي خَدِّهَا أَصْفَى مِنَ المِرْآةِ ، وَتُسَرُّ بِمُشَاهَدَتِهَا سُرُورًا لا يَعْلَمُ قَدْرَهُ إِلا اللهُ ، لا تَنْظُرُ إِلا إليها وَلا تَنْظُرُ إِلا إليك ، لا تَتَكَلَّمْ إِلا بِمَا يَسُرُّكَ ، تَأْمُرُهَا فَتَخْضَعُ ، وَتُحَدِثُّهَا فَتَسْمَعُ ، إِذَا تَكَلَّمَتْ أَطْرَبَتْ ، لا تَفْتَخِرُ عَلَيْكَ بِحُسْنِهَا وَجَمَالِهَا ، وَلا تَمُنُّ بِجَمِيلِ صُنْعِهَا ، لا تَنْفُرُ مِنْكَ وَلا تَغْضَبُ ، وَلا تَلْهُو عَنْكَ وَلا تَصْخَبُ ، الجَمَالُ كِسَاؤُهَا ، وَالكَمالُ رِدَاؤُهَا ، وَالوُدُّ وَالوَفَاءُ مِنْ طَبْعِهَا ، لا يَعْلُو صَوْتُهَا عَلَى صَوْتِكَ ، وَلا تَجْتَهِدُ إِلا فِي مَرْضَاتِكَ ، هَادِئَةً ، سَاكِنَةً رَاضِيَةً . تِلْكَ وَأْمَثالُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ المَعْلُومِينَ ، مِن قوله تعالى : ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾

إلى قوله : ﴿ أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ أَيُّهَا المسلمون ، لَقَدْ فَازَ وَالله مِنِ اجْتَهَدَ فِيمَا يُنَجِّيهِ ، وَخَابَ مَنْ أَتْعَبَ نَفْسَهُ فِيمَا يُخْزِيهِ ، وَأَنْتُم الآنَ في فُسْحَةٍ مِنْ أَجَلِكُمْ ، وَصِحَّةٍ مِنْ أَبْدَانِكُمْ ، وَاكْتِمَالٍ مِنْ عُقُولِكُمْ ، وَآخِرُ الأَجَلِ غَائِبٌ عَنْكُمْ ، وَلا تَدْرُونَ كَيْفَ حَالُكُم بَعْدَ يَوْمِكم فَسَارِعُوا ﴿ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ ﴾ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَفْقِدَ البَدَنُ صِحَّتَهُ ، وَيَقُولُ الحَقُّ كَلِمَتَهُ ، فَيَنْقَضِي الأَجَلُ ، وَيُخْتَمُ عَلَى العَمَلِ ، فَلا يُنْقَصُ فِيهِ وَلا يُزَادُ ، وَلا يُعَدَّلُ فِيهِ شَيْءٍ إِلَى المَعَادِ ، تَقُولُ : لَيْتَنِي أَطَعْتُ ، وَمَا هِي بِنَافِعَةٍ ، وَلَيْتَنِي مَا عَصَيْتُ ، وَلَيْسَتْ بِدَافِعَةٍ ، إِذًا فَأَضْيَعُ النَّاسِ وَأَخْسَرُهم صَفْقَةً مَنْ سَوَّفَ فِي طَاعَةِ رَبِّهِ ، وَأَشَدُّهُمْ خُسْرَانًا مَنْ لَمْ يُبَادِرْ فِي التَّوْبَةِ مِنْ ذَنْبِهِ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ﴾ وَفِي الحَدِيثِ : « أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ » . رَوَاهُ البُخَارِيّ .
إِلَى اللهِ تُبْ قَبْلَ انْقِضَا زَمَنِ العُمْرِ
(


أُخَيَّ وَلا تَأْمَنْ مُسَاوَرَةَ الدَّهْرِ
(


لَقْدَ حَدَّثْتَكَ الحَادِثَاتِ نُزُولَهَا
(


وَنَادَتْكَ إَلا أَنَّ سَمْعَكَ ذُو وَقْرِ ج
(


تَنُوحُ وَتَبْكِي لِلأَحِبَّةِ أَنْ مَضُوا
(


وَنَفَسَكَ لا تَبْكِي وَأَنْتَ عَلَى الأَثْرِ جج

(



آخر:
وَمَا حَالاتُنَا إِلا ثَلاثُ
(

شَبَابٌ ثُمَّ شَيْبٌ ثُمَّ مَوْتُ
(


وَآخِرُ مَا يُسَمَّى المَرْءُ شَيْخًا
(

وَيَتْلُوهُ مِنْ الأَسْمَاءِ مَيْتُ
(

آخر:
إِنِّي أَبُثُّكَ مِنْ حَدِيثِي
(

وَالحَدِيثُ لَهُ شُجُونْ
(


غَيَّرْتُ مَوْضِعَ مَرْقَدِي
(

لَيْلاً فَفَارَقَنِي السُّكُونْ
(




ججج
قُلْ لِي فَأَوَّلُ لَيْلَةٍ
(

فِي القَبْرِ كَيْفَ تَرَى تَكُونُ
(

آخر:
فَبَادِرْ إِلَى الخَيْرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا
(

وَخَالِفْ مُرَادَ النَّفْسِ قَبْلَ مَمَاتِهَا
(


سَتَبْكِي نُفُوسٌ فِي القِيَامَةِ حَسْرَةً
(

عَلَى فَوْتِ أَوْقَاتٍ زَمَانَ حَيَاتِهَا
(


فَلا تَغْتَرِرْ بِالعِزِّ وَالمَالَ وَالمُنَى
(

فَكَمْ قَدْ بُليْنَا بِانْقَلابِ صِفَاتِهَا
(



آخر:
إِذَا مَرِضْنَا نَوَيْنَا كُلَّ صَالِحَةٍ
(


وَإِنْ شُفِينَا فَمِنَّا الزَّيْغُ وَالزَّلَلُ
(


نُرْضِي الإلَهَ إِذَا خِفْنَا وَنُسْخِطُهُ
(


إِذَا أَمِنَّا فَمَا يَزْكُوا لَنَا عَمَلُ
(


اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِسَبِيلِ الطَّاعَةِ ، وَثَبِّتْنَا عَلَى إِتِّبَاعِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ ، وَلا تَجْعَلَنَا مِمَّنْ عَرَفَ الحَقَّ وَأَضَاعَهُ ، وَاخْتِمْ لَنَا بِخَيْرٍ مِنْكَ يَا كَرِيمُ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينََ الأحْيَاءِ منْهُمْ والمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آله وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .
رد مع اقتباس