عرض مشاركة واحدة
  #93  
قديم 07-16-2016, 10:37 AM
 
خرج الطبيب بوجه لا يمكن قراءته وقال بأسي : فعلنا كل ما استطعنا و لكن .... "ثم صمت "... اسف ..لخسارتك ..انسة تراي..
نظرت رينا الي ديانا التي تحملق في الطبيب ببلاهة ... اقتربت قليلا منه لتشد علي وجنتيه بقوة كبيرة ..راسمة ابتسامة علي محياها ... ثم بدأت بالركض الي باب المشفي الذي فتحه دون للدخول و ما ان همّ بفعل ذلك امسكت ديانا بيده و جرته للركض معها حتي وصلت الحديقة العامة وقفزت في نافورة الماء .. امسكها دون ليخرجها بسرعة فالثلج كان يغطي المكان و درجة الحرارة اقل من الصفر خلع عنها معطفها المبلل و غطاها بخاصته واخذها لاقرب متجر ملابس فهي مبللة لدرجة انها لو بقيت لثانية في الخارج ستتجمد ..مد لها الثياب و هي تنظر الي الفراغ لم تنطق بحرف و لم تمد يدها او اي شي .. مد الثياب لصاحبة المتجر و طلب منها مساعدتها ...اخذها للخارج معه .. كان قد علم لتوه ان ما تفعله ديانا سببه موت والده ولكن لم يكن يقدر علي البكاء .. ليس و اخته بهذه الحالة... و ليس الان امامها ... تمالك نفسه و صمد ...اخذها عائدا الي المشفي و لم تبدي هي اي رد فعل الي ان فتح بابها فبدأت بالصراخ و الركض في الاتجاه المعاكس الي ان امسكها مجددا .. ثم اتصل باميلي و كاميليا ( انجل لم تكن مقربة منها في ذلك الوقت بعد ) و اخذها للمنزل بعد ان طلب من المشفي ان توجل دفن والده لبعض الوقت... كانت رينا هناك و لكنه لم يكلمها او يفعل لها شيئا ... نظر اليها ببرود فقط... و حين حضرت إلي المنزل لتقابل ديانا امسكتها ديانا من عنقها كانها تريد قتلها و عادت للصراخ ... انتزع دون يديّ اخته و اعادتها الي غرفتها حيث اكتفت بالجلوس و الصمت مرت عدة اشهر و اقيمت الجنازة ولكن ديانا لم تحضرها فقد بقيت جالسة هناك في فراش المشفي طوال الوقت .. ليل نهار لا تاكل و لا تشرب فقط مغذيات ... كانت ميتة بقلب ينبض .. حتي حين زارتها انجل لتلقي نظرة علي تلك الفتاة التي لطال ما كانت طيبة معها ...زار دانيال عدة مرات ... وفي احدي المرات ابتسمت له ديانا بشحوب و قالت له لقد ...مات ... داني ...مات ابي يا داني .... وبدأت بالبكاء .... قتلته ... قتلته امي .... داني ... اخبرني ماذا افعل ...كيف احدث اخي ...كيف لي ان انظر في عينيه .....اقترب منها دانيال في دهشة وضمها اليه و قال لا عليك عزيزتي انه الان لا يبالي ..هو فقط يريد عودة اخته يريد منك ان تبتسمي مجددا مازلت صغيرة في السن لذا ارجوك حاولي العيش لتستطيعي المضيّ قدما طلبت منه ان يحضر لها دفترا اسود اللون وقلما ابيض واخر رمادي قاتم و اخر اسود ... كتبت كل شيء قبل ان تبدأ بالتحسن .... لتبدأ بالاعتذار .....
دخل عليها دون ذات نهار و هو يحمل محاولة اطعامها ... فلاول مرة مدت يديها و اخذت تاكل الطعام ..... لم يصدق دون عينيه ... كان كل يوم ياتي بثلاث وجبات ولكنها لا تطالها و هذه المرة .... هذه المرة تناولته .... حاول ان يفسر ذلك بانها تدرك الان انها مستعدة للمضي قدما .... تشجع ليتقدم منها يضمه بين ذراعيه لانه في العادة حين يلمسها فقط تبدأ بالصراخ و لكن حين يجلس قربها لا تحول نظرها اليه .... حتي انه صدم حين قالت له الممرضة انها رات اخر زوارها قام بضمها ... وحين حاول هو صرخت مجددا .. هو سعيد! الان هو يمكنه لمس اخته ! اخيرا اختارت المضي قدما ...... بعد ذلك بلحظات سمعها تهمس ......." انا اسفة اخي ... سامحني .... انهرت قبل ان اساعدك " و تمتم هو من فرط سعادته " لا لا لا تع..تعتذري ... انا بخير ... المهم هو انتي " و بمرور الايام بدأ كل شيء بالعودة الي طبيعته ..جزئيا ..........علي الاقل قبل ذلك اليوم .... اتت رينا لتصدق ان ديانا بخير ....و لحظة عبورها باب الغرفة سمعت صوت ديانا " اياك ...... لا لا تقربي مني .... اياااااااك " و بدأت بترداد العبارة و صوتها يعلو و يعلو حتي صار صراخا فاسرعت الممرضات لاخراج رينا وتهدأت ديانا .... لم تقم رينا باي زيارة لديانا بعد ذلك ..... ولكن رغم تحسن حالها في احيانا كثيرة ترا ظلا اسود يطاردها و هو تجسيد للماضي الذي سبق و ضعفت له .... فيمكن ان تكون جالسة بسلام ثم يرتسم علي ملامحها رعب ثم توشك ان تفر هاربة و دائما ينتهي بها الامر فاقدة للوعي ..... و بعد مضي اربع سنوات تحسنت تمام سوا ان الوهم مازال ياتيها ... وفي ليلة ما قررت انها سوف تهرب .... انها تريد ان تهرب من هذا الوهم فنهضت من كرسيها و بدأت بالركض ثم الركض و الركض الي ان رات ضوء سيارة قفزت من طريقها و صدمت رأسها.........................
رد مع اقتباس