عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-16-2016, 01:26 AM
 
ختم ذهبي | اطربنا بنجواك~ الكنار الهجين

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


ابدع جديد بحروفك رائعه ذات سحر خاص
ننتظر القادم منك دائماً
Zizi




هذا الموضوع برعاية فريق تيكدان









على صفحة مياه البحيرة لاح انعكاس هجينة الكنار
لتجد الحزن كسى ملامحها وكذا غلفهم الارق الارهاق
جلست قرب الماء تناجي روحها المنعكسة في وجه الماء
خاطبته بحزن دفين
ما لعينيك تشكو الهم قبل اللسان؟
وغدى قلبك شفاف لدرجة البوح عند الكتمان؟

اخفضت الاخرى رأسها محتارة من اين تبدأ الكلام
اتبدأ الالف من ابجديتها ام من ابجدية الاباء
رفعت رأسها بعد ان قررت، وطلبت حكم الاخرى على بعض ظنونها
اهي في محلها ام انها هي التي جن جنونها

*وابتدأت الكلام*



على غضن رفيع اخضر
غردت عصفورة الكنار
كنار هادئ لونها وردي كالشّمام
ناعمة بصوتها، لطيفة بمظهرها
كملاك من نورها تسبب العماء

حط بقربها طير من السنونو،
تنفس السعداء من مشواره في السماء
بين تلك الاسراب الكثيفة من صنفه،
يراقصون بعضهم في العلاء

لحظات ولاحظها
دون ان يخلو مظهره الاسمر من الهيبة والوقار
اقترب منها بشيء من الحياء
وتعارفا
ومضت الايام
كل منهم يُعَرف الاخر بعالمه المختلف
وانجرت الايام والطيران تحابا
حتى حان موعد الرحيل

اقبل اليها بكرب يحمل لها اخبار الفراق
لكن امله بأن ترافقه كان كبيرا وذلك اراحه مما سبب له العناء
اخبرها ان في موطنه حل الربيع
وهو ينتظر ككل عام بشوق قتيل
عرض عليها مرافقته لبلاده شارحا لها وضع البلد المأزوم
المياه ايام تنفذ عنهم والشمس تذهب احيانا ولا تعود
والصيادين انتشرو بالارجاء يقنصون بلا رحمة
حتى غدت الزهور تحمل في اريجها البارود

الكنارة الصغيرة شحب لونها وادارت ظهرها
لعلمها بعدم احتمالها لذلك الواقع الوخيم
اما السنونو
فقد اعتصر قلبه لما سيبسببه فراقها الاليم
توقفت مغمضة عينيها بالم وحيرة
لسماع صوته يصيح بحزن يهيم
" لحظة..."
وتلك اللحظة تحولت الى عشرين عام
تزوجا وانجبا ذكورا واناثا مهجنين
بينهم من اخذ من والده
ومنهم من اخذ من امه
ومنهم من توارث الصفات من كلاهما



في يوم ازداد الصيادين في البلاد
لتصبح الحياة فعلا لا تطاق
عاد السنونو مع عائلته لموطن الكناري الجميل
الشمس مشرقة والمياه عذبة
وللزهور اريج بعطر اصيل

اما الاقارب
اكبر حرقة كانت الاقارب
بعناق حار استقبلو ابنتهم
ونزعو القلب من محله ليُسكِنو مكانه الاحفاد
وكان للكناري اخ لطيف
للخوللة مثال يضرب فيه المثال
تعلقت به احد الفراخ
وكان قلبها لا تفارق قلبه اينما كان
مرت الايام وازدادت لتلك البقعة حبا
ولساكنيها تعلقا وحب الوصال
تميزت هناك بامورا
لا يتقنها من يكبرها باعوام
وعجب مظهرها زادها تميزا
واللكنة جميلة في الكلام



ذات يوم عاد السنونو لاهله بوجه بشوش
يحمل اخبارا من صديقه ان في موطنه هدوأت الاوضاع
فرح الصغار لعودتهم الي المكان الذي بالكاد عنه يذكرون
ما بقي في الذاكرة لديهم هذا وان بقى

تجمعت حولهم عائلة الام وهم يودعون
صغارهم ولا يعلمون متى او ان كان سيتجدد اللقاء
تعلق الصغار بخالهم وهم يلحون عليه
ليرافقهم فما لهم دونه فرحة ان حال بينهم الوداع
بابتسامة زائفة اخبرهم انه سيتبعهم متى ما استطاع
وذهبوا بعدما صدقوه
والله العالم بمصير زيف ذلك المبسم
اظنه انقلب دموعا بعدما رحلوا
والقلب تمزق شذايا... وايما تمزق
ارواح بريئة يوما دخلت حياتهم
يلعبون في الارجاء مالئينها مرحا
اما الان بعد ان هاجروا
خلفوا الفراغ والركود المفجع



ووصلوا الى ديارهم مقبلين للتعرف على عالمهم الجديد
استقبلهم غرابة طور المحاطين
اهذه طبيعتهم ام فقط معهم هكذا يتعاملون
ولغتهم التي لم يعهدو منها الا القليل
جعلت بينهم وبين الاخرين تفاوت بصيص
حاولوا ان يتأقلموا كيفما كان
وكان لبعضهم نصيب في ذلك
لكن لم يكن للبعض من ذلك الا بعدا ونفورا

ما برز بتلك الهجينة الصغيرة هناك نفس ما برز هنا
شدت بذلك ازرها وذلك نتاج التهجين
لكن لا ينتج عن التهجين الا كائن عقيم
وعقم المشاعر اشد وطئة من عقم الارحام
فما افترض به ان يكون اصلها،
نبذها فحاولت من ذلك الواقع الفرار
وجانبها الاخر الذي عشقته يوما
غدا عالما مختلفا عما سبق وكان
لتضحى في دنياها دون انتماء
الكل يمدحها لما تملكه
وتمنت لو تفتدي بذلك لتغدو طبيعية كباقي الاتراب
اخفت مواهبها وجاهدت لتكون كغيرها
لكن ما من مخلوق يبلغ الكمال
فلها نصيبها مما اخذت، ولغيرها نصيب مما اخذن
فقدر لها ان تكون مختلفة وهيهات ان
تكون كغيرها مهما بلغت الاتعاب
كرهت موهبها وكرهت التميز
وكرهت كل ما اودى بها الى هذا الحال
وزاد على قهرها غربة المكان
غربة الموطن غربة الاهل وغربة اللسان
كلهم اجتمعو ليغدو جرحا لم يكن له شفاء
ومر الزمان والجرح يتسع
حتى اتخذت الهجينة القرار
الموطن الجميل الذي احتواها يوما، ليس له في هذه الدنيا مكان
انه حلم عاش في قلبها في فترة من الزمن،
واليوم غدا مجرد وهما يلازمها اوقات الفراغ
المكان الذي احتواها في طفولتها
وقضت فيه من اجمل الايام
حجّرت قلبها ليصبح كالحديد فتواصل حياتها
بعدما كوت جرحها بما سعَّر قلبها من نيران
وتقبلت واقعها بكامل مرارته
بل رحبت به وخاضت ذلك النزال
تهربت منه لسنين والان وقته قد حان
شدت الازر مجددا وعقدت العزم
ويمنع التهرب بعد الان
ستعيش حياتها كما هي
ويبقى ماضيها يناجيها في الخلاء



ابتسمت هجينة الكنار لطيفها في البحيرة بالم
لتمسح بنظراتها المثقلة بالشفقة القلب الذي انهكه طول الامل
وازداد سعيرا
وزداد التحام الجرححيرة
ايكمل المهام ام يعاود وينهار
احتمل قليلا ايه القلب
فكل يوم يقترب اللقاء
اما بالحبيب الذي ودعناه سوية
اما بالموت الذي يتبعنا في الخفاء
فرويدا قريبا سترتاح
وحينها ينتهي وجع الفراق






[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________














التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 07-19-2016 الساعة 03:53 PM
رد مع اقتباس