عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-13-2016, 10:57 AM
 
وعندما حل الظلام وأوشك الناس على النوم ، عادت إلى المنزل من بعد العمل الشاق الذي أنجزته خلال اليوم ، فوجدت أخاها داني ليس على ما يرام ،ولم تكن تملك المال لتعلم ما وراء تلك الآلام ، فجلست حائرة في أمرها، والدموع تنساب من عينيها، فماذا عساها أن تفعل لأخيها، فتذكرت عقدا كانت قد قدمته أمها لها، وكان ثمينا على قلبها ، فكان الذكرى الوحيدة المتبقية لها من أمها، وأخذته إلى الطبيب، الذي اكتشف أن أخاها يطرأ عليه حالٌ غريب، فقد كان مصاباً بالسرطان، وكان خبراً صادماً لألين، فقد سلبت منها الحياة برحيل أمها، والآن سوف تخسر أغلى ما تملك على قلبها، وليس بوسعها أن تفعل شيئاً لتنقذه، فعلاجه يحتاج إلى المال الذي لا تمتلكه، وكانت تحصل على مبلغٍ زهيدٍ لن يساعده، وكان الخيار الوحيد لديهم، هو بيعُ منزلهم، وقد رأت في ذلك ملاذاً لإنهاء مشكلتهم،إلا أن ذلك سيحرق أفئدتهم،فقد جمعهم الحب في بيتٍ صغير،وأشادوا آمالهم متناسين ما يطلقه عليهم المجتمع من مصطلح فقير، والآن سيتركون جزءاً من روحهم ، قطعةً من أفئدتهم، وسيرحلون... سيرحلون ويكون سقف منزلهم السماء، وفي ذلك الوقت سيصعب عليهم حتى استنشاق الهواء، إلا أنها أقدمت على بيعه، وحصلت على المال الذي يلزم علاجه، وأرسلت أخاها داني إلى المشفى ،بينما وضعت أخاها رواد لدى أقرباءها ، وجعلت تعمل طوال النهار، وفي كل فرصة تُتاح تتذكر شقيقها الذي يصارع الموت ، فكأنما يحترق قلبها بشعلةٍ من نار ، فتشتت عائلتها، فمنهم من كان في المنفى ، ومنهم من كان مريضاً بالمشفى ، والآخر صغير لا يفقه شيئا في الدنيا، وأما الأم فأصبحت من الذكرى .