عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 07-10-2016, 03:16 AM
 




الفصل الحادي عشر ( 11 ) ..




( قبل عدة أشهر مضت ) ..

يصعد الدرج بهدوء في منتصف الليل , لقد أتى في وقت متأخر خوفًا من أن يشك به أحد , و متلثمًا بعناية قبل أن يغادر سيارته ..

لكنه لا يزال يشعر بأن هنالك أحد يتبعه , و لكنه اكتفى بإقناع نفسه أنها مجرد وسوسة ..

في اللحظة التي وقف فيها أمام الباب , كان الباب قد فُتح له , ابتسم لحدس رفيقه ..

" لقد علِمت بأنني قادم ! " ..

" و من غيرك يأتي إلى هنا ؟! " .. قال فيصل بابتسامة لـ عبدالرحمن .

" كيف حالك ؟ لم أرك منذ فترة .. كيف تسير خططك ؟ " .. سأل عبد الرحمن و هو يدور بعينيه في المكان ..

" بأحسن حال , لا تقلق .. و الآن أخبرني , ما آخر مستجدّاتك أنت ؟ " ..

" لقد أتيتك بما تريده بالضبط " قال عبدالرحمن و هو يجلس مقابل فيصل و عيناه تحكي الكثير ..

" هيّا تكلم " ..

" منذ فترة ليست ببعيدة , قام عدة فتيان من جدة بعمل مشروع بسيط , و لكنه كان محور حديث الجميع .. لقد قاموا بوضع مبالغ مالية لا تتجاوز الـ 500 ريال في مغلفات صغيرة , و خبئوا المغلفات في أماكن مختلفة في مدينتهم , و نشروا ما فعلوه في (( تويتر )) بحملة خاصة بهم و حساب خاص " ..

" حسنًا , و كيف أخبروا الجميع بمواقع المغلفات ؟! "..

" بسيطة , لقد قاموا بتصوير جزء صغير من المكان , و وضعوا الصورة في حسابهم و كتبوا أسماء الشوارع القريبة من مكان المغلف , و تركوا الشباب يقومون بالبحث و الاستكشاف , ومن يجدها يأخذها ".. أنهى عبدالرحمن حديثه و هو يضع قدمًا فوق الأخرى ..

سكت فيصل و هو يفكر و يحكُ ذقنه .. مغلفات , صور , بحث , و الجميع سيشترك في ذلك ...

" يبدو هذا جذابًا جدًا , سنقوم بفعلها , و لكننا بحاجة إلى خطة بديلة , أريد إنهاك بدر , إنهاكه حد النخاع .. "

" لا تقلق , سنجد خططًا أفضل , و لكن الآن سنعمل على هذه فقط , و مع الأيام سنجد ضالّتنا ... "

" أنت محق , لنرى ما أستطيع فعله ... " قال فيصل و هو يغمض عينيه باستغراق ...


********

الساعة 6:00 م , جنوب الرياض ...

يضغط بخفة على هاتف عادل بين يديه , و هو يبلل شفتيه بشعور الانتصار , و لكنها البداية فحسب ..

لقد فعلتها ..

سأضع الجميع أمام الحقيقة ..

سأخرج بدر من حياته الرتيبة ليوم واحد فقط ..

سأُجعله يشعر بقهر الرجال و حرقة الأعصاب ..

كان على عادل ألا ينبذ الماضي خلفه ..

لقد كنّا على وعود كثيرة ..

اتفاقات عديدة ..

و ماضي أكبر من هذا كله ..

و تركني عند أول منعطف خطِر أواجهه , تركني لأواجه هذا كله لوحدي ..

و استطعت فعل ذلك و استطعت المواجهة ..

و لكن يجب عليه أن يلقى جزاءه ..

كان لدي حلم , و لا زال موجودًا في طيات روحي , و سأظل ألاحقه حتى آخر ساعة في حياتي ..


********

واقفًا عند باب سيارته , يحدق في هاتفه تارة , و في عبدالرحمن تارةً أخرى ..

و فجأة , هتف صارخًا و مناديًا عبدالرحمن :" انظر , انظر إلى هذا , لقد أخبرتك , لقد علمت بما سيفعله .. ".

اقترب عبدالرحمن من بدر مسرعًا و هو يسحب الهاتف من يده و ينظر إلى ما كان بدر يحدق فيه ..
" أنت محق , يبدو بأنه الموقع الأول "..

استعاد بدر هاتفه قائلًا :" لا , لا يبدو , بل إنه بالتأكيد الموقع الأول .. "..

فتح باب السائق و هو يشير إلى عبدالرحمن بالدخول :" خذ , تولى القيادة أنت , و أنا سأكون بجانبك , سنذهب في سيارة واحدة .. " .

ركب عبدالرحمن و ركب بدر بجانبه مغلقًا بالباب بحدة , مشى عبدالرحمن بسرعة و هو يطلب من بدر أن يعيد قراءة الموقع له ..

لقد كانت هناك تغريدتان , و تفصل بينهما ربع ساعة ..

عاود بدر القراءة بينما عبدالرحمن كان يتخطى السيارات بسرعة جنونية ..

كان بدر يقرأ بصوت منخفض ما كتبه – فيصل – بكل ثقة ..

...

@Adel_H_Suliman : مكافأة لأبناء هذا الوطن الغالي , و لنكمل سويًة الفرح العارم بذكرى هذا اليوم , سأعلن أنا شخصيًا عن مكافآت مالية موزعة في أرجاء الرياض كاملة .. و موضوعة في مغلفات مغلقة .. ابتداءً من الساعة 6:00 م , سأعلن عن الموقع الأول ..

...

و مع استمرار قراءة بدر , كانت إعادات التغريد في تزايد , و كذلك التفضيلات ..

لقد أصبحت مبادرة رجل الأعمال : عادل سليمان , هي محور حديث الجميع ..

الذي لطالما كان الداعم الأول للشباب في المجتمع ..

و يبدو بأنه الرجل المفضل لديهم ..

و استمرت التعليقات حول هذه المبادرة في حسابه ..

و الجميع يكتبون و يشركون أصحابهم في هذه المبادرة الغريبة ..

و استمر بدر بقراءة تعليقاتهم وهو يقول :" هذا ما كان يقصده ذاك الدنيء عندما قال بأن الرياض كلها ستساعدني بالبحث !! .. الجميع يتحدثون عن هذه اللعبة التافهة , الجميع سيخرج للبحث , الجميع سيشاركوني البحث عن ضالّتي "..

قال عبدالرحمن محاولًا التهدئة :" لا تقلق , ها نحن الآن متوجهون إلى المكان المقصود , صدقني لن يصل أحدًا هناك قبلنا .. "

عاود بدر قراءة التغريدة الثانية , (( تغريدة الموقع الأول )) :

...


@Adel_H_Suliman : الموقع الأول أعزائي .. في مكان ما بالقرب من - شارع العليا العام – و بالقرب من الإشارة الثالثة .. اذهبوا للبحث هناك ..

...


أسرع عبدالرحمن و هو يحاول الوصول بأسرع ما يمكن ..

و قد كانت المسافة طويلة من جنوب الرياض إلى غربها ..

و قد مرت 25 دقيقة تقريبًا قبل أن يكونوا قريبين من الموقع ..

و مع كل دقيقة كانت تعبر , كانت أنفاس بدر تضِيق به ..

و مع كل مرة يعلقون في ازدحام صغير , كان بدر يتمنى لو أنه يستطيع أن يُلغي الجميع من الوجود !!

و بعد مرور عدة دقائق من التوتر و التفكير الزائد ..

كان عبدالرحمن يستطيع رؤية إشارة المرور المذكورة في التغريدة ..

و لاحظ بدر أن أعداد الشبان في هذه المنطقة وهذه الشوارع في ازدياد ..

و شعر بأن الرياض كلها ستتكاتف لتقف ضده و ليس لتبحث معه !!


قال عبدالرحمن بسرعة :" هذا هو المكان .. أهناك تفاصيل أخرى مذكورة ؟! "..

" لا , لم يذكر شيئًا سوى اسم الشارع و رقم الإشارة المرورية "..

.. أبطأ عبدالرحمن من سرعته و توقف بجانب إحدى المقاهي ..

نزلا بسرعة و هو يتلفتون يمينًا و يسارًا ..

" أين سنجد هذا المغلف اللعين الآن .. ؟" صرخ بدر بتوتر و و يديه ترتجفان ..

" اسمع سأذهب أنا من هذا الشارع , و أنت اذهب باتجاه اليمين من بعد الإشارة المرورية .. سنبقى على اتصال .. هيّا اذهب "

اسرع بدر بالمشي و هو يفكر أين من الممكن أن يضع أحدهم مغلفًا .. !!؟

كان يفكر بتوتر وهو يهمس لنفسه :" لن يضعه في منتصف الطريق بالتأكيد , سيضعه في مكان مخفي و آمن .. ولكن أين ؟ ... أين ؟! "

كان يمشي و هو ينظر إلى المحلات و المقاهي على يمينه .. و فجأة طرأت فكرة في رأسه .. و أحس أن نبضات قلبه في تزايد ..


.
.
.

نهاية الفصل الحادي عشر (11) ..

طبعًا أكثر من كذا حماس مافيه ..

و هالمرة ما رح أحط أسئلة للتوقعات .. أبغاكم انتو تحللون الأحداث و الشخصيات على راحتكم .. أحس ان الأسئلة تحصر التفكير ..

يلّا لا تحرموني من ردودكم الجميلة ..

نقطة مهمة : الكل عارف ان الاختبارات النهائية باقي لها أقل من شهر .. تحبون أنزل بارتات أيام الاختبارات ( يوم الجمعة ) .. أو تحبون أوقف شوي ؟؟

رأيكم يهمني كثيييير .. و الله يوفقني يارب وياكم و المسلمين و المسلمات جميع .. و يرفعنا بالعلم و ينفع فينا هالبلد و هالدين ..

دمتوا بحفظ الرحمن .. تصبحوا على خير


رد مع اقتباس