عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 07-10-2016, 12:32 AM
 


اتصلت بليو و أخبرته أني و رايل مدعوان عند أحد الأصدقاء و أننا لن نأتي لتناول الغداء ..!
أرجوا أن لا يتشاجر مع كيت في غيابنا ..!
بعد نهاية اليوم الدراسي سرنا سويةً ناحية بوابة المدرسة حيث اتصلت ينار بالسائق كي يحضر سيارة كبيرة ..!
يبدو لي ان والدها شخص ثري بما أنه يملك أكثر من سيارة ..!
لم تمض مدة قبل أن تتوقف سيارة ليموزين سوداء كبيرة أمامنا .. لا أخفي عليكم أنها أبهرت الجميع : تفضلوا ..!
كانت هذه كلمة ابنة السيد وهي تشير إلى الباب الذي فتحه السائق و تلقائياً بدأ الجميع بالصعود إليها حيث كانت المقاعد متقابلة من الداخل ..!
أخذ ايثن ينظر حوله للحظات : أنت ثرية بالفعل ينار ..!
ابتسمت له بهدوء : والدي هو الثري و لست أنا ..!
ببساطة قلت : لكنك سترثينه فيما بعد .. لذا لم يخطأ أيثن حين قال أنك ثرية ..!
طأطأت رأسها عندها بهدوء : لست مهتماً حقاً بالمال ..! كل ما أريده هو أن أكون مع ابي لذا انتقلت للعيش عنده ..! في السابق كان يعيش في شقة فاخرة فقد كان يعمل في احدا الشركات الكبيرة لذا لم استطع العيش معه ..! لكن بعد أن اسس شركته الخاصة و اشترى ذلك القصر دعاني للسكن معه فلم أكن لأرفض ..!
بتعجب سأل ماكس : غريب أن والدك لم يتزوج رغم أنه انفصل عن والدتك منذ زمن ..!
بدت عليها الحيرة وهي تقول : كلامك صحيح .. لكنه لم يحدثني عن هذا الأمر ..! و في الحقيقة لا أتجرأ على سؤاله ..!
بقي الجميع يتبادل الحديث حول ينار وولدها .. لكني و ريك كنا الوحيدين الصامتين ..!
مضت بضع دقائق قبل ان التفت إلى النافذة لتتسع عيناي أثر تلك المناظر ..!
هذه المنطقة ليست غريبة علي أطلاقاً : ريكايل ..!
هكذا همست فالتفت ناحيتي بهدوء : ماذا ؟!..
- أنظر من النافذة ..!
القى نظرة للحظات قبل أن يهمس باستنكار : أليست هذه المنطقة التي كنت تعيش فيها ؟!.. أيعقل أنها تسكن في هذه المنطقة الفاخرة ؟!..
بتوتر قلت : لا أعلم .. لكني مصدوم بالفعل .. فلا أحد يعيش فيها غير النبلاء و الأثرياء ..! كيف لفتاة مثلها أن تسكن في احد القصور هنا ؟!.. حتى أصغر قصر هو ملك لأحدى أكبر الأسر النبيلة ..!
أجل .. هذه المنطقة الفاخرة من باريس .. حيث تلك القصور التي تتباها بمساحاتها الواسعة و حدائقها الخلابة ..!
انه مكان النبلاء و الأثرياء ..!
مارسنلي .. رافالي .. ديمتري .. مردستن .. روبرتون .. برايان .. دايفيرو .. و الكثير من الأسر الأخرى ذات الصيت الواسع في البلاد ..!
إن لوالد ينار جرأة كبيرة لتفكيره بأن يزاحم هؤلاء القوم في أرضهم !!..
مضى بعض الوقت قبل أن تقول ينار : لقد اقتربنا ..!
نظرت مجدداً لأصدم أكثر بأننا بتنا قريبين من المكان الذي به قصر مارسنلي حيث توجد أكبر القصور في هذه المنطقة ..!
شعرت بالتوتر أكثر .. لقد نشأت في هذا المكان .. و ها أنا أعود إليه مجدداً ..!
بلا شعور همست : ريكايل .. أشعر بالخوف ..!
نظر إلي باستغراب : لما ؟!..
- الا ترا ؟!.. نحن قريبون من القصر ..!
- أعلم .. لكن ليس عليك أن تقلق ..! والد ينار يبدو حديث عهد بهذا المكان .. و لن يتعرف إليك بسرعة ان رآك ..!
رغم ذلك كنت متوتراً بالعفل .. الأمر لا يتعلق بمن سيعرفني أم لا .. بل هو بأني .. بأني لا أريد العودة إلى هنا !!..
لقد تركت هذا المكان بطريقة مؤلمة .. لذا لا أريد حتى زيارته الآن !!..
- لينك .. تبدو شاحباً ..!
نظرت إلى ريا التي كانت أمامي تنظر إلي باستغراب : أأنت مريض ؟!.. أن وجهك مصفر ..!
التفت إلى إيثن عندها و قد بدأ الجميع بالتحديق بي و قد اصطنعت ابتسامة على الفور : لا شيء ..! أشعر بالدوار فقط ..!
أغمضت عيني للحظات .. لينك أهدأ .. يستحيل أن تطلب منهم إيقاف السيارة لتنزل الآن و تهرب من المكان .. أنها مجرد زيارة قصيرة ثم ستعود لتلك الشقة الصغيرة التي تعيش فيها مع أربعة أشخاص طيلة الوقت ..!
عالم الرفاهية هذا .. لم يعد لي مكان به ..!
لقد طردني بقسوة .. لذا لا يمكنني أن أعود له ..!
- ها هو القصر ..!
- واااااو أنه أكبر مما توقعت بكثير !!..
- هذا مذهل ينار !!.. انه أكبر من منزلي بعشرين مرة ..!
- لا ألومك على الضياع في هذا المكان الكبير .. أنه كالمراكز التجارية ..!
كانت هذه تعليقات الجميع بشأن قصرها .. لكني لم أنظر إليه بعد : لينك .. أنظر ..!
كان هذا همس ريكايل المصدوم الذي أرعبني فلم يكن مني إلا أن رفعت رأسي لأتشنج من هول الصدمة !!..
لقد تجاوزنا البوابة الآن .. لقد دخلنا إلى قصر ينار ..!
لا .. أن هذا القصر .. قصري أنا !!!!!..
أجل !!!.. أنه قصري !!.. قصر جاستن و إلينا !!.. قصر أمي و أبي !!.. قصر مارسنلي !!!..
أهذا حقيقي ؟!!.. منزل ينار الآن هو ذاته قصر مارسنلي الكبير في السابق ؟!!!..
هل أعادتني إلى منزلي بهذه الطريقة ؟!..
توقفت السيارة أمام البوابة فبدأ الجميع بالنزول بعد أن فتح السائق الباب ..!
أما أنا فلم أتحرك من مكاني و قد وصل التوتر إلي رقم المئة حتى بدت ضربات قلبي مسموعة لي ..!
- لينك .. ألن تنزل ؟!..
كان هذا ماكس الذي سأل باستغراب ..!
كيف أنزل ؟!.. كيف يريدني أن أعود إلى هنا ببساطة ؟!..
لقد تم طردي من هذا المكان !!..
لقد تم جري كالكلاب الضالة في آخر الليالي إلى خارج هذا القصر !!..
لقد سرق مني منزلي ببساطة !!..
كيف أدخله الآن كهذا ؟!!..
شعرت بأحدهم يمسك بيدي و يضغط عليها بشدة فلم يكن مني ألا أن فعلت المثل .. انه ريكايل الذي همس لي بقلق و هدوء : أفهم ما تشعر به الآن يا أخي ..! لكن عليك ألا تثير شكهم ..! لذا لننزل الآن ..!
رفعت رأسي أليه و ملامح وجهي قد كساها الألم .. ابتسم لي بهدوء : هيا ..!
لم أقل شيئاً بل و قفت معه و نزلنا من السيارة ..!
في اللحظة التي خطيت فيها الأرض شعرت و كأن قلبي انتزع من مكانه ..!
أهذا ما يسمى الحنين للماضي ؟!..
نظرت حولي للحظات لأجد أن كل شيء كما كان .. لم يتغير !!..
ذلك الأدريان الحقير !!.. واثق أنه باع هذا القصر الرائع بسعر زهيد !!.. أنه يحاول التخلص من كل شيء يخص مارسنلي !!..
سار الجميع ناحية البوابة و أنا من خلفهم ..!
لا أصدق أني هنا مجدداً .. و كأنه حلم !!..
و حين دخلنا من تلك البوابة سمعت حالاً صوتاً في رأسي ..!
(( أهلاً بعودتك سيد مارسنلي ..! والدتك في المكتب تعمل ..! هل أخبرها بعودتك ؟!.. ))
انه صوت جيسكا ..!
أجل .. لقد اعتدت سماع هذا منها كلما عدت إلى منزلي ..!
لكني الآن .. مجرد ضيف !!..
نظرت حولي للحظات .. ذلك الطريق هو المؤدي لمكتب والدتي .. حين أذهب إلى هناك أراها غارقة بين الأوراق و الملفات .. لكن فور أن أدخل تترك ما بيدها و تلتفت إلي ..!
الدرج أمامي و المصعد كذلك .. كم مرة استعملتهما ذهاباً و عودةً إلى غرفتي ؟!..
و من هناك الباب المؤدي للحديقة الخلفية حيث تجلس أمي لشرب الشاي في أيام الربيع .. و احياناً تكون الخالة كاثرن معها ..!
و هنا .. و هنا و هناك .. و في كل مكان ..!
لكل مكان ذكرى مع أمي .. في كل زاوية أرى طيفها ..!
أشعر بالاختناق حقاً ..!
ما هذا الألم الذي بدأ يعشعش في صدري ..!
أشعر و كأن سندان بوزن عشرة أطنان يطبق على قلبي ..!
أي حرقة و حسرة هذه ؟!..
شعوري حين دخولي لهذا القصر .. مطابق لشعوري حين طردت منه في أنصاف الليالي !!..
اشارت ينار إلى غرفة الجلوس : تفضلوا إلى هنا ..!
كان الجميع يثنون على روعة هذا المكان و كأنه قلعة في حكاية ..!
لكني لم أكن أفهم ما يقولون بالضبط .. فأفكاري باتت مشوشة تماماً ..!
حين دخلت إلى غرفة الجلوس ..!
كنت أرى أطيافاً تجلس هنا و هناك ..!
أمي و الخالة كاثرن تحتسين القهوة مع العم رونالد .. دايمن يجلس من جهة أخرى يدخل في نقاشهم أحياناً فيخبره والده بأن عليه ألا يدخل لأنه لا يزال صغيراً على فهم موضوعهم .. تضحك عليه ليندا وهي تقول بأنه أغبى من أن يبدي رأيه في موضوع كهذا .. ميرال تركض عندها إلى أمي إلينا و ترتمي في حضنها لتخبرها بأن الكعكة التي أعدها الطاهي لذيذة و أنا ترغب في قطعة أخرى .. و حين أدخل أنا تنظر إلي آندي و تعاتبني على تأخري فأجيبها بملل أني تأخرت عمداً كي لا أقضي وقتاً طويلاً معها .. و بعدها بقليل تدخل جيسكا لتقول بأن مائدة العشاء جاهزة و أنه علينا التوجه لغرفة الطعام ..!
تلك الأيام .. و تلك الذكريات .. باتت مستحيلة الآن !!..
- أنها جميلة ..!
التفت الجميع ناحية سام التي قالت هذا و هي تحدق بشيء على طاولة بجانب تلك الأريكة ..!
تقدمت ريا و نظرت لتقول بابتسامة : صحيح .. أنها رائعة الجمال .. من هي يا ينار ؟!..
أجابتهم بابتسامة هادئة : لا أعلم تماماً .. لكن والدي أخبرني بأن صورتها موجودة حين اشترى المنزل .. و لم يبعدها لأنها تعطي منظراً جميلاً على الغرفة ..!
ايثن أيضاً نظر اليها بابتسامة : أنه محق .. فابتسامتها تشعر من يراها بالراحة .. واضح أنها سيدة عطوفة و رائعة ..!
تلك المواصفات .. و تلك المشاعر اتجاه الصورة مألوفة لدي ..!
بلا شعور سرت ناحيتهم و تجاوزتهم لألقي نظرة على تلك الصورة التي كانت داخل أطار كبير فوق الطاولة ..!
اتسعت عيناي و ارتفعت انفاسي .. لم أتمالك نفسي فالتقطتها و جلست على الأريكة بلا شعور لأحدق بتلك الصورة ..!
حيث تلك المرأة الشقراء تقف قرب تلك الشجرة الكبيرة و تحتضن من الخلف فتاً يبدو في السادسة عشر ذو شعر أشقر و وجه قد تم طمسه بقلم حبر أسود ..!
أنا لم أعر وجهي الذي طمس أي اهتمام .. بل كل اهتمامي انصب على تلك التي كانت تقف و تحتضنني من الخلف و على وجهها تلك الابتسامة التي لطالما انارت دربي ..!
رفعت يدي التي بدأت ترتجف و لامست بأطرافها تلك الصورة ..!
أمي .. لقد مضى زمن طويل ..!
أنهما شهران .. أجل فلقاءنا الأخير كان منذ شهرين !!..
في ذلك اليوم .. حين القيت عليك تحية الصباح .. و اخبرتك أن عليك التوقف عن العمل فأخبرتني أنك ستفعلين قريباً و أنك ستأخذين إجازة لنذهب لمنزلنا الشتوي سويةً ..!
قلتي لي " وداعاً " حينها !!.. ذلك الوداع الذي لن أنساه طيلة حياتي ..!
سيبقى صوتك و أنت تنطقين بتلك الكلمة يدور في ذهني .. آخر كلمة سمعتها منك ..!
ما الذي يجري لي ؟!.. أشعر أني أختنق ..! لا يجب علي أن أضعف أمامهم الآن ..!
علي أن أسيطر على نفسي أكثر ..!
- ماذا ماذا ؟!.. يبدو أن لينك أغرم بهذه السيدة ..!
هذا ما قاله ماكس بسخرية لكني لا استطيع حتى الرد عليه .. فأنا بالفعل مغرم بهذه المرأة ..!
المرأة التي فعلت كل شيء لأجلي و أحبتني أكثر من العالم بأسره ..!
تلك الأم التي لا يمكن أن يكون لها مثيل .. الشخص الأقرب إلى قلبي من أي شخص آخر و حتى من أخي التوأم ريكايل !!..
لكنها .. لم تعد موجودة في هذا العالم ..!
ربت أحدهم على كتفي و همس لي : لينك .. تمالك نفسك أرجوك .. أعلم بأنك تتمزق من الداخل و أنا لا ألومك .. لكن ليس أمامهم على الأقل ..!
ماذا تريدني أن أفعل ريكايل ؟!.. أتعتقد أن كتم مشاعري الآن سهل و أن علي بذل المزيد ؟!..
أني أكاد أنفجر الآن و لم أعد أحتمل ..!
علي أن أفعل شيئاً ..!
بسرعة أعدت الصورة لمكانها و وقفت : سأذهب لدورة المياه ..!
قلت هذا و سرت مغادراً الغرفة إلا أن ينار أسرعت لتقول : ستجدها بالقرب من هنا قبل نهاية الردهة ..!
أعلم .. ليست دورة المياه فقط ..! بل كل شبر في هذا المنزل .. أعرفه كما أعرف تفاصيل حياتي و احرف أسمي ..!
اتجهت لدورة المياه حالاً لكني لم أدخل أليها .. لقد كان هناك ممر صغير يحتوي على ثلاث مغاسل قبل باب دورة المياه ..!
هناك استدنت إلى الجدار و انهرت أرضاً .. بالكاد تمكنت من الوقوف و السير إلى هنا أصلاً ..!
كيف تمكنت من التماسك ؟!.. لا أعلم لكني أهنأ نفسي على هذا ..!
لقد طردت من هنا .. ثم عدت من جديد لأجد أن كل شيء كما هو .. لا يوجد قطعة أثاث تغيرت من مكانها ..!
حتى صورتي مع والدتي لا تزال هناك ..!
أمي إلينا .. ليتك ترين ما حل بي !!.. كل ما احتاجه الآن هو النوم في حضنك و لو لدقائق فقط .. ذلك سينسيني كل هذا العذاب ..!
لحظتها بكيت !!.. بل انهرت باكياً و لم استطع كتمه أكثر !!..
أي ألم هذا ؟!.. لا أصدق أني الآن في هذا الموقف !!..
لا شك أنه حلم !!.. أجل حلم !!.. بل كابوس مرعب !!...
أنا الآن مجرد ضيف هنا !!..
المنزل الذي تربيت بين أركانه لم يعد لي !!.. لقد صار لشخص آخر ..!
لقد سلب مني بالقوة !!..
غرفتي في الأعلى .. و غرفة أمي كذلك .. مكتبها هناك .. تلك الحديقة الخلفية التي لعبت فيها كثيراً و أنا أسمعها تقول بقلق " لينك أحذر كي لا تسقط " !!..
لكني حين أقع أرضاً تهرع إلي و تمسح الدموع التي تجمعت في عيني ثم تحتضنني وهي تقول " يا إلهي .. حبيبي هل أصبت بأذى ؟!.. كان عليك أن تكون أكثر حذراً ..! "
أريد أن تعود تلك الأيام !!.. أريد أن أكون معها فقط !!.. لا يهمني أي شخص آخر !!..
شعرت بأحدهم يربت على كتفي فرفعت رأسي عندها إليه .. كان متفاجئاً نوعاً ما : لينك .. أأنت .. تبكي ؟!..
بلا شعور تمتمت : و ما الذي تتوقعه غير هذا ؟!.. أتنتظر مني أن أضحك و أقفز فرحاً بدخولي لهذا المنزل مرة أخرى ؟!.. هل نسيت كيف تم طردي منه و رمي في الشارع كالمتشردين ؟!.. هل نسيت أن هذا حدث بعد أيام قليلة من وفاة أمي إلينا ؟!.. أني أرى طيفها في كل مكان ريكايل !!.. أشعر بالألم !!.. أنه مؤلم و كأن سكينة تمزق قلبي ..! و كأن حبلاً يلتف حول رقبتي !!.. أنه مؤلم ريكايل ..!
احتضنني عندها و أخذ يمسح على رأسي بهدوء مما جعلني أهدأ قليلاً : آسف لينك ..! لم أعلم بأنه بتلك الصعوبة ..! أنا أدرك أن ذكرياتك في هذا المكان تشعرك بحنين قاتل إليه ..! أعلم أنه يذكرك بالسيدة ألينا ..! لكني لم أعلم بأنه سيجعلك تعاني كهذا ..!
لم أقل شيئاً بل هدأت و قد توقفت عن البكاء أخيراً فابتعد عني بهدوء : أغسل وجهك الآن و عد إلى غرفة الجلوس .. الجميع بدأ يقلق عليك ..! لقد ذهبت ينار لأخبار الطاهي بأن يعد الحلوى .. حاول أن تصمد قليلاً أخي ..! أرجوك ..!
أومأت إيجاباً بعدم اقتناع .. لكن أنا لا أملك حلاً آخر لفعله الآن ..!
سبقني رايل عائداً للغرفة بينما وقفت لأنظر لنفسي في المرآة و أرى وجهي المحمر من أثار البكاء ..!
في الماضي .. كنت أرى هذا المنظر على وجهي دوماً بمجرد تذكر أليس .. لكن رؤية والدتي كانت تريحني و تنسيني ذلك الألم ..!
لكن الآن .. أنقلب الحال و باتت ذكرى والدتي هي أكثر ما يؤلمني ..!
غسلت وجهي بالماء البارد عندها ثم جففته بالمناديل الورقية ..!
و ما إن سرت خطوتين لأعود لغرفة الجلوس : أهلاً بعودتك سيدي ..!
توقفت في مكاني حين سمعت تلك النبرة المحترمة من احدا الخادمات .. هل عاد والد ينار يا ترى ؟!..
رد مع اقتباس