عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 07-10-2016, 12:30 AM
 


part 7

باقي ذلك اليوم مضى على خير ..!
أخذ شركة التأمين سيارة هاري إلى ورشتهم لإصلاح زجاجها الأمامي و ستعود جديدة كما كانت ..!
كيت لم تظهر لبقية اليوم حتى العشاء .. هاري بالمثل و كذلك ليو ..!
لقد كان المنزل هادئاً تماماً ..!
في اليوم التالي جاءت كيت في الصباح ككل يوم و قد بدت طبيعية أكثر من المعتاد حتى أنها قررت التغيب عن المدرسة !!..
أما ليو فقد التقى ريكايل في الصباح و أخبره بأنه سيأتي مع والديه بعد المدرسة إلى منزلنا ليخبر الجميع عن قراره ..!
في الحقيقة أن أشعر أن خلف اختياره منزلنا بالذات مصيبة عظمى ..!
.................................................. ..............
الساعة هي .. الثانية بعد الظهر ..!
المكان .. غرفة الجلوس في شقتنا المتواضعة ..!
الحضور .. أنا و ريكايل .. كيت و شقيقها الأكبر هاري .. السيدة آنيا و ابنها لوسيان و طليقها السابق السيد مارك .. كذلك خالتي ميراي التي كانت في صدد زيارة معتادة لنا ..!
و بالطبع بطل الحدث .. ليونيل المتشرد ..!
وقف ذلك الأخير أمامنا وهو يقول : لقد قررت قرار حاسماً بشأن مكان سكني الجديد ..! فأنا لم أعد أريد العيش عند أمي بينما زوجها يذهب و يأتي كل فترة ..! أيضاً لا أفكر إطلاقاً بالعيش عند والدي بينما هناك امرأة يفترض أنها زوجته في المكان ..! لذا .....!
بدا الحماس على الجميع بينما شعرت بالسوء فجأة لسبب مجهول : سأعيش هنا !!!...
أتسعت عيناي بذهول من كلمته تلك بينما بدت الصدمة على الجميع من كلامه !!..
قبضت يدي و أنا أحاول السيطرة على أعصابي : أعد ما قلته ..!
نظر إلي بابتسامة شر : قلت سأعيش هنا في هذا المنزل ..! ألديك اعتراض ؟!!..
وقفت بسرعة و أنا أقول : بالطبع أعترض !!.. أنا لا أريد لشخص مزعج مثلك أن يكون أمامي طيلة الوقت !!..
تجاهلني و نظر لريكايل و ابتسم بمرح : يمكنني ذلك ريكايل أليس كذلك ؟!..
التفت الى رايل بسرعة لأجده يبتسم بلطف : بالتأكيد .. أنا ليس لدي مانع إطلاقاً !!..
باستياء قلت : رايل كيف تقول هذا ؟!..
بدت السعادة على خالتي : سيكون هذا رائعاً .. هذا أفضل من بقائكما وحدكما يا ابنا اختي العزيزين ..!
- حتى أنت يا خالتي ..!
تنهدت السيدة آنيا براحة و ابتسمت : إن كان ليو سيبقى هنا فسأكون مطمئنة ..! بالطبع سأعد لكم الغداء و العشاء دائماً بما أن ابني سيكون تحت رعايتكم ..!
كنت مستنكراً من أعجابهم بفكرته .. فحتى السيد مارك الذي لم يلتقي بنا إلا مرة واحدة ابتسم بهدوء : أعتقد أنه الحل الأمثل ..! إن كان الأمر هكذا فأنا سوف أساهم في دفع إجار الشقة نيابة عن ابني ..!
كان لوسيان سعيداً أيضاً : رائع .. هذا يعني أن أخي سيبقى في هذه العمارة و لن يذهب بعيداً ..!
انهرت على الأريكة مصدوماً فيبدو أني لم أعد أملك أي حق في الرفض ..!
هاري أيضاً قال بهدوء : بما أن ليو سيبقى هنا فهو سيكون قريباً من والدته و هذا أمر جيد ..! كما أن هذا سيخفف عليكم من الأحمال يا لينك بما أن السيد مارك سيساهم في الإيجار ..!
كيت كذلك علقت بملل : صحيح أني لا أحب أن يبقى هذا المتشرد هنا .. لكن بما أن هذا سيعفيني عن تحضير الغداء و العشاء كل يوم فسيكون هذا رائعاً ..! آه صحيح .. أعتقد أن شراء مكونات الطعام سيقل أيضاً ..!
ابتسم ليو بمرح عندها : حسناً حسناً .. بالطبع سيكون هذا فقط حتى اصل للسن القانونية .. و بعدها سأعيش وحدي و اعتمد على نفسي ..!
و يقولها بكل بساطة !!.. لديه سنتان حتى ذلك الوقت ..!
لكن يا لينك .. ليس لديك أي خيار و جميع السبل مغلقة في وجهك ..!
لذا بضجر قلت في النهاية : أفعلوا ما شئتم ..!
.................................................. ....
بعد تناول الغداء مع الجميع و الذي كانت السيدة آنيا قد أحضرته من منزلها ..!
قرر السيد مارك المغادرة فرافقته حتى باب العمارة .. و هناك نظر إلي بهدوء وهو يقول : شكراً على عنايتك بابني ..!
بهدوء قلت : لا داعي للشكر أطلاقاً .. فهو كأخي الأصغر ..!
تقدم ناحيتي أكثر وهو يقول : لقد سمعت من ليو أنك تشبه أحد المشاهير ..!
حافظت على هدوئي التام و أنا أقول بابتسامة صغيرة : حقاً ؟!.. قال لي ليو أن أشبه شخصاً لكني لا أذكر أنه بتلك الشهرة ..!
ابتسم هو أيضاً ابتسامة ذات مغزى : أجل .. ليس بتلك الشهرة في السابق ..! لكنه حالياً في قائمة المفقودين المهمين و كثيرون يبحثون عنه طمعاً في بعض المال من احد النبلاء المهتمين به ..!
علي أن أراوغه و إلا سيكتشف امري : أتقصد لينك مارسنلي ؟!.. أهو بتلك الأهمية حقاً ؟!..
احتدت عيناه و كأنه أنتبه لطريقتي في الخوض بالموضوع بدون أي ارتباك : أجل أنه كذلك .. فمارسنلي من تلك الأسر القليلة ذات الأصول النبيلة .. و اختفاء الفرد الأخير منها يعني انقطاع سلالتها للأبد ..!
هذا الرجل لا يعلم بأن تلك السلالة انقطعت بالفعل منذ توفيت أمي ألينا : غريب .. سمعت بأنه الوريث لكني لم أعلم أنه الوحيد .. اعتقدت أن له أبناء عم أو شيء من هذا القبيل ..!
عدم ارتباكي اصابه بالحيرة فيبدو أنه بات يشك بي .. أو ربما هو يشك بريكايل أيضاً : حسناً .. لقد كان الأخير بالفعل ..! أنه أمر جيد فربما لو حصل الأمر مع بقية النبلاء فنتخلص من ذلك المجتمع المتكبر ..!
هل ينتظر مني أن أغضب ؟!.. حسناً ربما لو كنت من ذلك المجتمع بالفعل لغضبت لكنني أدرك تماماً أن مجرد عامي تطفلت على تلك الطبقة لبعض الوقت : لم أعامل أحد النبلاء من قبل .. لذا لا أعلم إن كانوا متكبرين فعلاً أم لا ..!
بدا انه لم يعد يملك شيئاً ليقوله لذا في النهاية ابتسم : سيكون من الأفضل أن تبتعد عنهم فهم في قمة الغرور ..! عموماً سعدت بمعرفتك لينك ..! أراك في وقت لاحق ..!
ودعته عندها فسار بهدوء في ذلك الشارع كي يصل لموقف الحافلات ..!
ربما علي أن أحذر أكثر من هذا الرجل !!..
.................................................. ...........
مضى يومان بلا أي تغير .. منذ قرر ليو السكن عندنا لم يتغير أي شيء فهو كان يقضي يومه عندنا دوماً ..!
لكن الفرق الوحيد هو أن أصناف الطعام الشهي تصلنا كل يوم و هذا رائع بالفعل .. السيدة آنيا طاهية ماهرة حقاً ..!
اه صحيح .. لقد استلم ريكايل هذا الصباح نتيجته و كما هو متوقع له نجح بمعدل جيد ..!
كان هذا الخبر رائعاً لنا جميعاً و قد اتصل به الجميع لتهنئته فهو يستحق هذا بعد ذلك المجهود الذي قام به ..!
الساعة هي الثامنة مساءاً !!..
كنت أجلس في غرفة الجلوس اتصفح احدا مجلات الفن و أقرأ ذلك المقال عن فلم لوي الذي سيصدر قريباً ..!
كيت مستلقية على الأريكة و قد غلبها النعاس .. و ليو يجلس على الأرض أمام تلك الطاولة قصيرة السيقان يقوم بالاستعداد لامتحانه غداً ..!
هناك أمر مميز يحدث حالياً .. هاري قام بدعوة خالتي ميراي إلى العشاء الليلة .. في الحقيقة لم أعتقد أن الأمور بينهما تطورت بالفعل ..!
لكني أتمنى أن تستمر بالتطور فخالتي تستحق شاباً رائعاً مثل الدكتور هاري ..!
حسناً .. أعتقد أنهما لا زالا في البداية فهما لا يزالان يستخدمان " الآنسة ستيوارت " و " الدكتور ليبيرت " في حديثهما ..!
دعني من هما الآن .. هذا المقال جعلني أتطلع للفلم القادم للوي .. أنه يحقق نجاحات باهرة في الفترة الأخيرة ..!
نظرت حولي باستغراب : ليو .. أين ريكايل ؟!.. كان هنا منذ قليل ؟!..
أجابني بملل و هو يتثاءب : لا أعلم .. ربما ذهب لينام ..! سحقاً لهذا الامتحان ..!
تركت المجلة جانباً و ذهبت لأتفقده ..!
لم يكن في المطبخ لذا لا بد أنه في غرفتنا .. فالغرفة الصغيرة باتت لليو الآن ففراشه هناك و قد وضع ملابسه في الخزانة الصغيرة فيها ..!
دخلت إلى الغرفة دون طرق الباب و وجدته جالساً على سريره مستنداً إلى الوسادة يحدق بذلك الشيء في يده ..!
تلك الميدالية الغريبة : ريكايل .. هل ستنام الآن ؟!..
التفت إلي عندها بارتباك و كأنه كان شارد الذهن : آه .. لا ..!
تقدمت ناحيته أكثر : ألن تخبرني الآن ما قصة هذه الميدالية ؟!..
ابتسم بهدوء : ليس لها قصة ..! أخبرتك أنها اعجبتني فقط و اشتريتها ..! آه .. ما رأيك أن أعطيها للورا ؟!.. سوف تحبها بالتأكيد ..!
قطبت حاجبي باستغراب : اعتقدت أنها ستكون هدية من صديقة مثلاً ..!
- أنت تمزح ..! لم يكن لي صديقة أطلاقاً ..!
ربما علي الدخول في الموضوع فوراً : حقاً ؟!.. لقد رأيت مثلها مع ينار .. لذا اعتقدت أنها قد تكون صديقتك في السابق أو شيء من هذا القبيل ..! إن كان كذلك فأخبرني لأساعدك في اصلاح الأمور معها فيبدو أنكما متشاجران ..!
اختفت ابتسامته عندها و أظهر الاستغراب : هل رأيت مثلها مع ينار ؟!..
أومأت إيجاباً : كانت تعلقها على هاتفها ..!
ضحك بخفة ضحكة مصطنعة : يا لها من مصادفة ..! أرجوا أن لا يراها البقية فيعتقدوا أني و ينار صديقان كما اعتقدت أنت ..! نحن لسنا كذلك بالتأكيد .. كل ما في الأمر أني التقيتها ذات مرة بالقرب من الملجأ ..!
قبل أن أقول شيئاً نظر للساعة وهو يقول : آه .. سأذهب لدكان العم جاك لشراء العصير فقد نفذ ما في الثلاجة ..!
قال تلك الكلمة و التقط سترته من فوق السرير ثم خرج من الغرفة و الشقة بأكملها .. أنه يتصرف بغرابة حقاً ..!
عدت لغرفة الجلوس و أنا أفكر في أن هناك أمراً بينه و بين تلك الينار بالتأكيد ..!
و فور أن دخلت انتبهت إلى ليو الذي غط في النوم فوق كتبه ..!
أخذت انظر إليه و إلى كيت بهدوء ..!
من كان يعتقد أن اثنان مثلهما سيفرضان نفسيهما علي بهذه الطريقة ..!
ابتسمت بسخرية على نفسي .. لقد تغيرت أكثر مما كنت أتوقع ..!
...............................................
رد مع اقتباس