عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-05-2016, 04:24 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900PX;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/05_07_16146767609386165.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






الموتُ مجّـآنــاً

كانَ الخريفُ يمرٌّ في لحمِي جَناَزَة بُرتقَالٍ ..
قمراَ نحاسياً تُفتِّتُهُ الحجارةُ و الرِّمالُ
و تَساقُطُ الأطفالِ فِي قلبِي علَى مهجِ الرِّجالِ
كلُّ الوجومِ نصيبُ عينِي ..كلٌّ شيٍء لا يقال ..
و منَ الدَّم المسفوكِ أذرعةٌ تنادينِي : تعال !
فلترفعِي جيِّدا إلَى شمسِِ تحنّت بالدَّماءِ
لا تدفنِي موتاكِ!.. خلِّيهم كأعمِدةِ الضِّياءِ
خليِّ دمِي المسفوكَ.. لافتَةَ الطُّغاة إلَى المَساءِ
خلِّيهِ ندًّا للجبالِ الخضرِ فِي صدرِ الفضاءِ!
لا تسألِي الشُّعراءَ أن يرثُوا زَغاليلَ الخَمِيله
شرفُ الطُّفولةِ أنَّهَا خطرٌ علَى أمنِ القبيلة
إنِّي أُباركهُم بمجدٍ يرضعُ الدَّم و الرَّذيلَة
و أهنِّيءُ الجَّلادَ منتَصراً علَى عينِ كحِيلة
كَي يستعيرَ كِساءَهُ الشِّتويَّ من شّعرِ الجَديلَة
مرحَى لفاتحِ قريةٍ !.. مرحَى لسفاحِ الطُّفولَه !..
يا كفرَ قاسمٍ !.. إنَّ أنصابَ القبورِ يدٌ تشدّ
و تشدُّ للأعماقِ أغراسِي و أغراسَ اليتامَى إذ تمدُّ
باقون.. يا يدكِ النَّبيلة، علِّميَنا كيفَ نشدُو
باقونَ مثلَ الضوءِ، و الكلماتِ، لا يلوِيهِما ألمٌ و قيد
يا كفرَ قاس!
إنَّ أنصابَ القبورِ يدٌ تشُدّ..!

~|•

تُنسـى كأنّـكـ لمـ تـكــن

تُنسى، كأنَّكَ لم تَكُنْ
تُنْسَى كمَصرعِ طائرٍ
كَكنيسةٍ مهجورةٍ تُنْسَى،
كحبّ عابرٍ
وكوردةٍ في الليل .... تُنْسَى

***

أَنا للطريق...هناك من سَبَقَتْ خُطَاهُ خُطَايَ
مَنْ أَمْلَى رُؤاهُ على رُؤَايَ
هُنَاكَ مَنْ
نَثَرَ الكلام على سجيَّتِه ليدخل في الحكايةِ
أَو يضيءَ لمن سيأتي بعدَهُ
أَثراً غنائياً...وحدسا
تُنْسَى ، كأنك لم تكن
شخصاً ، ولا نصّاً... وتُنْسَى

***

أَمشي على هَدْيِ البصيرة، رُبّما
أُعطي الحكايةَ سيرةً شخصيَّةً..
فالمفرداتُ
تسُوسُني وأسُوسُها.
أنا شكلها
وهي التجلِّي الحُرُّ.
لكنْ قيل ما سأقول.

يسبِقني غدٌ ماضٍ ، أَنا مَلِكُ الصدى.
لا عَرْشَ لي إلاَّ الهوامش ، و الطريقُ
هو الطريقةُ ..
رُبَّما نَسِيَ الأوائلُ وَصْفَ

شيء ما، أُحرِّكُ فيه ذاكرةً وحسّا

***

تُنسَى، كأنِّكَ لم تكن
خبراً، ولا أَثراً... وتُنْسى
أَنا للطريق... هناك مَنْ تمشي خُطَاهُ
على خُطَايَ، وَمَنْ سيتبعني إلى رؤيايَ...
مَنْ سيقول شعراً في مديح حدائقِ المنفى،
أمامَ البيت، حراً من عبادَةِ أمسِ،
حراً من كناياتي ومن لغتي، فأشهدُ
أَنني حيُّ
وحُرُّ
حين أُنْسَى!



~


سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي
وجودي . كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ
اقتربتُ من الحقيقةِ ، وانبعثتُ من
الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين ، عَزَفْتُ
عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ
رحلتي الأولى إلى المعنى ، فأَحْرَقَني
وغاب، أَنا الغيابُ ، أَنا السماويُّ
الطريدُ
سأَصير يوماً ما أُريدُ ..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

رد مع اقتباس