عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 07-03-2016, 03:40 AM
 





الثاني عشر...
" الحزن قدري!"

فتحت ايلا عينيها على أول شعاع شمس يتسلل من شرفتها. تذكرت كلام ريكاردو لها في الليلة السابقة..فابتسمت بفرح وقلبها يخفق بشدة حتى كاد يتوقف!

" أوه..لو يعلم كم أحبه!"

ونهضت وهي تحس بالقوة والنشاط يملآنها, استحمت ثم شرعت في ارتداء ثيابها. كانت هذه هي المرة الأولى التي تقف فيها أمام خزانة ثيابها حائرة! أي ثوب تختار؟وفي النهاية قررت ارتداء بنطال جينز أزرق بحزام عريض, وبلوزة قطنية وردية اللون, وتركت شعرها ينساب بحرية بعد أن سرحته. القليل من الزينة, رشتين بعد من عطرها المميز..وها هي قد أصبحت جاهزة للقاء حبيبها!

نظرت نظرة أخيرة الى نفسها في المرآة, ولم تعرف نفسها في بادئ الامر! كانت تنظر الى فتاة جميلة وسعيدة, يظهر الحب في عينيها ووجنتيها المحمرتين!

ابتسمت بفرح وأسرعت في الذهاب لحبيبها, كانت تنزل كل درجتين بقفزة واحدة وهي تضحك بفرحة الاطفال!

أسرعت الى الحديقة حيث رأت ريكاردو يجلس قرب حوض السباحة معطياً اياها ظهره...وهو ينفث الدخان من سيجاره...ويعود ليتأمل سكون ماء البركة!

ابتسمت ايلا و مشت بحذر حتى أصبحت خلفه, ثم وضعت يديها على عينيه وترقبت رد فعله بشوق ولهفة كبيرين!
لكن, ما ان تسربت رائحة عطرها الى أنفه..حتى انتفض ونزع يديها بحدة عنه..ونظر اليها بقسوة..ثم مالبث أن ابتسم باستهزاء وقال...

:" تظهر على وجهك فرحة العاشقين!!! آه....أولستي بريئة ورائعة هكذا؟!"

قالت بحيرة :" صباح الخير!"

أجاب بنفس النبرة الساخرة :" صباح الخير يا زنبقتي! كنت انتظرك! تعالي اجلسي!"

دهشت ايلا لرد فعله غير المتوقع ولبروده وصده غير المبرر. كما صدمتها نظرة السخرية والاحتقار التي بدت في عيني ريكاردو المحمرة جراء السهر! كان واضحاً بأنه لم يذق طعم النوم الليلة السابقة...ولكن لماذا؟؟وماذا حدث بعد دخولها لغرفتها؟؟؟!

قال بحدة أكبر:" اجلسي! فهناك ما علينا التحدث بشأنه!"

اقتربت ايلا وهي تحس بتقلص في معدتها. جلست بجانبه ونظرت اليه..علها تفهم شيئاً من ملامح وجهه! لكنها كانت قاسية وباردة الى أبعد حد!!!


" ما الأمر ريك؟ أنا....انا لا أفهم شيئاً!!!"


قال بسخرية:" لا؟ أوه..لا عليكي يا صغيرتي..هاكي ما يساعدك على الفهم!"


أخرج من جيبه مغلفاً وألقاه اليها, التقطته ايلا وقلبته بين أصابعها..فاتضح لها بأنه مظروف رسالة موجهة اليها...تساءلت بحيرة:" ما هذا؟"


بدا ريكاردو نافذ الصبر:" ألا تعرفين ما هذا؟!"