عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 07-03-2016, 01:34 AM
 
اولاً: كل عام وانتي بخير...وانشالله العمر كله....
ثانياً: غالي والطلب رخيص...ارجو ان تعجبكي هديتي!!


الفصل السابع
" أجمل امرأة في العالم!"

فتحت عينيها فجأة..كانت الغرفة معتمة وباردة..., رفعت إيلا رأسها...عاودها الصداع قليلاً لكنه ما لبث أن زال. أدركت بأن الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة..ولكن ؟؟لم لم يوقظها أحد؟ ربما طلب منهم ريكاردو ذلك, حتى يجنبها الاحراج بعد ما حدث ظهر هذا اليوم...! ولكنها تشعر بجوع شديد, وبالطبع فاتها موعد العشاء منذ وقت طويل!!

نظرت الى نفسها...! كانت ترتدي بيجامة قشدية قطنية, كانت فضفاضة قليلاً خاصة عند فتحة العنق..التي كانت تكشف جزءاً من كتفها الأيسر.... كانت ايلا تفضلها على غيرها..لأنها ترتاح فيها كثيراً....خاصة بعد يوم حافل بالمآسي والاحزان والهموم!

" حسناً..لا أظن بأن هناك من يزال مستيقظاً حتى هذه الساعة!"

ومشت وهي حافية القدمين وفتحت باب غرفتها ونزلت بهدوء على رؤوس أقدامها...وكأنها لص يرغب بسرقة جوهرة نفيسة ويخاف أن يكتشف!! وصلت المطبخ.. ودخلت...بدأت تتلمس الجدران حتى تجد زر الاضاءة..وما ان ضغطت عليه...حتى أنار المطبخ بأكمله..التفتت لكنها صعقت..وأحست بأنه سيغمى عليها....

ابتسم ريكاردو..وهو يرتش رشفة من فنجان قهوته....حاولت تدارك الموضوع:" أنا..؟أنا...؟"

نهض من مكانه وسحبها من ذراعها وأجلسها على كرسي قائلاً:" اجلسي هنا..ولا تتحركي ريثما أنتهي!!"

لم تنبس ببنت شفة..وقد أخذ منها الذهول والتوتر والرعب كل مأخذ...., وماهي الا دقائق..حتى وضع أمامها على المنضدة طبقاً شهياً يحتوي شريحة لحم مشوية, وقليلاً من الخضار المسلوقة والبطاطا المهروسة...!

زاد احراجها..:" لكنني..!"

قاطعها صوته وهو يجلس أمامها ويكمل شرب قهوته...

:" علي أن أحذركي بأنكي لن تغادري المكان حتى تنهي عشاءك!"

كانت جائعة الى حد كبير...فلم تجد بداً من الاستسلام...:" حسناً, اذا كنت تصر!"

ابتسم ابتسامة واسعة لم تر مثلها في حياتها كشفت عن غمازتين لم تلاحظهما قبلاً...! أزاحت عينيها عنه وشرعت بالأكل..., ولما لاحظت بأنه يتفحصها ويكاد يلتهمها بعينيه..وبالأخص ذلك الكتف العاري...تلمست ياقة سترتها..ولكن أنى لها اخفاء كتفها!!
فقالت بارتباك:" آسفة على مظهري...لكنني ظننت الجميع نيام..!!"

ابتسم ابتسامة هادئة ثم قال بعد طول تأمل:" أتعنين بأن هذه ملابس خاصة فقط بغرفة نومك؟"

أجابت وكأنها تدفع عن نفسها تهمة:" هذا مؤكد!"

ابتسم بمكر:" اذاً أنا محظوظ جداً حتى أتمكن من رؤيتكي فيها! انها تعجبني جداً..وأرجو حقاً أن لا يراها أحد .....غيري!"

توردت وجنتا ايلا...! ما الذي يحاول قوله؟ أيريد أن يغريها الآن؟ لكنني لست واحدة من نسائك أيها الدونجوان...! عادت الثقة الى صوتها..وأكملت تناول طعامها وكأنها لم تسمع شيئاً مما قال....

" هل أنت معتاد على السهر في ظلمة المطبخ؟؟"

أدرك أنها تلعب لعبته..فقبل ذلك بكل سرور...:" حسناً, لست أفعل ذلك عادة, ولكنني كنت أنتظرك!"

مثلت عدم الاندهاش ..الا أن قلبها كاد ينخلع من مكانه....

:" هيا الآن...بامكانك ايجاد عذر أفضل من هذا!"

ابتسم وتابع بهدوء...:" هذا صحيح! ومع ذلك آثرت قول الحقيقة...لأنني...كنت قلقاً عليكي يا ساندريلا!"

تساءلت بحيرة:" قلقاً علي؟ مم؟ لم يكن عليك ذلك....انني راشدة وأعرف كيف أعتني بنفسي....لقد عشت حياتي بأكملها وأنا أفعل ذلك..لم علي الآن أن أبحث عمن يفعل ذلك عني؟"

عاد البرود ليكسو ملامحه وصوته:" أتجدين ذلك مرضياً؟؟ أن تجعلي من نفسك الضحية دائماً؟؟"

أجابت بعصبية:" أنا لا أجعل من نفسي ضحية..!!اولكن؟؟كيف لك أن تفهم...؟لقد اعتدت على الاهتمام والرعاية من جميع من هم حولك...انني لا أرى أحداً يخالفك الرأي هنا!!لا أحد يتجرأ ليخالف أمرك...!وتأتي لتناقشني بكل جرأة عن حياتي!!هذا مسل حقاً!"

:" لن نظل هنا طوال الليل..نناقش طفولة من كانت الاتعس!!!! لكن..لا تعتمدي أبداً على المظاهر! على كل حال.... لقد انتهت تلك الفترة المظلمة من حياتك وولت بلا رجعة....فلم تصرين على العيش فيها؟؟؟لم تحبين تعذيب نفسك...والآخرين؟؟؟"

أجابت بمرارة..والسخرية تعلو وجهها...:" أحقاً ولت؟؟" وهي تهم بالنهوض...

" لن أدعها تعود...! كوني واثقة من ذلك !!"

نظرت الى وجهه وهي تحاول أن تفهم....:" لماذا؟"

كرر من ورائها وهو يكاد ينفجر...:" لماذا؟؟؟أوه صحيح...لماذا؟؟لماذا برأيك ؟؟؟ أم تجدين بان الامير السخيف من الصعب أن يهتم بطفلة مثلكي يا ساندريلا...؟؟!!"

كانت قد عاهدت نفسها أن ترمي جنونها وعصبيتها خلفها.., لكنها سرعان ما نست العهد ورمت به عرض الحائط..! تركت طبقها ونهضت من مكانها..وهي تكور يديها على شكل قبضة بجانبها....

:" أنت انسان لا تحتمل أبداً..تتعمد اغاظتي مهما حاولت التروي...لماذا تفعل ذلك؟؟؟ أتحاول الانتقام مني بسبب اعترافي لك تلك الليلة اللعينة عن رأيي في شخصك العظيم؟ حسناً! اعلم بأنني لا زلت عند رأيي ومتمسكة به حتى آخر يوم في عمري..."

وهمت بالذهاب..لكنه كان أسرع من الفهد...جاذباً اياها من ذراعيها...وضاماً اياها الى صدره بقسوة...

" اتركني أيها الوغد!"

قال وهو يتلذذ بمقاومتها:" والا ماذا يا ساندريلا؟"

أحست بأنها ستنفجر..ستنهار..لا تستطيع احتمال قربه...وهو يلسعها بلمساته النارية وكلماته الاستفزازية..., لم تجد بداً من الاستسلام...ربما يتركها حينها! ولكن عناقه كان بركانياً محموماً.., أدركت بأنه سيصهر جمودها وسيذهب عقلها الى ما لا يحمد عقباه..فنادت:" ريكاردو!"

رفع رأسها عن صدره..وهو يحيط وجهها بيديه...تبادلا النظرات لبرهة...ثم قال بعد جهد:" كنت أعرف بأن اسمي سيكون ذو رنة مثيرة من شفتيك!"

أحست بأن الموقف عاد لينقلب عليها مرة أخرى...رأته يحدق في شفتيها المرتجفتين...فأشاحت برأسها هاربة من خطر...أيقنت أنها هالكة منه لا محالة.

قالت بصوت هامس متوسل:" أرجوك ريكاردو...هذا يكفي!"

لمس ذقنها ورفع رأسها حتى التقت أعينهما سوياً..وكانت قد انسابت دمعتين على وجنتي ايلا...! زفر زفرة طويلة ثم مسح دموعها وهو يلعن ويشتم..., نظرت اليه خائفة من غضبه.., لاحظ في عينيها ذلك...فضمها طويلاً اليه...ولم تعترض هي..على العكس! أحست بالأمان والسلام والحب..أجل انها تحبه..تعترف الآن!

قال بصوت أجش:" اللعنة عليكي يا ساندريلا! انكي تفقدينني عقلي...تجعلينني كالمجنون!( ابتعد عنها لحظة لينظر اليها..)..وما هذا الذي ترتدينه؟! تباً لغبائكي!" وقد نزع نفسه مجبراً ليبتعد عنها ويسرع خارج المطبخ....لكنه توقف عند الباب...وقال وهو لا يزال معطيا اياها ظهره.....

:" أنتي أجمل امرأة في العالم يا ساندريلا!" وغادر سريعاً.....

بقيت ايلا للحظة..غير مستوعبة كل ما حدث معها!! لكنها فجأة خرجت تهرول مسرعة الى غرفتها وهي تتمنى أن لا تلتقي ريكاردو في طريقها..., وما ان وصلت حتى أغلقت باب غرفتها سريعاً وارتمت على سريرها وهي ترتجف ودموعها تنهمر...من الخوف والذعر ربما!..لا بل من المفاجأة...! أو من الاثارة...؟ أو.............من الحب!