عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-02-2016, 09:44 PM
 

الفصل الثالث
لن تهربي مني......


لم تستطع ايلا تمالك أعصابها..نظرت اليه بدهشة!!! كانت عيناه المتحديتان تضحكان بصمت...,وعلى شفتيه بسمة واثقة ساخره.....

" أجل عمتي...لقد تعارفنا أخيراً..أليس كذلك سنيورا ايلا؟"

كادت أن تجن....لقد خدعها؟؟؟؟لقد مثل عليها ولم يكلف نفسه عناء اخبارها الحقيقة..!!! بل ظل مكتفياً بالانصات و الاستماع الى رأيها فيه برحابة صدر..ودون ان يحرك ساكناً!! اوه....متى ستتعلمين ابتلاع لسانكي ايلا؟؟؟؟ كم كانت ترغب أن تنشق الارض وتبتلعها في تلك اللحظة....حينما تذكرت كلماتها وحديثها بقرف عنه!!!يا الهي ..كم هو محرج هذا الموقف؟؟؟لو تستطيع ان تجد لنفسها زاوية تختبأ فيها ريثما يحين موعد مغادرتها للفندق؟؟؟ولكن أنى لها ان تفعل ذلك؟أين تستطيع الاختباء من عيون النسر التي تلاحقها اينما نظرت؟؟؟انه يعلم بمقدار الاحراج والخجل الذي تحس بهما....وهو متلذذ بذلك حقاً!

ومع كل هذا....تمالكت نفسها...عليها ان تحفظ القليل المتبقي من ماء وجهها..., خاصة حينما رأت نظرات فران الحاقدة...!!لقد أرادته لنفسها..كانت تظن بأن ريكاردو هذا..شاب طائش مدلل...ولد وفي فمه ملعقة ذهب!!لم يقع ببالها أبداً..أن يكون رجلاً بما تعنيه الكلمة..!! وسيماً طاغي الجاذبية...حتى كاد يفقدها وعيها حينما رأته للمرة الاولى!!لم تكن قد صادفت في حياتها الزاخرة بالرجال من هو مثله!! او حتى يشبهه!! وقد ندمت أشد الندم على دفع ايلا باتجاهه!!!

قال السنيور سلفادور:" حسناً...هذا جيد جداً....أرى بأن كل العائلة أصبحت هنا أخيراً!"

قال ريكاردو:" أظن بأن السنيورا ايلا متعبة وبحاجة الى الراحة اذا لم تمانع جدي!!"

ماذا؟؟؟وأصبح يقرر عني أيضاً؟؟من يظن نفسه؟؟؟.....

فقاطعته:" لا لا..أنا بأحسن حال!"

نظر اليها ريكاردو بغرور:" حقاً؟اذاً هل يمكنكي ان تسمحي لي بهذه الرقصة؟"

اتجهت كل الانظار اليها...تنتظر جوابها..., اثنان يتمنون موافقتها...وواحدة تتمنى رفضها...

أعاد عليها السؤال..." سنيورا ايلا؟!"

قالت وهي تحاول رسم ابتسامة على وجهها الذي يكاد ينفجر من الغيظ:" بكل سرور!!"

وسحبها فوراً الى ساحة الرقص.., كانت تتحاشى النظر في وجهه.., وكان غضبها وحنقها عليه..يمنعانها من التأثر بلمساته التي كانت تحرقها....!! ركز نظراته عليها..أحست به وهو يحدق بها....تمنت في سرها أن يكف عن ذلك..لكنه لم يفعل!!

رفعت نظرها اليه وقالت بغضب:" ماذا؟!"

كان يحدق في عيونها النارية...., ابتسم ابتسامة صغيرة.." انكي حقاً نارية المزاج! أتساءل مم الآن؟"

" أوه..لا شيء أبداً.....!!سنيور ريكاردو!!"

لم يستطع منع نفسه من الضحك......لكنها تابعت:" حقاً لم أكن مخطئة بكل ما يتعلق بك!"

خفتت ضحكته..حتى تحولت الى ابتسامه..مالبث ان تلاشت..وقال ببرود:" أنتي لا تعلمين عني شيئاً يا ساندريلا! ولكن سنعمل على ذلك جيداً في الايام القادمه..أعدكي بذلك!"

" وما الذي يجعلك واثقاً من رغبتي في التعرف اليك؟"

قال بثقة:" لنقل بأنني....؟؟أجل..واثق كل الثقة من ذلك!"

ابتسمت وقالت بتحدي:" أيها المغرور! لن يحدث هذا أبداً!"

ردلها الابتسامة وقال بسخرية:" سنرى يا ساندريلا...!"

وضغط بيده وراء ظهرها, ضاماً اياها أكثر اليه..., توترت ايلا..وأحست بأن دماءها تغلي..نظرت اليه...ارتفع خط فمه قليلاً ليمنحها ابتسامه..لا ..بل نصف ابتسامة..., لا حظ اضطرابها وارتجاف شفتها السفلى....تحرك عرق فكه الايسر...ثم قال وهو يحول نظره عنها....

" إنك تجذبينني ساندريلا! لقد أدرتي عقلي تماماً هذه الليلة...! وهذا ما كان ينقصني!"

زاد ارتجافها..واحمرت وجنتاها أكثر...., ما هذا الذي تشعر به الآن؟؟ لماذا يخفق قلبها بشدة..وتتسارع أنفاسها؟؟

" اللعنة! كفي عن فعل ذلك يا فتاة!"

وهو يحاول السيطرة على أعصابه!! لكن كلمته أيقظتها من تلك المشاعر الغريبة...المثيرة واللذيذة! عادت لطبيعتها النارية ولسانها السليط...

" أنا...أنا لم أفعل شيئاً! ثم من تخال نفسك حتى تكلمني بهذه الطريقة أيها المغرور المدلل!! أطلب منك في الحال تركي! أريد الذهاب!"

تنهد للحظة..." حسناً..أظن بأن هذه الشخصية تناسبك أكثر, ولا تشعرني بأي ذنب حينما أفعل هذا!!"

وضمها اليه من جديد...معيداً اياها الى حلبة الرقص..!!كانت تود أن تعترض...لكن تلامس جسدهما معاً..أشعل فيها تلك الأحاسيس الغريبة مرة أخرى....فاستكانت وهدأت...على الأقل حتى لا تلفت الأنظار أكثر!! طبعاً كان الكل مهتم بمعرفة هوية تلك الفتاة..التي اختارها السنيور ريكاردو لوبيز لترقص معه!!!

حاولت التخلص من تلك الأحاسيس الغريبة...انها لا تريدها ولا تريد أي شيء يعلقها بهذه الدنيا....قالت بصوت هادئ...:" من فضلك....سنيور ريكاردو..أنا متعبة...وأريد أن أغادر!"

قال بتصميم أكبر:" أتريدين الهروب؟ لم أعرف أنكي جبانه!!"

" لست جبانة...لكنك طلبت رقصة واحدة...وها نحن نرقص منذ فترة..أما آن لتلك الرقصة اللعينة أن تنتهي؟"

" ها قد عاد المزاج الناري ثانيه!!!"

" أنا حقاً متعبة !!!من فضلك سنيور!!"

: "حسنا...تفضلي" وهو يرافقها الى حيث كانت فران...

" آه..كم كنتما رائعين بتلك الرقصة..لقد سرقتما جميع الانظار!"

ابتسمت ايلا بخجل:" ولقد استمتعنا أيضاً كثيراً عمتي..أليس كذلك سنيورا ايلا؟"

ردت ايلا بهدوء:" بالفعل! حسناً فران..أظن بأنه حان وقت ذهابنا ان لم يكن لديكي مانع!!"

أجاب السنيور سلفادور مقاطعاً:" أوه عزيزتي..أثناء انشغالكما بالرقص..كنت قد دعوتكما للإقامة في القصر.., فأنتما من العائلة ولا يحوز أبداً أن تقيما بمفرديكما في فندق وأنتما في بلد غريبة...."

" ولكن سنيور..؟"

عاد لمقاطعتها.." لا لكن!! لقد وافقت زوجة أبيكي وانتهى الأمر....ولا أظن بأنكي قادرة على تحطيم قلب العجوز المسكين الجالس أمامك, صديق جدك العزيز دايفيد!!"

تنهدت ايلا:" كلا سنيور..طبعاً لا أقدر على ذلك...ولكن ذلك يحرجنا كثيراً, أقدر كرمك ونبل أخلاقك بأن تعتبرنا من العائلة...ولكننا في الحقيقة...لسنا كذلك! لم أعتد أن أكون عالة على أحد..اعذر وقاحتي سنيور..لكنني لن أستطيع المكوث هنا..أرجو ان تتفهم موقفي!!"

كان ريكاردو يراقب بصمت......

" ولكن صغيرتي...!! إن لكي حصة في أملاكنا هنا تعود لجدك حينما كنا نعمل سوياً!!ولكن ميراثك مشروط ببلوغك سن الخامسة والعشرين...أو بزواجك!!"

"ماذا؟؟؟"

تفاجأ السنيور سلفادور:" ألم تخبريها سنيوريتا؟؟( موجهاً كلامه لفران)...

ارتبكت فران:" حقيقة لم أخبرها حتى أتأكد من الأمر!!"

" فهمت! حسناً عزيزتي...بتِ الآن تعرفين بأنكي لستي ضيفه..وانما صاحبة حق!!وبما أنني الوصي على حصة جدك..( وكأنه يوجه كلامه لفران) فإنني يجب أن أطمئن عليكي حتى يحين موعد استلامكي لحقك!! والآن ...لقد أتعبتني حقاً يا فتاة....لا تكوني عنيدة مثل جدك!"

كانت ايلا مدهوشة ومذهولة مما تسمع! أيعقل هذا؟

تدخل ريكاردو هنا قائلاً:" أظن بأن السنيورا ايلا مصدومة بعض الشيء..لذا أرى بأن ترشدها مارغريتا الى غرفتها!!"

سحبتها لولا من ذراعها:" بل أنا من ستفعل ذلك.!!! هيا يا حبيبتي إيلا...تفضلي سنيوريتا فران..سنرسل السائق لإحضار أمتعتكما من الفندق"

سارت ايلا على مضض وهي غير مقتنعه..لكن تعبها الشديد دفعها للرضوخ والاستسلام للأمر الواقع...! أما فران فكان همها الوحيد كيفية السيطرة على ميراث ايلا....والاستفادة منها قدر الامكان!!!