عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-02-2016, 09:35 PM
 

حياكي ريم....رح اكمل هلأ الفصل الاول....لأنه كان البارت قصير..بسم الله..

كانت الرسالة من ايطاليا,من السنيور سلفادور لوبيز, واحد من أشهر التجار وأغناها وأعرقها في بلده... , كان على علاقة وثيقة بجد ايلا دايفيد فيما مضى, كانا جيران ومن أعز الاصدقاء..لكن دايفيد قرر العودة الى بريطانيا ليؤسس عمله وبيته وعائلته, وبوفاته انقطعت الاخبار بين العائلتين, لكن السنيور سلفادور كان يتتبع اخبار ابن صديق عمره الوحيد جايمس..ولكن بشكل غير مباشر..وما ان سمع بوفاته..حتى أخذ على عاتقه مسؤولية رعاية أرملته وابنته, خاصه بعد معرفته بالحالة المادية السيئة التي وصلتا اليها بعد العيش الرغد والرفاهية المطلقة في حياة جايمس.

فبعث اليها برسالة, قدم فيها تعازيه الحارة, ثم قام بدعوتها الى بلده ايطاليا ليكونا بجوار عائلتهما القديمه, ولم ينس ان ينوه بأن لإيلا ميراث من جدها, كانت من ايام شراكته مع صديق عمره..كان يريد ان يقضي على أي تردد قد يصيب المرأتين خاصة وانه يعرف مقدار جشع وطمع فران!


وكان ذلك فعلاً, فقد قامت فران بتجهيز ايلا من جميع النواحي, حتى تحاول التأثير على السنيور ريكاردو, الحفيد البكر للسنيور سلفادور. توفي والديه بحادث سيارة وهو صغير, فربته عمته العانس (لولا) وجده , وطبعاً كان يقوم بجميع أعمال جده والمسؤول عن كل شيء تملكه العائلة!

وهاهي فرصة اخرى تلوح لفران, كي تبيع ابنة زوجها بثمن باهظ جداً, لم تكن تظن يوماً أنها قد تصل اليه!

وصدف ان تصلا في اليوم الذي تقام فيح حفلة سنوية بمناسبة موسم بدء القطاف! حسناً, لم تكن صدفة بحته, لكن الارملة الخبيثة قاتلت بضراوة وشراسه لم تعرفها ساحات المعارك القديمة حتى تصل في الوقت المحدد, وكالعادة.....نجحت خطتها..!

" لاأدري كيف يمكنك حضور حفلة بدء القطاف التافهة هذه, ولم يمض على وفاة والدي سوا بضعة أشهر؟"

نظرت فران بحدة لإيلا, وقالت بسخرية:" ستظلين فتاة بلهاء غبية طوال حياتك!! انها حفلة بدء القطاف ظاهرياً, لكن الكل يعرف بأن هذه الحفلة والتي تتكرر منذ عدة سنوات..ماهي الا لانتقء عروس لوريث عائلة لوبيز..أفهمتي يا صغيرتي؟"

ردت ايلا باستهزاء:" هذه سخافة بالفعل! لسنا في القرن التاسع عشر!"

علقت فران بعصبية زائدة:" فتاة غبية بالفعل!"

أما ايلا فتعمدت ايغاظتها:" حسناً...حسناً, وأظن بأن الامير الساحر ينتظر ساندريلا..أوه ..عذراً, أقصد ينتظر " إيلا" منذ سنوات..حتى يحبها من النظرة الاولى..ويتزوجا ويعيشا في سعادة أبدية!!!( ثم ضحكت من سذاجة هذه القصة).."أهذا ما تخيلته يا زوجة أبي العزيزة؟يبدو أن فطنتك ومكرك قد أخمدتها السنين!!"

ردت فران بعصبية كبيرة:" لست غبية فقط, ولكنك وقحة أيضاً"


ابتسمت ايلا ببرود, وكانت قد وصلت سيارتهما..وما أن رأت فران القصر..والحدائق التي تلفه وكأنها وشاح من الحرير الاخضر...حتى شهقت من هول ما رأت" ماهذا القصر؟ وهذه الحيقة؟؟ كلا..ليست حديقة واحدة..بل هي مجموعة حدائق مع بعضها!! أوه...رباه...لم أر في حياتي أجمل من هذا!!"

كانت ايلا تنظر حولها بعيون باهتة..لم يعد أي شيء جميل..منذ؟منذ وقت طويل!! تبدو وكأنها أول الدهر!!!

سحبتها فران من ذراعها وهي تحاول أن تكون خطوتها السريعة رزينه, كانت كأنها في حلم..وتخاف ان يختفي القصر من امام عينيها في أي لحظة!!!

وما إن أصبحتا في الداخل..حتى التقت عينا فران بعيني لولا التي كانت ترحب بالضيوف وتتفقد أحوالهم.., وحالاً كانت فران تتحدث الى لولا وكأنها صديقتها منذ أمد بعيد! انها ماهرة في ذلك حقاً! ألم تقتحم حياة ايلا بنفس الطريقة؟

صحت ايلا من شرودها على صوت لولا وهي ترحب بها ترحيباً حاراً...لقد شعرت بأنها انسانه طيبة وحنونة.., لكن ليس أكثر من السنيور سلفادور, الذي ما ان اخبرته لولا عن وصول أرملة جايمس وابنته, حتى هب واقفاً من مكانه..وراح يحييهما بمحبة وشوق كبيرين...صدما إيلا!

وطبعاً لم يكن من عادة فران تضييع الوقت.....

" اذاً ....لم نر السنيور ريكاردو؟ كانت إيلا تود التعرف اليه..أليس كذلك يا إيلا؟؟( وهي تنظر اليها مهددة)"

لكن إيلا كادت ان تنفجر من الاحراج:" أظنك تبالغين قليلاً فران...فأنا لا أعرف أحداً هنا..حتى أتحرق للقائه!!"

ابتلعت فران غيظها.., ورسمت ابتسامة مصطنعة على وجهها....ضحك السنيور سلفادور:" حقاً انك ابنة جدك!! كان نارياً شجاعاً وصريحاً..يقول مافي قلبه, أظن يا ايلا بأنني أنا وانتي سنكون من أفضل الاصدقاء.."

ابتسمت ايلا من طيبة ولطف السنيور سلفادور:" بالطبع سنيور..اني اتشرف بذلك!"

قالت لولا بحيرة:" لقد كان هنا منذ قليل...لا أدري أين ذهب! سأذهب لأراه...عن اذنكم"

ارتبكت ايلا..انها تكره هذه المواقف السخيفة..وفران لا تدخر وسعاً في احراجها واذلالها للحصول على ما تريده...لكنها لن تسمح لها بذلك..لن تدعها تدمر حياتها كما فعلت مع أبيها وأمها...

" حسناً..عن اذنكما, سأذهب لأشرب شيئاً..أحس بالظمأ!"

" تفضلي يا صغيرتي..." رد السنيور لوبيز بلطف...

" لكن إيلا؟"..حاولت فران ايقافها...لكن إيلا انسلت بسرعة..تختفي بين جموع الراقصين وتتجاوزهم..وحينما أحست بأنها بأمان....اقتربت من مائدة وسكبت لنفسها نصف كوب من العصير....
ارتشفت منه رشفه...ثم نظرت حولها..., كان هذا العالم غريباً عنها...!!صحيح انها عاشت حياة رفاهية وترف....ولكنها لم تصل الى هذا المستوى من البذخ الذي تراه حولها....انه عالم آخر تماماً!!!
تلفتت الى جموع الراقصين.." لا شك بأنني أقلهن أناقة!" نظرت الى مرآه طولية..كانت الى يسارها...وقالت لنفسها" حسناً..ليس سيئاً!!ولكنني بالتأكيد لست كساندريلا!"
كانت ترتدي ثوباً أسوداً طويلاًضيقاً من قماش لامع...بدون أكمام...وحذاءاً أسود رقيق..يبرز جمال ونعومة قدميها...وتركت شعرها الكستنائي اللامع يتموج حتى خصرها.....
كانت بسيطة...لكن خطيره! كانت دائماً تقلل من تقديرها لجمالها..زلجمال أي شيء في هذا العالم..., لأنها دفنته ودفنت سعادتها..حينما دفنت أغلى الناس على قلبها!!

انتبهت على صوت فران تناديها..نظرت الى حيث تقف مع السنيور سلفادور ولولا, فلمحت شاباً أسمر وسيم...يقف الى جانب لولا, ويتتبع فران بعينيه وكأنه ينتظر أن يرى صاحبة هذا الاسم!
اذن...هذا هو الامير الساحر!!حسناً..لن أدعكي تقومين بمخططاتك الدنيئة يا فران....

وضعت الكأس من يدها, وأسرعت تهرول نحو شرفة معتمة..كانت خالية من المدعوين وذلك بسبب بعدها عن قاعة الاحتفال..أسرعت ايلا اليها..واختبأت خلف الحائط..وهي تغمض عينيها وتتنفس بسرعة..كانت تسمع فران تناديها...
اقترب الصوت منها..فتحت عينيها ويدها على قلبها....ولكن؟ أوه...من هذا؟؟؟
لم تكن الشرفة خالية تماماً....كان هناك رجل..ينظر لإيلا بغرابة..وبنظرات متسائلة!!!